لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب علم الأخلاق pdf تأليف باروخ سبينوزا




معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : علم الأخلاق.


تأليف : باروخ سبينوزا.


ترجمة : د. جلال الدين سعيد. 


الناشر : مركز دراسات الوحدة العربية.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).






مقتطف من الكتاب :


"علم الأخلاق


اصطنع سبينوزا في كتاب علم الأخلاق منهج الرياضيين في الهندسة، وأسرف في اصطناع هذا المنهج حتى لقد جاء كتابه أشبه بكتب علماء الهندسة منه بكتب الفلاسفة، لما تضمنه من تعريفات وبديهيات ومصادرات وقضايا وبراهين وحواشي وما إلى ذلك مما يصطنعه علماء الهندسة في كتبهم ورسائلهم. وفي الواقع، ليس سبينوزا أول من بادر بعرض فلسفته على النمط الهندسي، بل سبقه في ذلك عدد الفلاسفة، من من أمثال فرفريوس، وبركليس، ودونس سكوت وبرجر ديرك، وبرونو، وابن ميمون،... إلخ). ومنذ كان سبينوزا مقيماً في برينسبورغ أي منذ 1661، فهو قد فكر في عرض مذهبه على النهج الهندسي، وليس أدل على ذلك من الرسالة التي بعثها إلى الدنبورغ، رداً على رسالة هذا الأخير بتاريخ 16 - 21 آب/ أغسطس 1661 (وهي الرسالة رقم 2 في طبعة فان فلوتن ولاند). هذا فضلاً عن تذييل الرسالة الموجزة التي يرجع تأليفها إلى نفس التاريخ تقريبا، حيث نجد محاولة أولى لاصطناع المنهج الهندسي. ثم إن هذا المنهج هو الذي توخاه سبينوزا في مبادئ فلسفة ديكارت هذا الفيلسوف الذي تبنى هو الآخر نفس المنهج في ردوده على الاعتراضات الثانية.


إذا، في الفترة التي قضاها سبينوزا بقرية رينسبورغ، ألف الباب الأول من علم الأخلاق في شكله الأصلي، وأرسله إلى بعض أصدقائه ليطلعوا عليه ويدرسوه ويبدوا رأيهم فيه. وواصل سبينوزا إنجاز كتابه هذا سنوات طويلة مرسلاً في كل مرة ما أتمه إلى أصدقائه، موصياً إياهم بألا يطلعوا أحداً على عمله طالما لم يكمله (انظر الرسالة 28 حزيران/ يونيو (1665 فأدخل عليه بعض التغييرات التي عطلت إنجازه، رغم أنه لم يشغله عنه أمر منذ أن أصدر مبادئ فلسفة ديكارت سنة 1663. إلا أنه تشاغل فعلاً عن هذا العمل إبان الرسالة التي بعثها بتاريخ /حزيران/ يونيو 1665 إلى أحد أصدقائه متحدثا فيها عما يأخذه تأليف علم الأخلاق من وقته، فعكف على تأليف رسالة في اللاهوت والسياسة، إسهاما منه في التصدي لموجة العنف التي كانت سائدة آنذاك ضد حرية التفكير، ورغبة في ضم صوته إلى صوت أصدقائه الذين ما انفكوا ينادون بعلمانية الدولة وحرية المعتقد وعلى إثر صدور الرسالة في اللاهوت والسياسة سنة 1670، أكب سبينوزا من جديد على تأليف علم الأخلاق، بعدما تشبع في هذه الأثناء بقراءات متنوعة عرفته مثلا بهوبز (IIobbes) وبالمجادلات التي أثارها مذهبه، ولولا هذه القراءات ما كتب لـ علم الأخلاق أن يكون على شكله الحالي.


وفي نهاية سنة 1674، أتم سبينوزا تأليف علم الأخلاق ووزّع بعض النسخ من المخطوط الأصلي على أصدقائه وعلى أصدقاء جدد، مثل تشيرنهاوس (Tschirnhaus) وشولر (Schuller). وعلى الرغم مما لقيته الرسالة في اللاهوت والسياسة من استنكار شديد من قبل السلطات الدينية التي أقرت العزم على حظر إصدار أي كتاب آخر من تأليف «اليهودي الجحود إلا أن سبينوزا كان ينوي نشر كتاب علم الأخلاق، وأخذ الاستعدادات اللازمة لذلك، كما يفيد المكتوب الذي أرسله إليه ألدنبورغ بتاريخ 22 تموز/ يوليو 1675 (انظر الرسالة 62) لكن رد سبينوزا على هذا المكتوب يفسر لنا أسباب تراجعه، إذ قال : لقد وصلتني رسالتك بينما كنت على أهبة السفر إلى أمستردام كي أدفع الكتاب الذي حدثتك عنه إلى الطبع. ولما كنت منشغلا بذلك إذ ذاع نبأ صدور كتاب لي عن الله، حيث أسعى إلى إنكار وجوده، وصدق بهذا النبأ عدد كبير جداً من الأشخاص. وبعض اللاهوتيين (لعلهم أول من روج هذه الإشاعة) قد اغتنموا الفرصة لرفع شكوى ضدي أمام الأمير والقضاة، ثم إن بعض الديكارتيين الأغبياء الذين عرفوا بتأييدهم لي لم يجدوا بدا، كي يتبرؤوا من كل شبهة، من الإعراب في كل مقام عن كرههم الشديد لأفكاري ومؤلفاتي. ولما بلغني ذلك من أشخاص جديرين بالثقة، فأخبروني في نفس الوقت بما يدسه لي اللاهوتيون من مكائد، قررت أن أرجئ نشر ما أعددته، أن تتضح الأمور، إلا أنها، على ما عسى يبدو، تزداد تأزما كل يوم ولست أدري حقا ما سأفعله» (الرسالة 68).


لا جرم أن سبينوزا كان يعاني من مرض عضال أنهكه في هذه السنوات الأخيرة من عمره فلم يعد بإمكانه مجابهة السلطات الدينية والسياسية المستبدة منذ مذبحة 1672 التي ذهب ضحيتها الأخوان دو فيت حامياه ومحاميا حرية التفكير والقول والمعتقد، ولا جرم، أن فضيلة الإنسان الحر تتمثل في توقيه للمخاطر بقدر ما تتمثل في التغلب عليها )، وأن رباطة الجأش هي الرغبة التي يسعى بها كل فرد إلى حفظ كيانه وفقا لما يمليه العقل فحسب.


بقي كتاب علم الأخلاق إذا في درج من أدراج سبينوزا ولم ينشر إلا بعد موته إذ سلمت جل مخطوطاته إلى الناشر ريوفرتز (Rieuwert) بعد أن كادت تباع مع جملة أمتعته من أجل دفع مصاريف الدفن، لولا الهبة التي تكرم بها مجهول من أمستردام تمويلا لمصاريف طبع مؤلفات الفقيد."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب