لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب العقل والمادة pdf تأليف إرفين شرودنجر




معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : العقل والمادة.


تأليف : إرفين شرودنجر.


ترجمة : د. أحمد سمير سعد.


الناشر : افاق للنشر والتوزيع.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).







مقتطف من الكتاب :



"مخاطر أمام التطور العقلاني


فلنعد الآن إلى بداية هذا الفصل. لقد بدأنا بالتساؤل عم إذا كان من المحتمل حدوث تطور بيولوجي أبعد للإنسان؟ لقد جلب نقاشنا إلى الصدارة - فيما أعتقد نقطتين على صلة بالأمر.


تتمثل النقطة الأولى في الأهمية البيولوجية للسلوك، حيث إنه يعمل على التعجيل من عملية التطور بشكل أساسي من خلال تشكله وفقا للملكات الفطرية بالإضافة إلى تشكله وفقا للبيئة ومن خلال تكييف نفسه وفقًا للتغيرات التي تحدث في أي من هذين العاملين، وذلك على الرغم من كون السلوك نفسه غير موروث، غير أنه في الوقت الذي يتم فيه الوصول إلى السلوك المناسب في النباتات وفي الحلقات الدنيا من المملكة الحيوانية عن طريق عمليات بطيئة للانتخاب بمعنى آخر عن طريق التجربة والخطأ، يُمكن الذكاء البشري المرتفع الإنسان من توظيف السلوك الأنسب عن طريق الاختيار. هذه المزية المهولة قد تتفوق بسهولة على العجز الذي يعانيه الإنسان نتيجة تكاثره البطيء والشحيح نسبيًّا، والذي تم الحد منه أكثر مراعاة لاعتبار بيولوجي خطير، ألا وهو عدم السماح لذريتنا بتجاوز الحجم الذي يكفل سبل المعيشة لها.


أما النقطة الثانية فتُعنى بالتساؤل عمَّ إذا كان التطور البيولوجي لا يزال مقبولًا في حالة الإنسان، وهو تساؤل وثيق الصلة بالنقطة الأولى. بطريقة ما حصلنا على الإجابة الكاملة تلك التي تنص على أن هذا سوف يتوقف علينا وعلى أفعالنا. لا يجب أن ننتظر الأشياء كي تأتي، مؤمنين في أنها تتقرر بواسطة قدر لا يُقاوم إذا ما رغبنا فيها، فعلينا أن نفعل شيئًا ما حيالها. إذا لم نكن راغبين فيها، فلنمتنع عن الفعل. تماما مثلما هي التطورات السياسية والاجتماعية وتتابع الأحداث التاريخية بشكل عام، هي لا تندفع نحونا بفعل تدابير القدر، لكنها تعتمد بشكل كبير على أفعالنا، كذلك هو الحال فيما يتعلق بمستقبلنا البيولوجي، فما هو إلا تاريخ ممتد على مسار زمني طويل، لا يجب التعاطي معه باعتباره قدرًا لا يمكن الفكاك منه، قد أقر على نحو مسبق بواسطة أي من قوانين الطبيعة. يعود الأمر إلينا بأي حال، نحن الأشخاص الفاعلين على مسرح العرض، لا يعود حتى إلى كيان علوي، يراقبنا كما نراقب الطيور والنمل، كما قد تبدو الأمور. السبب الذي يميل بالإنسان إلى اعتبار التاريخ، بمعناه الضيق ومعناه الواسع كحدث مقدر مسبقا، محكوم بقواعد وقوانين وغير قابل للتغيير واضح تماما. يرجع السبب إلى أن كل فرد منفرد يشعر بأنه لا يملك سوى دور بسيط للغاية في كل الأمر، إلا لو تمكن هذا الفرد المنفرد من نشر رأيه بين كثيرين آخرين واستطاع إقناعهم بتنظيم سلوكهم وفقا لرؤيته.


سوف آتي على ذكر نقطة هامة واحدة فقط، أعتبرها ذات أهمية أساسية، فيما يتعلق بالسلوك المتماسك اللازم لضمان مستقبلنا البيولوجي، أظن أننا في اللحظة الراهنة واقعون في شرك خطر فتاك يتهددنا بفقدان المسار نحو الكمال. لقد توصلنا بناءً على كل ما قيل إلى أن الانتخاب ضروري بشكل لا غنى عنه من أجل التطور البيولوجي. لو تمت تنحيته تماما يتوقف التطور، بل قد ينعكس. أو كما جاءت كلمات جوليان هكسلي ... سوف يؤدي طغيان انتكاس (فقد) التطفر إلى ضمور العضو وانتكاسه عندما يصبح بلا فائدة، وتبعاً لذلك لن يعمل الانتخاب عليه كي يحفظه في أفضل صورة».


 حاليا أؤمن في أن طغيان الميكنة على أغلب العمليات الصناعية وتبسيط الآليات حد تحويلها إلى عمليات غبية يتضمن خطرًا كبيرًا قد يصل إلى ضمور عام لعضو الذكاء كلما تحققت المساواة في الفرص بين العامل الماهر والعامل اللامبالي بسبب قمع الحرفية وانتشار الأعمال المضجرة والمملة على طول خط الإنتاج، كلما أصبحت العقول الجيدة والأيادي الماهرة والأعين الحادة غير ضرورية وزائدة. في الحقيقة سوف يُفضّل الرجل المفتقد إلى الذكاء الذي يجد من الأسهل له التصدي للأعمال المملة من المرجح أن يجد أن من الأسهل له الفوز بالمدح والاستقرار وإنجاب ذرية. قد تسهم هذه النتيجة بسهولة في انتخاب سلبي فيما يتعلق بالمهارات والعطايا.


أدت صعوبات الحياة الصناعية الحديثة إلى إنشاء مؤسسات منوط بها التخفيف من المصاعب، مثل مؤسسات حماية العمال ضد الاستغلال والبطالة والكثير من إجراءات الحماية والرفاهية الأخرى. اعتبرت تلك المؤسسات ضرورية ونافعة، وبات من غير الممكن الاستغناء عنها، إلا أننا ما زلنا غير قادرين على غلق أعيننا حيال حقيقة أننا بتخفيف مسؤولية الفرد حيال الاعتناء بنفسه وبمساواة الفرص بين كل البشر، نكبح بفعالية التطور البيولوجي. أدرك أن هذه المسألة خلافية بشكل كبير. قد يملك أحدهم الحجة دافعًا بأن العناية برفاهيتنا الحالية بالتأكيد ستتغلب على القلق المتعلق بمستقبلنا التطوري. لكن لحسن الحظ، أظن أنهما يسيران جنبا إلى جنب وفقا لحجتي الأساسية. لقد أصبح الضجر أسوأ كارثة حاقت بحياتنا. بدلا من أن نجعل الآلات المبتكرة التي اخترعناها تزيد من مقدار فيض الرفاهية علينا التخطيط كي نطورها بحيث تحمل عن كاهل البشر كل الممارسات غير الذكية والميكانيكية الرتيبة. يجب أن تضطلع الآلات بالأعمال التي يعد الإنسان بالنسبة لها أجدر منها بكثير، لا أن يضطلع البشر بالأعمال التي تعد الآلات بالنسبة لها أغلى منها بكثير، كما هو الحال الآن في كثير من الأحيان. لن يؤدي ذلك إلى جعل الإنتاج أرخص، لكنه سيجعل من المشاركين فيه أسعد. هناك أمل بسيط في وضع ذلك قيد التنفيذ طالما سادت المنافسة بين الشركات الكبرى ورواد الأعمال، إلا أن هذا النوع من التنافس غير محفز؛ ذلك لأنه بلا قيمة بيولوجية. ينبغي أن يكون هدفنا إعادة المنافسة المحفزة والذكية للبشري المنفرد إلى مكانها في المركز."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب