لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب علم التاريخ pdf تأليف هرنشو





معلومات عن الكتاب :


عنوان الكتاب : علم التاريخ.


المؤلف : هرنشو  F. J. C. HEARNSHAW.


ترجمة : عبد الحميد العبادي -أستاذ بكلية الآداب بالجامعة المصرية.


سلسلة المعارف العامة.


الناشر : مطبعة لجنة التأليف و الترجمة و النشر


سنة النشر : 1937.


عدد الصفحات : 196.


حجم الكتاب : 3.87 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).





مقتطف من الكتاب :


"فوائد التاريخ


التاريخ وبرامج التربية والتعليم - فائدة التاريخ الفرد من حيث هو فرد - التاريخ والحياة المدنية والحياة العامة - ضرر اتخاذ التاريخ وسيلة لنشر الدعاية السياسية - فوائد التاريخ في إعداد الفرد للحياة المدنية والحياة السياسية.


إن القول باستحالة النهوض بالتاريخ إلى مرتبة. العلم الطبيعي أو النزول به إليها قد أثار مسائل خطيرة تتصل بوظائفه وخاصة مكانته من التربية والتعليم. فأما بكل وأشياعه فقد رفعوا الصوت عالياً معلنين أنه إذا لم. يعتبر التاريخ علما وضعيا فلا قيمة له على الإطلاق في بناء الأخلاق وهداية الناس في هذه الحياة. ولاح على الذين. يطمحون إلى المثل العليا أنهم يميلون هذا الميل ويرون. هذا الرأي. قال الرئيس كيرد من خطبة له ألقاها في أ


جامعة جلاسجو عام ١٨٨٤ وكان موضوعها « دراسة التاريخ » « إن ضرورة جعل التاريخ ضمن المنهج الجامعي يتوقف الفصل فيها على جواب هذا السؤال : هل يحتمل التاريخ التناول العلمى أو لا يحتمله ؟ إن المعرفة التي لم ترتفع بعد عن مستوى الوقائع والجزئيات، ولم تصبح بعد في قبضة المبادئ العامة، أو لم تصبح بعد يوضحها ويطامن بين أجزائها قانون من القوانين، لا تعتبر في رأيي أداة صالحة للتعليم العالي» ثم يأخذ الرئيس كيرد فى الأجابة عن هذا السؤال : إلى أى حد و بأى معنى يمكن اعتبار التاريخ علما ؟ فيؤديه البحث إلى هذه النتيجة « إن التاريخ، وإن كان لا يمكن اعتباره علماً يقينيا على نحو ما تعتبر الآليات والبصريات وحتى علما النبات ووظائف الأعضاء، إلا أنه من حيث طرائقه ونتائجه آخذ على أقل تقدير بشبه قوى جدا من العلوم المذكورة يجيز لنا أن ننحله اسم العلم »، أما وقد اعتبر الرئيس كيرد التاريخ علماً بوجه ما فهو يرى أنه يمكن الانتفاع به في توسيع المدارك وتمويد الناس الإنصاف في الحكم ووضع الأشخاص والحوادث في وضعها الصحيح على مسرح الشؤون العامة . ثم يقول : « إن التاريخ حرى بأن يكسبنا تصوراً صحيحاً لما هو عارض موقوت بالقياس إلى ما هو أبدى باق في حياة الإنسان ».


وقد لقى رأى الرئيس كيرد في ماهية التاريخ من حيث هو علم قبولا عاما لما ينطوى عليه من سداد واحتراس. أما كلامه عن فوائد التاريخ فلم يلق مثل تلك الحظوة العامة. وفى أيامنا هذه لا يزال خلاف كثير في الرأي دائراً حول العلاقة بين التاريخ والتربية وصلته بالشؤون العملية لبنى الإنسان. فإنه إذا كانت الحوادث لا تتكرر، وكان من المستحيل الوصول إلى تعميمات تنتظم الظواهر التاريخية، فليت شعرى أية فائدة يمكن أن تجنى من دراسة التاريخ على الإطلاق ؟


ونجيب عن ذلك فيما يلى :


أولا - من حيث مكانة التاريخ من تربية الفرد.



إن القيمة العملية لدراسة التاريخ خارجة عن موضوع البحث، فكثير من المواد التي لا تطبق تطبيقاً ظاهراً على شؤون الحياة قد تكون لها قيمة تربيوية من حيث كونها ترهف الأذهان وتنمى المدارك، ومن علماء البيداجوجيا من يذهب إلى أن المواد الصالحة للدراسة المدرسية والجامعية إنما هي تلك التي لا تشوب الاعتبارات النفعية صفو الاشتغال بها. يقول سير ت . ج. روپر: « إن خير أنواع التربية ما نمى أعظم مقدار ممكن من قوى العقل ومداركه »، ومع ذلك فأغلب علماء التربية مجمعون على أن أغراضاً أخر غير مجرد تنمية القوى العقلية يجب أن تكون مناط عناية المربين و محل اعتبارهم. إن أولئك الذين حش و إها بهم عقل وعقل فقط، هم خطر على المجتمع يجب أن يحسب له كل حساب. من هؤلاء من كتب عليهم أن يكونوا قطاع طرق، يسطون على الناس من سياراتهم، وماليين، وكبراء تجار، ونقباء نقابات، ورجال سياسة. ينبغي أن تنمى التربية في الإنسان قوة أخلاقية قادرة على كبح جماح العقل إذا ماطغى ولج في طغيانه. ينبغي أن تزود التربية الإنسان بقدر كاف من المهارة الفنية يمكنه من كسب قوته.


ينبغي أن تعلم التربية الفرد كيف يقوم بواجبه من حيث هو ناخب وإدارى نحو الجماعة التي ينتمي إليها.


إلى أي حد تمكن الاستعانة بالتاريخ في تحقيق أى غرض من هذه الأغراض التربيوية العامة ؟ أما السير راى لنكستر) فيعتبر التاريخ من هذه الناحية عديم الجدوى بالمرة ، ولقد قال في محاضراته التي موضوعها مملكة الإنسان » (۱۹۰۷) « نحب أن نرى نظام التربية القائم على دراسة التاريخ والآداب القديمة قد عدل عنه بالمرة إلى نظام آخر يقوم على العلوم الطبيعية، إلا أنه يسلم بأن وقراءة التاريخ لذيذة، وأن التاريخ له قيمته كمسلاة » يتسلى بها. ومن ناحية أخرى فإنا نجد كتابا أمثال السيدين لنجلوا وسنيوبوس في فرنسا وهر برنهايم في ألمانيا، والأستاذ ج . و . أللن في انجلترا، يرون في التاريخ أداة لرياضة العقل تجل عن التقويم والتقدير. فيقول الأستاذ أللن « إن دراسة التاريخ تنشط الفكر وتفتقه وتساعده بطرق شتى » وهو يستهجن مع ذلك كل محاولة ترمى إلى استخدام التاريخ في تحقيق أغراض لها صلة بالمواطف أو الأخلاق أو السياسة. ثم إننا نجد رجالا آخرين ممتازين من أظهرهم لورد بولنجبروك، والأسقف استبز، ومستر فرود، يرون أن الفائدة الأخلاقية هي بالدقة ما يجعل للتاريخ قيمة من حيث التربية، يقول بولنجيروك « لقد بان لى أن دراسة التاريخ دون سواها أصلح الدراسات لتعويد الإنسان الفضائل الخاصة والعامة » وقليل من الناس من يعارض اليوم في وجوب استخدام التاريخ أداة لإلقاء دروس في الأخلاق خارجة عن نطاق البحث التاريخي.


وأقل منهم من ينكر أن دراسته توسع أفق العقل وترفع مستوى الأخلاق بوقفها الطالب على كل ما هو عظيم سام، وتنبه الخيال العاطف، وتبرز العلاقة بين أخلاقية العمل ومصير العامل، وتبعث في نفس القارئ كما يلاحظ لمبرخت « معانى الأخذة والروعة تلقاء نواحي النشاط الإنساني التي لا تحصى وخطره الذي لا يتناهى ». بل إن التاريخ عند عند ر . د . إمرسن أعلى من ذلك وأسمى، فهو يرى أن ثم تماثلا تاما بين حياة الفرد وتاريخ الإنسانية، فالإنسان هو العالم الأصغر، والإنسانية هي للعالم الأكبر، ومن ثم يستطيع الفرد من طريق دراسة التاريخ أن ينفذ إلى أسرار شخصيته المحجوبة عنه. إن الكل يتضمن الجزء، والجزء يدل على الكل، والتاريخ كله مضمن في العقل الفرد، وخلق كل فرد ومصيره واضحان في التاريخ. لاشك أن إمرسن يقترب بهذا القول من حدود السخف والتخليط، ومع ذلك فمن المحقق أن العلم بالتاريخ من حيث هو مجمع الحوادث وملاكها لا يستغنى عنه من يريد تكوين تصور كامل متزن للعالم بوجه عام. إن التاريخ هو وحده القادر على أن يضع ظواهر الحاضر في وضعها الصحيح، والتاريخ هو وحده القادر على أن يجلو لعين الباحث ميدان الحياة كاملاً غير منقوص، والتاريخ هو وحده القادر على أن يمكن الظاعن الذي يقضى «يوم راحته » تحت خيمة هذا الوجود الخفية من أن يطلع على غرائب ما يحيط به من مظاهر الأبدية.


ثلنيا - من حيث مكانة التاريخ من التربية المدنية والحياة العامة. هل للعلم بالتاريخ قيمة عملية حقا ؟ ما الصلة بينه وبين السياسيات ؟ أما أن ولاة الأمور في معظم دول العالم يرون تدريس التاريخ أمرا هاما، فذلك ما تدل عليه عنايتهم بمراقبة كتب التاريخ المدرسية التي تدرس في المدارس، وأنهم يحاولون أن يوقعوا لمدرسي التاريخ النغمة التي يجرون عليها في دروسهم. لقد قدم تقرير إلى مجلس مقاطعة لندن قبيل الحرب الكبرى جاء فيه : د يطلب إلى المدرس في فرنسا أن يرغب في الجمهورية القومية وينفر من الملكية والدولية؛ وفي بروسيا يطلب إليه في صراحة أنتم أن يشيد بمزايا الملكية ممثلة في آل هو منزلون القائمين بالحكم، وأن ينبه على خطر الإشتراكية الحديثة؛ أما في كوينزلند، فيطلب إليه أن يؤسس دراسة التاريخ كلها على عقيدة تقديس الملكية العامة »؛ ربما كانت تجارب العشرين سنة الأخيرة قد عملت بعض الشيء على زعزاعة اعتقاد الساسية في قيمة اتخاذ المدارس أمكنة لنشر الدعاية. ومع ذلك، أن الحرب والثورة قد وضعا أوزارهما وتجلت ومع عبرهما، فما زلنا نرى ألمانيا ماضية في التنغيم المدرسنيها وإن كانت النغمة الجديدة نغمة الجمهورية التعاهدية ، وما زلنا نرى حكومة السوفييت في روسيا تخضع كل برامج مدارسها وجامعاتها لفكرة تلقين الطلاب مبادئ البلشفية، وما زلنا نرى إيطاليا تجعل مبادئ الفاشستية أساس دراسة التاريخ في معاهدها العملية. قد يصل رجال السياسة مع الزمن إلى أنه لا شيء أحرى بتفويت الفرض المقصود منه من بث الدعاية في المدارس، وإلى أن أكره الأشياء إلى نفوس الطلاب هي تلك التي يجر عهم إياها المعلمون تجريعا، وإلى أن العقائد التي يصبح التلاميذ أميل إلى الشك فيها بتقدمهم في السن. هي بالدقة تلك التي فرضتها عليهم في طفولتهم سلطة قوية قاهرة. ذلك درس قد ينفع تذكره عصبة من الساسة. موقرة في جميع البلدان تحرص على الاستعانة برجال التربية في محاولتها استخدام مدرسي التاريخ في المدارس العامة دعاة إلى السلام، أو الشعوبية، أو غير ذلك من القضايا التي ترى فيها خيرا."


رابط تحميل الكتاب:


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب