كتاب قضايا المصطلح في الآداب والعلوم الإنسانية - الجزء الأول - أونلاين بصيغة إلكترونية online pdf
معلومات عن الكتاب :
إسم الكتاب : قضايا المصطلح في الآدب والعلوم الإنسانية.
الجزء : الأول.
المؤلف : مجموعة من الباحثين.
الناشر : كلية الآدب والعلوم الإنسانية مكناس.
صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).
مقتطف من الكتاب :
"انتشار المفاهيم la propagation des concept
يبدو حقل العلم أحيانا وكأنه مسرح لعمليات غريبة ومذهلة إلا أنه في مرحلة الاستقرار يمكن أن يبدو كحقل منظم يوزع بشكل عقلاني موضوعات ومناهج. وفي مثل هذه المناسبات ينبغي الاستئناس باستعارات حربية mtaphores guerrires. هكذا ينشر المخصصون في حقل معرفي ما تقارير النصر حينما يتم احتلال موقع او حينما يكون في طور الاحتلال. وهنا يكفي ان نستحضر السوسيو بيولوجيا التي تعلن بان علوم الثقافة والمجتمع والسياسة يجب من الآن فصاعدا ان تتعامل مع الانسان كنتاج للتطور البيولوجي، أن نستحضر النور فزيولوجيا التي تبشر بظهور انسان نورولوجي homme neuronal 1 قريبا
يوحد علم النفس وعلم النفس التحليليي وعلم الجمال أيضا. وفي تقارير النصر تلك ندحض الاحتجاجات ونداءات المقاومة. أما حين يكون الحقل العلم من النوع المضطرب فأن الجمهور أولا وخصوصا أولئك الذين يدعمون البحث العلمي ماديا يخطرون رسميا بالتحيز ثم إن أفكار أو موضوعات التقدم العلمي واحترام الاختلاف وبلاغات المقاومة الظلامية تتقاطع جميعها لمحاصرة المتفرج كي يختار معسكره. ونتسائل هل هناك ـ على سبيل الاجتمال وقبل الاختيار والتحيز وسيلة للتفكير في لا استقرارية الحقل العلمي نفسه؟ ماذا يمكن أن نفهم العمليات التي في إطارها نوقش ما كان في مرحلة السكون يقدم بسهولة كالتالي: ملاءمة المفاهيم والمناهج العلمية لموضوعاتها؟
انطلاقا من هذا السؤال يطرح تشعب يتعلق بسؤال العلم وقد يكون لقب العلم نفسه يشير إلى حالة حق. وفي هذه الحالة يتوجب علينا تحديد مفهوم العلمية Scientificit وكذا النموذج القبلي الذي في إطاره يمنح وسام العلم وعبر هذا النموذج سنحاول أن نحدد الدور المشروع للمفاهيم وعلاقاتها بالتجربة وكلازمة لذلك يتعين علينا البحث عن معيار للفصل critre de dmacration والتوضيح بين ما له الحق في حمل شارة مفهوم علمي وبين ما يقال له ببساطة استعاريا تقدير اسقرائي غير مناسب أو " فكرة ايديولوجية " وبتسلحنا هذا المعيار سنعود إلى العلوم للحكم والتقويم والنقد. باختصار سنقوم بما اتفق على تسميته الابستمولوجيا المعيارية Epistmologie normative أو سنقبل لقب العلم كواقعة المجموعة من الافتراضات والتطبيقات والمشاكل التي تعرف اليوم بأنها علمية. لأجل ذلك غالبا ما كانت الابستمولوجيا المعيارية وهي التي تقترح التنصيص على معايير للفصل لتحديد ماله الحق في حمل تلك الشارة قد اختزلت في تفسير كيف أن منتصري اليوم كانوا بالفعل على صواب. فكل شيء بالنسبة إليها جاهز ومصوغ من قبل العلماء أنفسهم، فباسم الخصائص المتواضع عليها: الخصوبة والقوة التفسيرية والموضوعية..يتم إحراز النصر. على العكس من ذلك فإن إمكانية الكلام هنا وهناك عن إيديولوجيا عن علم خاطئ أو عن مقترح يعني في الحالة هذه ومن وجهة نظر من يحمل هذا الحكم بأن العملية قد اخفقت ذلك أنها لم تفلح في جعل معايير المعقولية والعلمية التي تحملها مقبولة. إن فائدة ما كان قد اقترح لم تكن قادرة على محو الإحساس الاعتباطي بحيث إن الطريق المقترح لم تعرف على أنها استطاعت أن تفتح مدخلا أصيلا لمناقشة الظواهر وبالتالي فإن الدلائل
لصالح الشكل الجديد من التنظيم لم تكن قادرة على أن تفرض نفسها على وجه الجبر.
كلازمة بما سبق سوف لن نتكلم عمدا هنا عن الحقيقة أو الإثبات "وفقا للطبيعة". يمكن لهذه النعوت أن تفرض نفسها في حالة النصر ولن يتم ذيوعها طالما لم تفتح المناقشة أو تكون هي منتمية إلى استدلال هو نفسه محل جدل. هذه إذا هي القاعدة التي نحاول أن نأخذ بها في هذا التحليل. فلا نص من النصوص له الطموح ليكون محايدا ومؤلفوا هته النصوص يكونون طرفا مهما بصفة مباشرة أو غير مباشرة في الأسئلة التي يناقشونها، بالمقابل لا يمتلك أي أحد منهم بخصوص العلم أو بخصوص المجال الذي يعالجه ثمة معيار يسمح له بالحكم ولا يطمع أي أحد منهم بالتموقع في موقع هو نفسه خارج عن النقاش بحيث يخول له أن يصف دون أن يشارك فيما يصفه فلا يعرف أي أحد منهم الكيفية التي يحدد بها العلم خارج المناقشات والمجادلات والتوافقات التي انطلاقا منها يتم ويتحول ذلك التحديد. فلا أحد يعرف الكيفية التي نسلم بها بأن الطبيعة أثبتت الصفة الملائمة لمفهوم علمي في استقلال عن الاتفاق الذي يعقد أو لم يعقد بخصوص هذه المعادلة. أما عن الكيفية التي ندرس بها دور المفاهيم داخل العمليات التي تكون الحقل العلمي فإن الكلام هنا سيتمحور على الحقل المعاصر. إن الأسئلة التي هي. بمثابة أصواء لهذا الحقل هي التي تشكل مناط اهتمامنا وبدون شك أيضا مناط اهتمام القارئ، وهي التي يصادف العموم اليوم صداها. ويتبار كل مفهوم حول إشكال مهم استبد بالفكر العلمي اليوم، كما أن مناقشة هذه المفاهيم هي محصلة تجربة للتعاون الفعلي حيث لا مكان لحجة السلطة العلمية أو للتوزيع المتكافئ للكفاءات أو المعارضة بين العلمي والتأملي الفلسفي، فقط هناك الرهان الوحيد المتمثل في القسمة والبحث عن التمفصلات بين المعارف والأسئلة والفوائد ويتميز الصنيع المتميز لهذه المحاولة في إمكانية بروز تعايشات أخرى بين المعارف إضافة إلى تلك التي هي راجحة اليوم في الحقل العلمي. وقد يبدو لأول وهلة أن الدراسات حول المفاهيم التالية يمكن أن تكون متنافرة، فيمكن لبعضها مثلا كالتي تعالج مفهوم الحساب calcult والتعقيد complexit أن تعتز بدليل مطابقتها للعصر الدرجة سواء داخل العلوم أو في المراجع الثقافية للعلم كما يظهر أن بعضها الذي عالج مثلا الانتقاء slection والسلوك comportement أنه يمكن أن بدعي أن يكون من أحداث الساعة، أما بخصوص الكائن العضوي organisme | فيبدو كمثال عاكس لفكرة بالية لا يمكنها البثة أن تطمح للحصول على تأشيرة وضع المفهوم العلمي. ومع ذلك فقد فرض كل مفهوم من المفاهيم السابقة نفسه خلال المناقشات كمظهر من السؤال الذي انبثق وأخذ تدريجيا قوامه. فإلى السؤال ترجع عبارة انتشار المفاهيم propagation des concepts. وكما سنرى فإن فكرة الانتشار تسمح بالإشارة إلى خصوصية المفاهيم العلمية التي تنتمي إلى علم الأمس أو علم اليوم ومعرفة قدرتها على التنظيم والشيوع والتوسع. ونتساءل لماذا الانتشار ؟ إنه مصطلح له من الحظوة ما يؤهله للإشارة إلى ظاهرة طبيعية وأيضا إلى ظاهرة اجتماعية. فنحن نتكلم عن انتشار الوباء وانتشار الحرارة وانتشار الفكرة وانتشار الدرجة، غير أن هناك تمييزا يفرض نفسه في الحالات الأخيرة ذلك إن استعمال المصطلح نفسه في الحالات الأخيرة إذ استعمال المصطلح نفسه الانتشار له معنى قدحي إذ يدل على أن لا الأفكار ولا الدرجة يمتلكان القوة الذاتية التي تمكنهما من الانتشار إذا لم يتواجد هناك فاعلون يرون فائدة أو مصلحة في نجاحهم. وغالبا ما يحيلنا الانتشار بهذا المعنى على الدعاية la propagande أو على الأقل على نمط من العلية السوسيوثقافية التي تفسر نجاح درجة ما أو فكرة ما عن طريق أشياء أخرى عوض الدرجة نفسها أو الفكرة نفسها."
رابط تحميل الكتاب