لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب أدب الرحلة بالمغرب في العصر المريني PDF تأليف د. الشاهدي الحسن

كتاب أدب الرحلة بالمغرب في العصر المريني - تأليف د. الشاهدي الحسن - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF








معلومات عن الكتاب :


العنوان : أدب الرحلة بالمغرب في العصر المريني.


المؤلف : الشاهدي الحسن.


الناشر : منشورات عكاظ.


عدد الصفحات : 691 ص.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf). 


 



مقتطف من الكتاب :


"رحلة ابن خلدون


وهذا أثر آخر يهتم مؤلفه في جزء منه بالبيئة المغربية، فينقل إلينا ملاحظاته وهو يتجول فيها، ويتحدث عن أعلام كان لها أثرها في هذه البيئة سياسيا وثقافيا.


ونعني بهذا الاثر كتاب أبي زيد عبد الرحمان بن خلدون (732 – 808) المعنون بكتاب التعريف بابن خلدون ورحلته غربا وشرقا وهو عبارة عن سيرة ذاتية ألحقها المؤلف بكتابه «العبر»، تناول فيه كل مراحل حياته من نشأته إلى تاريخ انتهائه من كتابة " هذا التأليف في سنة 807هـ إلا أن عرضه للاحداث والتنقلات المختلفة جعل الكتاب أقرب إلى فن الرحلة، والعنوان نفسه يصنفه مع كتب الرحلات، مما يدل على أن ابن خلدون كان يقصد من هذا التأليف وصف رحلاته وذكر مشاهداته، ولقاءاته في هذه الرحلات ومن هنا فقد اكتفى بعض الباحثين بوصفها بالرحلة، إذ يشيرون إليها بعنوان رحلة ابن خلدون».


والقارىء لهذا الكتاب يجده أشبه في كثير من موضوعاته بالرحلات الفهرسية التي تتوخى التعريف بالشيوخ والاعلام الذين أخد عنهم أو التقى بهم، وتهتم بنقل الأسانيد التي حصل عليها، والكتب التي درسها، وذكر المجالس العلمية التي حصل فيها على السماع والرواية والاجازة....


ولعل الذي جعل كتاب التعريف» شبيها بالرحلة هو أن صاحبه لم يعرف الاستقرار في بلد معين، فحياته موزعة بين بلدان عديدة في غرب العالم الاسلامي وشرقه، وإن كان للمغرب النصيب الأوفر من هذه الرحلات، يتجلى ذلك في المنهاج الذي اتبعه المؤلف من ميل إلى التفصيل في حديثه عن رحلاته بالمغرب وعلاقاته بشخصياته وعلمائه بينما كان حديثه عن المشرق متسما بالايجاز والاقتضاب، حتى في الموقف الذي كان ينتظر منه تفصيل أخباره وأوصافه كتأديته لفريضة الحج.


ومثل هذا المنهج يكشف عما للمغرب من منزلة خاصة في نفسيته، وما لرحلاته داخل المغرب من أثر في تكوينه العلمي وتألقه وشهرته. فوفادته عليه زادته ثقافة وعلما، جلس أثناءها إلى الشيوخ والعلماء للأخذ عنهم، بينما حل ببلدان أخرى وهو مكتمل الثقافة يكلف فيها بالمناصب العلمية كالقضاء والتدريس، وينصرف إلى التأليف والفتوى وإفادة غيره.


نصل إلى هذا الاستنتاج من خلال قراءتنا للعبارات التي استعملها وهو يحل بالبلدان التي شملتها رحلاته المختلفة، فلم يصرح بانشغاله بقراءة العلم والأخذ عن المشيخة إلا إذا كان موجودا في المغرب، أما في البلدان الأخرى فهو يقصد للأخد عنه والاستفادة منه، وهكذا يقول - وقد حل بالمغرب لأول مرة ـ وعكفت على النظر والقراءة ولقاء المشيخة فيجد بغيته الفكرية في أعضاء مجلس أبي عنان الذي انضم إليه وكانت فائدته عظيمة يخصها بقوله «كلهم لقيت وذاكرت وأفدت منه وأجازني بالاجازة العامة وهكذا ظل يعتبر مدينة فاس مدرسته التي يزداد بها علما ومعرفة فإذا غادرها يصبح من واجبه تعليم الآخرين وإفادتهم، فبمجرد حلوله بتلمسان يأخد في تدريس العلم وتلقينه لغيره، يقول عند عودته الأخيرة من فاس وقد دخل تلمسان : واستقررت بها بالعباد، ولحق بي أهلي وولدي من فاس، وأقاموا معي، ذلك في عيد الفطر سنة ست وسبعين وأخذت في بث العلم».


أما في مدينة بجاية فقد ذكر بأنه كان يقسم وقته بين منصب الحجابة، وما أسند إليه من مناصب علمية كالخطابة والتدريس، يقول : «وقدمني للخطابة بجامع القصبة، وأنا مع ذلك عاكف . بعد انصرافي في تدبير الملك غدوة - إلى تدريس العلم أثناء النهار بجامع القصبة لا أنفك عن ذلك».


ونجده قد عاد إلى مسقط رأسه تونس عالما متمكنا وشيخا يؤخذ عنه يقول : ولما قدمت تونس انثال علي طلبة العلم من أصحابه وسواهم يطلبون الافادة والاشتغال» يشير إلى ابن عرفة الذي استبدت به الغيرة من مستواه الرفيع. 


ويتبوأ أيضا المقام الرفيع في المشرق فتسند إليه ولاية القضاء، ويكلف بالتدريس في مدرسة القمحية ومدرسة صلاح الدين. وحينما يصاب بفجيعة غرق أهله يعفيه السلطان من الوظيفة للتخفيف من ألم المصاب، ومع ذلك فلم يتسل عن مصابه إلا بانصرافه إلى التدريس، يقول : وفرغت لشأني من الاشتغال بالعلم تدريسا وتأليفا».


ومن هذه الامثلة المذكورة يبدو اعتراف ابن خلدون بما للمغرب من أثر في ثقافته وتكوينه العلمي، بل وفي عاداته وسلوكه فليس من المبالغة إذا اعتبر «ثمرة من ثمرات العهد المريني فالمعروف عنه أنه رغم تقلده المناصب الرفيعة في مصر، فإنه ظل يعترف بفضل المغرب عليه، ويبقي على صلته به ولهذا لم يخلع زيه المغربي رغم توليه القضاء الذي كان له زي متميز معروف، كما أنه بقي محتفظا بذكرياته الطيبة عن المغرب فإذا طلب منه تيمورلنك التعريف ببلده يفيض في الحديث عن المغرب الجواني ويكتب ملخصا في إثني عشر كراسا يقدم فيه بلده إلى هذا القائد المغولي.


ثم هناك ناحية أخرى جديرة بالملاحظة وتتعلق بتراث ابن خلدون، فمن المعروف أن هذا التراث لم يحفظ – فيما عدا المقدمة والتاريخ إلا في المغرب وهذا دليل آخر على متانة الروابط التي تشده هذا البلد. 


ولقد أسهبنا في علاقة ابن خلدون بالمغرب لاعتقادنا بأن المغربية فيه أقوى من غيرها. لذلك سنكتفي فيما يتعلق بمراحل حياته الأخرى بأن تحيل على أهم المصادر والمراجع التي ترجمت له."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب