لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب فلسفة أرسطو والمدارس المتأخرة pdf تأليف د. مصطفى النشار

 كتاب فلسفة أرسطو والمدارس المتأخرة - تأليف د. مصطفى النشار - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF







معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : فلسفة أرسطو والمدارس المتأخرة.


تأليف : د. مصطفى النشار.


الناشر : دار الثقافة العربية - القاهرة.


الطبعة : الثانية 2006.


عدد الصفحات : 386 صفحة.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).






مقتطف من الكتاب :


"لقد تضافرت آراء أرسطو الطبيعية في علم الطبيعة مع أرائه الفلسفية في "الميتافيزيقا " في ضرورة التوقف عند حد أقصى لتسلسل الحركات في العالم الطبيعي لإثبات أن ثمة علة أولى للحركة تكون هى ذاتها غير متحركة، وتلك العلة المحركة التي لا تتحرك هي ما أطلق عليه أرسطو " المحرك الذى لا يتحرك "، وإليك بعض تفاصيل برهان وجود الإله كعلة محركة أولى للعالم. فكل متحرك إنما يستلزم علة تحركه وبالنسبة للموجودات الصناعية غير الطبيعية تكون هذه العلة خارجية، أما الكائن الطبيعى فعلة حركتة هي ما فيه من طبيعة أو ما فيه من نفس إذا كان من الكائنات الطبيعية الحية، إذن ثمة ما يتحرك وثمة ما يحرك أي علبة الحركة، وهذه العلة خارجية في الأشياء المصنوعة، وقد تكون كذلك في الأشياء الطبيعية غير الحية التى لا يمكن التمييز فيها بين محرك ومتحرك. فحركتها نتيجة ما بها من صورة توجهها إلى غاية ما بشكل تلقائى إلا إذا عاقها عائق فيحول حركتها قسرا.


وأما بالنسبة للحى فإن حركته دليل على وجود محرك فيه، وهذا المحرك هو النفس فهي علة الحركة وفى هذه الحالة يتضح وجوب التمييز بين علة الحركة وهي النفس ، وبين المتحرك وهو الجسم. وهكذا تتحرك كل الموجودات الحية سواء في ذلك النبات أو الحيوانات أو الإنسان أو حتى الموجودات السماوية : الكواكب والأجرام السماوية فجميعها يتحرك بموجب علة للحركة كامنة فيه يسميها أرسطو عادة " النفس " أو أحيانا " العقل " بالنسبة للكواكب والأجرام السماوية. وترتد كل هذه الحركات إلى محرك أول هو الفلك المحيط أو ما يسمى بالسماء الأولى التي تتحرك بفعل مبدأ حركتها الأول فتتحرك معها كل الموجودات السماوية بفعل ما فيها من مبدأ داخلي للحركة. وبالطبع فإن سؤالا يثار هنا بالضرورة: وما هي علة حركة هذه السماء الأولى وبالتالي ما هى العلة الأولى للحركة في العالم ككل !!


إن هذه العلة هي بالضرورة علة محركة ولا بد أن تكون هي ذاتها غير متحركة، لأنها لو كانت متحركة لانقسمت بالتالي إلى جزء محرك (علة الحركة) ، وجزء متحرك (وهو الجسم (المتحرك ومن ثم لتساملنا بنفس الطريقة ما. هي علة حركة هذه العلة المحركة وجسمها !! وهكذا يقودنا هذا التساؤل إلى افتراض وجود محرك أول لا يتحرك بذاته ولا بغيره. وهذا المحرك الأول لن يكون إذن جسمها بحال ومن ثم يكون " الإله ".


وثمة برهان آخر للاستدلال على ضرورة وجود الإله هو ما يمكن أن نطلق عليه دليل المادة والصورة ، حيث إن الموجودات الطبيعية كما سبق أن أوضحنا كلها ذات مادة تمثل وجودها بالقوة، وذات صورة تمثل وجودها بالفعل، وهي تمثل ماهيتها وكمال تحققها. وكل الموجودات الطبيعية بالنسبة لبعضها البعض تتراتب فيكون بعضها بالنسبة لبعضها الآخر وجودا بالقوة، أو وجودا بالفعل. ويقودنا هذا إلى التساؤل : ألا توجد مادة أولى بلا صورة، وألا يوجد صورة بلا مادة؟!


إن المادة الأولى ( الهيولى الأولى ( تمثل الوجود بالقوة بشكل مطلق ولا ندرى عنها شئ رغم ضرورة افتراضها وهذا أمر غامض عند ارسطو. أما التسلسل الطبيعى لوجود الكائنات والأشياء بعد ذلك فهو واضح نظرا لأنه ما أن نتعرف على الأشياء ونميزها عن بعضها البعض في تراتبها الهرمى ندرك ما بها من صورة وما بها من مادة، فالصورة هي المبدأ الكلى الماثل في المادة التي هـــــى أساس تفرد الكائن الجزئي.


إن هذا التراتب الهرمي للصورة والمادة في العالم الطبيعي يقودنا حتما إلى إثبات ضرورة افتراض وجود " صورة " خالصة بلا مادة، وهذه الصورة هي بلا شك صورة مفارقة وهى فعل خالص وكمال خالص وهى " الإله ". إنه إذن تلك الصورة الخالصة المفارقة للعالم المادى المحسوس . وهذه الصورة الخالصة ثابتة غير متحركة نظرا لخلوها من المادة. ومن ثم فهي إذن تحرك دون أن تتحرك، إنها إذن هي المحرك الذي لا يتحرك".


وثمة مشكلة هنا تظهر في التناقض الذى يبدو من قول أرسطو أن الجوهر الحقيقي هو الجوهر الجزئي المركب من مادة وصورة وأن أساس التفرد هو وجود الهيولي، فكيف إذن يتوافق وصف أرسطو للمحرك الأول بأنه جوهر بأعلى معنى للكلمة فى الوقت الذي يقول عنه إنه صورة خالصة ؟! ألا تقتضى " الفردانية " هنا لو أخذنا بمنطق المذهب الأرسطى أن يوجد في الجوهر الأول شئ من الهيولي فلا يكون الإله - المحرك الأول إذن صورة خالصة.


إن حل هذه المشكلة ممكن إذا ما أردنا تخليص المذهب الأرسطي من التناقض على أساس القول بأن الفردانية تكون للشيء الذى يحتوى على صورة وبمقدار ما تكون " الصورة " خالية من المادة تكون الفردية أعلى مرتبة وعلى ذلك يكون الإله بوصفه الصورة الخالصة البريئة من أى مادة في أعلى درجة من درجات الفردية. والمقصود بالفردية هنا الاستقلال بالذات والقيام بالذات والاستغناء عن كل شئ آخر."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب