لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب نقد نقد العقل العربي؛ نظرية العقل pdf تأليف جورج طرابيشي

 كتاب نقد نقد العقل العربي؛ نظرية العقل - تأليف جورج طرابيشي - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF







معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : نقد نقد العقل العربي؛ نظرية العقل.


تأليف : جورج طرابيشي.


الناشر : دار الساقي.


حجم الكتاب : 7.28 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).






مقتطف من الكتاب :


"تطور مفهوم العقل في الحداثة الاوروبية


ليست لعبة الأضداد ثنائية بالضرورة ومغلقة بل قد تكون ايضاً متعددة الاطراف، ومفتوحة.


فما دامت الاشياء تعرف بأضدادها، فإن دور ضد الضد في التعريف قد لا يقل أهمية عن دور الضد في تعريف ضده.


ورغم وجود هوة منطقية يحاول أن يقفز فوقها المثل القائل: عدو عدوي صديقي، فإن ضد الضد يجري ،تصوره إن لم يكن بالضرورة المنطقية فبالضرورة النفسية ، على أنه مطابق في الهوية لأي ضد آخر للضد.


والحال ان وحدة الهوية بين العقلين اليوناني والغربي هي المصادرة الابستمولوجية الكبرى التي يبني عليها الجابري مشروعه في (نقد) العقل العربي بالضدية معهما.


ووحدة الهوية هذه تفرض نفسها كنقطة انطلاق كما كنقطة وصول .


فإذا فرضناها نقطة انطلاق قلنا إن العقل العربي لا بد ان يكون ضداً للعقل الغربي بقدر ما هو ضد للعقل اليوناني باعتبار وحدة الهوية بين العقلين الاخيرين . 


واذا فرضناها نقطة وصول قلنا ما دام العقلان اليوناني والغربي واحدين في الهوية، فإن العقل العربي لا يكون ضداً لأولهما بدون أن يكون ضداً في الوقت نفسه، وبالقدر نفسه، لثانيهما.


وفي الحالين كليهما لا يستقيم للجابري مشروعه ما لم يدخل العقل العربي، بعد مقارنته السلبية بالعقل اليوناني الى حلبة التباري مع العقل الغربي على الرغم من عدم التكافؤ المطلق : إذ ان العقل العربي يظل قابلاً في نهاية المطاف للمقارنة مع العقل اليوناني ما دام الاثنان ينتميان إلى فضاء عقلي متشابه هو فضاء العصور القديمة والوسطى، بينما شأن من يبغي قسر العقل العربي على الدخول في مباراة ظالمة مع عقل الحداثة الذي هو العقل الغربي كشأن من يود أن يعقد مقارنة في الجدوى الانتاجية بين سكة الفلاح الخشبية في القرون الوسطى والجرار الزراعي الآلي في القرن العشرين، أو مقارنة في الجدوى القتالية بين نبال الرماة النشابة والصواريخ العابرة للقارات.


وليس ظلم هذه المقارنة بحد ذاته هو ما سيستوقفنا هنا، بل كونها مبنية، تماماً كما في المقارنة مع العقل اليوناني، على مغالطة إبستمولوجية، كما على مادة معرفية أصابها قدر من التحريف يصل - ولا نتردد في استعمال اللفظة - الى حد التزوير أحياناً.


أما المغالطة الابستمولوجية فتبدأ من السطر الاول من الفقرة التي ينتقل فيها الجابري، بعد الثقافة اليونانية، الى الحديث عن التفكير في العقل في الثقافة الأوروبية. يقول: «في هذا الاتجاه نفسه سارت الفلسفة الحديثة في أوروبا ) ، أي في الاتجاه الذي يقول بمطابقة قوانين الطبيعة لقوانين العقل بحكم أن من ينظر الى الطبيعة بعين العقل لا يرى فيها إلا العقل. أما أعلام الفلسفة الأوروبية الذين يمثل بهم الجابري على هذا الاتجاه فهم - بترتيبه - مالبرانش وديكارت وسبينوزا وكانط وهيغل وواضح للعيان هنا للحال ما المسكوت عنه في عملية إبراز هذا التيار الفلسفي. أنه التيار العلمي، تيار نيوتن - غاليلو - بويل، الذي صنع الثورة العلمية الكبرى للقرن السابع عشر، والذي حطم الكسموس اليوناني من حيث هو بناء عقلي لعقل عاشق لذاته ووضع نفسه في مدرسة الطبيعة، معترفاً لها بسؤددها الذاتي، أي بأنها موجودة في ذاتها وبذاتها، وربما أيضاً لذاتها، وبأن سرها كامن فيها وفي قوانينها الخاصة التي هي برسم الاستكشاف، إن لم يكن بـ «العين المجردة»، فعلى الأقل بالعين التي تجردت من غشاوة الاطار المرجعي القديم الذي كان جعل من الطبيعة مرآة أو حتى مجرد ظل للعقل المتأله أو المستمد نوره على كل حال من الله.


ونحن لا ننكر أن فلسفة الله - العقل - النظام كما يمثلها بوجه خاص مالبرانش وشق محدد من مذاهب ديكارت وسبينوزا وكانط وهيغل، قد سارت في «الاتجاه نفسه الذي سار فيه فلاسفة اليونان الذين قالوا بـ المطابقة التامة بين قوانين العقل وقوانين الطبيعة. ولكن ما نؤكده ،بالمقابل، وما يغيبه الجابري، هو أن الحداثة الاوروبية، كما صنعها العلم الأوروبي، ما سارت في هذا الاتجاه نفسه»، بل بالضبط في الاتجاه المعاكس له أي الاتجاه الذي أنجز مع نظام المعرفة المتقدم عليه قطيعة»، أو حتى ثورة) بالمدلول الكوبرنيكي للكلمة، إذ أقر للطبيعة بمعقولية ذاتية ومستقلة، وبسببية طبيعية محايثة للظاهرات، أي بـ «قابلية هذه الظاهرات للتفسير بالقوى الطبيعية». وباختصار، الاتجاه الذي أوجد للحداثة الأوروبية الوليدة مستوى اونطولوجياً وإطاراً مرجعياً جديدين للتفكير بعمله على استبدال فلسفة الطبيعة بعلم الطبيعة.


وقد دللت الفلسفة في القرن السابع عشر على خصوبة فائقة استجابة لتطور العلم هذا أو درءاً له سواء بسواء. فما كان لمثل تلك الثورة العلمية أن ترى النور وتنتزع الغلبة لو لم تمهد لها الطريق وتواكبها فلسفة تحدث تحولات موازية في الفضاء العقلي وتحدد لـ العين المجردة وجهة نظرها الجديدة أو تحول على الاقل دون الانبهار أو العماء المؤقت الذي يترتب على أي عملية نزع الغشاوة تطاول عليها الزمن وتقادم. ولقد تنبه غاليليو نفسه الى أن استكشاف الطبيعة لا يتطلب بحثاً علمياً فحسب، بل يقتضي كذلك منطقاً جديداً وفضاء عقلياً جديداً، أو «ثورة ثقافية كما قد نميل إلى أن نقول بلغة القرن العشرين الايديولوجية. ومن هنا مطالبته: «ينبغي العمل أولاً على إعادة بناء أدمغة البشر. ولكن ليس هذا هو الدور الوحيد الذي تضطلع به الفلسفة في لحظات التحول التاريخية أو المعرفية الكبرى. فبدلاً من أن تأخذ بيد «الثورة» وتسعى الى تطويرها من مستواها العلمي الاختصاصي الى مستوى معرفي شامل فقد تعمل على إنقاذ ما يمكن إنقاذه من أنقاض التصور القديم المنهار للكون. وبما أن مدار الثورة العلمية للقرن السابع عشر كان تحطيم الكسموس اليوناني المدرّع بالدرع اللاهوتية للقرون الوسطى، فقد كان لا بد أن يوجد بين الفلاسفة من يهبّ لنجدة هذا الكسموس رأباً لتصدعاته أو إعادة بناء لها من خلال إعادة صياغة إشكالية العقل والنقل بما يماشي، أو على الأقل لا يصادم معطيات المواقع المعرفي الجديد. وتقدم الديكارتية، التي هي بلا شك أجلى تعبيرات الخصوبة الفلسفية للقرن السابع عشر، نمطاً لفلسفة لعبت الدورين معاً. فلئن أعادت الديكارتية الى الفلسفة سؤددها، فإنها لم تفصم عراها باللاهوت ولئن جسدت الديكارتية قطيعة مع السكولائية - أرسطية القرون الوسطى - فلقد أرست الأسس لسكولائية جديدة هي سكولائية الله - العقل الكلي. ولئن رد ديكارت الى الفلسفة توازنها المختل على امتداد القرون الوسطى، فجعلها تقف على قائمتي الالهيات والطبيعيات معاً فإنه بنى علمه الطبيعي الجديد على أساس تأملي ميتافيزيقي، لا على أساس تجريبي علمي. ولئن بشر من خلال كوجيتوه المشهور بمولد الانسان، فقد أخرّ هذه الولادة قرناً ونصف القرن من الزمن بقسمته الثنائية العضال للانسان الى نفس وجسد الى فكر وامتداد. ولقد كان الأمر على كل حال سيهون لو أن اختيار الجابري وقع فعلاً على لحظة ديكارت كلحظة تدشينية للحداثة الاوروبية."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب