لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

الطاعون الكبير بالمغرب (1798 - 1800) - دراسة ديموغرافية PDF تأليف د. إكرام شقرون

مقالة "الطاعون الكبير بالمغرب (1798 - 1800) - دراسة ديموغرافية" للمؤلفة إكرام شقرون - أونلاين بصيغة إلكترونية online pdf








معلومات عن المقالة : 


العنوان : الطاعون الكبير بالمغرب (1798 - 1800) - دراسة ديموغرافية.


المؤلف : د. إكرام شقرون.


المصدر : مجلة عصور الجديدة.


الناشر : المجلة الجزائرية للأبحاث والدراسات.


عدد الصفحات : 13 ص.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).






مقتطف من الكتاب :


"النتائج الديمغرافية لطاعون -1798 1800م


 عرف المغرب نزيفا ديمغرافيا جراء الطاعون الكبير الذي داهمه في نهاية القرن 18م ومطلع القرن 19م، كما يتضح من خلال الروايات الأجنبية التي وإن كانت تفتقر إلى الدقة المطلوبة بحكم التفاوت الكبير في الأرقام التي تقدّمها، إلا أنها تعكس على الأقل فداحة الخسائر البشرية التي خلفها؛ حيث نجد جاكسون (Jackson يشير في هذا الصدد إلى حلول الطاعون بمدينة فاس: "حيث حصد هذا البلاء غير المسبوق ضحية أو ضحيتين في اليوم الأول، ثم ثلاثة أو أربعة في اليوم الثاني؛ فستة أو ثمانية في اليوم الثالث، وتصاعدت وتيرته باستمرار حتى بلغ عدد الوفيات اثنين في المائة من مجموع السكان، وبقي على نفس الضراوة .... ثم بدأ في التراجع بكيفية منتظمة من ألف وفاة إلى تسعمائة ثم ثمانمائة وفاة، وهكذا حتى اختفى نهائيا، وإن أي لجوء للدواء والأطباء لم يكن له مفعول، حتى لم يعد أحد يأبه بهذا الطول، وأصبح السكان في حالة استسلام لهذه المحنة الأليمة، وفقدوا كل أمل في البقاء أحياء". كما يذهب الرحالة الانجليزي جيمس كورتيس James Curtis) الذي زار مدينة فاس في عام 1801م إلى أن هذا الوباء فتك بحوالي 15.000 شخص في أحد أحياء المدينة بحيث لم يبق فيه سوى 30 شخصا فقط، وكان من بين الضحايا آلاف الحرفيين والتجار والفقهاء. وقد بلغ عددهم الإجمالي بفاس حوالي 65.000 ضحية، وهو ما يؤكده الرحالة الإسباني علي باي العباسي، الذي ذهب بدوره إلى أن هذه المدينة فقدت نصف سكانها، حيث وصل عدد الضحايا بها إلى 60.000 ضحية 23، مما يدل على وجود تقارب بين الرقمين وإن كانا لا يخلوان من مغالاة، وفي نفس السياق يشير رينو Raynaud إلى أنه بعد رجوع السلطان مولاي سليمان من مراكش إلى مدينة فاس؛ فقد وجدها خالية من سكانها الذين ماتوا من جراء هذا الطاعون أو لاذوا بالفرار مما يدل على جسامة الخسائر التي خلفها وبما أن عدد الوفيات كان كبيرا جدا بمدينة فاس؛ فقد تعدّر على الأحياء من السكان دفن الضحايا؛ فقاموا بوضعهم أو إلقائهم في حُفر كبيرة حتى إذا امتلأت غطوهم بالتراب. كل مراسيم الدفن التي كان معمولا بها في السابق لم تعد لها قيمة لم يعد هناك من يميز الأمور الدينية عن الدنيوية، وأصبح اليأس الشامل يعمّ الناس"

 ‏

 ‏ كما تشير الروايات الأجنبية إلى أن الطاعون الكبير قضى على ثلثي ساكنة الرباط، التي وصل عدد الضحايا بها إلى 20.000 ضحية من مجموع 30.000 نسمة. وحسب إحدى المراسلات القنصلية، فإنّه تفشى كذلك بمدينة سلا مخلفا بها في بداية شهر يوليوز ما بين 140 إلى 150 ضحية في اليوم.

 ‏

 ‏أما بعاصمة الجنوب مراكش؛ فقد كانت الخسائر فادحة حيث يتحدث القنصل الفرنسي بروسوني (Broussonnet) عن موت 1800 ضحية يوميا ، مما أدى إلى فصول مأساوية؛ "حتى إن الجثت كانت تبقى في العراء؛ فتنهشها الكلاب والطيور الكاسرة، وأمام شبح الفناء، عمّ اليأس والاستسلام....؛ حيث عمد الأغنياء إلى إفراغ مطاميرهم، وتوزيع ما تختزنه من حبوب على الفقراء، وتهيئتها بذلك لتكون مثواهم الأخير"، وتبالغ الروايات الأجنبية في تقدير هذه الخسائر؛ حيث تشير إلى أن العدد الإجمالي للضحايا بلغ 50,000 ضحية من مجموع 60.000 نسمة.

 ‏

كما ارتفع عدد الضحايا بمدينة أسفي حيث وصل إلى 5.000 ضحية، وفي مدينة الصويرة إلى 4.500 ضحية، أما في قرية الديابات الواقعة على بعد ميلين جنوب شرق هذه الأخيرة؛ فقد فتك هذا الطاعون الجارف بحياة 100 فرد من مجموع 133 نسمة. وفي نفس السياق يشير جاكسون (Jackson إلى آثار هذا الوباء على منطقة حاحا بقوله: "حينما كنت أتنقل عبر هذه المنطقة مدة قصيرة بعد انتهاء الطاعون، رأيت أطلال كثير من القرى المقفرة، وقد سبق لي أن عهدتها قرى مزدهرة، وحين سألت عن أهالي هذه الأماكن الكئيبة قيل لي إنه في إحدى القرى التي كانت تضم 600 نسمة، فقط 4 استطاعوا النجاة من هذه الكارثة. وفي قرى أخرى بلغت ساكنتها 400 أو 500 فقط 7 أو 8 بقوا أحياء ليحكوا عن المصائب التي عانوا منها".


أما في منطقة سوس؛ فإن عدد المنكوبين كان أكبر حجما من كل المناطق، حيث بلغ عدد الضحايا في تارودانت 800 ضحية في اليوم، كما أن حامية عسكرية حلت بهذه المدينة لم يَنْجُ منها سوى جنديين من مجموع 1200 جندي، بل نجد أنّ هذا الطاعون أدى إلى إفراغ قرى بكاملها، مما دفع بالعديد من القبائل العربية مباشرة بعد إقلاعه، إلى الهجرة من مواطنها الأصلية في أعماق الصحراء، والاستقرار في البلاد المحاذية لوادي درعة وبمناطق كثيرة في سوس.


أما الجزء الشمالي من البلاد؛ فلم يتأثر بكيفية خطيرة إلا في ربيع سنة 1800م، حيث وصل عدد الضحايا في القصر الكبير إلى 10.000 ضحية من أصل 20.000. وفي طنجة، حيث كان عدد السكان أقل بكثير؛ فلم يتجاوز عدد الضحايا 30 ضحية في اليوم.


كما أن المصادر المغربية أولت بدورها اهتماما كبيرا لهذا الطاعون الجارف الذي اخلى البلاد من العباد على حدّ تعبير الفقيه السوسي محمد المانوزي، حيث يشير الضعيف إلى أنه: "كثر الوباء بفاس البالي، وفي تلك النواحي حتى مات من الخلق ما لا يحصي عددهم إلا الله تعالى.... وخليت ،المدارس ومات الجلّ من فقهاء مكناس وفاس وغيرهم انا بخصوص الوضعية في السهول الأطلنتكية فيذهب إلى أن السلطان مولاي سليمان قصد دكالة: "فوجد عاملها قد مات وهو الحاج الهاشمي العروسي الدكالي، ومات ولده الطاهر وأخوه محمد بخدمه وعياله ونسائه، وبقيت داره خالية" . بينما يخبرنا صاحب الابتسام بأن هذا الطاعون الكبير : "عم" البوادي والأمصار ، وخلت بسببه الخيام والديار، فبلغنا أنه كان يموت بفاس في كل يوم الألفان ونصف..."، ويضيف ، ويضيف أنه: "كان موتا ذريعا كاد أن يفضي إلى الفناء، وعمّ جميع أقاليم المغرب " . وفي نفس السياق، يذكر الفشتالي أن هذا الطاعون بفاس: "ازداد أمره بأول ،شوال حتى صاروا يدفنون ما يزيد على ألف كل يوم. وكسدت الصنايع والحرف وضاق المعاش إلى أن كان الناس الجل منهم يحمل الموتى ويحفر. أما بخصوص تطوان فيقول محمد أفيلال: "كان" يموت في بلدتنا تطوان كل يوم مائة وثلاثون يزيد بعشرة أو ينقص بنحوها، وبقي في هذه العدة نحوا من شهرين أو أكثر، وبلغ يوما واحدا مائة وخمسين"، ليصل عدد الضحايا بهذه المدينة خلال شهرين إلى ما لا يقل عن 8000 ضحية هذا بالإضافة إلى حديث المختار السوسي عن وفاة العديد من رجال وعلماء سوس جراء هذا الوباء الجارف، الذي أدى إلى انقراض أسر بكاملها."


رابط التحميل


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب