لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب حياة الموريسكوس الأخيرة بإسبانيا ودورهم خارجها pdf تأليف د. محمد قشتيليو




معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : حياة الموريسكوس الأخيرة بإسبانيا ودورهم خارجها.


تأليف : د. محمد قشتيليو.


الطبعة : الأولى، 2001.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).






مقتطف من الكتاب :


"استقرار الموريسكوس بالمغرب


لقد كان المغرب ضعيفا من الجانب العسكري إبان سقوط غرناطة بين أيدي النصارى، لذا لم يكن بإمكانه مساعدة إخوانه الأندلسيين ونجدتهم عسكريا، فقد كانت أرض المغرب مسرحا للهجومات الإسبانية والبرتغالية من البحر وأصبحت للبرتغال قاعدة بالتراب المغربي على مدينة سبتة عام 1415، فلجأ المغرب إلى التضامن مع بعض الأمم الإسلامية ليتمكن من صد هجومات الإسبان والبرتغاليين، فتضامن مع حكومة اسطانبول وصار يسهل للموريسكوس اللجوء إلى المغرب، ويمدهم بالمساعدة لكي يستقروا بوطنهم الجديد.


كانت للموريسكوس إبان استقرارهم بالمغرب فكرة أن بلاد الإسلام واحدة، فأصبحوا يعدون أنفسهم أصحاب الأرض الشرعيين، وصاروا يتدخلون في شؤون المغرب بجميع أنواعها من اقتصاد وزراعة إلى غير ذلك، وأصبحوا يتصرفون في السياسة الداخلية للبلاد. ويقول المؤرخ «إسبالثا» في كتابه «الموريسكوس في سياسة المغرب الداخلية : أن الموريسكوس اندمجوا في السياسة الداخلية للمغرب وفي السلطة المركزية على الخصوص وكذلك في الجو السياسي للمدن وكونوا قوة خاصة في الجيش المغربي بجانب عناصر أخرى من أصل أجنبي من سود وغيرهم. وكان هذا الجيش شبيه بما كان الاستعمار الأوروبي بإفريقيا يسميه اللفيف الأجنبي. ويقول المؤرخ «كييرمو كونثاليث في كتابه «المنظري الغرناطي مؤسس تطوان أن نشاط المنظري من الناحية الحربية بشمال المغرب يأتي قبل كل شيء من ضعف السلطة المركزية التي فوضت له أمر الدفاع عن الشواطئ المغربية الواقعة على البحر الأبيض المتوسط والمواجهة لإسبانيا، فكون المنظري جيشا كان مركزه قبائل الأخماس محصنا بجبالها ويكونه أهل هذه القبائل إضافة إلى بعض الأسرى الذين كانوا يقعون في قبضته أثناء حملاته الجهادية ضد الإسبان والبرتغاليين.


لقد أعطى المغرب التفويض التام للموريسكوس في كل ما يقومون به من أجل الدفاع عن الوطن ضد الاعتداءات النصرانية وخاصة بسهل تطوان وسلا والمعمورة. لقد كان الخطر محدقا بالمغرب من طرف دولتين شابتين في القوة والتقدم البحري، فعزز المغرب علاقته مع الخلافة العثمانية، ولو أن هذه الأخيرة كان لها هدف الإستيلاء على ما تبقى من دول إسلامية بشمال إفريقيا. وقد قام السلطان أحمد المنصور بتعزيز جيشه بالموريسكوس. واستمد نظام جيشه من اسطانبول على الطريقة التركية، وذلك بعد إقامته بها مدة من الزمن.


 أسند المغرب إذا مهمة الدفاع عن الشواطئ إلى الموريسكوس فبدأ تأثيرهم على السياسة الداخلية ينمو ويكبر، واستحوذوا على مراكز مهمة في الجيش وكونوا كما أسلفنا فرقة خاصة بهم إلى جانب خليط من أوربيين دخلوا الإسلام وآخرون خرجوا عن طاعة بلدهم وفروا إلى المغرب، وكذلك عبيد من الجنس الأسود، ومما يذكر بعض المؤرخين الإسبان أن السلاطين المغاربة في أواخر القرن السادس عشر كانوا غير قادرين على آداء أجور هذه العناصر المكونة للجيش الشيء الذي كان يشغل بال السلطات. ولكن سرعان ما فكت الأزمة بفضل ما حصلت عليه الحكومة من ذهب مقابل إطلاق سراح الأسرى البرتغاليين الذين أسروا في معركة وادي المخازن سنة 1578، وكذلك نتيجة مرور القوافل بعد طرد البرتغاليين من الشواطئ الغربية للمغرب، وكذا تصدير السكر إلى أوربا وجنوب الصحراء.

 ‏

هناك نقطتان مهمتان وجبت الإشارة إليهما :


1- أصبح الموريسكوس درعا واقيا ضد هجمات الإسبان والبرتغاليين، وخاصة خلال القرن السادس عشر حيث كانت أكبر هجرة للموريسكوس بين 1609 و 1614 أيام فليبي الثالث ملك إسبانيا آنذاك.


2- بعد الترحيب بالموريسكوس والسماح لهم بالإقامة ومزاولة جميع نشاطاتهم الاجتماعية والعسكرية، كان على المغاربة أن يكونوا حذرين في ما يخص النشاط السياسي و العسكري للموريسكوس، فصحيح أن وجودهم أعطى للبلاد ازدهارا وحركة دائبة في كل مرا رافق الحياة، لكن عملهم فيما بينهم كان يدعو لليقظة لأنهم كانوا طبقات اجتماعية متباينة وكثير منهم ترك في بلده الأصلي ثروة وجاه، فكان عليهم والحالة هذه استردادها في مقر إقامتهم الجديد فأخذوا يقومون في بعض الأحيان بنشاطات تكاد تكون مناهضة للسلطات المحلية بالأماكن التي استقروا بها في المغرب باتخاذهم لنفسهم حكما ذاتيا بالمفهوم السياسي الحالي، فحاولوا الاستقلال بأنفسهم في الاقتصاد والسياسة في بعض مدن المغرب كتطوان والرباط وسلا. 


بدأ مظهر التنافس يتجلى بين الموريسكوس أنفسهم، حيث كان المغرب يضم عددا كبيرا ممن هاجروا أثناء سقوط غرناطة عام 1492، وعددا آخر ممن حلوا بها بعد فترة طويلة من سقوط غرناطة وذلك عام 1609 أي بعد قرن ونيف. فبين الفئتين اختلاف كبير في العقلية والثقافة والعادات، فالأوائل ثم المنحدرين منهم كانوا متشبثين بالروح الإسلامية والثقافة العربية، بينما الفئة الأخيرة كانت قد تشبعت بالثقافة الإسبانية، وبعدت بذلك بعض الشيء عن الروح الإسلامية الصحيحة بل حتى الكثير منهم فقد اللغة العربية حيث أصبحت لغتهم مشوهة باللغة الإسبانية التي طغت عليهم بفعل القهر الذي كان يمارس عليهم في بلدهم الأصلي. 


كما كان مظهر التنافس متجليا أيضا بين البورجوازية المغربية القديمة والأندلسية القديمة التي استقرت بالمغرب قبل ضياع الأندلس وخاصة بمدن تطوان، فاس، سلا ومراكش."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب