لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب التاريخ وكيف يفسرونه من كنفوشيوس الى توينبي - ج1 - آلبان. ج. ويدجري PDF

 كتاب " التاريخ وكيف يفسرونه من كنفوشيوس الى توينبي " الجزء الأول. للمؤلف آلبان. ج. ويدجري. أونلاين بصيغة إلكترونية بي دي إف pdf.

 


 


معلومات عن الكتاب :

 

العنوان : التاريخ وكيف يفسرونه من كنفوشيوس الى توينبي.


المؤلف : آلبان. ج. ويدجري.


ترجمة : عبد العزيز توفيق جاويد.


الجزء : الأول.


الطبعة : الثانية.


عدد الصفحات : 224 ص.


حجم الكتاب : 4.95 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).


 


مقتطف من الكتاب :

 

"الهنود وآراؤهم الغيبية والفردية


ان تاريخ الهند وان توغل فى القدم آلافا من السنين، فان القليل منه نسبيا هو الذي تم كشفه مسجلا حتى الآن، وأشد ما أثر عن بلاد الهند من أدب جدارة بالذكر، أدب دينى و فلسفى - أجل، ان الملاحم السنسكريتية العظيمة وهي المهابهاراتا والرامايانا والبورانات (( تحتوى على اشارات تاريخية، ولكنه حتى هذه الكتابات نفسها يغلب عليها الطابع الرطازى [ الميثولوجي ]، كما أنها ذات مدلول خلقى وديني. ولو تأملت رجال العلم فى الشطر الأعظم من تاريخ الهند، لوجدتهم من البراهمة الذين ركزوا اهتمامهم على الدين دون التاريخ. وظهرت في عهد الامبراطورية المغولية تدوينات تاريخية وضعها كتاب من المسلمين، ولكن التدوين تم على يد قوم ارتبطوا ببلاطات الامبراطور والأمراء، كما أن مداره هو الى حد كبير حياة الحكام وغزواتهم. غير أنه تمت في أثناء القرن الماضى وهذا القرن أبحاث جادة في تاريخ الهند، قام بها فى البداية علماء بريطانيون بوجه رئيسي، ثم اضطلع بها بعد ذلك أساتذة من أبناء البلاد. ولسنا في هذا المقام نهتم بالدرجة الأولى بتاريخ شعوب الهند، وانما كل ما يهمنا هو الاتجاهات المسيطرة عليهم نحو التاريخ بوصفه شيئا واقعيا .. فماذا كان مضمون حيواتهم واعتقاداتهم بالنسبة لطبيعة التاريخ ؟ وما هو المعنى ـ أو المعاني التي وجدوها في التاريخ [ ان اجدت ] ؟


ويحوى سفرا « المهابهاراتا والبورانات » اشارة الى فكرة دورانية عامة عن التاريخ. وفي كل دورة أربع يوجات » أى عصور. فالعصر الأول عصر « الكريتا » أو العصر الذهبي، كل شيء فيه بالغ حد الكمال. فأما الثاني وهو عصر « التريتا » فتصاب فيه الفضيلة بالانحطاط، على حين تنتشر في الثالث وهو « الدفا بارا « الأمراض والخطايا وتزداد المراسم الظاهرية وتصاغ القوانين، وفي الرابع وهو « الكالي » أى أسفل درك في الدورة، فتتسلط فيه الآلام ويهمل الدين. وعند نهايته يجرى امتصاص كل شيء في البرهمي، وتبدأ الدورة سيرتها الأولى مرة ثانية، وهكذا دواليك الى الأبد. ونحن نعيش فى « الكالي يوجا » أي عصر الدرك الأسفل، والأيام يغلب عليها السوء.


والميثولوجيا الهندية تحتوى على قصص كثيرة حول التجسد الالهي في التاريخ البشرى. وأهم هذه الأحداث تنطوي على فكرة أن التجسد قد تم رغبة في اتاحة ضرب من المساعدة للناس : أى أن الكائن الالهي مهتم بمجرى التاريخ. يقول الاله في « البها جافاد جيتا » : « رغبة في الحفاظ على البن الصالح، وتدمير كل مسىء، واقرار الشريعة، أولد عصرا بعد عصر »، وقد نظر فلاسفة الهند الى قصص التجسدات الالهية على اعتبار انها رطازات (Myths) أو أساطير (Legends)، ولكنهم لم يوضحوا كيف يمكن البحث في القول الذي تحتويه البها جافاد جيتا» فيما يتعلق بالتاريخ. ومهما يكن من أمر، فالواقع أنه لا الفكرة الكونية لعملية دورانية مكونة من أربعة أعصر ولا فكرة التجسدات الالهية كان لها كبير أثر فى اتجاهات الهندوك من التاريخ، كما أنه لا حاجة تدعو الى الاستمرار في بحثها هنا.


 على أن القلة النسبية للتدوين التاريخي بالهند قد دفعت بعض الناس الى القول بأن الهندوك ليس لديهم « احساس بالتاريخ » أجل، ان ذلك الاحساس ربما أعوزهم بمعنى تلك العبارة عند أهل الغرب. ولكن ربما كان كل ما في الأمر أن الناس أساءوا فهم ذلك القول. فأما أننا لا نعرف عند القوم كتابات من التي يمكن وصفها باسم « فلسفة التاريخ »، فشيء لا يتضمن أن الهندوك لم تكن لديهم وليست لديهم فلسفة للتاريخ. وعلى نقيض ذلك، ينبغى الدفع بأنه كانت لهم اتجاهات من التاريخ، وأنهم في أغلب شأنهم لا يزالون يحتفظون باتجاهات محددة من التاريخ يعبرون عنها في كتاباتهم الفلسفية والدينية، كما يعبرون في ديانتهم العملية وحياتهم اليومية.

 ‏

 ‏ويبدو أن الناس فى أقدم ما نعرفه من عصورهم، وهو العهد الفيدى، قد رانت عليهم ظلال السعادة الصافية بما لهم من خبرات يسيرة عن علاقاتهم بالعالم المادى، وببعضهم بعضا، وبعباداتهم الدينية. وهناك أمل يتوقع في المستقبل وجودا مستمرا يقوم في مملكة صالحة بعد هذه الحياة التي يعيشونها وتصور الناس في هذه المدة فكرة يعبر عنها مصطلح « ريتا »، وهو يقابل معنى واحدا «للتاو» الصيني. وينحصر مفهومه الجوهرى فى معنيين هما الانتظام والترتيب. والريتا » له صلات ثلاث : (١) ارتباطه بما للعالم الفيزيائي من اتساقات ثابتة لا يحيد عنها، مثل تتابع الفصول وما يجرى على النبات من الانبات والنمو والاثمار والذبول، وحركات الأجرام السماوية، (٢) وبنظام المجتمع الاجتماعي، وبذلك يتصل بالصواب الخلقى، (٣) وبمناسك الدين، العلاقات الانسجامية بين الناس والكائنات الالهية وهناك مدلول لمصطلح « ريتا » ظل الناس يعترفون به في ذلك المبدأ الواسع الذيوع، وهو مبدأ « قانون كارما » الذي سنعود الى بحثه فيما بعد.

 ‏

 ‏في الوقت الذى كان يوضع فيه سفر « اليوبا نيشاد » لابد انه رانت على الناس ظلال التشاؤم بدرجة ضخمة حول هذه الحياة الدنيا ولم يقدم أحد أية أسباب مقنعة لتغير المشاعر. وأصبح التاريخ ينظر اليه لا على أن له دلالة ركب عليها بفطرته، بل على انه شيء لابد من الفرار منه. ويسال ملك تنازل عن عرشه لولده : « سيدى، في هذا الجسم الكريه الرائحة الذي لا قوام له والذى هو خليط من العظام والجلد والعضلات والنخاع واللحم والدم والمخاط والدموع والعذرة والبول والريح والصفراء والبلغم، ما جدوى الاستمتاع بالرغبات ؟ وفى هذا الجسد الذي يتأثر بالرغبة والغضب والجشع وخداع الأوهام، والخوف واليأس والحسد وفراق المرغوب، والاتحاد مع غير المرغوب، والجوع والعطش والشيخوخة والموت والمرض، الحزن وما الى ذلك ما جدوى الاستمتاع بالرغائب ؟ وفى هـذه « السمسارا » [ مفيض التاريخي العابر ] ما جدوى الاستمتاع بالرغبات ؟ « انني في هذه « السمسارا « أشبه الأشياء بضفدعة في بئر قد نضب ماؤها » ويتجلى في سفر « اليوبانیشاد » اهتمام ملحوظ بالموت وما قد يجيء بعده فهل يتوقف تاريخ الانسان بموته ؟ وفي فقرة » الكاتها يوبا نيشاد » الذائعة الصيت التي يجرى فيها اختيار ناكيتكتاس للهبات الثلاث، طلب التالية بوصفها آخر الهبات وأهمها : « هذا الشك الذي يحيط برجل متوفى : اذ يقول بعض الناس : « انه يعيش » ويقول بعضهم الآخر : « انه لا يعيش » ذلك شيء أتمنى لو عرفت « حقیقته » وعندما عرض عليه متاع الدنيا بدلا من هذه المعرفة، رفضه باعتباره سرا با سريع الزوال ان حياة بأكملها لتعد تافهة حقا بالمقارنة الى هذه المعرفة. وما لبث في النهاية حتى حصل على الجواب. ان الجهلاء الذين يظنون أن « هذه سنة العالم » يقاسون الولادات والوفيات المتكررة فيما يلم بهم من تقمص أرواح. فأما الحكماء فيعرفون انهم لا يولدون وأنهم لا يموتون، فهم مخلدون في ادراكهم انهم « روح » سرمدیون."


تحميل الكتاب :


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب