لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب سلوة الأنفاس ومحادثة الأكياس بمن أقبر من العلماء والصلحاء بفاس PDF تأليف محمد بن جعفر بن ادريس الكتاني

 كتاب سلوة الأنفاس ومحادثة الأكياس بمن أقبر من العلماء والصلحاء بفاس - تأليف محمد بن جعفر بن ادريس الكتاني - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF








معلومات عن الكتاب :


العنوان : سلوة الأنفاس ومحادثة الأكياس بمن أقبر من العلماء والصلحاء بفاس.


عدد الأجزاء : 3.


المؤلف : الشريف أبو عبد الله محمد بن جعفر بن إدريس الكتاني.


المحقق : عبد الله الكامل الكتاني و حمزة بن محمد الطيب الكتاني و محمد حمزة بن علي الكتاني.


الناشر : دار الثقافة.


الطبعة : الأولى - سنة 1425 هـ - 2004 م.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).






مقتطف من الكتاب :


"[64 - الإمام القطب الشريف مولاي أحمد بن محمد الصقلي]

(ت: 1232)


ومنهم: السيد الإمام العارف الهمام ذو الكرامات الكثيرة التي لا تحصى ولا تعد، والكشف الصريح والمفاخر الجليلة التي لا تستقصى ولا تحد، والهمة الخافضة الرافعة، والقوة الجالبة الرافعة، والأخلاق الزكية، والمواهب السنية صدر الصدور، الظاهر الحكمة والنور، القطب الجامع، والغوث الهامع، المسن الأخير، الصالح البركة الأنور الركن الأعمد؛ أبو العباس سيدنا ومولانا أحمد، ابن الولي الصالح البركة مولاي محمد (فتحا) بن أحمد بن إبراهيم الصقلي الحسيني العريضي. من أبناء سيدي علي العريضي ابن جعفر الصادق.


ولد - رحمه الله - كما نقله في "الروضة المقصودة" عن خط ولده سيدي محمد عنه - سنة اثنتي عشرة ومائة وألف ونشأ مكفولا بالصيانة والعفاف، راضعا لين الاتصاف بجميل الأوصاف، حفظ القرآن وجود رسمه، وأدمن تلاوته ليله ويومه، وتفقه ما شاء الله على علماء عصره، ولازمهم في تعليم ما يقيم به شعائر دينه في سره وجهره، ثم تجرد للعمل كيما يظفر بالأمل، فكان يصوم بعض الأيام ويقوم بعض الليل، ويتلو ما تيسر من القرآن ويطلب طريق التصوف، ويطالع كتب القوم، سيما "شرح الشيخ ابن عباد" على "الحكم؛ فإنه كان لا يفارقه ليلا ولا نهارا، وكان له دكان يبيع فيه العطر بالعطارين الكبرى من ناحية المدرسة لا تراه فيه إلا مكبا على الشرح المذكور، وما ذهب لموضع إلا وكان معه تحت إبطه، وكان مع ذلك رطبا هينا لينا ذا أخلاق كريمة، وسيرة جميلة جسيمة، طويل الصمت، دائم الفكرة، مشتغلا بما يعنيه، تاركا لما يعنيه.


وذهب إلى وازان فزار بها الشيخ مولاي الطيب بن محمد الوازاني اليملاحي الحسني، وتبرك به فأعطاه موزونة واحدة فضة، فبشره بعض أصحابه - أي: أصحاب مولاي الطيب بأنه يكون له أتباع بمدينة فاس، لأن المدن من أهل الورق. فصدقه الله في ذلك.


وكانت له صحبة كبيرة وأخوة عظيمة مع الفقيه العلامة الصوفي أبي محمد سيدي عبد المجيد المنالي، الشهير بالزبادي، فكان كثيرا ما يبيت عنده، وزار معه الشيخ مولانا عبد السلام مرارا، وحجا معا في رفقة واحدة عام ثمانية وخمسين ومائة وألف وقفلا في السنة التي بعدها، اجتمعا فيها بمصر مع الشيخ أبي . عبد الله محمد (فتحا) بن سالم الحفناوي المصري الشافعي، وأخذا عنه الطريق والإذن، واعتمد عليه صاحب الترجمة، فكمل له المقصود: ولاحت عليه الأنوار من كل جانب، وظهرت له علامات الخير منه . ولقي أيضا غيره من أهل مصر، والحرمين، وطرابلس، والجريد، وانتفع به هنالك قوم.


ولما رجع من حجته هذه فشا سره وشاع أمره، واجتمع عليه الناس وقصدوه وأخذوا عنه، ثم أعلن بالأمر، ودعا إلى الله في السر والجهر، وأذعن إليه المنتسبون وأتوه من كل حدب ينسلون، بعد ما حج الحجة الثانية، عام سبعين، فكان بعدها يحيي مع أصحابه الليالي بالذكر، ويعطي الورد ويبوح بالسر، ويفعل الذكر أيضا نهارا في بعض النزهات، أو عند بعض الأصحاب والخلوات، وفي المواسم والأعياد، وكثيرا ما كان يجتمع مع أصحابه أيضا في المكتب الذي بالدرب الطويل، عند دار الشرفاء الصقليين، ولما كثروا طلبوا منه أن يبنوا زاوية، فقال: « تكفينا روضة سيدي أبي عياد الورياجلي التي بالصاغة ». فكانوا يذكرون فيها عشية يوم الجمعة، وأكثر ما تراه صامتا وهم يذكرون، ثم ينطق بالكلمة أو الكلمتين أو يقول: قولوا كذا ومقدم أصحابه حينذ الشيخ سيدي أبو شعيب المطيري.


وظهرت له – رضي الله عنه كرامات وخوارق عادات ذكر بعضها الشيخ سيدي التاودي ابن سودة المري في فهرستة وصاحب سلوك الطريق الوارية وغير واحد، واستفاضت الأخبار بقطبانيته، واستنارت الأرجاء ،بعرفانيته، ومن الشائع أنه كان يقول في بيت سكناه من داره بزنقة حجامة بفاس: « بيتي هذا مقامه كمقام إبراهيم، من دخله كان آمنا ورأى وهو بمكة البيت يطوف به، وقد ذكر السيوطي في كتابه: (( القول الجلي في جواز تطور الولي » . أن جماعة من الأولياء شاهدوا الكعبة تطوف بهم.


وكان الشيخ سيدي أحمد التجاني - رضي الله عنه - يقول: ( لم يدفن قطب بداخل سور مدينة فاس سوى مولانا أحمد الصقلي، وكان الشيخ سيدي التاودي ابن سودة يعترف له بالقطبانية أيضا، ووصفه بها في "فهرسته" وقال: أخبرني من وثقت به أنه وقع خصام مع بنت عم له وزوجها، فجاءهما إلى الدار ليصلح بينهما ؛ فقيل للمرأة: هذا ابن عمك مولاي أحمد . فقالت كالمستهزئة وهو يسمع: جاء سيدي أحمد البرنسي، أو سيدي أحمد الشاوي، فقال: قولوا لها: جاءها القطب أحمد الصقلي ! ).


وكان – أعني: الشيخ التاودي - يقول في آخر أمره: « ذهب من أيدينا مولاي أحمد ولم يعرف أحد قدره . وذكر هو عن نفسه أنه رأي في مبدأ أمره البيت، وهو يصلى في القرويين، وراه منحرفا على نحو ما يصلي الناس، وأنه قد قرأ مرة في خطوة واحدة خمسة أحزاب من القرآن، وقال يوما للشيخ التاودي ابن سودة: « إذا عرضت لك مسألة أو دهمتك نازلة أو معضلة؛ فقل: سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك علام الغيوب. فإنها تنجلي ويسهل عليك أمرها » . وقال له يوما آخر: « كأنك ارتخيت! » . قال: « فقلت له: نعم يا سيدي! ». فقال: (( أرى نحزم لك ) . فرأيت بركة ذلك. قال: « وزرت معه القطب مولانا عبد السلام مرارا قبل الحج وبعده، وظهرت منه أمور . . . أي: كرامات وبركات. 


وفضائله - رضي الله عنه - وكراماته ومعارفه وأسراره وفتوحاته، لا يفي بها القلم، وهي بمكان الشهرة كنار على علم، ولازال الناس بعد وفاته يلهجون بذكره، ويتعجبون من أمره، يتواصون على السلوك في طريقته، والاعتراف بالانتساب إليه من عين حقيقته، وقد قال بعض من عاصره: « لو تتبعت كراماته لملت منها الدفاتر على أنها قد بلغت من الشهرة عند الخاصة والعامة إلى رتبة المتواتر ).


وطريقته - رضي الله عنه – شاذلية خلوتية، وقيامها الآن بالمغرب إنما هو من جهته، وأهلها إنما يطوفون لالتماس الخيرات بكعبته وعمدته فيها : هو الشيخ الحفناوي المذكور، وهو عن الولي الأكبر سيدي مصطفى البكري رضي الله عنه، وقد أخذ هذه الطريقة عن صاحب الترجمة غير واحد من الشيوخ؛ كالشيخ العارف أبي عبد الله سيدي محمد بن يونس الشريف السريفي الفاسي، دفين خارج باب الفتوح، والشيخ سيدي عبد الوهاب التازي دفينها أيضا، والشريف السالك السني الخاشع أبي - الله عبد ، سيدي محمد بن علي العلمي والعارف المستغرق في بحر الحقيقة وفي محبة النبي صلى الله عليه وسلم سيدي محمد بن حميدة به عرف، والشريف الأفضل الأكمل سيدي محمد بن علي الصقلي الحسيني، والشيخ أبي الحسن سيدي علي محمود السلوي، والشيخ أبي عبد الله سيدي محمد ابن الحسن البناني، والشيخ سيدي التاودي ابن سودة المري، والشيخ عبد الكريم بن علي اليازغي، والشيخ أبي عبد الله سيدي محمد بن الحسن الجنوي الشريف، والعالم العامل الصالح أبي شعيب المطيري، والولي المكاشف مولانا محمد أبي الغيث الحسني السجلماسي ثم الطرابلسي ... وغيرهم.


ولقيه القطب الرباني أبو العباس مولانا أحمد التجاني، لما قدم لفاس أول مرة، قدم إليها سنة إحدى وسبعين ومائة وألف إلا أنه لم يأخذ عنه شيئا بل لم يكلمه. وذكر بعض أصحابه في بعض كتبه أنه: بعد ما فتح عليه بما فتح، ومنح من سر التخصيص بما منح، كان كثيرا ما يلهج به وينبئ عن حقيقة أمره، وينوه على رؤوس الأشهاد بعلي قدره، وسني فخره، ويصرح بأنه أدرك القطبانية العظمى والإمامة الكبرى على أهل عصره، ويفصح بأن دفنه داخل حضرة فاس، من المزايا التي تتأرج بها من بقاعها الأنفاس )) . هـ .


ولم يزل أمره - رضي الله عنه - في ازدياد، وصيته ينتشر في الحواضر والباد، إلى أن توفي. قال في "غاية الأمنية": « بعد عصر يوم السبت سابع رمضان، ودفن من الغد ظهرا بعد الصلاة عليه بمسجد القرويين، في دار بأقصى درب سبع لويات حيث بنيت زاويته المباركة، وذلك عام سبعة وسبعين بموحدة فيهما ومائة وألف (( . هـ ."


تحميل الجزء الأول



تحميل الجزء الثاني


تحميل الجزء الثالث

عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب