لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

الزوايا السلطانية في العهد المريني؛ محاولة في التركيب pdf تأليف د. أحمد الوارث




معلومات عن المقالة :


العنوان :  الزوايا السلطانية في العهد المريني؛ محاولة في التركيب.


تأليف : د. الوارث، أحمد.


المصدر : مجلة التراث المغربي الأصيل.


الناشر : الجامعة الوطنية لجمعيات الملحون والفنون التراثية والصوفية.


سنة النشر : 2013.


صيغة المقالة : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).






مقتطف من المقالة :


"تأسست الزوايا السلطانية الأولى على أساس أن تكون أمكنة لأضرحة فخمة للأمراء، على غرار زاوية شالة وهي من تأسيس أبي سعيد عثمان بن عبدالحق، كما تقدم، والتي صارت مدفن العديد من جثامين سلاطين وأمراء بني مرين. ثم زاوية تافر طاست التي أقيمت على ضريح عبدالحق بن محيو، أول أمراء بني مرين (ت.614هـ / 1217م) ؛ وقد بناها أبو يوسف يعقوب بن عبدالحق عام 684 هـ/1285م، ثم الزاوية التي أنشأها أبو يعقوب يوسف بن أبي يوسف يعقوب (ت. 706هـ/1307م) بضاحية فاس، لتكون مدفنا له. قال الحسن الوزان : «الزاوية بلدة صغيرة بناها يوسف، ثاني ملوك بني،مرين على بعد أربعة وعشرين ميلا من فاس، وأسس بها زاوية كبرى أوصى أن يدفن فيها، لكن القدر لم يشأ ذلك فقد قتل أمام أسوار تلمسان أثناء حصاره لها وانهارت الزاوية منذ ذلك الحين، وتهدمت ولم يبق قائما بها غير جدران الزاوية....


لكن الوظيفة الأساسية للزوايا السلطانية المرينية كانت هي الإطعام والإيواء، بما فيها أولى تلك الزوايا، علما أن أبا يوسف الذي تنسب إليه أولاها أوقف لها الأوقاف الكثيرة لإطعام عابري السبيل وذوي الحاجات". وقد أشار ابن مرزوق إلى وظيفة الإطعام في تعريفه للزوايا في زمانه بقوله : إنها عبارة عن مواضع معدة لإطعام المحتاجين من القاصدين، ولا شك أنه يقصد هذا النوع من الزوايا، رغم أن شهادته تعم الصنف الصوفي منها. ويبين ابن بطوطة هذا التخريج بقوله: « أمر السلطان بعمارة الزوايا في جميع البلاد لإطعام الطعام للوارد والصادر.. ثم عبر عن ذلك شعرا، واصفا وظيفة الزاوية المتوكلية، كما جاء في شعره المرقون على بابها:


هذا محل الفضل والإيثار * والـــرفــق بـالـشـكـان والزوار

دار على الإحســـــان شيدت * والتقى فجزاؤها عقبى الدار

هي ملجاً للواردين ومورد *  لابن السبيل وكل راكب سار.


وقياسا عليه أيضا، نفترض أن إطعام الطعام كان عادة سارية في زاوية القراء، التي أحدثها المستعين أبو سالم إبراهيم بن أبي الحسن المريني، في رمضان من عام 762هـ / أوائل غشت،1361م في حي،التيالين يسار قبلة جامعالقرويين بفاس ؛ فرغم أنها أنشئت في الأصل لقراءة القرآن، و و... رتب فيها قراء يقرؤون القرآن، ويختمونه في كل سبعة أيام بطول [سبعة أيام] الأزمان، وأجرى لهم جراية في كل شهر ينتفعون بها، ويرتبون لذلك بسببها...


ومن ثمة، توفرت الزوايا السلطانية على دور معدة للطبخ وملحقاتها، وكانت نيران مطابخها لا تكاد تخمد، لكثرة الطعام المعد للطبخ، وكثرة الوافدين. أما الأطعمة فكانت في تلكم الزوايا مما تشتهيه الأنفس.


ومَنْ أكل باتَ، وربما أصبح وظل ثم بات مرة أخرى، أو مرات متتالية. ولذلك كان الإيواء من الخدمات الأساسية التي قدمتها الزوايا المرينية السلطانية للوافدين عليها. على نحو قول ابن جزي في شعر مكمل لما سبق:


هي منجَاً للواردين ومَوْرد * لابن السبيل وكل ركب سـار

 آثار مولانا الخليفة فارس * أكـــرم بـهـا في المجد من آثــار

لا زال منصور اللواء مُظفّرا * ماضي العزائم سامي المقدار.


وجمع الأنصاري بين وظيفتي الإطعام والإيواء في حديثه عن الزاوية العنانية بسبتة، حيث قال : «أعدها [السلطان] هناك للغرباء، ولمن اضطر إلى المبيت بها من التجار وغيرهم ). وكذلك فعل لسان الدين ابن الخطيب في حديثه عن زاوية القُدمى خارج مكناس، حيث كتب ما يلي : «الزاوية القدمي المعدة للوارد ذات البركة النامية والمئذنة السامية والمرافق المتيسرة، يصاقبها الخان البديع المنصب الحصين الغلق الخاص بالسابلة والجوابة في الأرض، يبتغون من فضل الله تعالى... ».


لذلك، اختار السلاطين لزواياهم مواقع خاصة خارج أسوار المدن، مما جعلها ملجأ لمن لم يدرك أبواب المدن مفتوحة من التجار، والمسافرين، وأبناء السبيل، والمارة، والغرباء والطارئين، والمحتاجين، ومن لا يملك منهم قوتا ولا مأوى. وقد عبر محمد بن علي الدكالي عن ذ ذلك بوضوح في قوله : (وكان قصد أبي عنان ببناء هذه الزوايا خارج مدنه نزول الواردين عليها من الغرباء والمنقطعين وذوي الحاجة وأعيان الدولة وكبرائها.


كما تفيد هندستها المتميزة بكثرة الغرف، وتخصيصها حسب الواردين إليها، أن الزوايا السلطانية أنشئت لإطعام الواردين وإيوائهم. وقد ركز ابن الحاج النميري على هذين الأصلين، يعني الإطعام والإيواء، في بناء الزوايا السلطانية المرينية، بقوله: إنها بنيت... ليقدم عليها الوفود، وتكرم بمعادها العهود، وتحط بها الرحال، وتستقدم ببركتها الآمال، وتستكفي بجمالها الخطوب... وتتيسر للضعفاء الأقوات.


 لذلك قيل إن المغرب المريني كان يستعمل الزاوية للدلالة على مؤسسات إحسانية تشيد بأرباض المدن أو في الفلوات برسم استقبال الواردين عليها لإيوائهم والقيام بضيافتهم. وفي هذا الشأن نشير إلى أن الزاوية المتوكلية تسمت بهذا الاسم نسبة إلى مؤسسها أبي عنان الملقب بالمتوكل على الله، ثم صارت تعرف بدار الضيفان تلميحا لوظيفتها الإحسانية.

 ‏

والأكيد أن الكلام عن دار الضيافة أو دار الضيوف يذكرنا بدار الكرامة التي أنشأها يعقوب المنصور الموحدي بمراكش، لكن الزاوية المرينية لم تكن مثلها خاصة بالضيافة. بل كان لها وظائف أخرى هامة لا تقل شأنا عن الوظيفة الإكرامية.


نعني هنا خصوصا الوظيفة الروحية، حيث حرص بنو مرين على أن تكون الزوايا ضمن مركب ديني متكامل، غالبا ما تكون من إنشاء السلطة المرينية نفسها وقوامها المسجد والمدرسة، بالإضافة إلى الزاوية والحمام. وعلى سبيل المثال صارت رابطة العباد بظاهر تلمسان تضم زاوية أبي مدين، وجامع ومدرسة للعلم، بالإضافة إلى مقبرة تضم رفات كثير من الصلحاء."


رابط التحميل


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب