لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب المدينة في العصر الوسيط (قضايا ووثائق من تاريخ الغرب الإسلامي) PDF تأليف عبد الأحد السبتي وحليمة فرحات

كتاب المدينة في العصر الوسيط (قضايا ووثائق من تاريخ الغرب الإسلامي) للأستاذ عبد الأحد السبتي والاستاذة حليمة فرحات - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF









معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : المدينة في العصر الوسيط (قضايا ووثائق من تاريخ الغرب الإسلامي).


المؤلف : عبد الأحد السبتي وحليمة فرحات.


الناشر : المركز الثقافي العربي.


عدد الصفحات : 195 ص.


حجم الكتاب : 2.74 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).






مقتطف من الكتاب :


"شروط المدينة

حسب ابن أبي زرع


وقالت الحكماء أحسن مواضع المدن أن تجمع خمسة أشياء وهي: النهر الجاري والمحرث الطيب، والمحطب القريب، والسور الحصين والسلطان، إذ به صلاح حالها وأمن سبلها وكف جبابرتها، وقد جمعت مدينة فاس هاذه الخصال التي هي كمال المدن وشرفها وزادت عليها بمحاسن كثيرة نذكرها بعد إن شاء الله تعالا.


[ابن أبي زرع قرطاس، ص 33]


شروط المدينة

حسب ابن خلدون


اعلم أن المدن قرار تتخذه الأمم عند حصول الغاية المطلوبة من الترف ودواعيه؛ فتؤثر الدعة،والسكون وتتوجه إلى اتخاذ المنازل للقرار. ولما كان ذلك للقرار والمأوى وجب أن يراعى فيه دفع المضار بالحماية من طوارقها، وجلب المنافع وتسهيل المرافق لها : فأما الحماية من المضار فيراعى لها أن يدار على منازلها جميعاً سياج الأسوار، وأن يكون وضع ذلك في ممتنع من الأمكنة إما على هضبة متوعرة من الجبل، وإما باستدارة بحر أو نهر بها، حتى لا يوصل إليها إلا بعد العبور على جسر أو قنطرة فيصعب منالها على العدو ويتضاعف امتناعها وحصنها. ومما يراعى في ذلك للحماية من الآفات السماوية طيب الهواء للسلامة من الأمراض. فإن الهواء إذا كان راكداً خبيثاً، أو مجاوراً للمياه الفاسدة أو لمناقع متعفنة أو لمروج خبيثة، أسرع إليها العفن من مجاورتها؛ فأسرع المرض للحيوان الكائن فيه لا محالة، وهذا مشاهد.


والمدن التي لم يراع فيها طيب الهواء كثيرة الأمراض في الغالب. وقد اشتهر بذلك في قطر المغرب بلد قابس من بلاد الجريد بإفريقية؛ فلا يكاد ساكنها أو طارقها يخلص من حمى العفن بوجه ولقد يقال إن ذلك حادث فيها، ولم تكن كذلك من قبل. ونقل البكري في سبب حدوثه، أنه وقع فيها حفر ظهر فيه إناء من نحاس مختوم بالرصاص. فلما فَضَ ختامه صعد منه دخان إلى الجو وانقطع وكان ذلك مبدأ أمراض الحميات فيه. وأراد بذلك أن الإناء كان مشتملا على بعض أعمال الطلسمات لوبائه وأنه ذهب سره بذهابه فرجع إليها العفن والوباء.


وهذه الحكاية من مذاهب العامة ومباحثهم الركيكة والبكري لم يكن من نباهة العلم واستنارة البصيرة بحيث يدفع مثل هذا أو يتبين خرقة فنقله كما سمعه.


 والذي يكشف لك الحق في ذلك أن هذه الأهوية العفنة أكثر ما يهيتها لتعفين الأجسام وأمراض الحميات ركودها. فإذا تخللتها الريح وتفشت وذهبت بها يميناً وشمالاً، خفت شأن العفن والمرض البادي منها للحيوانات.

 ‏

والبلد إذا كان كثير الساكن وكثرت حركات أهله فيتموج الهواء ضرورة، وتحدث الريح المتخللة للهواء الراكد، ويكون ذلك معيناً على الحركة والتموج. وإذا خف الساكن لم يجد الهواء معيناً على حركته وتموجه، وبقي ساكناً راكداً، وعظم عفنه وكثر ضرره وبلد قابس،هذه كانت عندما كانت إفريقية مستجدة العمران كثيرة الساكن تموج بأهلها موجاً فكان ذلك معيناً على تموج الهواء واضطرابه وتخفيف الأذى منه؛ فلم يكن فيها كثير عفن ولا مرض وعندما خف ساكنها ركد هواؤها المتعفن بفساد مياهها فكثر العفن والمرض. فهذا وجهه لا غير.


وقد رأينا عكس ذلك في بلاد،وضعت ولم يراع فيها طيب الهواء. وكانت أولاً قليلة الساكن؛ فكانت أمراضها كثيرة فلما كثر ساكنها انتقل حالها عن ذلك. وهذا مثل دار الملك بفاس لهذا العهد المسمى بالبلد الجديد وكثير من ذلك في العالم. فتفهمه تجد ما قلته لك.


وأما جلب المنافع والمرافق للبلد فيراعى فيه أمور منها الماء، بأن يكون البلد على نهر أو بإزائها عيون عذبة ثرَّة. فإن وجود الماء قريباً من البلد يسهل على الساكن حاجة الماء وهي ضرورية، فيكون لهم في وجوده مرفقة عظيمة عامة ومما يراعى من المرافق في المدن طيب المراعي لسائمتهم إذ صاحب كل قرار لا بد له من دواجن الحيوان للنتاج والضرع والركوب ولا بد لها من المرعى. فإذا كان قريباً طيباً، كان ذلك أرفق بحالهم، لما يعانون من المشقة في بعده. ومما يراعى أيضاً المزارع؛ فإن الزروع هي الأقوات. فإذا كانت مزارع البلد بالقرب منها، كان ذلك أسهل في اتخاذه وأقرب في تحصيله. ومن ذلك الشجر للحطب والبناء، فإن الحطب مما تعم البلوى في اتخاذه لوقود النيران للاصطلاء والطبخ والخشب أيضاً ضروري لسقفهم وكثير مما يستعمل فيه الخشب من ضرورياتهم وقد يراعى أيضاً قربها من البحر لتسهيل الحاجات القاصية من البلاد النائية إلا أن ذلك ليس بمثابة الأول.


وهذه كلها متفاوتة بتفاوت،الحاجات وما تدعو إليه ضرورة الساكن. وقد يكون الواضع. غافلاً عن حسن الاختيار الطبيعي أو إنما يراعي ما هو أهم على نفسه وقومه، ولا يذكر حاجة غيرهم كما فعله العرب لأول الإسلام في المدن التي اختطوها بالعراق وافريقية؛ فإنهم لم يراعوا فيها إلا الأهم عندهم، من مراعي الإبل وما يصلح لها من الشجر والماء الملح ولم يراعوا الماء، ولا المزارع، ولا الحطب، ولا مراعي السائمة من ذوات الظلف ولا غير ذلك؛ كالقيروان والكوفة والبصرة وأمثالها. ولهذا كانت أقرب إلى الخراب لما لم تراع فيها الأمور الطبيعية.


ومما يراعى في البلاد الساحلية التي على البحر أن تكون في جبل، أو تكون بين أمة من الأمم موفورة العدد، تكون صريخاً للمدينة متى طرقها طارق من العدو. والسبب في ذلك أن المدينة إذا كانت حاضرة البحر، ولم يكن بساحتها عمران للقبائل أهل العصبيات ولا موضعها متوعر من الجبل كانت في غرة للبيات، وسهل طروقها في الأساطيل البحرية على عدوها وتحيفه لها لما يأمن من وجود الصريخ لها. وأن الحضر المتعودين للدعة قد صاروا عيالاً وخرجوا عن حكم المقاتلة. وهذه كالإسكندرية من المشرق وطرابلس من المغرب وبونة وسلا ومتى كانت القبائل والعصائب موطنين بقربها بحيث يبلغهم الصريخ والنعير، وكانت متوعرة المسالك على من يرومها باختطاطها في هضاب الجبال وعلى أسنمتها؛ كان لها بذلك منعة من العدو ويئسوا من طروقها لما يكابدونه من،وعرها وما يتوقعونه من إجابة صريخها. كما في سبتة وبجاية وبلد القل على صغرها فافهم ذلك واعتبره في اختصاص الإسكندرية باسم الثغر من لدن الدولة العباسية، مع أن الدعوة من ورائها ببرقة وإفريقية؛ وإنما اعتبر في ذلك المخافة المتوقعة فيها من البحر لسهولة وضعها. ولذلك - والله أعلم - كان طروق العدو للإسكندرية وطرابلس في الملة مرات متعددة. والله تعالى أعلم.


[ابن خلدون عبر، ج 2، ص 617-621]


شروط المدينة

حسب ابن القاضي


حكي عن الحكماء أنها قالت: لا تستوطن إلا بلداً فيه سلطان حاضر، وطبيب ماهر، ونهر جار، وقاض عدل وعالم عامل، وأسواق قائمة، وقالت الحكماء أيضاً : أحسن المدن هي التي تجمع خمسة أشياء نهر جار ومحرث طيب، وحطب قريب، وسور حصين وسلطان،قاهر إذ به صلاح أهلها وتأمين سبلها.


[ابن القاضي، جلوة، ج 1، ص 42]"


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب