لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط pdf تأليف أحمد فؤاد الأهواني






معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط.


المؤلف : أحمد فؤاد الأهواني.


الناشر : الهيئة المصرية العامة للكتاب.


سنة النشر : 2009.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).






مقتطف من الكتاب :


"الفن اليوناني :


[۸] ولم نكن مغالين حين ذكرنا أن الفلسفة في اليونان نبعت من الفن، و يشاركنا في هذا الرأى كثير من المؤرخين المحدثين. يقول «جان فال» وهو يتحدث عن مصادر نظرية المثل عند أفلاطون، وأنها نشأت عن الرياضة والأخلاق، وعن مصدر ثالث : « يمكن التماسه من النظر إلى الآثار الفنية. فقد كان اليونانيون أمة من الفنانين. ما الذي يحدث حين يصنع الفنان تمثالا أو النجار مائدة ؟ إنه يجد في داخل نفسه ( مثال ( المائدة أو المثال الذى سوف يحققه في التمثال،، ثم يصوغ المادة طبقا لذلك المثال. فالخالق عند أفلاطون، ولفظة Deniurge تفيد في الأصل الصانع الماهر، يتأمل المثل حتى ينظم العالم.


وإذا كان أفلاطون قد استمد فلسفته من الرياضة والأخلاق والفن، فإن أرسطو يعول على الفن وحده في صياغة مذهبه، ويتخذ من التمثال نموذجا لبيان كيفية وجوده، فمادته هي النحاس، والهيئة الموجودة في ذهن صانعه هي صورته، والصانع هو الملة الفاعلة، والزينة أو الكسب وما إلى ذلك هو الملة النائية. وكذلك الحال في السرير بالنسبة إلى النجار، لأن الإغريق لم يميزوا بين الصانع والفنان. فالموجودات الطبيعية كالشجرة والفرس لا بد لها من علل أربع كما رأينا في الموجودات الصناعية أو الفنية، هي المادة والصورة والفصل والغاية.


وكانت عناية اليونانيين بالفن عظيمة، يدفعهم إليها عدة بواعث : أولها الدين الأسطورى وما كان يتطلب من بناء الهياكل وتماثيل الآلهة وإنشاد التراتيل في الأعياد وتمثيل المسرحيات التي تصور حياة الآلهة ومآسيهم. وكانت ديانتهم تأخذ بالتشبيه، ونشجع على عمل التماثيل حتى تستقر الآلهة على الأرض. والثاني الروح الرياضية التي كانت مثلهم الأعلى فكانوا يمجدون أبطالهم برسمهم وعمل لهم التماثيل في مختلف الأوضاع الرياضية، كما كانوا يهبون الفائزين في المباريات إلى جانب الجوائز المالية قطعا من الفن. والثالث عشق اليونانيين الجمال الطبيعي، ورغبتهم في تصوير الأجسام وتزينها، ويتضح ذلك في محاورة « هيبياس » حيث يناقش سقراط فكرة الجمال وعلى أي أساس تكون، يريد أن يبلغ ( مثال » الجمال، أو « ما هيته، ونحن نعرف أن المثل الأفلاطونية ثلاثة هي الحق والخير والجمال، وهى إن شئت ثلاثة في واحد، بمعنى أن الموجود يمكن أن ننظر إليه فلسفيا من ثلاثة جوانب إما جانب الحق أو الخير أو الجمال. ولا ريب أن الفن نافذة نطل منها على الحقيقة ؛ وما أجملها نافذة.


وكان الصانع الماهر هو الفنان، وكان يحتاج إلى معرفة طبيعة جسم الإنسان حتى يحسن تصويره. ومن المألوف عند نساء إسبرطة أنهن كن يضعن في بيوتهن صوراً وتماثيل لأبولون ونارسيس وغيرهما من الآلهة الجميلة حتى يلدن أطفالا على صورة الآلهة وما فيها من جمال. ومن ها هنا نشأت فكرة النموذج أو « المثال » الأفلاطوني، أهو مستمد من المحسوسات الجزئية، أم هو أسمى منها تحتذى المحسوسات مثالها وتنسج على منوالها. وقد قامت الحضارة اليونانية على أن الإحساس الفنى، أو الذوق الذي يعد حاسة الجمال، إنما ينشأ من إدمان النظر إلى الأشياء الجميلة. ولذلك أحاط اليونانيون أنفسهم بالآثار الفنية في كل عمل وفي كل مكان، فكانوا يراعون في بناء البيوت والقصور تزينها وتجميلها، وفي الأدوات التي يستعملونها في بيوتهم كأقداح الشراب والآنية والقوارير والآباريق والدنان أن تكون على هيئة فنية جميلة، يتخذون مادتها من الفخار، ويخلطون بها الألوان، ويتخذون من الأساطير اليونانية أو النباتات والحيوانات صوراً يزينون بها تلك المزهريات والآنية بعد حرقها في أفران خاصة.


أما التماثيل فكانوا يتخذون مادتها من الخشب يطعمونه بالعاج والذهب، ومن البرنز، ومن من الرخام، وكان من أشهر المثالين عندهم « فيدياس » الذي أصبح مضرب المثل إذا تحدث الناس عن  المصنوعات الجميلة.


وكان الفن متغلغلا فى حياة اليونانيين من جهة أخرى هي الشعر والموسيقى والرقص. وكانت الموسيقى - واللفظة العربية أصلها يوناني Monsike ـ داخلة في كل ناحية من نواحي الحياة. فهناك ابتهالات لديونيسيوس، وترانيم للآلهة، وأغاني النصر للأبطال، وأناشيد تغنى على الطعام والشراب، وأغاني الحب والزواج والحزن، وأناشيد يتغنى بها أصحاب كل حرفة كالغزالين والنساجين وعاصرى الخمر والرعاة. وعرفوا من الآلات الموسيقية الناي والقيثارة، وكان كل فرد حر يتعلم الموسيقى حتى سن الثلاثين، ومنها الموسيقى الحربية التي تحث على الحرب والقتال، والموسيقى الدينية التي تدخل في الاحتفال بالآلهة وتنشد في المناسبات المختلفة، والموسيقى المتصلة بالأدب وبالشعر بوجه خاص، فكان الشاعر الغنائي ينظم ويلحن ويغنى بمصاحبة القيثارة. وقد عرفت التمثيليات اليونانية الأغانى الجمعية التي تنشدها الجوقة على المسرح بمصاحبة الرقص. ويعرف أفلاطون الرقص بأنه الرغبة الفطرية في شرح الألفاظ بحركات الجسم كله. ويذهب أرسطو في كتاب الشعر إلى أن الرقص محاكاة الأعمال والأخلاق والانفعالات بواسطة أوضاع الجسم والحركات الإيقاعية.


وقد كانت صلة الشعر والموسيقى بالفلسفة وثيقة، فهناك فلاسفة صاغوا فلسفتهم شعرا، مثل بارمنيدس وأنباد قلبس، ولو أن أرسطو طمن على شعر أنباد قليس ونفى عنه صفة الشاعرية. وكانت الموسيقى من جملة المنهج الذي رسمه أفلاطون لطالب الفلسفة. وهذا سقراط نظم الشعر قبل وفاته حين كان في السجن، فلما سئل في ذلك أجاب بأن هاتفا كان يحدثه على الدوام يأمره بإنشاد الشعر والموسيقى، لأنها تبعث على دراسة الفلسفة."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب