لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب الإعلام بمن غبر من أهل القرن الحادي عشر pdf تأليف عبد الرحمن الفاسي الفهري




معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : الإعلام بمن غبر من أهل القرن الحادي عشر.


المؤلف : عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الفاسي الفهري المتوفى سنة 1131 هـ.


المحقق : فاطمة نافع.


الناشر : دار ابن حزم.


الطبعة : الأولى سنة 1429 هـ - 2008 م.


عدد الصفحات : 381.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).






مقتطف من الكتاب :


"محمد بن أحمد الفاسي


في آخر ليلة الثلاثاء ثاني عشر ربيع الأول توفي الفقيه الخطيب البارع، الجامع لما تشتت من درر الفنون اللوامع، القاضي الأعدل المشارك الأفضل، أبو عبد الله محمد بن الشيخ أبي العباس بن الشيخ أبي المحاسن الفاسي - رحمه الله - إمام سطع فجره، وطار في الآفاق ذكره، وهو في بلده المقلة التي بها يبصر، وكل أكبر فيها بالنسبة إليه يستصغر، رويت مكناسة منه بسلسال وتحلت ينفيس لآل، فاتخذها منزلا وكساها من نور علمه حللا، وصعد منبرها يتحف الأسماع بشهد لفظه، ويزخرف الأسجاع بذلاقة وعظه، ثم تقلد أحكامها فظهرت الحقوق الشرعية ونور الحق وراءها وقدامها، بعد ما برع في الفنون واستخرج درها المكنون.


 وذكره أيضا جدنا في ابتهاج القلوب، فقال : فأما أبو القاسم محمد بن أحمد فأعجوبة في الحفظ والفهم، آخذ بنصيب من كل علم، وممن درس وخطب وأم، ورأس وقضى وحكم. هـ.

 ‏

 ‏ ووصفه خالنا الفقيه العلامة أبو عبد الله محمد الطيب في فهرسته: بالشيخ الفقيه العلامة الإمام النحوي المشارك أبو القاسم وأبو عبد الله محمد بن الشيخ الإمام حافظ المغرب أبي العباس أحمد بن شيخ الإسلام الشيخ العارف أبي المحاسن يوسف بن محمد الفاسي - رحمه الله تعالى ورضي عنه ..


رحمه الله - آية من آيات الله في الحفظ لا يجارى في ذلك، في سائر الفنون، مع قوة الفهم وحسن العبارة ولين الجانب وحسن الأخلاق وسرعة الدمعة، والإقبال على الصغير والكبير بالبشاشة والإكرام. وولي القضاء بمكناسة الزيتون فحمدت فيها سيرته وأحبه أهلها فكانما أشربت قلوبهم محبته، استعفى فعوفي هـ.


ولد ـ رضي الله عنه - ضحى يوم الخميس التاسع من محرم سنة ثمان وألف من الهجرة النبوية الموافق للعاشر من يوليوز من الشهور العجمية بفاس، ونشأ بها، ثم ارتحل مع والده وعمه زمن الفتنة، وانفرد بعمه أبي عبد محمد العربي فلازمه في القراءة وعول عليه ورحل إلى فاس بنية القراءة فقرأ على مشايخها، فمنهم عم أبيه أبو محمد عبد الرحمان، ومنهم القاضي ابن أبي النعيم، والفقيه أبو محمد عبد الواحد بن عاشر وقرأ أيضا على الفقيه سيدي محمد بن عبد الوهاب بن إبراهيم، وقرأ على سيدي علي البطوئي أيضا فإنه كان يتردد إليه، وكان سيدي علي يوده ويتحفه ويمده بالكتب قاله خال الوالد الشيخ أبو عبد الله المهدي.


 قال جدنا - رحمه الله - وقرأ على أبي عبد ا محمد بن أحمد الجنان، وعلى أبي الحسن علي بن الزبير وأجازه الشيخ القصار في صغره حسبما وقفت على إجازته بخط يده بتاريخ ليلة السبت السابع والعشرين من ربيع النبوي عام أحد عشر وألف، ثم رجع أيضا من فاس إلى عمه أبي عبد الله محمد العربي فلزم الأخذ عنه، وأكب على الاقتباس منه والاستضاءة بأنوار علومه والاعتناء بالتقاط درر فهومه مع الحفظ الفائق والفهم الثاقب الرائق، فصار أعجوبة وقته علما وتحصيلا، واعتنى بعلم العربية اعتناء صار به لا يدرك فيه شاوه، ولا يشق غباره، وأول ما قرأ بفاس عن ابن عمها الشيخ الوالد فقرأ عليه الألفية واللامية والأجرومية مرارا، ثم اعتنى بعلم الكلام أيضا فصار فيه مقدما مرجوعا إليه مقتدى به في ذلك، يستخرج الأبحاث الغريبة ويبدي النكت العجيبة وشرح مراصد عمه بشرحين، وبسببه مع ابن عمه ولد المصنف أبي الفضل عبد الوهاب كان وضعه، وإليهما الإشارة بولدي فيه وفي غيره من نظمه وشرح نظمه من المنطق أيضا وهو المسمى بالطالع المشرق، وشرح مختصر خليل بشرح لطيف ممزوج بلفظه في سفر واحد.

 ‏

واستوطن فاس سنة ست وأربعين وألف فانتفعنا به وانتفع به خلق کثیرون ودرس في سائر العلوم، وكان حفظه مما يبهر العقول وكان يحفظ التسهيل لابن مالك عن ظهر قلب وكذا مختصر ابن الحاجب الأصلي، وغير ذلك، أما في المسائل فيحفظ ما رأى وما سمع، لا تعجز به روية ولا تكل له ملكة، إمام معتبر في المعقول والمنقول، محدث نحوي لغوي، بياني، منطقي، أصولي، بارع في جميع ذلك فصيح العبارة، رائق الإشارة.


واعتنى في حدود الخمسين وألف قراءة السبع بطريق الشاطبية والتيسير، واعتمد من الأشياخ في الأخذ والرواية شيخنا الأستاذ أبا زيد عبد الرحمان بن القاسم بن القاضي، فلازمه كثيرا وقرأ عليه ختمتين بإرداف السبعة، وبرع في ءلك وفاق واعتنى بحفظه وإتقانه، ثم عرض له استيطان مكناسة الزيتون بسبب موت خطيبها بالجامع الأكبر مطعونا في جمادى الأولى سنة أربع وخمسين وألف، فنزل عليه أهلها، شرفاؤهم وأعيانهم وألقوا عمائمهم بباب داره، وتشفعوا له بحق إقامة الدين فأجابهم لذلك، وتولى الخطابة والفتوى بها منفردا هنالك بالعلم والتدريس وصاهره ولد الشيخ ابن غازي بابنتهم هنالك البلد وأهلها، وأذعن له الكافة، ثم مات قاضيها أبو العباس أحمد الغماري سنة ثلاث وستين وألف، فولى قضائها مكانه وانتهت إليه رئاسة البلد، وبذل مجهوده في حفظ النوازل والأحكام، فصار الحجة الباهرة في ذلك. هـ.


قال شيخنا الوالد : ثم نقله السلطان الرشيد سنة سبع وسبعين وألف لفاس وولاه الفتوى والخطابة بالقرويين، ثم وقعت بينه وبين قاضيها بعض مشاحنة، فعزلهما السلطان، وولى مكانهما أبا عبد الله محمد المجاصي وجمع له بين الفتوى والقضاء، وأخذ عن صاحب الترجمة جملة من أعيان نجباء الوقت وتوفي بفاس ودفن ضحوة يوم المولد بروضة أبي المحاسن - رحمه الله تعالى ورضي عنه."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب