لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب ما هي الفلسفة pdf تأليف جيل دولوز وفليكس غتّاري

 كتاب ما هي الفلسفة - تأليف جيل دولوز وفليكس غتّاري - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF







معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : ما هي الفلسفة.


تأليف : جيل دولوز، فليكس غتّاري.


ترجمة : مطاع صفدي.


الناشر : المركز الثقافي العربي.


عدد الصفحات : 227.


حجم الملف : 5.46 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).






مقتطف من الكتاب :


"إن المفاهيم الفلسفية هي كليات متشظية لا تتراصف إلى جانب بعضها لأن حوافيها لا تتطابق. فهي تتولد من ضربات النزد بدلاً من أن تشكل مُرَكَّباً معقداً. ومع ذلك فإن للمفاهيم صحبها، والفلسفة التي تبدعها تقدّم دائماً كلاً متماسكاً، غير متشظ، حتى عندما يظل منفتحاً : فهي كل لا محدود Omnitudo يحويها جميعها ضمن المسطح الواحد. انها طاولة، طبق أو مقطع هي مسطح الثبات أو بالأحرى، مسطح محايثة المفاهيم، المسطاح : Planomène. فالمفاهيم والمسطح متضايفة بشكل دقيق، دون أن يعني ذلك أنها أقل تطابقاً فيما بينها ومسطح المحايثة ليس مفهوماً ولا مفهوم جميع المفاهيم. ولو وحدنا فيما بينها فلا شيء يمنع المفاهيم من أن تصبح واحداً، أو أن تصبح كليات عامة وتفقد خصوصيتها، ولكن كذلك قد يفقد المسطح انفتاحه. فالفلسفة نزعة بنائية والنزعة البنائية لها وجهان متكاملان يختلفان بطبيعتهما من حيث إبداع المفاهيم ورسم المسطح إن المفاهيم أشبه بالموجات المتعددة التي تعلو وتهبط، ولكن مسطح المحايثة هو الموجة الوحيدة التي تلفها وتنشرها فالمسطح يضم الحركات اللامتناهية التي تجتازه ومن ثم تعود؛ ولكن المفاهيم هي السرعات اللامتناهية للحركات المتناهية التي تجتاز دائماً في كل مرة مركّباتها الخاصة فلا تزال مشكلة الفكر بدءاً من ابيقورس إلى سبينوزا وكتابه المذهل ٧ [الخامس ] ..) ومن سبينوزا إلى ميشو (Michaux)، هي السرعة اللامتناهية، ولكن هذه الأخيرة تحتاج الى وسط يتحرك في ذاته بشكل لانهائي، فهي تحتاج الى المسطح، إلى الفراغ، إلى الأفق. هناك ضرورة لليونة المفهوم، ولكن أيضاً لانسيابية الوسط. فنحن نحتاج إليهما معاً من أجل تركيب الكائنات البطيئة التي هي نحن.


إن المفاهيم هي الأرخبيل أو العمود الفقري وليست النفس، بينما المسطح هو بالأحرى الجمجمة الذي تسبح فيه هذه المعزولات والمفاهيم هي . مساحات أو أحجام مطلقة، عديمة الشكل أو متشظية، بينما المسطح هو المطلق اللامحدود الذي لا شكل له ولا مساحة ولا حجم. ولكنه معرض دائماً للتقطع. فالمفاهيم هي انتظامات ملموسة أشبه بتشكيلات آلة معينة، غير أن المسطح هو الآلة المجرّدة بحيث تؤلف الانتظامات قطعه الآلية. فالمفاهيم هي أحداث، ولكن المسطح هو أفق الأحداث، خزان أو احتياطي الأحداث المفهومية الخالصة: إنه ليس الأفق النسبي الذي يعمل كحد معين، ويتغير مع المراقب، ويجمع حالات الأشياء القابلة للملاحظة، بل هو الأفق المطلق المستقل عن أي ،مراقب وهو الذي يجعل الحدث كمفهوم يستقل عن الحالة المرئية للأشياء حيثما يمكنه أن يتجلى ) ١. إن المفاهيم تتراصف وتشغل المسطح وتملأه قطعةً قطعة ؛ بينما المسطح هو الوسط الذي لا ينقسم إذ تتوزع المفاهيم دون أن تلغي وحدته واستمراريته فهي تحتل دون حساب (إن رقم المفهوم ليس عدداً)، أو أنها تتوزع بدون تقسيم؛ فالمسطح يشبه الصحراء التي تؤمها المفاهيم دون أن تتقاسمها. والمفاهيم ذاتها هي المناطق الوحيدة في المسطح، ولكن المسطح هو الوحيد الذي يمسك بالمفاهيم . والمسطح ليس فيه مناطق أخرى غير القبائل التي تسكنه وتتنقل فيه ؛ والمسطح هو الذي يؤمن اتصال المفاهيم بواسطة ترابطات تتزايد على الدوام والمفاهيم هي التي تؤمن إعمار المسطح وفق مساحة تتجدد وتتغير باستمرار.


إن مسطح المحايثة ليس مفهوماً فكرياً أو مفكراً به، ولكنه صورة الفكر، الصورة التي يعطيها الفكر عن نفسه عن ماهية الفكر وعن استعمال الفكر والتوجه داخل الفكر. فليس المسطح منهجاً، ذلك أن كل منهج يتعلق ضمناً بالمفاهيم ويفترض مثل تلك الصورة. وليس ذلك حالة معرفية حول الدماغ وطريقة عمله، لأن الفكر هنا لا ينتسب الى الدماغ البطيء مثلما يتعلّق بحالة الأشياء القابلة للتحديد علمياً، حيث لا يقوم الفكر الا بتحققه مهما كان استخدامه وتوجهه. كما أن المسطح ليس كالرأي الذي نكونه عن الفكر، عن أشكاله وأهدافه ووسائله في هذه اللحظة أو تلك. فصورة الفكر تتضمن توزيعاً صارماً يميز ما بين الواقعة (كحدث خام) والواقعة المشروعة : ما يعود الى الفكر كفكر يجب أن ينفصل عن الأحداث التي تحيل الى الدماغ، أو إلى الآراء الشائعة. فعلى سبيل المثال: هل ينتمي فقدان الذاكرة أو الجنون إلى الفكر كفكر، أم يجب أن نأخذ بالاعتبار فقط حوادث الدماغ كمجرّد وقائع؟ وهل يكون التأمل والتفكير والتواصل شيئاً آخر غير الآراء التي نكونها عن الفكر في عصر معين وفي حضارة معينة؟ فصورة الفكر لا تحتفظ الا بما قد يحق للمفكر أن يضطلع به مبدئياً. والفكر يضطلع «فقط» بالحركة التي يمكن أن تُحمل إلى اللانهاية وما يحق للفكر الاضطلاع به، وما ينتخبه، هو الحركة اللامتناهية أو حركة اللامتناهي فهي التي تكون صورة الفكر.


إن حركة اللامتناهي لا تحيل الى أبعاد مكانية - زمانية قد تحدد المواقع المتتالية لمتحرك معين وتحدّد العلائم الثابتة التي تتغير هذه الأبعاد [الاحداثيات] بالنسبة لها . إن التوجه في «الفكر لا يتضمن نقطة ارتكاز موضوعية أو متحرّكة يمكن أن تتجسد في ذات، وتبتغي اللامتناهي بصفتها هذه أو قد تحتاج اليه . لقد استحوذت الحركة على كل شيء، ولم يعد هناك أي مكان لذات أو لموضوع لا يمكنهما أن يكونا سوى مفاهيم. ما يتحرك هو الأفق عينه : الأفق النسبي يبتعد عندما تتقدم الذات، بينما الأفق المطلق نحن دائماً فيه وبشكل مسبق، فوق مسطح المحايثة وما يحدد الحركة اللامتناهية هو الذهاب والإياب، لأنها لا تذهب نحو هدف معين دون أن تعود إلى الذات، فالأبرة هي أيضاً القطب. فإذا كان التوجه نحو . . هو حركة الفكر نحو الحقيقي، فكيف لا يتوجه الحقيقي هو أيضاً نحو الفكر؟ وكيف لا يبْتَعِدُ الحقيقي بدوره عن ذاته عندما يبتعد الفكر عن ذاته ؟ ومع ذلك ليس في الأمر ذوبان وإنما قابلية للانقلاب، إنه تبادل مباشر، مستمر وفوري، فهو وميض. إذ إن الحركة اللامتناهية مضاعفة، ولا وجود إلا لثنية الواحدة على الأخرى. وبهذا المعنى يقال إن التفكير والكينونة هما عين الشيء. أو بالأحرى فالحركة ليست صورة للفكر دون أن تكون أيضاً مادّة للكينونة . عندما انبثق فكر طاليس جاء ارتجاعه كالماء وعندما أصبح فكر هيراقليطس موضع جدل حاذ ارتدت النار عليه. إنها السرعة ذاتها في الاتجاهين: فالذرة تنطلق بذات سرعة الفكر». إن لمسطح المحايثة وجهين من جهة الفكر ومن جهة الطبيعة، مثل المادة والروح Physis et Nois). ولذلك فهناك الكثير من الحركات اللامتناهية التي تأخذ بعضها بالبعض الآخر، وينثني بعضها داخل البعض الآخر، بحيث أن عودة إحداها تُطلق حركة أخرى على الفور، بشكل يجعل مسطح المحايثة لا ينفك عن حياكة نفسه بدون انقطاع وفق ترداد هائل والاتجاه نحو لا يحوي فقط الادبار، بل المواجهة والمجابهة والدوران، والضياع والانمحاء. حتى السلبي فإنه ينتج حركات لامتناهية: انطلاقاً من الوقوع في الضلال حتى تلافي الخطأ، من الخضوع للأهواء إلى تجاوزها. فالحركات المختلفة للامتناهي متداخلة جداً فيما بينها الى درجة أنها، بدلاً من أن تقطع الواحد - الكل، مسطح المحايثة فهي تكوّن منحناه المتغير تجويفاته ونتوءاته، أي إلى حد ما طبيعته المتقطعة. هذه الطبيعة المتقطعة هي التي تجعل من المسطاح لامتناهياً يختلف دائما عن أي مساحة أو حجم يمكن تعيينه كمفهوم. فكل حركة تجتاز المسطاح كله وتجري دورة مباشرة على ذاتها؛ كل حركة تنثني، ولكنها تطوي أيضاً حركات أخرى أو أنها تجعلها تطوي نفسها، مولّدة أفعالاً ارتدادية وترابطات وانتشارات فيما هو تقطيع لهذه اللامحدودية المتثنية إلى ما لا نهاية المنحنى المتغيّر للمسطح). ولكن إذا كان صحيحاً أن مسطح المحايثة هو دائماً فريد، باعتباره تغيراً محضاً، فإنه من المتوجب علينا أن نفسر لماذا توجد مسطحات محايثة متنوعة ومتميزة تتتابع أو تتنافس في التاريخ، وفق الحركات اللامتناهية بالضبط المعتمدة والمختارة. فالمسطح ليس بالتأكيد هو عينه لدى الاغريق، كما في القرن السابع عشر أو اليوم (فهذه التعابير هي أيضاً مبهمة وعامة : ليس هناك الصورة عينها للفكر، ولا مادة الكينونة عينها. فالمسطح هو إذاً موضوع التخصيص غير المتناهي الذي يجعل الواحد - الكلّ، وكأنه لا يبدو إلا في كل حالة مخصصة بواسطة اختيار الحركة هذه الصعوبة المتعلقة بالطبيعة القصوى لمسطح المحايثة لا يمكن أن تُحل إلا تدريجياً."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب