لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب الكينونة والعدم؛ بحث في الأنطولوجيا الفنومينولوجية pdf تأليف جان بول سارتر




معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : الكينونة والعدم؛ بحث في الأنطولوجيا الفنومينولوجية.

 ‏

مؤلف : جان بول سارتر.

 ‏

ترجمة : د. نقولا متيني.


الناشر : مركز دراسات الوحدة العربية.


حجم الملف : 15.32 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).







مقتطف من الكتاب :


"الماضي


إن «هذا الكائن الحاضر لا يبدو كحاضر عليه أن يصبح في ما بعد ماضياً، وقد كان في السابق مستقبلاً. منذ اللحظة التي أدرك فيها حسياً هذه المحبرة، تبدو مسبقاً بثلاثة أبعاد زمنية في وجودها. ومن حيث إنني أدركها كثبات أي كماهية، فهي تبدو حينئذ موجودة مسبقاً في المستقبل، لكنني أدركها كما لو أنها قادمة إلي مع أنني لست حاضراً لها في حضوري الحالي. ولا يمكنني في الوقت نفسه أن أدركها إلا من حيث إنها كانت سابقاً هناك، في العالم، من حيث إنني كنت حاضراً فيه سابقاً بهذا المعنى لا يوجد «تعرف تركيبي» إذا كان المقصود بذلك عملية تعرّف تدريجية تنسب ديمومة إلى الشيء المدرك حسياً، وذلك بواسطة تنظيم متتابع للحظات الآنية». لكن ما هو لذاته ينظم تشتت زمنيته عبر الوجود في - ذاته المكشوف، كما لو أنه جدار واسع رتيب يبدو له من دون حدود. إنني ذلك السلب الأصلي الذي علي أن أكونه بالطريقة التي لستُ فيها هذا السلب بعد والتي كنتُ فيها هذا السلب سابقاً، وذلك إزاء كائن هو ما هو عليه. إذا افترضنا وعياً قد انبثق في عالم لا يتغير إزاء كائن وحيد هو ما هو عليه من دون أي تغيّر فإن هذا الكائن سينكشف وينكشف معه ماض ومستقبل لا يتغيران بحيث لا يستلزمان أي عملية تركيبية من الوعي، ولن يكونا شيئاً آخر سوی انکشاف هذا الكائن بالذات ولن تكون هذه العملية ضرورية إلا إذا كان ما هو لذاته مضطراً أن يحتفظ بماضيه الخاص وأن يشكله في الوقت نفسه. لكن لمجرد أن يكون هو ماضيه الخاص وكذلك مستقبله الخاص، فلا يمكن أن يكون انکشاف ما هو في - ذاته إلا عبر التكوّن الزمني وإذا انكشف «هذا الكائن» الحاضر بطريقة زمنية فليس لأنه يعكس شكلاً قبلياً من الحسن الداخلي الذاتي، بل لأنه ينكشف لعملية كشف هي بحد ذاتها وجود يكون الزمنية. إلا أنه خلال انكشافه، يبدو عبر التصوّر والتمثل أنه لا علاقة له بالزمنية : من حيث إنه يتم إدراك هذا الكائن عبر الزمنية وبواسطة زمنية تكوّن هي وجودها الزمني، فإن «هذا الكائن يبدو منذ الأساس زمنياً، لكن من حيث إنه هو ما هو عليه، فإنه يرفض أن يكون هو زمنيته الخاصة، بل يعكس الزمن فقط، كما يعكس فوق ذلك العلاقة الداخلية القائمة على الخروج من الذات - والتي هي أصل الزمنية - فيُرجعها كعلاقة خارجانية موضوعية خالصة. إن الثبات من حيث هو تسوية بين التماهي اللازمني مع الذات ووحدة التكوّن الزمني القائم على الخروج من الذات، سيظهر إذاً كانزلاق محض للحظاتٍ في ذاتها، وهي لحظات عدم صغيرة منفصلة عن بعضها البعض تجمعها علاقة خارجانية بسيطة، على المستوى الخارجي لكائن يحتفظ بثبات لا علاقة له بالزمنية. ليس صحيحاً إذاً أن الطابع اللازمني للكينونة يفلت منا إنه عكس ذلك معطى في الزمن، ويؤسس الطريقة وجود الزمن الكوني.



إذاً، من حيث إن ما هو لذاته كان ما هو عليه فإن الأداة أي الشيء تبدو له كما لو أنها كانت هناك سابقاً. لا يمكن لما هو لذاته أن يكون حضوراً تجاه «هذا الكائن إلا من حيث إنه كان حضوراً، فكل إدراك حسّي هو بحد ذاته تعرف، ولا يحتاج إلى أي عملية تركيبية. إلا أن ما يتجلى من خلال وحدة الماضي والحاضر القائمة على الخروج من الذات هو كائن مشابه لذاته، فهو لا يُدرك من حيث إنه هو ذاته في الماضي وفي الحاضر، بل من حيث إنه «هو»، فالزمنية ليست سوى عضو بصري. إلا أن «هذا الكائن» الذي هو الآن «هو»، كان سابقاً هذا «الهو». هكذا فهو يبدو كما لو أن له ماضياً. إلا أنه يرفض أن يكون» هذا الماضي، لكنه يكتفي فقط أن يكون له ماض. إن إدراك الزمنية بطريقة موضوعية يجعل منها إذاً مجرد شبح، لأنها لا تتجلى كزمنية لما هو لذاته، ولا كزمنية يجب على ما هو في - ذاته أن يكونها. وفي الوقت نفسه، بما أن الماضي المتعالي هو في - ذاته ككائن متعال، فلا يمكنه أن يكون مثلما يكون الحاضر، فهو ينعزل في شبح الاستقلالية». وبما أن كل لحظة من الماضي كانت لحظة حاضرة، فإن هذا الانعزال يستمر حتى داخل الماضي، بحيث إن «هذا الكائن الحاضر الذي لا يتغير ينكشف عبر تجليات شبحية لمظاهره الجانبية اللامتناهية من حيث هي أجزاء في . - ذاتها. هكذا تتجلى لي هذه الكأس أو هذه الطاولة: إنهما لا تدومان بل هما،موجودتان والزمن يجري حولهما سيقال من دون شك أنني لا أرى تغيراتهما، وهذا ما يطرح هنا وجهة نظر علمية في غير محلها. وهذه وجهة نظر لا يبرّرها أي شيء، ويناقضها إدراكنا الحسي بالذات : الغليون والقلم وكل هذه الكائنات التي تتجلّى بأكملها عبر كل مظهر جانبي» منها، والتي يبدو ثباتها مستقلاً كلياً عن كثرة مظاهرها الجانبية»، إنما هي أيضاً متعالية على الزمنية على الرغم من انكشافها ضمن الزمنية. إن الشيء» يوجد دفعة واحدة كشكل، أي ككل لا يتعرض لأي من التغيرات السطحية والطفيلية التي يمكننا رؤيتها. كل كائن من هذه الكائنات الحاضرة ينكشف ومعه قانون وجود يحدّد «العتبة الخاصة به وهي المستوى الذي إذا بلغه التغيّر، لا يبقى هذا الكائن على ما هو عليه، وصولاً إلى أن يصبح بكل بساطة، غير موجود. وقانون الكينونة هذا الذي يعبر عن «الثبات هو بنية من الماهية منكشفة بشكل مباشر، وهو يحدد لهذا الكائن»، حداً موجوداً بالقوة - وهو الحد الذي إذا بلغه يختفي من العالم. وسنعود في ما بعد إلى هذه المسألة هكذا فإن ما هو لذاته يدرك الزمنية «فوق الوجود، من حيث هي انعكاس خالص على سطح الوجود، من دون أن تكون هناك أي إمكانية لتغييره وهذه العدمية المطلقة والشبحية للزمن سوف يثبتها العالم عبر مفهوم «التجانس. لكن الإدراك المتعالي الذي يتناول ما هو في ـ ذاته داخل وحدة ما هو لذاته الذي يخرج من ذاته مكوناً وجوده الزمني، إنما يتم من حيث هو إدراك لشكل فارغ من الوحدة الزمنية، من دون أن يكون هناك أي وجود يمكنه أن يكون هو هذه الوحدة كي يكون أساساً لها. هكذا، فإنه على صعيد العلاقة بين الحاضر والماضي، تظهر وحدة غريبة من التشتت المطلق أي الزمنية الخارجية التي كل قبل فيها وكل بعد» هو في ـ ذاته معزول بخار جنيته اللامبالية عن بقية اللحظات التي على الرغم من ذلك، تجمعها وحدة وجود كائن واحد وهذا الكائن المشترك أي الزمن ليس سوى التشتت نفسه باعتباره ضرورة وطبيعة جوهرية. ولا يمكن لهذه الطبيعة المتناقضة أن تظهر إلا بالارتكاز على أساس مزدوج : ما هو لذاته وما هو في - ذاته. إنطلاقاً. من فإن التفكير العلمي من حيث إنه يهدف إلى تحويل علاقة الخارجانية إلى جوهر حقيقي، سيتصور ما هو - في ذاته - أي يفكر فيه في الفراغ ـ ليس كتعال مستهدف من خلال الزمن بل كمحتوى ينتقل من لحظة إلى لحظة أخرى، وسيعتبره فوق ذلك، كثرة من محتويات خارجية بالنسبة إلى بعضها البعض، ومتشابهة تماماً مع بعضها."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب