لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب الممالك الإسلامية في غرب إفريقيا وأثرها في تجارة الذهب عبر الصحراء الكبرى pdf تأليف بوفيل

كتاب الممالك الإسلامية في غرب إفريقيا وأثرها في تجارة الذهب عبر الصحراء الكبرى - تأليف إي. و. بوفيل - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF









معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : الممالك الإسلامية في غرب إفريقيا وأثرها في تجارة الذهب عبر الصحراء الكبرى.


 تأليف : إي. و. بوفيل.

 ‏

 ‏ترجمة : د. زاهر رياض.


الناشر : مكتبة الأنجلو المصرية.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).






مقتطف من الكتاب :


"مولاى احمد المنصور

١٥٧٨ - ١٦٠٣ ( ٩٨٦ - ١٠١٢ ھ )


ليس ليو مديناً بشهرته إلى أسفاره التى لا تعتبر غير عادية لرجل مغربى، ولكن لما كتبه عن الممالك التى زارها. فعباراته الحية لم تكن مثيرة لمواطنيه ( لأنهم - بخلاف المسيحيين - كانوا يعرفون كل شيء عن هذه الممالك البعيدة التي وصفها ) ولم تأتهم زيارة ليو بجديد كانوا يجهلونه في وقت كانت فيه التجارة عبر الصحراء على قدر من النشاط لم تبلغه من قبل.


ففتوحات إسكيا العظيمة أمدت صنغاي بثروة هائلة. فأملاكهم الواسعة التي امتدت من الغابات المطيرة فى الجنوب إلى الصحراء في الشمال ومن الهوسا شرقاً إلى المحيط غرباً كانت لها مواردها الطبيعية التي تفيض عن حاجتهم. فالتربة الخصبة التي يقوم بزراعتها فلاحون دائبو العمل تحت ظروف مناخية مختلفة اختلافاً كبيراً. ومناطق السفانا الممتدة التي تكفى قطعانهم الكثيرة العدد من الماشية والماعز والضأن. والعديد من الأنهار والبحيرات المليئة بالأسماك، كل هذا أمدهم بكميات لا تنفذ من مختلف الطعام، ولأجل إرضاء مطالبهم الضرورية الأخرى كان عندهم أيضاً عدد من الصناع من أصحاب المهارة يصنعون ما يطلبون من ثروتهم المعدنية الضخمة. فهم لم يشعروا بالنقص قط بل كان لديهم أيضاً فائض كبير من الذهب والرقيق. وهم يستطيعون أن يمتلكوا كميات غير محدودة من الذهب ما داموا يسيطرون على موارده الرئيسية، وكذلك من الرقيق ما داموا يستطيعون أن يغيروا على جيرانهم الضعفاء ليحصلوا على كل ما يريدون.


وكان استثمارهم لهذه الثروة الهائلة يهدف إلى طلب مزيد من الرفاهية وهى تعنى لصنغاي بضائع البحر المتوسط، وبما انصب بصفة مستمرة من الضرائب إلى جاو وتمبكتو استطاع الصنغاى أن يتاجروا مع المغرب على نطاق لم يكن قبل ذلك مستطاعا للشعب السودانى، حتى ولا لماندنجو مالى أيام منسا موسى، إذ لم يحتج الشمال مطلقاً من قبل إلى مثل هذه الكميات من الذهب والرقيق. فبصفة مستمرة كانت قوافل الصحراء تعمل في حركة دائبة لم تشهدها من قبل. واستقر على طول الساحل الشمالي لإفريقيا كما يخبرنا ليو – تجار يتاجرون مع السودان وفى كل مدينة سودانية عاش مغاربة مغتربون ويهود انهمكوا في نفس هذه التجارة.


وفي نهاية القرن السادس عشر. حين كان الذهب لا يزال ينصب دون قيد إلى المغرب وحين كانت قصة ليو عن الممالك الغنية في قلب إفريقيا لا تزال تقرأ على نطاق واسع في أوربا تسلم المغرب فجأة مزيداً جديداً غير منتظر بتاتا من هذه الثروة.


ولا يروى لنا التاريخ كثيراً بما يعادل النكبة التي نزلت بالبرتغال في سنة ١٥٧٨ في موقعة القصر الكبير. فقد جرهم إلى الحرب مع مغاربة مراكش ملكهم الصغير ذو التجربة اليسيرة. دون سباستيان Don Sebastian ولم تكن هناك ظروف محيطة بالملك تدعو إلى الفشل ألا وهى متوفرة ولكن عظم النكبة التي تلت فاقت أقصى الاحتمالات. ففى مدى ست ساعات في يوم من أيام أغسطس الحارة. أبيدت قوة برتغالية بلغت ستة وعشرين ألف رجل، ولم ينج من الموت أو الأسر إلا أقل من مائة ولكن لم يكن هذا كل شيء في نكبة البرتغال.


فإلى جانب فقدها لزهرة شبابها، انتقلت سيادتها إلى أسبانيا كما انتقلت إمبراطوريتها الضخمة إلى يد فيليب المتعصب القاسي. هذه كانت نتائج المعركة المباشرة التي نظر إليها ادوارد كریزی E ward Crasy، ولم تغير معركة القصر مجرى التاريخ في أوربا فقط، بل انتشرت نتائجها إلى إفريقيا وامتدت إلى الصحراء ومدت يدها الملطخة بالدماء من فاس إلى النيجر وما وراءه.


وكان بين قتلى المعركة قائدا الجيشين دون سباستيان وعبد الملك شريف فاس. وليس أول نتائج المعركة المفجعة المرض المميت الذي أصاب الشريف الذي لم يعد يستطيع الجلوس على جواده فأدرك إنه رجل ميت. بل مات في لحظة النصر بعد أن عين أخاه الأصغر خليفة له وهو مولاي أحمد الذي لم يكن قد بلغ التاسعة والعشرين من عمره وأضاف الشريف الجديد إلى اسمه لقب المنصور.


وقد كسبت الحرب للمغاربة صيتاً فى العالمين المسيحي والإسلامي. فاق هذا كل ما تمتعوا به من قبل بل لم يبلغوه من بعد. وبالرغم من بدأ المنصور عهده مثقلا بالمشاكل. كانت المملكة منقسمة، كما كانت دائماً إلى جماعات مستعدة لأن تنصر أى واحد من الثلاثة أو الأربعة الذين يدعون العرش، والذين يستندون على إدعاءات أقوى من إدعاءات المنصور نفسه. ولذا لم يرحب الناس بارتقائه العرش وكل الفخر الذي كسب من هزيمة المسيحيين انصرف عن حق إلى أخيه المتوفى. ولذا أنكروا عليه النصرة التي يتمتع بها كل بطل شعبي. وأصبح ظاهراً أن الاضطراب – الذي كبحته يد أخيه الحازمة - قد ينبعث إلى نار فى أى لحظة، فلم يكن هناك إلا قلة يستطيع أن يثق بهم. أقلهم سكان العاصمة. لأن القاسيين كانوا يكرهون بيتهم المالك.


وكان هناك من الأخطار الثقيلة ما يثقل عقل المنصور. إذ لم تكن أوربا لتسمح أن تمر هذه الهزيمة دون انتقام، وكانت الأداة المحتملة للانتقام المسيحى جاره القوى فيليب ملك اسبانيا الذى لم يكن يفصله عنه إلا أميال بحرية يسيرة. وكان الأتراك في الجزائر أقرب من ذلك. وما زالوا يحقدون على المغاربة مقاومتهم القوية للانضمام إلى الإمبراطورية العثمانية. وكان الحقد يملأ نفوسهم من أجل الإنتقام للهزيمة الساحقة التي نزلت بهم في ليبيانتو منذ سبع سنين ليس غير. ولذا لم يكن هناك من هلل للنصر الكبير، بل في كل مكان كمن الخطر الذي يهدده."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب