لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

البيطرة والبيزة بالمغرب والاندلس خلال العصر الوسيط pdf تأليف د. سعيد بنحمادة








معلومات عن المقالة :


العنوان : البيطرة والبيزة بالمغرب والاندلس خلال العصر الوسيط.


المؤلف : د. سعيد بنحمادة.


المصدر : دراسات تاريخية، مركز البصيرة للبحوث والاستشارات والخدمات التعليمية- الجزائر.


عدد الصفحات : 17 صفحة.


صيغة المقالة : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).








مقتطف من المقالة :


"يمثل علم البيطرة وتربية الدواجن أو "البيرزة" تكملة لعلمي الطب والصيدلة كما عرفهما المغرب والأندلس خلال العصر الوسيط، واللذين استندا إلى النقد والتصحيح والتجربة، مما جعلهما يشكلان مدرسة قائمة المعالم والأركان).


وتتوزع المعارف البيطرية بين المعاجم والمصنفات الأدبية والفلاحية والطبية؛ فالمعاجم الموضوعاتية تخصص لذلك بابا مستقلا يسمى "باب البهائم"، مفصلة من خلاله في أمراض الدواب والطيور والدواجن.


ومن جهتها تتضمن كتب الفقه والأحكام والنوازل فصولا ونوازل منها ما يخص عيوب الدواب التي يُردّ البيع بها؛ ومنها ما يتصل بالصيد والذبائح أو بكراء الرواحل والدواب )؛ أو تربية الحمام والدجاج ودود القز، والنحل، والتي تشمل معلومات ضمنية عن البيطرة وأهمية اللحوم في التغذية والحضور الهام للحيوانات والطيور في المعاش اليومي.


أما كتب الفلاحة فتتفاوت في إدراجها للمعارف والتجارب البيطرية؛ فإذا كان ابن بصال لم يدمج مثل هذه المعلومات في مصنفه بسبب اقتصاره في نظرنا على تجاربه الشخصية. فقد أعرض أبو الخير الإشبيلي عن إدراج الموضوع ضمن كتاب الفلاحة المنسوب إليه، مبررا ذلك بكونه علما قائما بذاته قائلا في هذا الصدد: ((وأما ما ذكروه عن تخير الغنم والبقر والخيل والبغال والحمير وعلاج أدوائها ودفع الآفات عنها، وما يصلح لها من العلف وتخير مواضع الرعي... فهو أشبه بالبيطرة منه بالفلاحة، وقد ذكرت ذلك في كتاب البيطرة))؛ مقتصرا على تربية النحل والحمام، وشؤون القنص، وكيفية محاربة بعض الحشرات، مما ينم عن وعي بأهمية التخصص في تناول قضايا البيطرة، واستقلالها عن شؤون الزراعة بالمغرب والأندلس خلال العصر الوسيط.


أما ابن حجاج فقد تناول البيطرة والبيزرة في كتابه المقنع في الفلاحة. ومثله في ذلك ابن العوام الذي خصص الباب الحادي والثلاثين لذلك؛ معتبرا البيطرة ((أول القول في فلاحة الحيوان من ذلك اتخاذ البقر والضأن والمعز ذكرانها وإناثها واختيار الجيد منها، ومعرفة انزاي فحولها عليها، وما يصلح لها من العلف والماء، وعلاج بعض أدوائها، وعللها، ومعرفة سياستها، وغير ذلك من مصالحها)). في حين جعل الباب الموالي متعلقا بالدواب، من حيث اتخاذ الخيل والبغال والحمير والإبل، ذكرانها وإناثها، للقنية وللركوب، والاستعمال في أعمال الفلاحة، وفي العزوق في الحج، وشبه ذلك، واختيار الجيد منها ووقت انزاي فحولها على إناثها، وقدر أعمار فحولها وإناثها على حسب المعتاد في ذلك، وما يصلح لها من العلف وقدره، وسقيها بالماء،ووقته وتسمينها وتضمير الخيل منها بعد ذلك للسباق عليها، وصفة العمل في رياضة،أمهارها وإصلاح ما يحدث في أخلاق بعضها من العيوب المفسدة لها)). وفي الباب الثالث والثلاثين تحدث عن علاج بعض علل الدواب وأدوائها بالأدوية السهلة الموجودة وتعمل اليد بالحديد هينا لا كلفة فيه ولا كثير مهنة مثل التوديج والتصدير والتخنج والتكحيل والتفجيد والتغريب وفتح العروق ويسير من الكي بالنار، وذكر العلامات الدالة على تلك العلل والأدوية... وهذا هو الفن المعروف بالبيطرة)). وخصص الباب الرابع والثلاثين للبيزرة؛ إذ فصل القول (( في اقتناء الحيوان الطائر المتخذ في البيوت وفي البساتين والضياع والجمال، مثل الحمام والإوز والطواويس والدجاج والنحل المعسل ومعرفة الجيد منها، وسياستها وتدبيرها، وذكر علفها، وعلاج بعض أدوائها)). وفي الباب الخامس والثلاثين دقق (( في اقتناء الكلاب المباح اتخاذها للصيد والزرع والماشية، ومعرفة جيدها، وسياستها، وعلاج أدوائها، وذكر ما يصلح به أحوالها مثلما تحدث عن تربية النحل.


ومن ثم فقد تعددت المصنفات التي خصصت للبيطرة والبيزة نذكر منها على سبيل المثال عبد الرحمن بن أحمد الأزدي، المعروف بابن القصير (ت.576هـ / 1180م)، الذي ((اختصر كتاب الخيل لابن خاقان الأصبهاني))، ومحمد بن عمر الأنصاري، من أهل سبتة (ت.693هـ / 1293م)، الذي له كتاب حافل في شيات الخيل وما يتعلق بها من الأحكام الفقهية، احتفل فيه)). وعلي بن عبد الرحمن بن هذيل (ت 763هـ / 1361م)، صاحب "تحفة الأنفس وشعر سكان الأندلس"، والذي جمع فيه، وخاصة في القسم الثاني، أخبارا وفوائد تتصل بالفروسية والسلاح والخيل وتدبير شؤون الحرب ). وأبي عبد الله محمد بن أبي سعيد عثمان المراكشي (من أهل القرن 13/7م أو القرن 8هـ / 14م) مؤلف كتاب "سيرة أجواد الأنجاد في مراتب الجهاد"، وقد قسمه إلى ثلاثة أجزاء يحتوي الأول على أبواب تسعة، يتعلق بعضها بأوصاف الخيول وخواصها. أما الجزء الثاني، وهو الذي يدخل في مجال البيطرة، فيتعلق بالأمراض التي تصيب الدواب، وسبل علاجها. أما عبد الله بن محمد بن جزي (من أهل القرن 8هـ / 14م)، فقد صنف كتاب "مطلع اليمن والإقبال في انتقاء كتاب الاحتفال"، بإيعاز من السلطان النصري أبي عبد الله محمد الغني بالله )(محمد الخامس) (755- 760هـ / 1354 1358م)؛ وهو كما يبدو من عنوانه اختصار لكتاب "الاحتفال في استيفاء تصنيف ما للخيل من الأحوال" لأبي عبد الله محمد بن رضوان بن أرقم النميري الوادي أشي (ت.657هـ/1259م). كما اهتم لسان الدين بن الخطيب (ت.776هـ/ 1375م) بالموضوع، وصنف كتابي ((البيرزة،... والبيطرة،... لما يرجع إليه من محاسن الخيل وغيره)). كما كانت كتب البيطرة من الكتب المتداولة في البرامج التعليمية بالغرب الإسلامي عموما.


وبذلك فإن الحديث عن البيطرة والبيزرة يعود إلى الأهمية التي كانت للحيوانات والطيور الأليفة في الحياة اليومية بالعدوتين خلال العصر الوسيط، والتي شملت الاقتصاد والجهاد والترف مما جعل تربيتها وتجارتها تشكل إحدى معالم المجتمع المغربي والأندلسي؛ فأقامت الدولة خططا ضمن نظمها الإدارية كـ"صاحب الخيل" بقرطبة الأموية. وتم تخصيص أسواق لذلك؛ مثل ما كان بسرقسطة، وسوق الدواب بقرطبة. لذلك أوصى ابن عبدون المحتسب بأن ((يُجعل في سوق الدواب أمين يرجع إلى قوله عند الاختلاف بين الأشياء)).


وقد نشطت العديد من المهن المرتبطة بالدواب كالتسمير، والبيطرة، كما هو الحال بفاس الوطاسية التي كانت أسواقها تضم مكانا خاصا بـ ( البياطرة الذين يصفحون بالحديد سنابك الخيل وغيرها من الدواب ) كما خصصت لها فنادق وإصطبلات.


 ولذلك ليس من الغريب أن تكثر المعلومات عن الدواب والأنعام والطيور في المصادر الوسيطية، التي فصلت في أدوارها ؛ فبالعدوة المغربية يوجد من الدواب (( الخيل والبغال والحمير والإبل والبقر والغنم، ولا يعدم عندهم إلا الجاموس فإنه لا يوجد عندهم وبها أنواع من الطير من الإوز والحمام والدجاج وغير ذلك، والكركي كثير عندهم على بعد الديار وغربة الأوطان، وتسمى عندهم الغرانيق وهي عندهم صيد الملوك)).


كما كان أهل أغمات ((أملياء تجار مياسير يدخلون إلى بلاد السودان بأعداد الجمال الحاملة لقناطير الأموال،... وما منهم رجل يسفر عبيده ورجاله إلا وله في قوافلهم المائة جمل والسبعون والثمانون جملا كلها موقرة )). لذلك كانت الجزارة بأغمات وريكة مزدهرة من فرط المواشي بالمنطقة؛ إذ فيها سوق تقام يوم الأحد يذبح فيها أكثر من مائة ثور وألف شاة، وينفد في ذلك اليوم جميع ذلك)).


رابط التحميل


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب

2025