لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب قصة الفلسفة؛ من أفلاطون إلى جون ديوي pdf تأليف ول ديورانت




معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : قصة الفلسفة؛ من أفلاطون إلى جون ديوي.


المؤلف : ول ديورانت.


الناشر : مكتبة المعارف.


حجم الملف : 11.95 ميجا بايت.


عدد الصفحات : 638 صفحة.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).






مقتطف من الكتاب :


"العقل في المجتمع


ان المشكلة الكبرى التي ينبغي على الفلسفة ايجاد حل لها، هي وسيلة تحمل الناس على التمسك بالفضيلة بغير اثارة آمال الغيب ومخاوفه في نفوسهم. لقد وجدت هذه المشكلة حلا نظريا لها في النظرية الاخلاقية التي قدمها سقراط » و « سبينوزا ». فقد قدم هذان الفيلسوفان للعالم نظاما اخلاقيا كاملا. ولو استطعنا حمل الناس على اتباع احد هذين النظامين الاخلاقيين لادى هذا الى تحسين حياتهم واصلاح امورهم. ولكن من العسير أن نتجه الى مثل هذه النظم الاخلاقية الغاية في المثالية بسبب صعوبة تحقيقها. ويبدو انها ستبقى احلاما في اذهان الفلاسفة. اما بالنسبة الى الناس فان سبيل التطور الاخلاقي يقع في تنمية العواطف الاجتماعية التي تزدهر في جو الحب والوطن.


والواقع ان الحب كما قال شوبنهور هو خداع الجنس للفرد، وان تسعة اعشار اسباب الحب تكمن في المحب والحب يصهر النفس في سيل لا شخصي اعمى. ومع ذلك فان كان في الحب اعظم تضحية يقوم بها الفرد فانه يجد فيه عظم سعادته فيعوض بذلك ما قام من تضحية ويروى عن « لابلاس» انه قال وهو على فراش الموت، ان العلم امر تافه، وان لا شيء حقيقي سوى الحب. والحب على الرغم مما فيه من خداع واوهام شعرية فانه عادة ينتهي بصلة بين الوالد والولد اكثر ارضاء للغرائز البشرية مما في حياة العزوبة من امن وهدوء. فالابناء هم خلودنا ونحن على استعداد للتضحية بالقاء كتاب حياتنا في اللهب عندما نجد ابدع ما في هذا الكتاب قد تم نسخه في نسخة اجمل الا وهي اولادنا.


والاسرة هي السبيل الى دوام الانسانية، فهي لا تزال النظام الاساسي  بين الناس وهي وحدها قادرة على دوام الجنس حتى ولو فشلت جميع النظم الاخرى. ولكن الاسرة وحدها لا تستطيع السير والرقي بالمدنية الا الى درجة بسيطة معينة. اذ تحتاج المدنية لاطراد تطورها ومواصلة سيرها وتقدمها إلى نظام اوسع واكثر تعقيداً، تحل فيه الدولة محل الاسرة. وقد تكون الدولة وحشاً طاغياً كما قال عنها ( نيتشه )، ولكن هذا الطغيان الذي يرتكز على سلطة واحدة، يقضي على جميع ضروب الطغيان الاخرى التي كانت تكدر صفو الحياة وامنها قبل انشاء الدولة. فان كانت الدولة قرصانا يفرض علينا تقديم الخراج والضريبة، فان تقديمنا لهذه الضريبة الى قرصان واحد يتقبلها بهدوء افضل من ان يستولي عليها مئات القراصنة بلا انذار او حدود. ومن هنا نشأت الروح الوطنية بين الناس. فهم يعرفون ان ما يدفعونه للحكومة من ثمن اقل من تكاليف الفوضى والاضطراب التي يتعرضون لها اذا لم تقم حكومة قوية بالاشراف على المجتمع والسهر على مصالحهم. ولكن سنتيانا يتساءل فيا اذا كانت مثل هذه الوطنية تؤدي الى خير الناس او الى ضررهم ؟ لان هذه الوطنية تميل الى اتهام دعاة الاصلاح والتغيير بعدم الاخلاص والخيانة. ان حب الانسان لبلاده يدفعه الى المطالبة بالتغيير وبذل الجهود للوصول بالبلاد الى الكمال. والوطنية القومية ضرورة لا مفر منها. وبعض الشعوب متفوقة على غيرها. والزواج بين الشعوب والاجناس المتفاوتة في التفوق امر خطير. وعظمة الشعوب المتفوقة تضعف باتصالها واندماجها مع الشعوب الاقل منها تفوقــــا واستقراراً وتقدماً. واسوأ ما في الحكومة هو ميلها الى الحرب، وتهديدها للشعوب المتأخرة الضعيفة. وهو يرى ان التطور بالالعاب الرياضية الدولية الاولمبية قد يحقق مخرجاً لروح المنافسة بين الجماعات. وسنتيانا لا يشارك وهو يعرف جانبي الصناعة الحربي والسلمي. سبنسر افتتانه للصناعة، وحبه ويميل الى نظام الحكومة الارستقراطية القديم. ويعتقد ان ما عرفه العالم من ثقافة كان ثمرة لذلك النظام الارستقراطي. وليست المدنية في اعتقاده الا انتشار عادات نشأت في الطبقات الممتازة، ولم تنبع من عامة الشعب، ثم فرضت نفسها على الشعب فرضاً. والدولة التي تتألف خاصة من العمال والفلاحين كما تتألف معظم الامم الحديثة لهي دولة متأخرة متوحشة، تقضي على كل تقاليد الحرية، ويضيع فيها جوهر الوطنية العقلي والتاريخي. وسنتيانا يكره المساواة ويوافق افلاطون بأن المساواة بين غير المتساوين لا مساواة.. ومع ذلك فهو لم يبع نفسه تماماً للنظام الارستقراطي. وهو يعرف ان التاريخ قد جرب حكومات ارستقراطية ووجد فيها من العيوب ما يوازي فضائلها. فالحكومة الارستقراطية لا تفسح مجال التقدم والنمو الا امام القلة من ابناء العائلات العريقة. والحكومة الارستقراطية تؤدي الى الثقافة ولكنها تؤدي ايضا الى الطغيان واستعباد الملايين الذين يدفعون الثمن الحرية القلة من ابناء الطبقة الارستقراطية. ينبغي ان يكون مبدأ السياسة الاول، ان تعمل الحكومة على رفع حياة افراد الشعب والنهوض بهم، وتقوية امكانياتهم ومواهبهم والديمقراطية من هذه الناحية افضل من الارستقراطية ولكن للديمقراطية مساوئها وشرورها ايضا. فهي بالاضافة الى فسادها وعجزها تمتاز بنوع من الطغيان خاص بها. وهو عبادة المساواة والتشابه التام بين افراد الشعب. ولن تجد طغيانا ممقوتا ومكروها اكثر. من هذا الطغيان العامي الذي يقضي على كل تجديد ويسد الطريق امام كل موهبة وعبقرية.


ان اشد ما يكرهه سنتيانا هو الفوضى والسرعة الفاحشة التي ترافق الحياة الحديثة. ويتساءل هل كان الناس اسعد حالا في ظل النظام الارستقراطي القديم، عندما كانت الحكمة

هي الخير لا الحرية.


وبما ان الديمقراطية قد فتحت باب الحرية امام الجميع، فان هذا سيؤدي الى فتح باب الشره والنهم وعدم القناعة امام الجميع. ويبدأ الصراع بين طبقات المجتمع. وكل طبقة تنتصر في هذا الصراع الذي فتحت الحرية فيه الباب على مصراعيه ستقضي على هذه الحرية. هذا. هو انتقام الثورة ايضا. حيث تلجأ الطبقة المنتصرة لكي تحافظ على بقائها الى اقامة حكومة الطغيان التي دمرتها.


ان الثورات يكتنفها الابهام والغموض ونجاحها يتوقف على نسبة مقدرتها على تكييف نفسها واستيعاب ما ثارت عليه. لقد تركت الاف الاصلاحات العالم فاسداً كما كان. لأن كل اصلاح ناجح قد اوجد نظاما جديداً وهذا النظام الجديد يحمل في جنباته بذور طرحه ونبذه وانتهاكه."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب