مقالة "دراسة التاريخ العربي القديم وأثره على الحضارة الانسانية" - تأليف د. علي العشاق - أونلاين بصيغة إلكترونية online pdf
معلومات عن المقالة :
العنوان : دراسة التاريخ العربي القديم وأثره على الحضارة الانسانية.
المؤلف : الدكتور، العشاق علي (أستاذ باحث بكلية الآداب – مكناس).
المصدر : مجلة أمل.
الناشر : محمد معروف.
المجلد / العدد : مج 9، ع 27.
عدد الصفحات : 9.
حجم الملف : 0,3 ميجا بايت.
صيغة المقالة : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).
مقتطف من المقالة :
"شروط إعادة كتابة تاريخ عربي موحد
وإذا كانت هذه العلة الأساسية - غياب الرؤية القومية في التاريخ العربي القديم ـ قد أصابت التاريخ العربي، فإن أسبابها تعزى بالأساس إلى :
1 - دور الاستشراق في التأثير على أسلوب ومنهج الكتابة التاريخية لدى المؤرخين العرب خلال القرنين الأخيرين، حيث عمل الاستشراق على تقوية النزعات الإقليمية من خلال القيام بكتابة تواريخ مستقلة للشعوب العربية، وتشجيع المؤرخين العرب على تناول تاريخهم تناولا محليا إقليميا وقد عمل المؤرخون من المستشرقين وأتباعهم على تدعيم النزعات الإقليمية من خلال تفسير التاريخ العربي تفسيرا يقوي انفصال الشعوب العربية عن بعضها البعض ويفتت أصول وحدتها في القديم ويدحض دواعي هذه الوحدة في الحاضر، ومن المعروف أن الاستشراق كحركة فكرية ارتبط بالاستعمار كحركة سياسية عسكرية واقتصادية - فقد حاول الغربيون من خلال العلم والفكر تسهيل الاستعمار في العالم العربي الإسلامي - عن طرق تطوير الاتجاهات القطرية في تفسير التاريخ العربي القديم.
2 - التخلف العلمي ودوره في إهمال دراسة التاريخ العربي القديم. فرغم التقدم الذي عرفه علم التاريخ وعلم الآثار في القرنين الماضيين، ظل التخلف العلمي يطغى على العرب والمسلمين وشكل لهم عائقا أمام الاهتمام وتتبع آثار التاريخ القديم، كما أن عدم توفر المادة العلمية الكافية لإثبات أحداث التاريخ العربي القدي والبرهنة عن أصالة هذا التاريخ، وإعادة كتابته في شكل متكامل يوضح الصلات العضوية الرابطة لشعوب المنطقة العربية قديما وحديثا، ترك التقدم في هذا المجال مقتصرا على الغربيين.
فأمام هذه الوضعية لابد أن تتظافر الجهود العلمية العربية في سبيل الكشف عن آثار شبه الجزيرة العربية وبقية المناطق المجهولة من المنطقة العربية القديمة بما فيها شمال إفريقيا، وإعادة كتابة تاريخ عربي يتلاءم وطموحات شعوبه، وذلك بالوقوف على الماضي بروح الحاضر والمستقبل حتى يصبح التاريخ حافزا يدفعنا إلى الأمام وينمي قابليتنا ويقوي مقدرتنا على صنع التاريخ الجديد، إن عـــادت إليه الأجيال اللاحقة فقرأته ووجدت فيه أسباب العزاء والسلوى، أكثر مما تجد فيه من أسباب التعاسة والبؤس. ولن يتم ذلك إلا إذا أخذ بعين الاعتبار ما يلي:
1 - توجيه الأبحاث التاريخية والعلمية المختلفة لخدمة هذا الهدف، وتنشئة جيل جديد من الباحثين المتخصصين في علم الآثار والتاريخ والمدربين على التكنولوجيا الجديدة.
2 - التأكيد على الوحدة الحضارية للمنطقة العربية منذ القدم (فترة ما قبل الإسلام 3000 ق م) والعمل على إثبات صلات القربي بين شعوبها، واستمرارية هذا في التاريخ إلى وقتنا الحاضر.
3 - البحث عن خصوصية تاريخية خارجة عن القياسات الأوربية (خصوصية قومية قديمة قدم هذه الحضارة)، تسترشد خطاها من مقومات أخرى يلعب الدين واللغة والعادات ووحدة الأصل دورا كبيرا فيها.
4 - دراسة الأصول المكتوبة انطلاقا من اللسان والكتابة العربيين، بحيث يمكن أن نبين بوضوح مغزاها التاريخي كروابط حيوية بين شعوب المشرق وحضارته.
5 - وضع إطار تاريخي موحد قادر على استيعاب التاريخ العربي بكامله. وتقسيم العصور التاريخية تقسيما جديدا ينطبق على تاريخ الإسلام خاصة.
6 - تنقية التاريخ العربي من الإسرائليات وكر البصر في تاريخ العبرانيين لأنه تاريخ مصنوع.
7 - الابتعاد عن الكم والانتقال إلى الكيف وذلك باختيار الأحداث التي تركت أثرا حضاريا باقيا.
والتأكيد على هذه النقط من شأنه تسهيل مهمة المؤرخ العربي تجاه تحقيق مصلحة الأمة العربية في التاريخ فتبرز استقلالية الأمة العربية من جهة، وفصل على التاريخ الإنساني العام من جهة أخرى.
وفي نفس الوقت ينمحي أثر الاستشراق على أسلوب ومنهج الكتابة التاريخية لدى المؤرخين العرب، ويعوض إهمال المؤرخ العربي لدراسة تاريخه القديم، بالوقوف عليه وجعله حافزا يدفعه إلى الأمام وينمي قابليته على صنع تاريخ عربي جديد."
رابط التحميل