لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب تاريخ هيرودوت pdf تأليف هيرودوت




معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : تاريخ هيرودوت.


تأليف : هيرودوت اليوناني 484-425 ق.م.


ترجمة : عبد الإله الملاح.


مراجعة : د.أحمد السقاف- د.حمد بن صراي.


الناشر : المجمع الثقافي - أبوظبي، 2001م.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf). 






مقتطف من الكتاب :


"هذه أبحاث هيرودوت الهاليكارناسي كتبها ليبقى ذكر أفعال الرجال حياً ومأثر الإغريق والبرابرة وأعمالهم المجيدة خالداً، وهدف منها توثيق أسباب النزاع بينهم.


يزعم الفرس وهم أخبر الناس بالتاريخ أن الفينيقيين كانوا المبادرين في المنازعة. فهؤلاء القوم الذي مهدهم في القديم شواطئ البحر الأرثيري المحيط الهندي والخليج العربي ثم هاجروا إلى شواطئ البحر الأبيض المتوسط ليستقروا في البلاد التي يسكنونها الآن، شرعوا حالما استقرت أحوالهم، على ما يقولون، في خوض الرحلات البحرية الطويلة للمتاجرة بما كانت سفنهم تحمله من بضائع وسلع من مصر وبلاد أشور. وقد اعتادوا أن يلقوا مراسيهم في كثير من المدن الواقعة على الساحل، ومنها أرجوس، وكانت لها الصدارة بين الدول المتحدة اليوم تحت اسم بلاد الهيلاس )، وحينما حطوا رحالهم فيها، أخذوا في عرض بضائعهم وشرعوا يتاجرون وأهالي البلد مدة تبلغ خمسة أيام أو ستة، وبعد أن نفقت معظم بضائعهم، نزلت إلى الشاطئ صحبة من النسوة، ومن بينهن آيو، ابنة الملك ايناكوس، وهذا قول يتفقون فيه والإغريق. وتذهب الراوية إلى أن النسوة كن واقفات عند مؤخرة السفينة، وهن يقصدن الشراء من التجار، حين صاح الفينيقيون صيحة رجل واحد واندفعوا نحوهن وهم يقصدون أمراً. فأمكن لأكثر من الإفلات من المهاجمين بينما وقعت الأخريات، ومنهن أيو في قبضاتهم، فحملوهن معهم وأبحروا بهن إلى مصر. وهكذا انتهت أيو، حسب رواية الفرس، إلى مصر، وهي تختلف اختلافاً شديداً عن رواية الفينيقيين. وكانت هذه بداية سلسلة من الفظائع التي تلت.


ثم كان أن نزل بعد حين عدد من الإغريق لا تعرف أسماؤهم، إنما يرجح أنهم من أبناء كريت، في صور، على الساحل الفينيقي، واختطفوا ابنة ملك الفينيقيين أوروبا. وكانت تلك واقعة من قبيل الثأر لولا أن الإغريق على ما يقولون، أقدموا بعدها على إثم آخر. فقد جهز بعضهم سفينة حربية، وشدوا الشراع إلى آيا، إحدى مدن مملكة كلوتشيز الواقعة على نهر فاسيز؛ ولما باعوا بضاعتهم، حملوا معهم ميديا ابنة ملك البلاد. فلما بلغ الأمر الملك بعث برسول إلى بلاد الإغريق يطلب منه إصلاح ما بدر من أبناء جلدتهم من خطأ وإعادة الفتاة إلى قومها. فأجابه الإغريق أنهم لم ينالوا تعويضاً عما نزل بهم يوم اختطفت أيو فلا ينبغي أن يقدموا مثله في هذه الواقعة. 


ويروي هؤلاء الثقات أن باريس (الأسكندر) بن بريام شاء، بعد فترة من الزمن، أن يتخذ لنفسه زوجاً من الإغريق، وعزم على اختطافها، وقد حمله على هذا قناعته بأن ذلك نوع من القصاص على ما جنته أيديهم. وهكذا دبر اختطاف هيلين؛ فقرر الإغريق يومئذ مناشدته أن يعيد إليهم أميرتهم والتعويض عما لحق بهم من الأذى بسبب تلك الواقعة قبل اللجوء إلى ما هو أشد وأقسى. فرد عليهم الملك بالتذكير بالاعتداء على ميديا، وسألهم بأي وجه يطالبون الآن بالقصاص، بعد أن كانوا قد رفضوا كل مطلب بالقصاص ورد الأميرة إلى بلدها وأهلها.


ولقد ظل الأذى الذي نال كل طرف حتى ذلك الحين، من أعمال العنف المألوف وما تلا ذلك فاللوم عند الفرس يقع على الإغريق لتسرعهم في توجيه قواتهم للتوغل في آسيا، حتى قبل أن ينزل بأوروبا أي ضير. أما اختطاف النساء فقد قالوا في شأنه إنه أمر لا يقدم عليه إلا مجرم فظ؛ وإن إثارة نزاع حول اختطاف امرأة فضرب من ضروب الحماقة. فالعقلاء من الناس لا يشغلون أنفسهم بمثل تلك النساء، إذ من الواضح أنه ما كان لأحد أن يحملهن على ما لا يرضين به. فعندما اختطف الإغريق نساء الآسيويين لم يأبه هؤلاء بالواقعة، أما الإغريق فإنهم من أجل امرأة إسبارطية واحدة حشدوا جيشاً عرمرماً، واجتاحوا آسيا، ودمروا مملكة بريام. ومنذ ذلك الحين والآسيويون يكنون العداء للإغريق. أما آسيا فيعتبرها الفرس أرضاً لهم وما حفلت به من قبائل البرابرة من أهلهم وحلفائهم وينظرون إلى أوروبا والإغريق على أنهم غرباء يختلفون عنهم. 


تلكم هي رواية الفرس عن تلك الأحداث. وهم في ذلك يعزون سبب الهجوم على طروادة لعداء قديم يكنونه للإغريق، أما الفينيقيون فيختلفون في روايتهم للوقائع المتصلة بأيو عن تلك التي يأتي بها الفرس. فهم ينكرون حكاية اختطافها إلى مصر؛ ويروون عنها أنها أقامت علاقة مع قبطان السفينة في أثناء ء رسوها في أرجوس، فلما اكتشفت أنها حملت منه اختارت بمحض إرادتها أن ترافق الفينيقيين عند إبحارهم إلى مصر، خشية افتضاح أمرها ومواجهة غضب والديها. ولسوف أمسك عن مناقشة حقيقة ما حدث، وتعيين من كان حسب علمي الأول بين من أساء إلى الإغريق، ولأمضي من ثم في بسط تاريخي، راوياً هذا العرض قصص المدن الصغيرة والكبيرة سواء بسواء. ذلك أن ما كانت في مدناً زاهرة ذات. غدت صغيرة ذاوية الآن، كما أن المدن الصغيرة قديماً يوم باتت حواضر زاهرة في أيامي. ولما كنت أعلم علم اليقين أن سعادة البشر لا تدوم فإني سأولي الكبير والصغير اهتمامي حريصاً على ألا أقصر في ذكر هذا أو ذاك.


كان كرويسوس الليدي، ابن الياتتيس، ملكاً على كل الشعوب التي تسكن غرب نهر خالص (قيزيل)، الذي يصب في البحر الأسود، ويشكل الحد بين كل من كبادوكية بلاد) (السريان) وبافلاجونيا. وهو أول أجنبي على ما بلغنا اتصل مباشرة بالإغريق، إن غزواً وإن حلفاً، وفرض الجزية على الأيونيين والأيوليين والدوريين الآسيويين، وتعاهد والاكيديمونيين. وقد علمنا أن الإغريق كانوا قبل عهد كرويسوس أحراراً؛ إذ لم تكن هجمة السيمريين على أيونيا حرباً، وإنما مجرد غارة للنهب وحسب.


وكانت ليديا في ملك سلالة الهير كليداي ثم دخلت في ملك آل كرويسوس الميرمناداي على النحو الذي سأفصل فيه القول: كان ملك سارديس كاندوليس (وهو ميرسيلوس عند الإغريق سليل الكايوس بن هير كليدس، ووالده ميرسوس وآخر آل هير كليدس في سارديس، وأولهم أجرون بن نينوس بن بيلوس بن الكايوس. أما قبل أجرون فكانت المملكة في بيت ليدوس بن أطيس، وباسمه عرفت ليديا، وكان الليديون قبل ذلك يعرفون بالمايونيين، ثم سلم أمراؤها مقاليد الأمور إلى أبناء هيركليدس من إحدى جواري أياردانوس؛ وقد ثبت ملكهم فيما بعد بنبوءة العرافة وظلت ليديا في ملك هؤلاء اثنين وعشرين جيلاً وامتد عهدهم خمساً وخمسمئة سنة، وتعاقب عليها الأبناء كل منهم يورثها لولده، حتى عهد كاندوليس بن ميرسوس. وكان يهيم بزوجه، ويرى فيها أجمل النساء على وجه الأرض. وقد اختص بمودته أحد حراسه ويدعى جايجيس بن داسكيلوس، وقربه منه، ولم يكن يقصر الحديث معه على أهم الشؤون بل لقد بلغ إيثاره له أن كان يحدثه في امرأته فيصغي إليه هذا وهو يتغزل بمفاتنها وجمالها. وفي أحد الأيام أخذ الملك الذي كان ينتظره أسوأ مصير يحدث جايجيس مباسطاً: أرى أنك لا تصدقني حين أحدثك في مبلغ جمالها. فالحق أن القول لا يفي بالحقيقة، وليس السمع كالنظر، فإن شئت أن تتحقق مما أقول فتدبر أن تراها عارية ». وإذ سمع جايجيس ما قاله الملك ندت عنه شهقة الهلع وقال: « أي قول هذا، يا مولاي أتراك تطلب مني أن أنظر إلى الملكة، وهي متجردة من ثيابها ؟ لا، يا مولاي إن المرأة حين تتجرد تطرح عنها حياءها أيضاً - وأنتم أدرى بما قيل في النساء. وإذن فلنعتبر بخبرة الأولين. فلقد قام الحد بين الخطأ والصواب منذ قديم الأزمان والحق عندي يا مولاي أن ليس للمرء أن يشغل نفسه بما لا يعنيه. ولا ريب أن زوجكم هي أجمل النساء. ولكن ناشدتكم الآلهة ألا تخرقوا الأعراف ». وهكذا جهد الرجل وأعرض عن دعوة الملك، إذ خشي سوء العاقبة إن هو قبل بها."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب