كتاب '' البرغواطيون في المغرب '' للأستاذين محمد الطالبي وإبراهيم العبيدي - أونلاين بصيغة إلكترونية online pdf
معلومات عن الكتاب :
إسم الكتاب : البرغواطيون في المغرب.
المؤلف : الدكتور محمد الطالبي والدكتور إبراهيم العبيدي.
الناشر : تانسيفت.
عدد الصفحات : 97 ص.
حجم الكتاب : 1,51 ميجا بايت.
صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).
مقتطف من الكتاب :
"الديانة البرغواطية
قبل الحديث عن أمراء برغواطة ونشاطهم السياسي وصراعهم مع أعدائهم يجب التعرف على الديانة التي دانوا بها وقاتلوا من أجلها. ومن أجلها كذلك اعتبروا كفارا وملحدين وزنادقة .
ليست لدينا معلومات كثيرة عن الجانب العقائدي والشعائري لهذه الديانة. وما نتوفر عليه مستمد من البكري بالدرجة الأولى وابن حوقل في الدرجة الثانية .
وتكاد المصادر تجمع على أن صالح بن طريف ادعى النبوة، وادعى لذلك بأنه تلقى من الله قرآنا باللغة البربرية كما ادعى أنه يوحى إليه في كل خطبه وأقواله ومن شك في ذلك فهو كافر. ويقول البكري أن البرغواطيين يقدمون مع الاقرار بالنبيين الاقرار بنبوة صالح بن طريف وبنيه ومن تولى الأمر بعده من ولده، وأن الكلام الذي ألف لهم وحي من الله تعالى لا يشكون فيه تعالى الله عن ذلك.
وقد وضع صالح قرآنا باللغة البربرية يقرأونه في صلواتهم ويتلونه في مساجدهم ويتألف قرآنه من ثمانين سورة أكثرها منسوبة إلى أسماء الأنبياء من لدن آدم وأولها سورة أيوب وآخرها سورة يونس. وفيها سورة، فرعون ، قارون ، هامان ياجوج وماجوج الدجال، العجل، هاروت ماروت ، طالوت ، نمرود ، الديك الجمل الجراد، الحمل، الحنش ؛ غرائب الدنيا، وهناك العلم العظيم. وأضاف عن سورة غرائب الدنيا أنه حرم فيه وحلل وشرع وقص وكانوا يقرأونه في صلواتهم .
وذكر البكري مقتطفات من سورة أيوب وهي استفتاح كتابهم :
«بسم الله الذي أرسل به الله كتابه إلى الناس، هو الذي بين لهم به أخباره قالوا علم إبليس القضية، أبى الله ليس يطيق إبليس كما يعلم الله سل أي شيء يغلب الألسن في إلا قوله ليس يغلب الألسن في الا قوله إلا الله، لقضائه باللسان الذي أرسل الله بالحق إلى الناس استقام الحق، انظر محمدا كان حين عاش استقام الناس كلهم الذين صحبوه، حتى مات، ففسد الناس، كذب من يقول أن الحق يستقيم وليس ثم رسول الله» .
ويظهر من الآيات الأخيرة أنه أراد إيجاد مبرر لديانته ولكونه نبيا على أساس عدم استقامة الحق دون وجود رسول.
ووضع صالح إلى جانب القرآن مجموعة من التعاليم منها عشر صلوات خمسا في النهار وخمسا في الليل، وبعض صلاتهم إيماء لا سجود فيها لكنهم يسجدون في آخر ركعة ثلاث سجدات متصلة وبعضها على كيفية صلاة المسلمين . وعند ابتداء الصلاة يضع الفرد إحدى يديه على الأخرى ويقول بالبربرية ابتستمن ياكش) وتفسيره باسم الله وأثناء سجودهم يرفعون جباههم وأيديهم عن الأرض مقدار نصف شبر ويقولون (مقرياكش) وتفسيره الكبير الله ويضعون أيديهم مبسوطة في الأرض طوال ما يستشهدون ويقرأون نصف قرآنهم في وقوفهم ونصفه في ركرعهم. ويقولون في تسبيحهم بالبربرية الله فوقنا لم يغب عنه شيء في الأرض ولا في السماء ويقولون مقرياكش خمسة وعشرين مرة، وايحن ياكش مثل ذلك ومعناه الواحد الله وردام ياكش مثل ذلك ومعناه لا أحد مثل الله ويصلون صلاة الجمعة يوم الخميس وقت الضحى وشرع لهم في الوضوء ، غسل السرة والخاصرتين والرجل من الركبتين ومسح القفاء ، وأن لا يغتسلوا من جنابة إلا من حرام كما نصت تعاليمه على صوم رجب والإفطار في رمضان .
أما فيما يتعلق بالتعاليم الأخرى، فقد أباح لهم الزواج بالنساء دون حدود، وأباح لهم الطلاق والعودة إلى المطلقة متى شاءوا وحرم عليهم زواج بنت العم إلا ثلاثة حدود ولا يتسرون ولا ينكحن المسلمين ولا ينكحون فيهم. كذلك شرع قتل السارق بالإقرار والبيئة ورجم الزاني ونفي الكاذب ويسمونه (المخير) كما حرم رأس كل حيوان وحرم ذبح الديك لأنهم يعتمدون عليه في معرفة أوقات الصلاة، والسمك لا يؤكل إلا بعد الذبح والبيض عندهم حرام والدجاج مكروه إلا أن يضطر عليها، والقاتل تؤخذ منه دية مائة من البقر ، ويأخذون العشر في الزكاة من جميع الحبوب ولا يأخذون شيئا من المسلمين ويعتقدون أن نبيهم يشفي من المرض .
وعن البكري نقل ابن عذاري وابن الخطيب وابن زرع وابن خلدون نقل عنه بشيء من التمحيص .
أما رواية ابن حوقل فإنها أقل من رواية البكري وفيها شيء من الاضطراب والأخطاء في أسماء الأمراء وسني حكمهم فيقول :
ان رجلا يعرف بصالح بن عبد الله دخل العراق ودرس شيئا من النجوم وصلت منزلته في علمها إلى أن قوم الكواكب وعمل التقاويم والمواليد وأصاب في أكثر أحكامه، ثم عاد إلى قومه فدعاهم إلى الإيمان به، وذكر أنه نبي ورسول مبعوث إليهم بلغتهم، واحتج بقول الله تعالى وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه وأن محمدا صلى الله عليه وسلم نبي حق عربي اللسان مبعوث إلى قومه وإلى العرب خاصة وأنه صادق فيما أتى به من القرآن، وإياه أراد الله عز وجل بقوله صالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير. وعدهم غير كسوف فوحدوه وانذرهم غير شيء فادركوه وأصابوه على حكايته فأفسد عقولهم وبدل معارفهم، وافترض عليهم طاعة في سنة ابتدعها وأحوال فرضها واخترعها ، وأوجب عليهم صوم شعبان وإفطار شهر رمضان، وعين لهم كلاما رتله بلغتهم وشرع فيه محابة على نحلتهم. فهم يتدارسونه ويعظمونه، ويصلون به.
وهلك فخلفه وضي كان له إقامة يكنى أبا الخير فزاد فيما رسمه أشياء ذكر أن له فيها الزيادة والنقصان والحل والعقد فيما قدمه صالح لهم من الأحوال، فدعاهم إلى النسك وترك الدنيا والإقبال على التقلل والزهد. وتناهي هو وخاصته في ذلك إلى أن حفظ عليه صبره عن الغذاء خمسا من الدهر وسبعا وتسعا وهو في جميع ذلك يذكر أنه يوحى إليه وأن الملائكة تأتيه بما يأمرهم به وينهاهم عنه ، وكان صالح يحل لهم الطيبات ويبيحهم اللذات ويسوسهم في المحظورات. وفيهم الآن من يقرأ القرآن بغاية الاحترام ويحفظ منه السور ويتأول آياته على موافقته لكتابهم وقرآنهم» ."
رابط تحميل الكتاب