لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب المعارك البحرية الكبرى في التاريخ pdf تأليف روبير شوسوا




معلومات عن الكتاب :


اسم الكتاب: المعارك البحرية الكبرى في التاريخ.


اسم المؤلف : روبير شوسوا.


ترجمة : د. عبد الرحمن حميدة.


الناشر : مركز الدراسات العسكرية - دمشق.


عدد الصفحات : 343 صفحة.


سنة النشر : 1984م.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).









مقتطف من الكتاب :



"جوتلاند

٣١ أيار ١٩١٦

الاسطول البريطاني الكبير يربح الحرب... ولكن بصورة طفيفة


بتاريخ ٣١ أيار من عام ١٩١٦ ١٤، وتحت سماء ملبدة بالضباب، وقعت المجابهة بين أكبر أسطولين على وجه الارض، خلال ساعات معدودات،،، في بحر الشمال، الى الغرب من شبه جزيرة جوتلند الدانمركية. وللمرة الاولى، والمرة الوحيدة في تاریخها، اصطدمت الآرمادا البريطانية المرهوبة غراند فليت » بمنافستها الفتية عاما الألمانية، والتي لم يكن لها من العمر سوى عشرين.، وهي اسطول هو شسيفلوت » أي « أسطول أعالي البحار الذين كانت تبدو تجهيزاته غاية في كمالها مثلما كانت طواقمه أعلى تدريباً، مثلما كان رماة مدفعيته أكثر مراناً وخبرة. أما بالنسلة للانكليز فلم يسبق لهم أن خاضوا معركة من مثل هذا المستوى منذ أيام اشتباك الطرف الأغر، ضد اسطول نابوليون الاول، ذلك أن بحرية صاحبة الجلالة كانت تحيا على تقاليدها القديمة، المعتمدة على العدد وعلى الشجاعة، حتى التهور، ولكن سيظهر عليها أنها كانت عاجزة عن إبادة عدوها هذا مع إحاطتها به وتخريبه بالمدفع وبالطوربيد.


وكان الرأي العام العالمي ينتظر هذه المعركة البحرية منذ قرابة العامين. فكان يتساءل، حتى مع بعض الوقاحة، عن الموعد الذي سيقرر فيه هذان الخصمان النزول الى الساحة والى التلاحم بصورة جدية. ولكن الرأي العام المذكور لا يخفي إعجابه باصرار البريطانيين، مع كل برودة أعصابهم، على البقاء قابعين في قواعدهم،


بانتظار خروج الالمان، في حين كان يزدري حذر هؤلاء، ولكنه كان يتحرق شوقاً كي يصفق للضربات التي سيكيلها هؤلاء لأولئك، شأن النظارة في المسرح الذي يضربون الأرض بأقدامهم لدى كل ضربة طائشة. فمنذ شهر آب من عام ١٩١٤ كان الجو مشحوناً بالتوقعات، أي ابتداء من الوقت الذي أقبلت فيه البحرية البريطانية الى مضيق بادو كاليه لدعم الاسطول الفرنسي الصغير، الذي كان يستعد للتضحية بنفسه للحيلولة دون تقدم العدو لتدمير الموانىء الفرنسية على سواحل بحر المانش والمحيط الأطلنطي دون قصاص، لان أربعة أخماس العمارات البحرية الفرنسية كانت مرابطة في البحر الابيض المتوسط. ومنذ ذلك الوقت، كان الخصمان الرئيسان يترصدان بعضهما، ويؤجلان باستمرار نشوب هذه المعركة الكبرى التي كان لا محيد عنها، مع ذلك، فعلى نتيجتها كان يتوقف رهان النزاع العالمي.


إذن ماذا حدث حتى ذلك الوقت ؟ ففي المقام الاول تمت إبادة العمارة الالمانية التي كان يقودها الاميرال فون سبي والتي سردنا قصتها في المقالة السابقة، ثم كانت هناك معركة مطاردة انتهت بتلاشي الطرادات الالمانية التي كانت تقوم بمصادرة كل السفن التجارية في كل المحيطات. ثم كان القصف المفاجيء الذي " كانت. ت تتعرض له السواحل الانكليزية والتي كانت ترتعد فرائص سكانها هلعاً، فكانوا يطالبون بأصوات عالية تدخلا حاسماً ضد هؤلاء ( القراصنة ( الذين كانوا ينشرون الموت بين هؤلاء المدنيين الابرياء. بيد أنه لم يظهر على قائد الاسطول الكبير الاميرال جيلليكو أنه كان يتعجل الانتقال الى حل المعضلة.


ترى من هو اللورد جيلليكو ؟ لقد كان طبعاً من كبار رجال البحر، ورجلا هادئاً، فاتراً، يبلغ الخمسين من العمر. وكان يتمتع بكل ثقة قادة البحرية ـ أو أمرائها، إذ كانوا يقرون كل تصرفاته الحذرة، وكانت عبارة ونستون تشرشل على كل الالسنة، وهو أحدهم، وهي ( أن جيلليكو هو القائد الوحيد الذي قد يخاطر بخسران الحرب، خلال ساعات معدودة ) والتي لا تعني إطلاقاً أنه رجل غير كفؤ، ولكنه اذا قامر بالاسطول، وهو حصن البلاد وحاميها، واذا ما تعرض الى فشل ذريع، فانه لن يكون بمقدوره تعويض السفن المقاتلة أو طرادات الاشتباك ذلك أنه اذا خسر فوج من المشاة نصف عناصره على البر فلا يعني ذلك هزيمة حربية، إذ بالامكان الاعتماد على الاحتياط... أما اذا غرقت ثلاث طرادات من الطراز الاول، فمعنى ذلك وجوب الانتظار مدة بضعة أعوام كي تقوم الترسانات البحرية ببناء مثيلاتها...


إذن كان الاميرال جيلليكو يتريث اذ كان ينتظر الفرصة السانحة. وكان اسطوله الكبير » في ميناء سكا بافلو Scapa Flow، وهو مقام فتان في جزر أوركاد في شمالي الجزر البريطانية، وكان عبارة عن عمارة منعزلة في خليج فيرث أوف موراي. أما طرادات الاشتباك التي يقودها الاميرال ديفيد بيتي، فقد كانت ترابط، الى جانب عمارة من البوارج، في خليج اوف فورث، بالشمال. واذا كان جيلليكو حذراً فقد كان بيتي، على خلافه، يتصف بشهرة متينة على أنه « مقدام » وسيقدم البرهان على ذلك، ولكن دون أن ينجو من الخسائر فعلا...


وفي المقابل كان هناك اللواء البحري شير الذي تولى قيادة أسطول هو شسفلوت » في مطلع عام ١٩١٦ والذي لم يكن لديه أي وهم في أنه « لا يعادل في الوزن »، ولكنه كان، مع ذلك، قادراً على تلقين خصومه درساً. وقد كان الرأي العام الالماني يلتهب حماسة من النجاحات الحقيقية التي أحرزتها جيوشهم على كل الجبهات الارضية، وقد دفع ثمناً غالياً في سبيل امتلاك بحرية عصرية، ولكن ليس لكي يراها ماكثة في مرساها في ميناء ويلهلمسافن. وكان الاميرال شير معروفاً بأنه رجل متحمس، وكان يتعرض بالحاح لمطالبة البرهنة على ذلك، غير أن الحمولة والتسليح اللتين كانتا تحت تصرفه لم تكونا تسمحان له بالتقدم بحزم المباشرة المعركة في ميدان مغلق... وقد كانت قواته مرابطة في ميناء كوكسهافن وفي ميناء ويلهلمسهافن، وفي مرسى شيللينغ، وهي موانىء كانت تتمتع بتغطية جزيرة هيليغولند الحصينة.


ولما كانت هذه القوات جيدة الانضمام فقد كان بمقدورها، في أي وقت شاءت، أن تغادر قواعدها كي تنطلق للقيام بعملياتها سواء في انجاه النرويج أو في اتجاه انكلترا. - ومن الأرجح أن أي قائد مقدام كان سيختار الحل الأول. وعلى خلاف ذلك فقد رأينا ان القوات البريطانية كانت مبعثرة، لان المهمات المناطة بها كانت حماية السواحل المعرضة لتنكيد غارات الطرادات الخفيفة المعادية. واذا كان معظم العمارات، المؤلفة من البوارج، باقياً في جزر أو ركاد، فان العمارة القتالية الثانية كانت في ميناء کرومارتي، والخامسة في ميناء روزيث بقيادة بيتي. وقد احتفظ الاميرال جون جيلليكو تحت يديه بالعمارتين القتاليتين وبثلاثة طرادات مقاتلة تحت إمرة الاميرال هود، فضلا عن عمارتين من الطرادات المدرعة ومن عدد كبير، نوعاً ما، مـــن الطرادات الخفيفة.."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب