كتاب مباهج الفلسفة - الكتاب الثاني - تأليف ول ديورانت - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF
معلومات عن الكتاب :
إسم الكتاب : مباهج الفلسفة.
الجزء : الثاني.
تأليف : ول ديورانت.
ترجمة : أحمد فؤاد الأهواني.
الحجم : 10.7 Mo.
عدد الصفحات : 342.
صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).
مقتطف من الكتاب :
"التفسير الديني للتاريخ
أناتول فرانس : إن أعظم كتبك يا عزيزي أرويه Arouer هو ذلك الذي يحمل عنوان : رسالة فى أخلاق الشعوب وروحها ووقائع التاريخ الرئيسية منذ شرلمان حتى لويس الثالث عشر ). لقد كان ذلك العنوان جديراً بهذه الدرة الثمينة الضخمة، فقد أحدث انقلاباً عظيما في كتابة التاريخ.
فولتير : لم أكن الأول، فقد مهد الأسقف بوسويه الطريق بكتابة مؤلفه المسمى التاريخ العام Histoire Universelle، ولم يكن التاريخ قبل ذلك إلا مجرد حوليات chronicles. ولعل الأسقف يشرفنا فينخيل أننا في بلاط لويس الرابع عشر ويلقى علينا عظة صغيرة في موضوع التاريخ.
بوسويه : إنكم أيها السادة مجمع من الشكاك، وإني لأخشى أن تضحكوا من رجل عجوز يعتقد في الإله الأب، وفى التاريخ أنه مظهر للعناية الإلهية لقد رغبت في تعليم ولى العهد Dauphin معنى التاريخ، فألفت له كتاباً يصلح أن يكون لجميع الأمم والعصور بمثابة خريطة العالم بالنسبة للقارات والبحار والدول. ذلك أني رغبت في بيان كل جزء في صلته بالمجموع.
أناتول فرانس : لقد كان ذلك غرضاً بديعاً لو حقق لأصبح التاريخ فلسفة كاملة.
بوسويه : كان التاريخ فى نظرى دراما الإرادة الإلهية المقدسة، وكل حادثة فيه هى درس من السماء تعلمه للإنسان. وقد حذرت لويس الخامس عشر من الثورات، وأنها من تدبير الإله لتعلم الأمراء الخضوع.
أناتول فرانس : إنك تذكرنى يا عزيزى الأسقف، وأرجو أن تغفر لى هذا القول، ببرناردين الطيب تابع القديس بطرس حيث قال عن البطيخة : ه إنها مقسمة من الخارج إلى أقسام لأن الطبيعة قصدت إلى ذلك كي تكون طعاماً للأسرة ». إنى أؤكد لك أن تلميذك الملكي انقلب نذلا لا يصلح لشيء،
فاتخذ محظيات كثيرة، وأذل الفقراء، ومع ذلك عاش حتى بلغ الشيخوخة أما خليفته لويس السادس عشر فكان رجلا على تواضع واعتدال وفضيلة، وبذل وسعه لخدمة وطنه والوقوف في وجه الظلم والبؤس، ولكنه أعدم بالمقصلة
سنة ۱۷۹۲.
بوسويه : إن أعمال الرب فوق مداركنا، ومع ذلك علينا أن نثق بالله. أناتول فرانس : ومع ذلك فإن ما أعجبنى في كتابك هو تفسيرك تفسير. المستيقن لكثير من الغوامض، مثل خلق حواء، والمحن الشديدة التي نزلت بشعب الله المختار. إلى آسف حين أرى مقدار ما تبدد من العالم من معرفة ويقين، ومقدار الأمور التى أصبحت غامضة وكانت من قبل واضحة. الحق أننا لن نعرف قط مقدار ماكنا نعرف مرة أخرى.
باكل : لقد تأثرت بمعرفة الأسقف بالتأريخ، إذ اكتشفت عده التواريخ الصحيحة لمقتل هابيل، والطوفان، وبعثة إبراهيم، ولم أستطع أن أجد في جميع مكتبى أى شيء مؤكد عن هذه الأمور.
بوسويه : هذا شيء بسيط جداً يا بني. إلى مؤمن بما جاء في الكتب المقدسة. من وحى، إذ لا معرفة بلا إيمان.
كارليل : هذا محتمل یا سیدی، محتمل جداً.
أناتول فرانس : ومع ذلك يا صاحب الفضيلة فنحن ندين لك بالشيء الكثير. فقد أرجعت التاريخ لإرادة الله، ولكنك علمت تلميذك الذي لم يكن يستحق تعليمك أن الإرادة الإلهية تنفذ فى الغالب بوساطة أسباب ثانوية وطبيعية، واقترحت أنه يجب على المؤرخ بحث تلك الأسباب الثانوية التي حددت تتابع الحضارات وتقلب الدول. إن وضع مسألة التاريخ الفلسفي بهذا الوضوح يعد فضلا كبيراً، وإن هى إلا خطوة واحدة لتلحق بخصمك اللامع فولتير.
فولتير : ولكنك تضيف إلى مرة أخرى شرفاً عظيما، لأننا ننسى فضائل جيوفانو باتستا فيكو. إنى آسف لأنى لم أستطع زيارة إيطاليا في شبابي وأتحدث إلى هذا الإيطالى العالم؛ ولعل باكل بخير نا شيئاً عنه.
باكل : إنه يقف في منتصف الطريق، فى الزمن وفى النظريات، بينك وبين الأسقف فقد كان يعترف بوجود عناية إلهية قادرة وخيرة. ولكنه بعد أن قدم ذلك الاعتراف أمام المجمع المقدس شرع يبنى ما سماه ه العلم الحديد Scienza Nuova ) على أساس أرضى خالص، وتساءل لم لا يكون تمو علم للتاريخ كما يوجد فى الأمور الأخرى ورأى أنه قد يكون للمجتمعات الفاسدة التي يظهر أنها لا تخضع لقانون، قوانين صادقة صدق قوانين نيوتن على أكثر الحركات انحرافاً.
أناتول فرانس : وا أسفاه على نيوتن المسكين، لابد أن أخبره عن أينشتين. ولكن تفضل فأكمل يا سيدى.
باكل : لقد بدا لفيكو أن بعض الأحداث المنتظمة توجد بارزة في التاريخ، وذهب إلى أن جميع الثقافات تمر بمراحل ثلاث.
هيجل : مراحل ثلاث ؟ لقد كان من المهارة أن يسبقنى على هذا النحو.
باكل : المرحلة الأولى هي الهمجية savagery، وتمتاز بوجود الشعور. ولا فكر فيها، والمرحلة الثانية البربرية barbarism وفيها خلقت المعرفة المتخيلة أمثال هوميروس ودانتى، وصنعت عصر الأبطال. والمرحلة الثالثة هي الحضارة وفيها تبدع المعرفة الفكرية العلم والقانون والدولة. وكان فيكو يعتقد أن الإمبراطورية الرومانية شيدت أشمخ الحضارات. وكما أن البرابرة تغلبوا عليها بتسليط القوة الغشوم والجموع الغفيرة ضد رفاهية منحلة وسكان يتناقص عددهم، كذلك مصير كل ثقافة في المستقبل أن ترتفع إلى مرتبة الفلسفة والشعر، ثم يخطمها أقوام بدائيون لم يفسدهم الإحساس والفكر. ورأى في السياسة تتابعا شبيهاً بذلك : فالبربرية تولد زعماء يصبحون طبقة أرستقراطية، ثم يفضى استبداد الأرستقراطية وتطرفها إلى الثورة والديمقراطية، وتجلب فوضى الديمقراطية العديمة القيادة البربرية مرة أخرى. إن شعار التاريخ "da capo أي « التاريخ يعيد نفسه »."
رابط تحميل الكتاب
