لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب سوس العالمة - PDF تأليف محمد المختار السوسي

 كتاب سوس العالمة للكاتب محمد المختار السوسي - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE  PDF





 



معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : سوس العالمة.


تأليف : محمد المختار السوسي.


الناشر : مطبعة فضالة المحمدية - المغرب.


سنة النشر: 1380 - 1960.


حجم الملف : 4.01 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf). 


 



مقتطف من الكتاب :


"العلوم التي يعتني بها السوسيون كانت كلها اذنابا في انظارهم لعلم اللغة العربية لمكانتهم من العجمة، ولا مفتاح لهذه العلوم الا اذا دخلوا من هذا الباب، ليمكن لهم بها ان يتفهموا ما يريدون، وقد قال قائلهم في ذلك فيما سمعت ـ، وتنسب لمحمد بن يحيا الاصاريفي :


العلم شيء حسن       فكن له ذا طلب


بالنحو فابتدىء وخذ     من بعده في الادب

  

وان اردت بعد ذا        جاها ونيل المطلب


فافهم اصول مالك       واحفظ فروع المذهب


وهذا ظاهر لابد منه لكل السوسيين بطبيعة الحال لكونهم اجانب عن لغة الضاد، ولكنهم لا يكادون يتذوقون حلاوة اساليب اللغة حتى يبقوا دائمين على مزاولتها شغفا بها على حد قول القائل :


اتاني هواها قبل ان اعرف الهوى * فصادف قلبا خاليا فتمكنا


وحين تكون اللغة والنحو والتصريف أول ما يسبق الى اذواقهم، قلما ينسونها، وان شاركوا فى غيرها، فيعضون عليها بالنواجذ ويكبون على تحصيلها والزيادة فيها، ثم بمقدار اكبابهم عليها تتزحزح العجمة عن السنتهم، وتتمكن روح الاساليب العربية فى اذواقهم، حتى تاخذهم نعرة ربما تكون شديدة للعربية، كانها ارث اجدادهم، وحتى يكادوا يمرقون من مساليخهم حنقا على من يلمزهم بالتقصير فيها، وفى رد الجرسيفي على الفاسي أعظم دليل على هذا كما يوجد ايضا مثال آخر فى مرادة شعرية وقعت بين المراكشيين وبين ابي فارس الرسموكي، ومحمد بن سعيد العباسي وحلبتهما، فقد اشماز هؤلاء حين ارسل اليهم المراكشيون اسئلة منظومة على قواف متعددة، فقالوا لهم اجيبونا بالنثر، ان استعصى عليكم النظم، فتبادروا زمرا يجيبون كلهم تلك القوافي المختلفة بما لا يقل عنها احكاما، فيجيب كل واحد على حدة ومثل هذه الحمية محمودة ما دامت في دائرة التنافس المحوط بادب الخطاب.


للسوسيين طريقة معبدة منظمة فى تعليم اللغة والنحو والتصريف، فمن سلكها منهم يضمن له الفوز، وما ذلك الا لانهم اتقنوا هذه الفنون الثلاثة اتقانا، ولشدة حرصهم عليها، ولانهم كلا شيء في الميدان العلمي ان كانوا في هذه مقصرين، وقد أثنى اليوسي على الطريقة التي يسلكونها في التصريف في فهرسته عندما ذكر شيخه ابا فارس الرسموكي، وكذلك شهد لهم محمد العالم بالتفوق وما لنا نذهب الى البعيد وما فى القريب يكفي، فقد ادركنا هذا الجيل الذي انقرض بسنوات 1349 هـ ويعلم كل مطلع منصف ان العناية التي تلقاها هذه الفنون الثلاثة فى جنوبي الاطلس، لا تلقاها في شماليه، من غير ان نستثني الا افرادا ينبغون بانفسهم، واما مجالس الدراسة فلا، فقد ادركنا التسهيل، بل والكافية، مما يدرس عند الادوزيين وغيرهم وما أكثر شروحهما هناك مخطوطة، وعرفنا اناسا حفظوا منها، او حفظوها كلها، ثم لا يقرأون الالفية في الصفوف العليا الا بالاشموني والصبان والموضح بحواشيه تتبعا، والاساتذة يكون على السنتهم بلا مراجعة كل شواهدها، وكل القواعد التي تتعلق بالدرس فقد كان الحاج عابد البوشواري الهشتوكي على هذا النمط، فقس كل هذا بما كان معروفا في شمالي الاطلس قبل النظام الاخير، من كون الغالب الذي يجب ان يتعالى الى مثل هذه المنزلة، انما هو نصابي فقط، يملا دلاءه بكثرة مطالعة، ثم اذا صب شنابيبه الصيفية رجع جهاما، لا تبل منه بعد ولو قطرة، ثم هو مع كل ذلك الاحتشاد، لا يتطاول الى مثل التسهيل، وهذا كله لا يخفى عن احد عرف في الموضوع من الجانبين ما عرفنا، نعم ادركنا قليلين فى الحمراء وفاس هم النهاية في ذلك، ولكنهم اقلية على كل حال ازاء غيرهم حتى ان الممتازين منهم في هذا الفن يعدون على الاصابع.


ثم يجب أن يعرف ان هذه المزية وحدها لا تقتضيل جنوبي الاطلس على شماليه. لان المزية لا تقتضي التفضيل، وما قيل في النحو والتصريف، يقال فى اللغة، فان السوسيين لاتقانهم التصريف اتقانا تاما يعرفه كل من يلاقي السوسيين النجباء، ينفتح لهم باب اللغة، ثم كانوا لاكبابهم على مراجعة القاموس والصحاح والمختار ـ وهي التي توجد عند غالبهم عند كل شاذة وفاذة، اكثر من نعرفهم استحضارا لضبط الكلمات، وقد كانت خطبة القاموس مما يدرسونه ولابد ازاء التحف العاصمية. افلا يدل هذا على الاعتناء الذي نذكره ؟ واين هذا مما عرف عن غيرهم ممن لا يهتدون الى استخراج كلمة من القاموس ؟ حتى ليقع علية من يشار اليهم فى مضحكات. لم يزل شباب العصر الحاضر الماهر اليوم في هذا الفن يتداولونها.


ثم ليس المقصود من هذا كله الا تبيين الحقيقة فقط، والا فسوس من المغرب الذي لا يتجزا، ونعوذ بالله من ان يفهم من كلامنا ما لا يراد منه، فحاشا ان نتخذ شعبنا الوحيد عضين.


وبعد هذا كله، نعود فنقول : ان هذا الحكم لا يدل ـ كما ذكرنا قبل ـ على ان كل من بسوس بلغ هذه المرتبة ولا ان كل من لم يكن من سوس غير بالفها، بل لا تزال سنة الكون تقضي قضاءها، فيوجد هنا وهناك نجباء وبلداء، وانما اتكأنا بحكمنا على الغالب، وعلى ما هو سائر في الدراسة العامة لا غيرها من الخاصة.


ان من يتتبع رجال سوس يجد فى كثيرين منهم من ينص على اتقانه لهذه الفنون : النحو والتصريف واللغة، كابراهيم بن محمد بن عبد اللــــــه اليعقوبي الذي قال فيه معاصروه آخر من اتقن علم التصريف، وكداود ابن محمد السملالي الذي كتب فى اعراب اوائل الاحزاب، وكمحمد بن ابراهيم البعقيلي الذي وصفه مطلع بانه آخر من يحفظ کتاب سیبویه، ويستحضره فهما، وكيحيا الجلموسي الملقب بسيبويه عصره، ومحمد بن عبد الله حفيد الشرحبيلي الاصناكي المتفوق فى النحو، وكان متبحرا فيه، يعلن ذلك تحدثا بنعمة الله عليه، واحمد بن عبد الله اليبوركي التملي الماهر في النحو والتصريف، وكثيرين غيرهم ممن الفوا فى النحو، ومؤلفاتهم مشهورة لا نطيل بذكرها، وآخر النحويين الافذاذ العربي ابراهيم الادوزي، وعبد الله التوضوئي، والمحفوظ الرسموكي ثم الرداني، والحاج عبد الحميد شارحوا الالفية او محشو شروحه، فقد ذكروا عنهم في النحو انهم بواقع، فيستحضرون التسهيل وشرح ابن عقيل عليه استحضارا بله غير ذلك، وما ذكرناه فى النحو نذكر مثله فى التصريف، لانهما شيء واحد، لا يتجزا عندهم، فلهم فيه ايضا مؤلفات، وفى جبال جزولة الى الآن من متقني هذا الفن اتقانا عجيبا عشرات، ولا يزالون احياء الى الآن."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب