معلومات عن المقالة :
العنوان : تدريس التاريخ وبناء الفكر النقدي.
تأليف : د. محمد أبجي.
المصدر : مجلة علوم التربية.
صيغة المقالة : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).
مقتطف من المقالة :
"مفهوم الفكر النقدي وأهميته
يعد التفكير النقدي نمطا من أنماط التفكير الهامة التي يلجأ إليها الفرد في تعامله مع الكثير من المواقف والمثيرات المعقدة، ونجد تعريفات عديدة للتفكير النقدي تقدمه بوصفه الوسيلة التي تقرر بشكل معقول ما نقوم به أو ما نفعله لذلك ارتبط مفهوم التفكير الناقد بالإحكام التي نصدرها أو الحلول التي نقترحها للمشكلات، فهو الذي يعين بتأن و حذر الأحكام المقبولة أو المرفوضة أو المعلقة، وهو بذلك يعد وسيلة لاختيار الحلول المقترحة لمعرفة ما إذا كانت صحيحة أم غير صحيحة.
و الغرض من التفكير النقدي هو تحقيق فهم وتقييم وجهات النظر وحل المشكلات وتتمثل مزياه في كونه يجعل المتعلم واثقا من نفسه و قادر على اتخاذ القرارات الصائبة وقادرا على انتقاء المصادر المعرفية و تمحيصها و نقد أفكارها، كما يمكنه من عدم التأثر بالأوهام والخرفات، و يسلحه بالوعي و القدرة على اكتشاف الأفكار الخاطئة و الآراء الزائفة و يحميه من سيطرة الفكر المتخلف ويحرره من التعصب و الأهواء.
وحتى يكون التلميذ متملكا للفكر النقدي لابد أن يكون متملكا لمجموعة من المهارات/ القدرات التي يمكن إجمالها في التفسير التحليل التقييم الاستدلال، التوضيح، التنظيم الذاتي.
وتتجلى مظاهر امتلاك المتعلم للفكر النقدي من خلال مجموعة من السلوكات و المواقف المتمثلة في حب الاستطلاع و المرونة و التساؤل عن الأشياء غير المقبولة، و يبحث في الأسباب و الأدلة و البدائل، و يسعى إلى الموضوعية و الابتعاد عن الذاتية، و يفرق بين الرأي و الحقيقة، و يتأنى في إصدار الأحكام، و ينفتح عن الأفكار الجديدة، يغير موقفه لتتوافق، مع الأدلة.و يحاول فصل التفكير العاطفي عن التفكير المنطقي.
ويعتبر الوضوح والصحة والدقة والربط والعمق والاتساع و المنطق أهم المعايير المعتمدة للحكم على نمط ما من التفكير على أنه تفكير.
- مكانة الفكر النقدي في التوجيهات التربوية لتدريس التاريخ في المغرب:
تنص التوجيهات التربوية الخاصة بتدريس التاريخ في المغرب على أهمية تدريس التاريخ في بناء الفكر النقدي لدى المتعلمين وتأثير ذلك على مختلف جونب شخصيته؛ فالتاريخ حسب هذه التوجيهات : مادة أساسية في التكوين الفكري والمعرفي للمتعلم وذلك بتنمية ذكائه الاجتماعي و حسه النقدي وتزويده بالأدوات المعرفية والمنهجية لإدراك أهمية الماضي في فهم الحاضر والتطلع للمستقبل وتأهيله لحل المشاكل التي تواجهه.»
كما تبرز أهمية تدريس التاريخ في سياقات مختلفة و أهمية الفكر النقدي في تلك السياقات؛ فعلى مستوى السياق الاجتماعي التاريخ يساهم في التكوين الشخصي للإنسان بمده بالمعالم الأساسية لفهم العالم والتنظيم المعقلن للماضي والحاضر و يساهم في التكوين الفكري للإنسان بتنمية الحس النقدي بالنسبة للأحداث الاجتماعية, وتكوين العقل لتحليل الوضعيات، وتكوين الرأي.
أما في السياق التربوي فتنص على مجموعة من القيم والكفايات المرتبطة بالفكر النقدي التي يمكن تحقيقها من خلال تدريس التاريخ و المتمثلة في إعمال العقل واعتماد الفكر النقدي والتفاعل الإيجابي مع المحيط الاجتماعي على اختلاف مستوياته، و الوعي بالزمن والوقت كقيمة في المدرسة والحياة.
و في ما يخص المرجعية الديداكتيكية فقد أكدت التوجيهات التربوية أهمية الفكر النقدي بقولها:» لا بد من استحضار ديداكتيك المادة الذي يبلور التجديد الابستمولوجي الذي يعرفه التاريخ كمادة عالمة في موضوعه وأدواته ومفاهيمه المهيكلة مما يستدعي التعامل مع معرفة منظمة يستطيع المتعلم فهمها وامتلاكها وتوظيفها في وضعيات جديدة، تتطلب هذه المعرفة إعمال العقل وشحذ القدرة على التحكم في آليات التفكير التاريخي وذلك بالتأكيد على مسار إنتاج المعرفة التاريخية أكثر من التركيز على منتوجها، توخيا لاستقلالية المتعلم بجعله يكتسب الأدوات المنهجية لمساءلة التاريخ بفكر نقدي يستدمج نسبيته ويعرف معناه و يثمن الثقل التاريخي لجملة مفرداته، فيصبح مؤهلا للتموضع في الماضي الذي ما زال حاضرا حولنا وفي المجال الذي نعيش فيه».
و الملاحظ أنه على المستوى المرجعية الديداكتيكية أن التوجيهات التربوية قد أعطت مكانة متميزة للفكر النقدي، يسعى تدريس التاريخ بلوغها."
رابط التحميل
