لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب مراجعات حول المجتمع والثقافة بالمغرب الوسيط pdf تأليف د. محمد القبلي

 كتاب مراجعات حول المجتمع والثقافة بالمغرب الوسيط - تأليف د. محمد القبلي - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINEPDF







معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : مراجعات حول المجتمع والثقافة بالمغرب الوسيط.


المؤلف : د. محمد القبلي.


الناشر : دار توبقال للنشر.


الطبعة : الأولى - سنة 1987.


عدد الصفحات : 128.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).






مقتطف من الكتاب :


"جرت العادة في مختلف الدراسات القديمة وكثير من الدراسات الحديثة بتقسيم تاريخ المغرب إلى عدة عصور تكاد تكون مستقلة عن بعضها كل الاستقلال. وقد ترتب عن هذه العادة بعض التصورات التي يحق لنا اليوم أن نراجعها ونتحقق من قيمتها. ذلك أن المقياس الأساسي في تبين حلقات هذا التاريخ كان ولا يزال في الغالب هو الحدث العسكري البارز المرتبط بقيام عصبية على أنقاض عصبية أخرى. واحتلال إحدى العاصمتين - مراكش أو فاس - بالنسبة للقرون المتأخرة من العصر الوسيط كان ولا يزال في الغالب أيضا هو نقطة النهاية بالنسبة لعصر لا علاقة له بالعصر اللاحق ولا بالعصر السابق وهكذا، فبالرجوع إلى هذا المقياس، وانطلاقاً منه، تمت عملية التقسيم والفصل بين دول تداخل تاريخها في الواقع على عدة مستويات كدولتي المرابطين والموحدين ودولتي الموحدين والمرينيين ودولتي المرينيين والسعديين مثلا ثم بالرجوع إلى هذا المقياس نفسه لم يلبث الناس في جملتهم أ دأبوا على التمييز بين ما سماه المتأخرون وبعض المتقدمين بعصور الدول البربرية من جهة وعصور الدول الشريفة من جهة أخرى.


وينبغي أن نعترف بأن هذا التقسيم الجذري بمختلف حقبه قد يكون ضروريا في بعض الأحيان كمرحلة مؤقتة من مراحل البحث الأولى. إلا أن الاحتفاظ به شيء لا يطابق الواقع في الغالب ولا ترضاه دائماً طبيعة الأشياء. كل ما هنالك أن تقسيم تاريخ بلد ما بهذه الطريقة قد يؤدي إلى أقسام إلا أن هذه الأقسام قد تبدو عند التدقيق مليئة بالأحداث المتداخلة والجزئيات المعقدة المتناثرة هنا وهناك والوقوف عند هذه الجزئيات وتلك الأحداث يؤدي لا محالة إلى تساؤلات وافتراضات أو إلى استنتاجات تفضي كلها في أغلب الحالات إلى تجاوز التقسيم الأولي والشك في صلاحيته أو قبوله بشيء من النسبية على الأقل.


كما ينبغي أن نسجل من جهة أخرى أهمية النتائج التي وصل إليها بعض الباحثين - جماعات وفرادى - بالنسبة لمراجعة عملية التقسيم والربط بين حلقات تاريخ المغرب معتمدين في ذلك مختلف الجوانب الدينية والاجتماعية والمعطيات البشرية والاقتصادية مع مراعاة المناخ الدولي الذي تطور فيه المغرب دائما منذ فجر التاريخ.


ومع ذلك، ورغم المظاهر، فهناك من بين النقط الغامضة الكثيرة في تاريخ المغرب قضية وصول الشرفاء، والشرفاء السعديين بالضبط - دون غيرهم من شرفاء المغرب - إلى الحكم في منتصف القرن العاشر الهجري (السادس عشر للميلاد). ومما يؤكد غموض هذه النقطة أن الدراسات التجديدية التي أشرنا إليها آنفاً لا تكاد تختلف عن الدراسات التقليدية في تفسيرها لهذه الظاهرة فتردها أساسا إلى الغزو المسيحي للشواطئ الجنوبية المغربية. ونحن نعتقد أن إلقاء بعض الأضواء على حقيقة هذا التحول وأسبابه يستلزم أن نعود إلى الوراء فنحاول التعرف على الأوضاع العامة لشرفاء المغرب كافة طوال العصر المعروف بالعصر المريني، وبالضبط طوال القرنين الثامن والتاسع للهجرة أو الرابع عشر والخامس عشر للميلاد.


وهكذا نكون قد اخترنا موضوعاً محدداً ينطلق من حدث عسكري بارز لنحاول تفسيره بالرجوع إلى مختلف الممهدات الدينية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي سمحت لعنصر مجتمعي معين في ظروف تاريخية معينة بالقيام بدور الزعامة والدفاع عن وحدة التراب وحوزة البلاد وكيانها. ولربما لمسنا من خلال تتبعنا لهذه الممهدات مدى ترابط حلقات تاريخ مجتمع يبدو مفككاً من خلال التصورات الموروثة عن التاريخ السياسي العسكري التقليدي.


على أنه لا يعزب عن ذهننا بتاتاً أن تناول موضوع من هذا القبيل قد يعتبر من الناحية العلمية البحتة مراهنة أو شبه مراهنة : فالموضوع شائك في حد ذاته، والمصادر قلما تجود بمعلومات مناسبة دقيقة مضبوطة، والفترة لم تحظ في جملتها بدراسة جدية مستوفية للشروط لأن العصر المريني، لم يفز حتى الآن بمثل هذه الدراسات العامة الشاملة.


ذلك فسوف نحاول أن نبدي بعض الملاحظات المتعلقة بالظروف التي أهلت شرفاء ومع المغرب عامة ليمثلوا «طاقة اجتماعية قابلة للتطور قبل أن تقف قليلا عند مراحل هذا التطور وظروفه ونتائجه بغية محاولة التعريف ببعض جوانب تاريخ المجتمع المغربي خلال فترة من أهم فتراته التحولية.


الواقع أن موضوعا كهذا يحتاج إلى تقديم تاريخي قد يؤدي إلى استعراض مختلف المراحل السابقة التي مر منها كل من فكرة الشرف الدينية وشعار الشرف السياسي داخل المغرب الأقصى. وقد يؤدي بنا إلى تصنيف الأشكال التي تقمصها هذا الشعار داخل المجتمع المغربي الكبير وخارجه على الضفة الشمالية للأبيض المتوسط. إلا أن المقام لا يتسع لمثل هذا التقديم بطبيعة الحال فيكفينا إذن أن نذكر ببعض النقط التي تتصل مباشرة بالفترة المحددة التي أشرنا إليها. 


ومن أهم هذه النقط أن تصدع الدولة الموحدية ابتداء من سنة العقاب (1212/609) يعتبر نقطة تحول أساسية في تاريخ المنطقة كلها. ومعلوم أن التجربة الموحدية قد ارتكزت في أول أمرها على أساس إيديولوجي لم يغفل عنصر الانتساب لأهل البيت ولا عنصر الانتساب للقرشية. ومعلوم أيضاً أن الدولة الحفصية بإفريقية هي التي ستعتبر نفسها الوارثة الشرعية لهذه الإيديولوجية بمجرد ما تبرأ المامون الموحدي منها سنة 1229/626. وفي منتصف القرن الثالث عشر، وبعدما أصبح للدولة الحفصية الفتية نفوذ واسع داخل المغرب الكبير - أي بعدما أخضعت يغمراسن حليف مراكش وأصبحت لها حركة قبلية قوية مناصرة لها داخل المغرب الأقصى هي حركة المرينيين - أعلنت الخلافة الحفصية بصفة رسمية، وتلقب أبو عبد الله بن أبي زكرياء بلقب الخليفة المستنصر سنة 650هـ/1253. فمن المسلم به أن المرينيين سيفتحون أمصار المغرب باسم هذه الخلافة كما سيدخلون مراكش باسمها سنـة 1269/668. وسيظل المرينيون على ولائهم الفعلي والمبدئي لتونس طيلة المدة التي كان يميل فيها ميزان القوى من الناحية العسكرية والاقتصادية لصالح بني حفص، أي حتى بعد وفاة الخليفة المستنصر سنة 1277."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب