لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب الرحَّالة المسلمون في العصور الوسطى pdf تأليف زكي محمد حسن

كتاب الرحَّالة المسلمون في العصور الوسطى - تأليف زكي محمد حسن - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF








معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : الرحَّالة المسلمون في العصور الوسطى.


تأليف : زكي محمد حسن.


الناشر : مؤسسة هنداوي.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).






مقتطف من الكتاب :


"ابن بطوطة


هو أعظم الرحالة المسلمين قاطبة، وأكثرهم طوافًا في الآفاق، وأوفرهم نشاطًا واستيعابًا للأخبار، وأشدهم عناية بالتحدث عن الحالة الاجتماعية في البلاد التي تجول فيها. حقًّا إنه لم يكن فقيهًا دقيق الملاحظة سليم الحكم مثل ابن حجر، ولكن حديث رحلاته الطويلة غني بالأحداث، يشع بالحياة، ويشهد بأن ابن بطوطة كان من المغامرين الذين لا يقر لهم قرار، ومن الذين يدفعهم حب الاستطلاع والرغبة في الاستمتاع بالحياة إلى أن يركبوا الصعب من الأمور.


ولد محمد بن بطوطة في مدينة طنجة سنة (٧٠٣ﻫ/١٣٠٤م) من أسرة عالية، أتيح لكثير من أبنائها الوصول إلى منصب والنبوغ في العلوم الشرعية. غادر وطنه سنة ٧٢٥ﻫ لأداء فريضة الحج، ولكنه ظل حول ثمانية وعشرين سنة في أسفار متصلة ورحلات متعاقبة. وألقى أخيرًا عصى التسيار بما كان فيه ابن بطوطة يقصه من أحاديث أسفاره، فأمر كاتبه محمد بن جزي الكلبي أن يدون ما يمليه عليه هذا الرحالة. وتولى ابن جزي كاتب السلطان رواية الرحلة وتلخيصها وترتيبها وإضافة بعض الأشعار إليها وتحقيق بعض أجزائها مستعينًا بكتب الرحلات المعروفة في ذلك العصر، ولا سيما رحلة ابن جبير.


ثم سماها «تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار»، وفرغ منها سنة (٧٥٧ﻫ/١٣٥٦م) وختمها بعبارة أجزل فيها الثناء على ابن بطوطة، ولم ينس مولاه السلطان، فافتخر بأن ذاك الرحالة اختار الاستقرار في دياره دون غيرها.


قال ابن جزي: «انتهى ما لخصته من تقييد الشيخ أبي عبد الله محمد بن بطوطة أكرمه الله. ولا يخفى على ذي عقل أن هذا الشيخ هو رحال العصر. ومن قال: رحال هذه الملة لم يبعد. ولم يجعل بلاد الدنيا للرحلة. واتخذ حضرة فاس قرارًا ومستوطنًا بعد طول جولاته، إلا لما تحقق أن مولانا — أيده الله — أعظم ملوكها شأنًا، وأتمهم بما ينتمي إلى طلب العلم حماية. فيجب على مثلي أن يحمد الله تعالى؛ لأن وفقه في أول حاله وترحاله لاستيطان هذه الحضرة، التي هذا الشيخ بعد رحلة خمسة وعشرين عامًا.».


وقد طبعت رحلة ابن بطوطة في باريس مع ترجمة فرنسية في منتصف القرن الماضي على يد المستشرقين ديفريمري Defremory وسانجنتي Sanguinetti وطبعت في القاهرة طبعتين غربيتين ونشر الأستاذ جب Gibb ملخصًا لها بالإنجليزية في سلسلة Broadway Travellers سنة ١٩٢٩ قدم له بتصدير طيب تحدث فيه عن الرحالة وعصره.

ولعل بعض الاضطراب في أخبار ابن بطوطة يرجع إلى أنه لم يدون رحلته بنفسه، وأن ابن جزي عدل في بعض أخبارها وغير فيها بالحذف أو الإضافة، بعد أن راجع طائفة من كتب الأسفار الأخرى، حتى جاءت بعض الأخبار بعيدة عن الدقة، ولا سيما أحاديث ابن بطوطة عن الصين: فاتهمه بعض النقاد بأنه لم يصل إلى تلك البلاد كما زعم في رحلته. ولكنا لا نميل إلى تأييد هذا الاتهام كل التأييد؛ لأن معظم تلك الأحاديث يدعمها ما نعرفه عن رحلة ماركو بولو، الذي زار الصين أيضًا، ومكث فيها حول سبعة عشر عامًا، ثم أملى أخبار رحلته على كاتب آخر، وتوفي قبل أن يقوم ابن بطوطة برحلته الأولى بسنة واحدة.


وقد أشار الدكتور حسين فوزي في كتابه «حديث السندباد القديم» (ص ١١٨-١١٩) إلى قصة نزول ابن بطوطة ببلاد طوالسي في المحيط الهادي، ولاحظ أن وصفه تلك البلاد — ولا سيما نساءها — ذو صلة بأسطورة جزيرة النساء وأسطورة الوقواق. وقال: إن تلك القصة من الحكايات التي دعت كثيرًا إلى التشكك من سفر ابن بطوطة إلى بلاد الصين وأنه ليس ببعيد أن يكون حديثه عن «أودجا» ملكة تلك البلاد «نوعًا من السطو البري على قصة علقت بذهن ابن بطوطة من مطالعاته عن البلاد التي في شرق الصين ونسبها إلى نفسه».


وفي رأينا أن هذه القصة وغيرها من القصص الغريبة قد تحملنا على أن نشك في صحة بعض ما نسبه ابن بطوطة إلى نفسه، ولكنها لا تكفي لأن نشك في صحة سفره إلى تلك البلاد. والحق أن ما كتبه عن الصين يبدو قائمًا على أسس من المشاهدات الشخصية، ويجب ألا ننسى في هذه المناسبة أن مثل هذه الرحلة إلى الصين كانت أمرًا ميسورًا لابن بطوطة بوصفه سفير سلطان دلهي. وإذا كان حديثه عنها بعيدًا عن الإسهاب والإطالة، فلعل السبب في ذلك أنه لم يكن يستطيع أن يتذكر السماء الصينية أو أن ابن جزي محرر الرحلة أمعن في اختصاره لسبب من الأسباب.


ومهما يكن من الأمر فإننا نشعر حين نقرأ رحلة ابن بطوطة أن ثمة أجزاء عليها طابع المبالغة، ونرجح أن الرحالة خصب الخيال، وأنه قد يكون مصداقًا للمثل المشهور في بعض اللغات الأوروبية A beau mentir qui vient de join ومعناه أن القادمين من البلاد البعيدة لهم أن يختلفوا ما شاءوا، إذ لا رقيب عليهم. ولكن ليس في هذا ما ينقص من شأن ابن بطوطة ورحلته. وحسبنا أن نتبعها مرحلة مرحلة، لنقف عند بعض أجزائها الطريفة، مما يصف ظاهرة اجتماعية غريبة أو يثبت وجود نظم نظن أنها من مستحدثات العصر الحاضر.


غادر ابن بطوطة بلاد المغرب الأقصى إلى الأراضي الحجازية، فمر ببلاد الجزائر وتونس وطرابلس. والظاهر أن هذا الطريق البري لم يكن أمينًا كل الأمن؛ فقد علم الرحالة من صديق له بضرورة الإسراع في السير خوف غارة العرب في الطريق، وحدث بعد ذلك أن أرادت طوائف الأعراب الإيقاع بالركب قبل الوصول إلى الحدود المصرية. وحرص ابن بطوطة على أن يحدثنا عن بعض شؤونه الخاصة في هذه المرحلة الخاصة في هذه المرحلة فأملى ما يأتي: «ووقع بيني وبين صهري مشاجرة أوجبت فراق بنته وتزوجت بنتًا لبعض طلبة فاس وبنيت بها بقصر الزعافية، وأولمت وليمة حبست لها الركب يومًا وأطعمتهم.»"


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب