لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب جذوة الاقتباس في ذكر من حل من الأعلام مدينة فاس PDF تأليف أحمد ابن القاضي المكناسي

 كتاب جذوة الاقتباس في ذكر من حل من الأعلام مدينة فاس - تأليف أحمد ابن القاضي المكناسي - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF








معلومات عن الكتاب :


اسم الكتاب : جذوة الاقتباس في ذكر من حل من الأعلام مدينة فاس.


المؤلف : أحمد ابن القاضي المكناسي.


الناشر : دار المنصور للطباعة والوراقة، الرباط.


الطبعة : 1973م.


عدد الصفحات : 699.


حجم الملف : 10.8 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).



 



مقتطف من الكتاب :


"أحمد ابن البناء الأزدي


أحمد بن محمد بن عثمان الأزدى الشهير بابن البنا المراكشي، كان والده يحترف بالبنا، وحل هو بكنفي العلم والعليا، وأخذ بطرفي الدين والدنيا، كان امام الحضرة المراكشية، عظمته ملوك الدول وتلقته بالمبرة والخول،  أخذ من علوم الشريعة حظاً وافراً وبلغ في العلوم القديمة الغاية القصوا والرتبة العليا.


قال عبد الرحمان بن سليمان اللجائي حين كنت أقرأ عليه بمدرسة العطارين من مدينة فاس أمنها الله تعالا كان شيخاً وقوراً حسن السيرة قوي العقل مهذباً فاضلا حسن الهيأة معتدل القد أبيض اللون يلبس الثياب الرفيعة ويأكل المأاكل الطيبة، وكان لا يمر بموضع الا ويسلم على من لقيه، ما رأاه أحد وتحدث معه الا انصرف عنه راضياً، وكان محبوباً عند العلماء والصلحاء حريصا على افادة الناس بما عنده، وكان قليل الكلام جدا لا يتكلم بهذر ولا بما يكون خارجاً عن مسائل العلم، وكان اذا حضر في مجلس وتكلم سكت لكلامه جميع من فيه، وكان محققاً في كلامه قليل الخطأ فيه.


قال ابن شاطر كان ابن البنا ينظر في أحكام النجوم وأخذ في علوم أهل السنة واشتغل بها فكان أاخذاً في الطريقتين بالحظ الوافر وكان يلازم الولي الصالح سيدى عبد الرحمان الهزميرى ودخل في طريقته فأعطاه ذكراً من الأذكار ودخل به الخلوة مدة من سنة ودعا له وقال له مكنك الله من علوم السماء كما مكنك من علوم الأرض، فأراه ليلة وهو مستيقظ دائرة الفلك مشاهدة حتى عاين مجرا الشمس فوجد في نفسه خوفاً عظيماً، فسمع قول الشيخ الهزميرى.


وهو يقول : اثبت يا ابن البنا حتى رأى ما رأي مستوفياً فلما أصبح قال له الشيخ الهزميري مبتدئاً له ان الله قد فتح لك فيما أراك، فأخذ من ساعتئذ في علم الهيأة والنجوم حتى أدرك منه الغاية وكان في أول أمره لم يصح عنده العلم بالكائنات قبل كونها، فاستعمل الصوم والخلوة طلباً لتصحيح مراده فدام في الخلوة أياماً فرأا بين يديه في صلاة كان يصيلها صورة قبة من نحاس مصنوعة بصنائع لم ير مثلها في عالم الحس والقبة محبوسة في وسط الهواء، وفي داخلها شخص يتعبد، فهاله ذالك، ولم يثبت له جأش لما كان يرى من صور مفزعة حفت بها ويسمع أصواتا هائلة تناديه أدن منا يا ابن البنا، فلم يقدر على الثبات الى أن أغمي عليه، وبلغ خبره للشيخ الهزميرى فوصل اليه ومسح على صدره ورأسه وأزال عنه ما صنعوا له من الدواء ورجع في الحين الى حسه، فقال الشيخ الهزميرى أما كنت ذالك الرجل الذي في القبة وأمرت أن أخبرك فى ذالك المقام ثم انك لم تقدر وها أنا قد أمرت أن أخبرك به فى عالم الحس، ثم ان الهزميرى أخبره بما طلب.


ومما يحفظ له فى ذالك أن السلطان أبا سعيد بن يعقوب بن عبدالحق المريني سأله زمن موته فأجابه أن موته يكون عند اشتغاله ببناء موضع في قبلة تازة يقال له تازروت، فكان ما قال له حقاً.


قال ابن شاطر : كنت قاعدا مع ابن البنا بمراكش بدكان طبيب، فاذا برجل جاء إليه وقال له ياسيدى ان والدى توفي وكان متهما بالمال ولم يترك لى شيئاً وقيل لى ان ماله مدفون بداره، فنحب خاطرك معى لوجه الله تعالا، فنظر الشيخ فى نفسه برهة فقال للرجل صور لى صورة الدار في الرمل، فصور له الدار من غير أن يدع منها شيئاً، ثم أمره أن يزيل صورتها فأزالها، فأمره باعادتها ثانياً ففعل، فأمره بزوال الصورة و باعادتها ثالثاً وقال له ان مالك فى هاذا الموضع منها، فانصرف الرجل وبحث في الموضع فوجد به المال كما ذكر رحمة الله تعالا عليه.


وأخباره في هاذا المعنا كثيرة فلا نطيل بذكرها، قرأ القرأان بمدينة مراكش على أبي عبد الله بن مبشر، وعلى الصالح الأحدب، وتأدب بالعربية على القاضي محمد بن علي بن يحيا الشريف، قرأ عليه بعض الكتاب، ولازم حضور مجلسه وذاكره مسائل من كتاب الأركان لأوقليدس الحكيم كان الحق معه فيها، وقرأ على أبي اسحاق بن عبد السلام الصنهاجي العطار جميع كتاب سيبويه وكراسة الجزولي وأملا عليه حال قرائته عليه كراسة شرحه المعروف له عليها، وكتب له بخطه وصححه له، وأخذ علم العروض عن أبي بكر القللوسي الملقب بالفار لقيه بمراكش وقرأ عليه كتابه الكبير المسما بالختام المفضوض من خلاصة العروض وأرجوزته العروضية المسماة بالنكت العلمية في مشكل الغوامض الوزنية، وقرأ عليه اثارة المسائل الغوامض، عن متعلقات مشكل علم الفرائض. قال ابن البناء كنت أفرض لأبي بكر القللوسي مسائل من علم الفرائض فينظمها حتى كمل به رجزه هاذا، وأخذ ابن البنا الحديث عن أبي عبد الله وأخيه ولدي محمد بن عبد الملك بن سعيد الأنصاري الأوسى الشهير بابن الدهاق، قرأ عليه موطأ مالك رواية يحيا، وعروض ابن السقاط، وتأدب بين يديه فى عقود الوثائق، وانتفع به كثيرا وتفقه على أبي عمران الزناتى المراكشي الدار، قرأ عليه شرحه لموطأ مالك، وقرأ ارشاد أبي المعالى على أبي الحسين محمد بن عبد الرحمان المغيلي القاضي الكاتب، وقرأ على أبي الوليد بن أبي بكر محمد ابن حجاج الأندلسي كتابي أبي حامد المعيار والمستصفا، وفرائض أبي القاسم الحوفى، وتفقه عليه في التهذيب، وأخذ علم السنن عن قاضي الجماعة بمدينة فاس يوسف ابن أحمد بن حكم التجيبى المكناسى، ويعقوب بن عبد الرحمان الجزولي وعبد الله الفشتالى، ومحمد بن سعيد بن عثمان وأخذ علم الطب عن الحكيم المعروف بالمريخ، وأخذ علم الحساب عن عبد الله المعروف بابن حجلة، وأخذ علم النجوم عن أبي عبد الله بن مخلوف السجلماسی نزیل مراکش."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب