لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب مباهج الفلسفة - الكتاب الأول pdf تأليف ول ديورانت

 كتاب مباهج الفلسفة - الكتاب الأول - تأليف ول ديورانت - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF








معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : مباهج الفلسفة.


الجزء : الأول.


تأليف : ول ديورانت.


ترجمة : أحمد فؤاد الأهواني.


الحجم : 10.7 Mo.


عدد الصفحات : 330.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).






مقتطف من الكتاب :


"والفلسفة في الاصطلاح الفنى، كما عرفناها منذ زمن طويل، هي : « دراسة التجربة ككل، أو دراسة شطر من التجربة في علاقته بالكل ويتضح في الحال أن أي مشكلة يمكن أن تكون مادة للفلسفة بشرط أن تدرس من زاوية شاملة في ضوء سائر التجارب والرغبات الإنسانية. ذلك أن طابع العقل الفلسفي ليس في دقة النظر بمقدار سعة النظرة ووحدة الفكر. يجب أن نستبدل الأنواع الكلية بالأنواع الأزلية Sub specie eternitatis Sub species totius التي ذهب إليها اسبينوزا. الواقع كلتا النظرتين تتركزان على النتيجة نفسها كما تلتقى العينان على الشيء المرئى ؛ غير أنه إذا كان في استطاعة الإنسان أن يجمع تجاربه في كل منظم نسبياً، فإن رؤية الأشياء من عين الأزل ميزة الآلهة المخلدين، ولعلهم غير موجودين.


ولا تحتاج صلة العلم بالفلسفة إلى مزيد من الإيضاح : فالعلوم هي النوافذ التي ترى الفلسفة العالم من خلالها، أرهى الحواس لهذه النفس ؛ وتصبح معارف العلوم بغير الفلسفة عاجزة مضطربة كالإحساسات التي ترد إلى الذهن المشوش فيؤلف منها الأبله قصة. لقد كان سبنسر على حتى حين قال : الفلسفة هي أعم معرفة ؛ ولكنه كان كذلك على باطل : لأنها ليست معرفة فقط، إذ تتضمن ذلك النظر السامي والصعب الذى ترتفع فيه مجرد المعرفة لتصبح نظرة شاملة تنظم اضطراب الرغبة وتوضحها. إنها تشتمل على تلك الصفة الغريبة المتميزة التي تسمى حكمة.

.

والفلسفة بغير العلم عاجزة : إذ كيف تنمو الحكمة اللهم إلا على أساس المعرفة المكتسبة كسباً صحيحاً، بالملاحظة الأمينة والبحث الصادق، تسجلها وتوضحها عقول بعيدة عن الهوى ؟ وبغير العلم تتدهور الفلسفة وتنحط، إذ تنعزل عن تيار النمو الإنسانى، وتقع أكثر فأكثر في سخافات المدرسية الكئيبة. ولكن العلم بغير الفلسفة لا يصبح عاجزاً فقط بل مخرباً ومدمراً. والعلم وصفى : إنه ينظر بالعين أو التلسكوب، بالميكروسكوب أو الاسبكتر سكوب، ثم يحدثنا عما يراه. ووظيفته أن يلاحظ الوقائع المعروضة بعناية، ويصفها موضوعياً وبدقة دون نظر إلى نتيجتها بالنسبة إلى الإنسان. هذا نتر وجلسرين أو غاز الكلورين، فمهمة العلم تحليلهما في هدوء، وإخبارنا ما هذا المركب أو هذا العنصر بالضبط، وماذا يمكن أن يعمله كل منهما، من إهلاك مدن بأسرها، أو تخريب أبهى صروح الفن الإنسانى، أو إفساد حضارة كاملة ومحوها بجميع ما فيها من لطائف مدخرة وحكمة مدونة - يخبرنا العلم عن ذلك كله وكيف يمكن عمله علمياً، وسريعاً، وبأقل نفقة لدافعي الضرائب إذا قدر لهم أن يعيشوا. ولكن هل يجب أن تخرب الحضارات ؟. أي. علم يخبرنا. عن ذلك ؟ أتكون الحياة أحلى حين تتضخم بالكسب وتتعلق بالملك، أم حين تستغرق في الإبداع والبناء ؟ هل الأفضل أن نبحث عن المعرفة وننشد الحقيقة العارية عن الوهم، أو نطلب النشوة العابرة للجمال ؟ وهل يجب أن نحاول التنازل عن جميع الجزاءات العلوية Supernatural فى حياتنا الخلقية ؟ أيجب أن ننظر إلى المادة من وجهة نظر العقل، أم ننظر إلى العقل من وجهة نظر المادة ؟ وما جواب العلم عن هذه المسألة ؟ وكيف نلقى الضوء على هذه الاختيارات القصوى في حياتنا، اللهم إلا إذا كان ذلك بنور تجاربنا الشاملة، وبتلك الحكمة التي ليست المعرفة إلا مادتها الخام، فتجد جميع العلوم من خلال نظرة الحكمة الكلية المكان والنظام والمعنى المرشد ؟


والعلم هو الوصف التحليلي للأجزاء، والفلسفة هي التأويل التركيبي للكل، أو هي تأويل جزء من الأجزاء من حيث مكانه من الكل، وقيمته بالنسبة إليه العلم مجلس يقرر الطرق والوسائل، والفلسفة مجلس يصدر القرارات والمناهج، فالوقائع والآلات لا قيمة ولا معنى لها إلا في علاقتها بالرغبة. فإذا كان لابد للرغبات ذاتها أن تكون متماسكة، وأن تصبح أجزاء منظمة لشخصية مؤتلفة وحياة موحدة، فهذا أيضاً من مهام الفلسفة، ومن أعلى أهدافها.


 والفلسفة بالضرورة أكثر اعتماداً على الفرض من العلم. حقاً العلم نفسه يجب أن يستخدم الفرض، ولكن بشرط أن يكون مجرد بداية فقط. ويجب على العلم ليكون علماً بمعنى الكلمة، أن يصدر في ثوب من المعرفة التي يمكن تحقيقها مستقلة موضوعياً عن المنفعة الفردية أو الهوى الشخصى. أما الفلسفة، على العكس من ذلك، فتتخذ من العلم والوقائع والمعرفة المحققة بدايات لها ( فإذا لم تكن قد فعلت فقد حان لها أن تفعل ) ؛ ثم تشرع فى افتراض فروض أوسع حول المشكلات القصوى التي لم نصل فيها بعد إلى حقائق مقررة نهائية. والفلسفة تکميل خطر وخيالى للفهم، فهى تملأ الفجوات الموجودة عندنا. عن المعرفة العلمية بالعالم بافتراضات لا يمكن إثباتها تجريبياً. ومن هذا الوجه يعد كل إنسان فيلسوفاً، ولو بالرغم منه ؛ ذلك أن أكثر الشكاك حذراً، أو أشد اللاأدريين تواضعاً، أو أعظم السلوكيين تمسكاً. بالواقع، يتفلسف في الوقت نفسه الذي يعلن احتجاجه للعالم أجمع أن الفلسفة مستحيلة. فلو فرضنا أن أحد اللاأدريين كان يعيش فى حيدة كاملة بحيث لا يعتقد أو لا ينكر وجود الله، ولو فرضنا أنه قد يوزع أفكاره وأعماله بغير تحيز بين القبول والإنكار، فقد يتوقف حكمه على الفلسفة توقفاً لا حراك فيه ولا حس، أشبه ما يكون بالإغماء الفلسفي وحالة عدم الوعى بالكون. وهذا شيء عسير وبعيد عن الإنسانية، لأننا في الواقع نتخذ جانبين : إما أن نحيا فى الإنكار أو نحيا فى القبول، ونتصرف كما لو أننا قد اخترنا إحدى المتاهنين المفزعتين اللتين تكونان الفلسفة. فنحن تصنع الفروض، ولو كما فعل نيوتن. ذلك أن سحر المطلق يجذبنا دائماً."

 ‏

رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب