لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب المغرب والأندلس دراسات في التاريخ والأركولوجيا pdf




معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : المغرب والأندلس دراسات في التاريخ والأركولوجيا.


المؤلف : مجموعة من الباحثين.


الناشر : كلية الآدب والعلوم الإنسانية تطوان.


عدد الصفحات: 144 ص.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).







مقتطف من الكتاب :


"المرافق العمرانية بفاس :

-

قصر السلطان : وعن قصر السلطان قدم لنا باديا الصورة التالية : يحتوي قصر السلطان على عدد كبير من الساحات، بعضها غير مكتمل البناء والبعض الآخر في حالة شبه خراب. وهذه الساحات عبارة عن ممرات لكثير من الغرف والحجرات لم يتسن لي رؤيتها. وفي الساحة الأولى للقصر نجد حراسا واقفين أمام أبواب مغلقة لا تفتح إلا للعاملين وخدام القصر أو للأشخاص ذوو الامتيازات الخاصة. في الساحة الثالثة توجد حجرة صغيرة من الخشب نصعد إليها عبر أربعة أدراج، داخلها مكسو بنسيج مصبوغ وأرضها مغطاة بزربية. وأمام الباب وضع سرير مزين بستائر وبجانبه الأول أريكة وبجانبه الثاني مرتبة صغيرة.


داخل هذه الحجرة، والتي لا يتعدى مربعها خمسة عشر قدما، يستقبل السلطان، وهو إما جالس على الأريكة أو على المرتبة، الأشخاص الذين حصلوا على إذن الامتثال بين يديه دون أن يتجاوزوا الباب باستثناء الأشخاص المفضلين ذووا الامتيازات الخاصة يلجون الغرفة ويجلسون على الفراش وقد حصلت دائما على هذه الميزة الخاصة. » (ص. 12 – 121 )


ويستمر باديا في تقديم هذه اللوحة التفصيلية فيقول : « في نفس الساحة يوجد مسجد صغير يؤدي فيه السلطان الصلوات اليومية باستثناء صلاة الجمعة يؤديها في المسجد الكبير بالقصر والذي يفتح لعامة الشعب بواسطة باب يطل على الشارع.» (ص. 121 )


ومقابل هذا الوصف لقصر السلطان يمر باديا إلى وضع صورة مشوهة لمكتب الوزير داخل القصر السلطاني فيقول : « يوجد في الساحة الثانية مكتب الوزير، وهو عبارة عن غرفة رديئة ومصابة بالرطوبة، يبلغ عرضها حوالي خمسة أقدام وطولها حوالي ثمانية أقدام جدرانها قائمة تسقط قشرتها على الأرض بكميات متفاوتة. لا يوجد بالغرفة أي أثاث آخر أو زينة أخرى ما عدا زربية قديمة تغطي أرضية البيت. وفي زاوية هذه الغرفة البائسة يجلس الوزير القرفصاء على الأرض وبجانبه وضعت محبرة رديئة وبعض الأوراق في منديل من الحرير بالإضافة إلى كتاب صغير أو مذكرة لتسجيل بعض النقط. عندما يخرج الوزير من الغرفة يغلق المحبرة ويضع الأوراق في منديل الحرير ويتأبط الكتاب ولا يترك أية وثيقة داخل الغرفة » ( ص 121 - 122 ) 


ينهي باديا هذه الصورة التفصيلية لقصر السلطان قائلا: « شيد القصر على ربوة في حي يوجد خارج مدينة فاس يسمى فاس الجديد وبجانب القصر توجد حديقة السلطان تسمى بوجلود، وهي عبارة عن بستان بسيط فيه بعض الأشجار كما توجد فيه بعض البنايات. » ( ص. 122 )


مسجد القرويين : يستهل باديا حديثه عن المسجد بشيء من القسوة والاحتقار فيعطي وصفا له قائلا :


« يحتوي مسجد القرويين على ما يناهز ثلاثمائة من الأعمدة غير أن بنائها رديئ. والمسجد مبني بالآجر و الجير وكذلك الأحجار دون زينة هندسية، كما يتوفر المسجد على أبواب كثيرة وعلى نافورتين جميلتين في الساحة وعلى مئذنة صغيرة و غير بارزة.»

 ‏

وخلال هذا الوصف لا يلبث باديا أن يتذكر موطنه ومدينة قرطبة ليعقد مقارنة بين مسجد القرويين ومسجد قرطبة الذي يسميه كاتدرائية « و هذا الأخير يتجاوزه فــي الحجم ويرقى عليه كثيرا في الزينة الجمالية»(ص. 115)


ينهي باديا هذا الوصف الخارجي لمسجد القرويين بحكم عام مفاده : « وعلى العموم يتشابه مسجد القرويين مع كل المساجد التي رأيتها في المغرب يحتوي كل واحد منها على ساحة محاطة بأروقة وفي الجهة الجنوبية منها مربع أو متوازي الأضلاع مغطى ومحمول بصف من الأروقة » ( ص. 115 )


ينتقل باديا إلى إعطاء صورة من داخل المسجد قائلا : « وسط السور الداخلي للمسجد المطل على الجنوب والجنوب الشرقي يقع المحراب الخاص بالإمام، وعلى اليسار يوجد المنبر الخاص بخطبة الجمعة » وهنا لا بد من التسجيل أن باديا في هذا الوصف يصدر حكما يتسم بالموضوعية فيستنتج قائلا : « كل هذه الأوصاف التي ذكرت نجدها تتشابه مع نظيرتها الموجودة بكتدرائية قرطبة مما يدل قطعا على أن هذه الأخيرة شيدت من طرف المغاربة ولم تشيد من طرف الرومان كما زعم بذلك بعض الكتاب الإسبان. » ( ص 116 )


إلى جانب مسجد القرويين أدلى باديا بإحصائية للمساجد الموجودة بفاس وقـــدر عددها بأكثر من مائتي مسجد. غير أنه لم يتطرق إلى وصفها وذكرها فقط بقوله : « المساجد الأخرى الموجودة بالمدينة صغيرة وحقيرة.» ويستثني في هذا الصدد المسجد الذي بناه السلطان سليمان فيقول عنه: « هناك مسجد آخر جديد تم بناؤه مــن طــرف السلطان الحالي مولاي سليمان وقد شيد بكثير من العناية والأناقة من المساجد الأخرى، فأقواسه أكثر ارتفاعا وأعمدته متناسبة مع بعضها البعض. أما تصميم المسجد فهو صورة طبق الأصل للمساجد الأخرى. » ( ص. 118 )


ضريح مولاي إدريس : من بين المرافق الدينية التي خصها باديا بنصيب من الاهتمام ضريح المولى إدريس الذي اعتبر مسجده الأكثر ارتيادا من طرف السكان وهذا يرجع ــ كما لاحظ - للمكانة المقدسة التي يحظى بها لديهم. وفي وصفه للضريح نجده يرسم لوحة تفصيلية قائلا: « هذا الضريح كغيره من المرافق الدينية الأخرى، توجد في وسطه ساحة محاطة بأعمدة، بينما القسم المغطى هو عبارة عن قاعة كبيرة بدون أقواس ولا أعمدة. سقفها مرتفع جدا، مصنوع من الخشب ومزين بزخارف عربية، يشكل هرمــا مثمن الزوايا ومسند فقط على الأسوار الأربعة للقاعة.


أما الضريح فيوجد على يمين المحراب مغطى بنسيج تختلط وتتنوع فيه الألوان بكثرة. وتتدلى من السقف عدة قناديل زجاجية وثريا من الكريستال. وعلى جانبي الضريح وضع صندوقان كبيران للتبرعات والعطايا.» ( ص. 118 ـ 119 ) 


بعد هذا الوصف الذي خصه لداخل الضريح ينتقل باديا إلى رسم ا الصورة الخارجية : « صومعة الضريح هي الأكثر ارتفاعا والأكثر جمالا بفاس لكنها غير بارزة نظرا لأن هذا الضريح، والذي يوجد في وسط المدينة، شيد على أرض منخفضة. » (ص. 119 )


 لا ينسى باديا في ختام حديثه أن يشير إلى حرمة الضريح فيؤكد قائلا: « يعتبر ضريح المولى إدريس الملجأ الأكثر قدسية في البلاد. فحتى الشخص الذي اقترف جريمة القدح والسب ضد السلطان، إذا لجأ إلى الضريح، يعتبر في أمان وليس لأحد الحق في إلقاء القبض عليه. » (ص. 120)."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب