كتاب مؤسسة الزوايا بالمغرب - تأليف د. محمد ضريف - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF
معلومات عن الكتاب :
عنوان الكتاب : مؤسسة الزوايا بالمغرب.
المؤلف : محمد ضريف.
الناشر : منشورات المجلة المغربية لعلم الإجتماع السياسي.
الطبعة : الأولى 1992م.
الصفحات : 169.
صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).
مقتطف من الكتاب :
"الزاوية كأداة لتوفير الشروط المادية لوجود القبيلة / جدلية السهل والجبل
رغم تعدد الوظائف التي تقوم بها «الزاوية»، يبدو أن أهم وضيفة تؤديها ل القبيلة هي توفيرها لشرطين مترابطين لها، بدونهما لا تستطيع أية «قبيلة» أن تستمر في الوجود :
- الشرط المادي والحيوي الأول هو توفير عمق استراتيجي / عسكري، يتمثل في «الجبل» لأن أية «قبيلة» بدونه، لا يمكن أن تحفظ تماسكها وقوتها.
- الشرط المادي والحيوي الثاني هو توفير «متنفس» اقتصادي «للقبيلة» يتجسد في السهل، لأن أية « قبيلة» بدونه لا يمكن أن تستمر في الوجود.
من هذا المنظور، يصبح واضحا لماذا تتخذ «الزاوية غالبا مقرها في منطقة تتوسط «السهول » و « أخبال ». إن تاريخ «الزاوية وبالتالي «القبيلة» هو تاريخ جدلية « السهل» و«الجبل».
تاريخيا، يمكن اتخاذ مثالين عن « زاويتين » جسدتا بشكل واضح هذا السعي لتوفير الشروط المادية لوجود القبيلة»، زاوية «أحنصالة» و«زاوية» آيت سيدي علي أمهاوش.
أ - زاوية «أحنصالة»
تعتبر زاوية زاوية «أحنصالة وريثة للزاوية الدلائية تاريخيا وسياسيا (2017) وقد ارتكزت هاته الزاوية» على اتحادية «آيت عطا » التي تكونت في القرن السادس عشر، وكانت تضم صنهاجة «الجبل» وصنهاجة «الصحراء » كما انضمت إليها بعض القبائل العربية.
إن «آيت عطا» هم من أصل صنهاجي تم طردهم في المقرن السادس عشر من السهول الخصبة من قبل عرب معقل حيث انفصلوا عن إخوانهم صنهاجة الأطلس المتوسط.
إذن، لقد ارتكزت زاوية «أحنصالة» على «آيت عطاء وهي أساسا كتلة قبلية صنهاجية، وتاريخيا، فإن «صنهاجة» بعد سقوط الموحدين » مباشرة بدأت تزحف نحو الشمال، أي نحو السهول. من هنا تأتي الاصطدمات الدامية بينها وبين المخزن الشرفاوي.
إن اتحادية «آيت عطاء التي يبدو أنها انتشرت بسهولة بين المنطقة شبه الصحراوية والسفح الشمالي من الأطلس الأوسط، أصبحت قاب قوسين أو أدنى من سهل تادلا هنا يأتي دور زاوية أحنصالة كصلة وصل بين الاتحادية الزاحفة و«المخزن» الذي يريد أن يوقف هذا الزحف.
يتدخل «المخزن» لدى «الزاوية ليطلب منها وضع حد للزحف الذي يهدد سلطته، لكن «الزاوية» تدرك أن «السهل» هو ضرورة حيوية بالنسبة ل« لقبيلة» لذلك فهي تطلب من «المخزن» سلميا أن يمنحها جزءا من هذا السهل »، إلى هنا تبدو «الزاوية» كأنها ممثلة لـ« لمخزن» في أوساط الكتل القبلية. لكن ما أن يرفض المخزن» مطلبها في «السهل» حتى تقطع صلتها به، وتسير في طريق «المغامرة التاريخية الكبرى.
وبالفعل تزحف «الزاوية نحو «السهل» الذي ترى فيه «متنفسا » اقتصاديا لكن في ربوعه، سيكون مصرعها العسكري / التاريخي.
ب - زاوية آيت سيدي علي (أمهاوش) كانت زاوية آيت علي أمهاوش هي التأطير السياسي/ الاجتماعي لقبائل آيت أومانو البربرية.
منذ سقوط «الدلائيين، وبعد استيلاء آيت إدراسن» على أهم المناطق المخصبة في «السهل»، وجدت «آيت أو مالو» نفسها تقيم في مناطق جبلية وعرة. هذا ما سيدفعها دائما إلى البحث عن طريق يوصلها إلى «السهل».
ولئن استطاع المولى إسماعيل» أن يحتوي خطر آيت أومالو» من خلال تحالفه مع قبائل السهول البربرية فإن هجومات قبائل «الجبل» (= آیت أو مالو) تجددت مباشرة بعد موته في محاولة منها الاستيطان السهل».
وقد وصلت هاته الهجومات ذروتها زمن المولى سليمان» خاصة بعد سنة 1814، حيث استطاعت قبائل آيت أو مالو» بقيادة أداتها التنظيمية زاوية «آيت سيدي علي أن تنساح نحو السهل.
بعد بسط هذا التصور العام لمؤسسة «الزوايا »، سنعمل على القيام بمحاولة «تنميطية» لأكبر «الزوايا التي عرفها المغرب إلى حدود سنة 1912 في الفصل الموالي."
رابط تحميل الكتاب
