لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

تحميل كتاب تاريخ الأوقاف الإسلامية بالمغرب في عصر السعديين من خلال حوالات تارودانت وفاس - مصطفى بنعلة - ج.1 pdf

كتاب تاريخ الأوقاف الإسلامية بالمغرب في عصر السعديين من خلال حوالات تارودانت وفاس للمؤلف مصطفى بنعلة - الجزء الأول، أونلاين بصيغة PDF.







معلومات عن الكتاب:


العنوان: تاريخ الأوقاف الإسلامية بالمغرب في عصر السعديين من خلال حوالات تارودانت وفاس.


المؤلف: د. مصطفى بنعلة.


الجزء: الأول.


الناشر: منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - المملكة المغربية.


عدد الصفحات: 5.51.


حجم الكتاب: 17.68 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).



مقتطف من الكتاب:


"تحديد مفهوم الوقف وأصوله ومشروعيته

الوقف في اللغة من وقف ومعناه المنع والحبس، وتجدر الإشارة إلى أن الفرق بين الوقف والحبس هو مجرد فرق لفظي، إذ لا تحمل كل كلمة من الدلالة ما ميزها نوعيا عن الأخرى مفعولهما واحد وكلاهما يؤدي نفس المعنى.


أما الوقف في الإصطلاح فقد أورد الفقهاء عدة تعريفات تتفق في المعنى وإن اختلفت في اللفظ وعموما يمكن أن نخرج منها بالتعريف الآتي: الوقف هو تسبيل منفعة شيء مدة وجوده لصالح مستفيد يمكن أن يكون شخصا أو أشخاصا أو مؤسسة دينية أو اجتماعية تخدم المصلحة العامة كالملاجئ والمساجد والمدارس والأسوار والمستشفيات، ويكون ذلك على وجه التأبيد بغية التقرب إلى الله، مع منع بيع ذلك الشيء أو رهنه أو توهيبه أو نقله بالميراث.


وإذا كان الوقف يعتبر من أهم خصائص الإسلام وقانون من قوانينه الإجتماعية، فإنه يتوفر على أصول وثوابت يرتكز عليها تدل على مشروعية برزت مع ظهور الإسلام رغم أن هناك بعض الإشارات التي تذهب إلى أبعد من ذلك وهو ما نعتزم توضيحه.


لن نجازف إذا قلنا بأن الوقف من الناحية التاريخية لا يرتبط بالإسلام، بل نجد لدى الأديان والأمم الأخرى ما يشابه ذلك، ولدينا بعض الأمثلة في مصر حيث كانت ترصد للآلهة بعض الأراضي والمعابد، ونفس الشيء يقال عن الرومان الذين حبسوا على معابدهم الأدوات والآلات وأشياء أخرى، فأصبحت حقا من حقوق الإله يمنع منعا كليا مد اليد إليها أو تسخيرها في أي عمل لا يرتبط بالمعبد.


وفي الجزيرة العربية عرف العرب الحبس أيضا قبل الإسلام، وكان المحبسون يهدفون من وراء ذلك إشفاء مرضاهم، أو إنجاب العاقر منهم، أو نشدان البركة، أو اتقاء الأخطار الطبيعية كالجفاف، أو الانتصار على العدو، وقد شدد العرب في الجاهلية في وجوب المحافظة على حرمة وحماية الحبس وعدم الاعتداء عليه، وهددوا بعقوبات تنزل على من تعدى على ذلك.


ورغم وجود الدلائل على الحبس في الجاهلية، فإن أغلب العلماء وفي مقدمتهم الأئمة أنكروا ذلك سواء عند العرب أو غيرهم من الأمم القديمة. واعتبروه من اختصاص الإسلام، ومن بين هؤلاء الأئمة نجد الإمام الشافعي الذي قال : "لم يحبس أهل الجاهلية فيما علمت حبس أهل الإسلام".


وأيده العالم ابن حزم بقوله :" إن العرب لم تعرف الحبس في جاهليتها".


ولعل المقصود من ذلك غياب الوقف الذي كان غرضه البر والمعروف لوجه الله بالمفهوم الأساسي، لأن العرب في الجاهلية كانوا يحبسون على المعابد قصد الشهرة أو لغرض دنيوي صرف.


وعلى العموم لا يمكن أن نربط كل أعمال الخير والبر بمجيء الإسلام، خاصة إذا علمنا أن العرب في العصر الجاهلي كانوا كرماء في أعمال الخير كحفر الآبار (زمزم)، وإيواء التائه والغريب والإفراط في كرم الضيف (حاتم الطائي).


إن هذه الأعمال الخيرية كانت منتشرة بين العرب قبل البعثة المحمدية سواء قصدوا بها الخير لأجله أو التفاخر والمباهاة.


وكل ما يمكن أن يقال إن الوقف استكمل إطاره ومشروعيته وأبعاده خلال الفترة الإسلامية، وهذا بارز في عدة نصوص من الأدلة القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة وأعمال الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين.


فعلى الرغم من عدم ورود نص صريح في القرآن الكريم يتحدث عن شرعية الوقف، فإن هناك آيات كثيرة تحث على الصدقة والانفاق في سبيل الله وفي وجوه البر والإحسان، وعلى هذا الأساس اعتبرها المدافعون عن الوقف إشارات كافية للاستدلال.


بالإضافة إلى الأدلة من القرآن الكريم، حاول هؤلاء المدافعون دعم آرائهم بأدلة أخرى من السنة النبوية الشريفة منها استشارة عمر بن الخطاب رضي الله عنه للنبي ﷺ حول أرض ملكها بخيبر أراد أن يتصدق بها فأمره عليه السلام بتحبيس أصلها وتسبيل ثمرتها، ومنها أيضا استشارة أبي طلحة الأنصاري للنبي صلى الله عليه وسلم حول بئر أراد أن يتصدق بمائه فرد عليه السلام بنفس الجواب الذي أجاب به عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ومن بين أهم الأحاديث النبوية الشريفة الدالة على الصدقة الجارية والتي اعتبرها المدافعون عن الوقف إشارة كافية باعتبارها تلحق الثواب بفاعلها حتى بعد مماته: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له، وقد تضاف أخرى لها نفس المفعول تجمع ما بين توريث مصحف وبناء مسجد أو بيت لابن السبيل وإجراء نهر وحفر بئر ورباط ثغر. "



رابط تحميل الكتاب:


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب