لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب تاريخ سبتة pdf تأليف د. محمد بن تاويت

كتاب " تاريخ سبتة " للأستاذ محمد بن تاويت - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF

 






معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : تاريخ سبتة.


المؤلف : الأستاذ محمد بن تاويت. 


الناشر : دار الثقافة.


الناشر : الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر.


الطبعة الأولى : 1402 هـ - 1982 م.


عدد الصفحات : 233 ص.


حجم الكتاب : 5 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).






مقتطف من الكتاب :


"كانت سبتة في العهد المرابطي قد استكملت مقوماتها الحضارية وشخصيتها العلمية والثقافية وكانت لذلك العهد كما قلنا فريدة بين مدن المغرب بحيث لم تكن تضاهيها أية مدينة منه.


حقيقة إن العاصمة، كانت مركزا تتركز عليه الحركة الثقافية وتدور في محطيه رجال ذوو المكانة في العلم والأدب ولكن هؤلاء في مغلبهم كانوا من الأندلس ومن مدن غيرها إذ لم يكن قد مر على تأسيس هذه العاصمة نحو نصف قرن حتَّى كانت العواصف الموحدية تعصف بها وحتّى كان ابن تومرت يجادل فلا يجد من يجابهه إلا من رجال الأندلس كمالك بن وهب الاشبيلي أما غيرهم فما كان يفهمه حتّى يقابله بالجدال.


وفاس نفسها بالرغم من سابقتها وتمركز الحركة الثقافية بها من أمد بعيد ومن أوائل القرن الثالث فإنها لم تستمر في تحركاتها حتى تكون قد نالت غايتها ولهذا لا نستغرب إذا وجدناها في نهاية القرن الرابع لا تجد من رجالها من يخلصها بالحجة العلمية من عامل المنصور الموحدي الا رجلا هو ابن جيدة ولم يكن ابن جيدة على درجة بالغة الجودة في علمه أما في القرن الخامس وقد ازدهرت فاس على عهد المغراويين، فإن ازدهارها هذا لم يينع حتَّى كانت زوابع الفتن الداخلية والخارجية تقتلعه.


وبقيت المدن الأخرى كالعاصمة البصرة التي بادت آنذاك وكالعاصمة النكورية التي نكرها العبيدي وكسجلماسة التي مسها طائف من رجاله ولم تبق إلا طنجة التي كانت تكون أخت سبتة لذلك العهد لولا الحظوة التي حظيت بها سبتة والحظ الذي نالها. وللمدن حظوظ كما للناس حظوظ وحظوات. فقد نالت سبتة كل ذلك بكونها أصبحت المعبر الوحيد للدولة ورجالها والقاصدين إليها وتقدم أن هذا العبور لم يكن كما نتوهم صامتا بل كان صاخبا تنتهز صحابته سبتة أو تثير هذه الصخابة لو حاولت الاستماتة ومثال من ذلك أبو علي الصدفي وهو على أهبة العودة إلى وطنه مما تقدم ذكره واحتفظت كتب التراجم بصورة له.


ومهما يكن فقد طويت صفحة سبتة المرابطية وها هي الآن صفحتها الأخرى تنشر على العهد الموحدي.


فكيف كان ذلك ؟ لقد اتصل عبد المومن بريف سبتة كما نقل ابن عذارى عن ابن حمادة سنة 536 أيام علي بن يوسف ثم اتصل بسبتة وهو مشتبك مع تاشفين في قتال مرير ولما نازلها امتنعت عليه بدفاع ثم في سنة 539 مات تاشفين.


قاضيها عياض وفي سنة أربعين وخمس مائة وكان عبد المومن تحت أسوار فاس وفد عليه قائد الأسطول المرابطي للأندلس الذي كان يرابط حينذاك. بمياه قادس وهو علي بن عيسى بن ميمون، فبايعه وقدم إليه طاعة مدينته التي أقام الخطبة بجامعها للدولة الجديدة ولا شك في أن السبتيين كان الأسطول يسيطر دائما على مياه مدينتهم لهذا لم يتقدموا إلى هذه البيعة وأسطول المرابطين جاثم بها فلما فارقها وعليه أبو عبد الله ابن ميمون – إلى وهران باستدعاء تاشفين - أوفدوا عياض على عبد المومن على رأس وفدهم ليقدم إليه طاعتهم ودخولهم في بيعته وكان عبد المؤمن آنذاك قد ولى وجهه نحو مراكش وفي طريقه نزل بسلا فحل عليه بها القاضي عياض وقدم إليه طاعة قومه فتقبل طاعتهم ووجه إلى مدينتهم واليا من قبله هو يوسف بن مخلوف التينمللي من مشيخة هنتاتة فساكن الموحدون أهل سبتة في ديارهم واطمأنوا إليهم كما في الاستقصا.


ولاشك أن بيعة سبتة كانت على اتقاء من طغيان هذه الدولة التي كانت قد استولت على سلا وفاس بعد قتال كان قد انتهى بظفرها ولهذا ما أتيحت الفرصة التي رأتها للتخلص منها حتى خلعت من عنقها ربقة الطاعة سنة إحدى وأربعين. إثر ثورة محمد بن عبد الله بن هود السلاوي في جزولة واستيلائه على غالب المغرب ففتكوا بعامل الموحدين وأصحابه وعبر عياض البحر إلى ابن غانية فأتى عائدا إلى سبتة بابي بكر الصحراوي صاحب فاس سابقا مولى عليها من قبل ابن غانية المذكور وبايعته برغواطة سبتة فقاتل بها عبد المومن فلما قضى الموحدون على هذه الثورة العارمة الخطيرة اضطر السبتيون إلى العودة إلى حظيرة الموحدين الذين كانوا قد شددوا عليها الحصار وكان واليها المذكور قد بايع عبد المومن سنة 542 بعد فشله كما ذكر البيذق في كتابه فخرج القاضي عياض مستعطفا القائد الموحدي يصلاسن بن المعز ومعتذرا عن مواطنيه فقبل عذره وفسح له السبيل للتوجه إلى عبد المومن بمراكش لهذه الغاية فقبل الخليفة هذا العذر ولكنه ألزمه مجلسه وأن لا يعود لسبتة التي لم تصب بما أصيبت به سلا هذه المرة من تقتيل وتنكيل حينما استجابت لثورة ابن هود ولكن عبد المومن أمر بهدم أسوارها كما فعل بفاس وسلا بعد سقوطهما وفي نفس السنة توجه عبد المومن بنفسه إلى سبتة فاستدعى أهل الحل والعقد من الأندلسيين إليه فوفدوا عليه بسبتة وتحدثوا إليه في شؤونهم العامة فلقوا منه عناية بها وكان النصارى قد تحركوا إلى جهات مها فطمأنهم وزودهم بنصائحه ثم صرفهم إلى بلادهم وغادر سبتة على اثرهم متجها صوب شرق المملكة إلى فتح بجاية واستخلاصها من أميرها الصوري يحيى بن العزيز الصنهاجي الحمادي.


وكان في الأيام العصيبة التي واجهها المرابطون بالأندلس أن ثائرا صلب المراس قد ثار عليهم غربي الأندلس ووضع يده في يد غيره من المريدين أصحاب ابن العريف، فصاروا يداهمون البلاد، التي لقيت بها بعض المستجيبين إليهم فاندلعت بذلك الثورة ضد المرابطين.


ولما كانت دولة الموحدين قد أمر أمرها بالمغرب فإن ابن قسي الذي كان يواجه منافسا عنيدا له وهو ابن هود سيف الدولة السرقسطي رأى أن يتقدم إلى عبد المومن وبعدما كتب إليه، توجه إلى مبايعته، فركب البحر إلى سبتة وكان واليها ابن مخلوف السالف الذكر الذي جهزه إلى عبد المومن سنة فتحه لمراكش إحدى وأربعين، فاستقبله الموحدي وتحادثا في شأن الأندلس المضطرمة فتنة فكان لهذا أثره الفعال في المستقبل الأندلسي القريب لذلك العهد."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب