لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب التاريخ وكيف يفسرونه من كنفوشيوس الى توينبي - ج2 - آلبان. ج. ويدجري PDF

كتاب " التاريخ وكيف يفسرونه من كنفوشيوس الى توينبي " للمؤلف آلبان. ج. ويدجري بصيغة إلكترونية بي دي إف pdf.


 



معلومات عن الكتاب :

 

العنوان : التاريخ وكيف يفسرونه من كنفوشيوس الى توينبي.


المؤلف : آلبان. ج. ويدجري.


ترجمة : عبد العزيز توفيق جاويد.


الجزء : الثاني.


الطبعة : الثانية.


عدد الصفحات : 191.


حجم الكتاب : 4.16 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).



 

مقتطف من الكتاب :



"معالجات المثالية للتاريخ فى أثناء القرن التاسع عشر وما بعده


ظهر في القرن التاسع عشر ميل متزايد نحو التفسيرات التجريبية للتاريخ، التي تجعل الله - متمثلا في صورة العناية » التي تصوره فيها التقاليد - بعيدا عن المسرح بحيث تدفعه الى الخلفية، أو تتجاهله تجاهلا تاما، او تنکره انكارا قاطعا وصريحا. والذي حدث في القرن التاسع عشر، هو أن ذلك النوع من التفسير قوبل بالتحدى من فلسفات المثالية Idealist التي أحلت محل فكرة الله التقليدية مفهوم « المطلق » الروحى. و بغض النظر عن الآراء المسيحية المستمرة حول التاريخ، ظهر في أثناء القرن التاسع عشر ومنذ بدأ تفسيران متعارضان للتاريخ. ولو أخذنا المصطلحات بمعناها الاجمالى العريض لأمكن تسمية هذين التفسيرين « بالمثالي والطبيعي »، (Naturalist). ومع ان فردريات أنسيون [١٧٦٦ - ١٨٣٧] كتب في عام ١٨١٧ معبرا في مقالة قصيرة ولكنها جديرة بالتنويه حول ( فلسفة التاريخ ) عن ادراكه القاطع للفرق المميز بين هاتين الطريقتين من النظر الى التاريخ. فسمى الأولى « وجهة النظر الميتافيزيقية » وأطلق على الثانية اسم « السياسية »

وبصفة رئيسية التجريبية والاجتماعية. فأما التفسير الميتافيزيقي فهو عقيم « مولود في حقل التجريدات » فهو يبدأ بوجود الله أو « المطلق » على انه الابدي ذو الوجود الذاتي. ومفهومه عن الطبيعة يجعل منها مملكة ضرورة لها عمليات منسقة لا مفر منها. والانسان باعتباره عقلا مفكرا يمتلك الحرية، وهي « القدرة على التصرف وفق العقل الملكة التي يستطيع بها أن يفهم الفكرات الأبدية والعامة والالهية التي يعدها مرشدا له وهاديا.


ويعتبر الانسان كائنا قابلا « للكمال ». وهناك شرط جوهرى للتطور الانساني نحو الكمال هو الصراع الدائم بين « الضرورة » و « الحرية »، وبين الجواني والبراني صراع الطبيعة والانسان، وبين الانسان وأخيه الانسان و بين الانسان ونفسه. ولا يخفى أن تاريخ الجنس البشرى، وتاريخ أقسامه الكبرى وهى الشعوب مترع بوجه خاص بالكفاح ضد الطبيعة والشهوات الانسانية، ذلك الكفاح الذي اتخذ من العالم الفيزيائي مسرحا له والكفاح الجوانى الذى تدور رحاه في قلب كل فرد هـو سر الرجل وسر الله، وهو لا يقع بالضبط داخل فلك التاريخ، الذى لا يستطيع معرفة التفاصيل لا يستطيع التحدث عن التاريخ الا بمقدار ما هو ضرورى لتفسـ الثاني »، [ أعنى الكفاح البراني الخارجي ].


ولكن قابلية الكمال تشير أماما الى مكان وزمان آخرين عدا ما في الأرض من مكان وزمان. واذ دفع أنسيون بأن فكرة قابلية الكمال التقدمية والتطور الذي لا حد له يناقضها التاريخ الفعلى للشعوب ، فانه انتقل الى تدبيج وصف « لوجهة النظر السياسية ».


وفي هذا تمسك بالحقائق، وتفسير للنتائج بالأسباب، و يعد عن الضلال وفقدان النفس فى متاهات فكرة الأبدية وهو وضع « يعتبر الشعوب كائنات منظمة تخضع في الحياة وفي الممات لقوانين لا تتبدل، ويعالج التاريخ المدني عن طريق التاريخ الطبيعي » لا يجد « التقدم نحو الكمال وهو في صورته التامة، أي من كل وجه ». يرى المرء أن المجموع السياسي [ الأمة ] تمر عليه أدوار الطفولة والشباب والنضج والشيخوخة، وأن الاطار يعرض على الدوام لهـا نفس المجال ونفس الطبيعة ». ولابد أن يموت ذلك المجموع السياسي ان عاجلا وان آجلا. وفى الأشياء ضرورة لا تنتصر عليها الحرية أبدا، وفي الانسان حرية تستطيع الانتصار على ضرورة ظاهرة، ولكنها لا تبدو كذلك الا لعين العوام على أن المرء منا ينبغى ألا يتزيد في الأولى ولا في الأخرى». و بينما نرى من الواضح أن انسيون يؤمن أن هذه وجهة النظر السياسية « أفضل » وأن لها مزايا « عملية » فانه كتب فى تقديمه للكتاب : « ليس هناك أى اتجاه الى استبعاد الغيبيات »


وفي اللحظة التي كان أنسيون يكتب فيها وقبل أن يجف مداد قلمه، حدث في ألمانيا نفسها أن أشد أنواع الفلسفة المثالية الميتافيزيقية تفصيلا واحكاما في التاريخ العصرى، كانت تصاغ محتوية على فكرة جوهرية هي أن الحياة البشرية [ وبالتالي التاريخ ] لا ينبغي أن تفهم الا بين دفتي « الحقيقة » ككل، ومحتوية على شيء يزيد عما يستفاد من شئون الدنيا من خيرات زائلة و اعظم من شرحوا هذه الفلسفة قدرا واعرضهم نفوذا ك. س. ف. كراوزه [ ۱۷۸۱ - ۱۸۳۲ ] وفخته [ ١٧٦٢ ١٨١٤ ] وف. ث. ی. شلنج [ ١٧٧۵ - ١٨٥٤ ]، وج. ف. ف. هيجل [ ۱۸۳۱ - ۱۷۷۰ ].


وفي ظني أن محاضرات كروازه المعنونة « المبدأ النقى أى العام للحياة وفلسفة التاريخ

The Pure, that is, General

Doctrine of Life & Phil ... of Hist ...


وهي التي نشرت بعد وفاته فى ١٨٤٨ [ ربما أمكن. اعتبارها بحق أول فلسفة منتظمة للتاريخ ]. ومع أن کراوزه كان معاصرا لزملائه الآخرين من أفراد المجموعة المثالية الكلاسيكية، فانه كان يقصد أن يظل اغرب الى المذهب التأليهي التقليدى فى كل من فكراته وتعبيراته ومصطلحاته. فانه استخدم مصطلح « الله » بدلا من مصطلح « المطلق » غير أنه عمد تمشيا منه مع مفهوم « المطلق » الى وصف « الله » بأنه « الكل » وانه بوصفه ذاك « كامل واذ سمى رأيه «بمذهب وحدة الوجود أو الحلول anentheism، فانه ذهب بهذا الى كل شيء « فى » الله . فالعالم ليس هــو الله ، ولكنه في الله، الذى هو أكثر من العالم. فالعالم بكل ما فيه محدود. ولما كان المحدود يقع في داخل غير المحدود فان معنى التاريخ البشرى يتضمن علاقة الانسان بغير المحدود. وينبغي أن يفهم الانسان ابتداء، لا على أساس وجوده المحدود بل من مفهوم الاله اللا متناهي.


ويحاول الانسان في تاريخه على الأرض وفيما يتجاور الأرض، أن يصبح « قريب الشبه بالاله »، محققا في حياته الطيبة والحكمة والجمال والقداسة. وقد أصر كراوزه فى التطوير التفصيلى الذى وضعه لآرائه، على مضامين مهمة فانه لما كان الزمان كله يدخل فى الله، كان لكل جزء بعض أهمية أصيلة. فزمن الطفولة لم يجعل فقط ليكون تمهيدا للشباب، ولا الشباب تمهيدا للنضج فأما أن يعتقد المرء مثلما فعل كثيرون أن وجود الانسان على الأرض انما هـو في يسر تمهيد لحياة تجيء بعد ذلك، « ففيه خطأ في تقدير قيمة هذه الحياة »


ولو عبرنا عن معنى التاريخ بطريقة أخرى لقلنا : انه انما يوجد في داخله بطريقة جزئية على الأقل في أثناء مضيه في طريقه. وبالمثل أيضا، نظرا لأن « الطبيعة » تقوم في « الله »، فان جسم الانسان بوصفه جزءا من تلك الطبيعة ينبغي ان يتم كماله والاستمتاع به. « ولا يستطيع كل كائن محدود أن يبلغ بحياته الكمال الا في الحياة بأكملها ومن خلالها ».


ومع أن للطبيعة معناها الأصيل ، كما أنها ليست مجرد أداة للعقول البشرية، فان الحياة الروحية للانسان تتطور بدرجة ما مرتبطة بها. وكافح کراوزه کفاحا مرا مشكلة مع الشر. ولما كان متفقا من الناحية الفكرية مع معظم من عاشوا في زمانه من أصحاب المذهب المثالي، فانه وصف تلك المشكلة بأنها تنطوى أساسا على الحرمان، فهى تدل على نقص شيء ما وهى والحالة هذه تمثل صفة الكائنات المحدودة في الله، ولكنها لا تمثل الله باعتباره غير محدود، ومع ذلك فانه أحس بالحاجة الى الاعتراف بالوجود الايجابي للشر فى التاريخ وارجاعه الى الخطأ في تطبيق الارادة الانسانية. فالله يساعد فى الخير : وهو يسم بالشر، ولكنه لا يساعد فيه."


تحميل الكتاب :


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب