كتاب مذكرات حياة وجهاد التاريخ السياسي للحركة الوطنية المغربية - الجزء 2 - حرب الريف لمحمد حسن الوزاني. أونلاين بصيغة PDF.
معلومات عن الكتاب :
العنوان : مذكرات حياة وجهاد التاريخ السياسي للحركة الوطنية المغربية - حرب الريف.
الجزء : الثاني.
المؤلف : محمد حسن الوزاني.
الصفحات: 462.
حجم الملف: 4.59 ميجا بايت.
صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).
مقتطف من الكتاب :
" بتاريخ 12 أكتوبر تقابل في (سيدي موسی) (قرب تزروت) قبيلة بني عروس، كل من المقيم العام (Aizpura)، والشريف مولاي أحمد الريسوني بعد سلسلة طويلة من المباحثات المملة، التي ازدادت معها شروط الشريف كن أنت الحمل، وسأكون أسداً . . . ). كانت نتيجتها عقيمة. وجاءت ثورة واد لاو) وجميع نواحي جباله خلال سنة 1924 لتظهر عقمها بجلاء. إلا أنها على العكس كانت تعني ميلاً خالصاً نحو الذين يؤيدون النظرية التي ترى أن الصداقة مع الشريف، تؤدي إلى هدؤ متصل بجباله، وتترك نتيجة لذلك حرية العمل للالتفات إلى المعضلة الخطيرة للحركة بالريف.
هناك وثيقتان من هذا العهد، هما تقريران ليومي 24 و 25 أكتوبر سنة 1923 للمفتشية العامة للمراقبات والجيوش الخليفية كان المفتش إذ ذاك الجنرال Castro Girona)، وهما يعرضان تلقائياً كل ما يمكن عرضه لمعرفة الوضع في تلك الأوقات، في التقرير الأول، نقرأ :
«إن حالة القلق التي لوحظت خلال هذه الأيام بعد مقابلة مجادة المقيم العام مع الشريف الريسوني، تخضع من غير شك لأوامر الريسوني، الذي يريد الإبقاء على حالة كبيرة من الاضطراب في جميع القبائل، ليفهمنا قلة فعالية القيادة التي تمارسها السلطات الأهلية، والأداة التي يستعملها لهذا الغرض هي (اخريرو) (1) الذي انضم إليه زيادة على رجال عصابته بعض ممن كان يتزعمهم الثوار ابن حليمة والفحيلو والحرطيطي وغيرهم. إن هؤلاء الأهالي الذين يكونون نواة تضم أكثر من مائتي رجل، انقسموا إلى عدة جماعات، تنشر الرعب بارتكاب أعمال سيئة موجهة بكل حماس نحو الطريق الذاهبة إلى شفشاون لأهميتها وللانعكاسات التي يمكن أن تحدثها بين صفوفنا.
وقد أصبح من المؤكد أن المدعو (اخريرو) يتصرف في أموال، ويملك أسلحة، ورغم ما يقال. أنه يستسلم ذلك كله من الريف، فإنه لا يمكن الوثوق من هذا، ويمكن الظن بأن جميع ما يستلمه ات من هذه المنطقة.
«وفي هذه المناسبة، لم يقبل الريسوني أن يتدخل الرؤساء التابعون له، ولم يسمح بالتدخل إلا لأخريرو وحده ليفهمنا دائما أنه متمرد عليه. ولكن هذا جد هام ويثير الانتباه بصفة غير عادية، لأن الكل يعلم أن أصحاب اخريرو كانوا حاضرين في مقابلة (سيدي موسى أثناء المفاوضة بينما كان اخريرو في (الحصن) ينتظر، وأنه بعد أيام من المقابلة، وفي ليلة الأربعاء 17، حضر بنفسه إلى (تزروت) وتحادث لمدة ساعتين مع الشريف، ثم توجه في نفس الليلة إلى (الحصن ) حيث أخذ معه بعضاً من الرجال والمتاع وخرج تواً من هذه المنطقة. وفي الليلة التالية: الخميس 18، أحرق معابر (تَرَانِكُتْ) وقطع الأسلاك التليفونية، وأخذ مؤونة مدشر (أمطيل).
«وعندما كان اخريرو بمدشر الحصن)، خوطب المنبهي بواسطة للشريف سيدي المكي هاتفياً ليقول هذا للشريف أن يغتنم فرصة إقامة اخريرو بـ (الحصن للقبض عليه، فأجابنا بأنه كان يعمل لتنفيذ ذلك بالسياسة، وأنه لا يريد القبض عليه في ذلك المدشر لقداسته، وقد عرض عليه أن نذهب نحن بقواتنا لتنفيذ ذلك، فأجاب بأنه سيدبر الأمر بنفسه والحالة أنه تركهم يذهبون . وبعد ليلة من مقابلة الشريف أحرقوا معابر (ترانكت) وقطعوا الخط التليفوني. وبعد يومين ارتكبوا نفس العمل بالمعابر والخطوط الهاتفية الواقعة وراء سوق أربعاء بني حسان).
«وبعد إحاطة الريسوني علما بهذه الأعمال بواسطة المنبهي أجاب قائلا : إن مسؤولية ذلك تقع على عاتق القواد الذين يعملون بجانبنا. وكان من الواجب استبدالهم بعد أن أصبحوا غير صالحين وإن لهذه الإجابة مغزى.
«لقد جرت خلال هذه الأيام أحداث تبرر هذه الحالة من القلق، والتي تعزى إلى تعليمات الريسوني».
ومن غير شك، فإن تنظيم الشريف لهذه الأمور، لا يزداد مع مرور الأيام إلا وضوحاً. والدليل على ذلك نزول الثوار التابعين لعصابات الرؤساء المنضوين تحت لوائه إلى الميدان، ومبيت اخريرو ببيت القائد حفوظ عند توجهه إلى (الحصن)، هذا القائد الذي هو من أتباع الشريف جساً وروحاً كما هو معروف. ولقد توصل القائد ابن سعيد برسالة من اخريرو يهينه فيها ويهدده بسبب تأييده لنا. وفيما يقول بأنه سيقترب الوقت الوقت الذي سيلتقي وإياه وجهاً لوجه، وأنه بعد ذهاب المسيحيين من البلاد، إذ ذاك سيصبح في قبضته وإذ ذاك سيثأر منه لسلوكه الحالي.."
رابط تحميل الكتاب:
