لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب الترجمانة الكبرى في أخبار المعمور براً وبحراً - أبو القاسم الزياني PDF

 كتاب الترجمانة الكبرى في أخبار المعمور براً وبحراً للمؤلف أبو القاسم الزياني أونلاين بصيغة PDF.





معلومات عن الكتاب :


عنوان الكتاب : الترجمانة الكبرى في أخبار المعمور براً وبحراً.


المؤلف : أبو القاسم بن أحمد بن علي بن إبراهيم الزياني ( 1147 - 1249 هـ / 1734 - 1833 م ).


المحقق : عبد الكريم الفيلالي.


الطبعة : الثانية - دار نشر المعرفة - الرباط - سنة ( 1412 هـ / 1991 م ).


عدد الصفحات : 679.


حجم الكتاب : 16,5 ميجا بايت.


صيغة المقال : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).



مقتطف من الكتاب :


"الزياني في المغرب بعد السفارة


ولما قدمنا على السلطان سيدي محمد رحمه الله تعالى وبلغه مكاتب السلطان عبد الحميد وهديته، سألني عن الامر فقصصت عليه الخبر من أوله الى آخره، وبما سمعت منهم وبما قلت لهم فاستحسن الجواب وقال، لابد لنا من اعانتهم على الجهاد، فاستشارنا رحمه الله فى العدد فقلت مليونين فقال كثير، فقلت مليونين عندهم هي ستمائة الف ريال وخمسين الفا من الدورو، لان سكتهم ربعها فضة وثلاثة ارباعها نحاس، اذا سكت كان عددها مليونين وسماع المليونين تعلوا به همة سيدنا، قال رحمه الله « عافاك، الله يصلحك » وامر بعدد الستمائة الف ريال وخمسين الف ريال، سبائك من الذهب، جعلها في أربعة صناديق وختم عليها ووجهها لطاغية الاصبنيول، يوجهها لطاغية الفرنسيس، وهو يبلغها ليد السلطان عبد الحميد بالاصطنبول فجاء الجواب في ستين يوما، والباشدور لا زال عنده، وقدم كاتب آخر وجهه بعده.


ولما جاء الجواب ببلوغ المال، بعثه لهما السلطان فاطلعا عليه وتعجبا من علو همته وسرعته لافعال البر، وحينئذ كتب لهما الجواب، واكرمهما اكراما كثيرا، فوق اكرامهم لمن ياتي من المغرب من خدامه، ومراده من توجيه المال على يد طواغيت الكفر، النكاية لهم والارغام لانوفهم رحمه الله.


 وكان رحمه الله مولعا بافعال الخير وادخار ثوابها للاخرة، وكان ينفق الاموال التي لا تسمح نفس ملك بانفاقها ابتغاء مرضاة الله وثوابه.

 ‏

ولما وجه للاصطنبول المرة الاولى القائد مبارك بن هماد والامي الحاج عبد الله الشرفي ستمائة الف ريال، وركبوا بها من طنجة سألني يوما فقال لي، ما يقول الناس فى هذا المال الذي وجهت للجهاد، فقلت يقولون لو صرفته في الجهاد بالمغرب كان اولى، فضحك وقال وأي جهاد في غربنا، قلت : سبتة ومليلية وبادس والنكور قال لا فائدة في عمارة تلك القرى الثلاثة نعم سبتة هي واسطة ارض المغرب، ولكن لا يحار بها الا احمق أو جاهل، لا ينفع فيها حرب ولا ينشأ عنها الا السبة للاسلام، فالاعراض عنها اولى، وذلك المال الذي وجهنا للسلطان العثماني الذي هو بصدد الكفار وعساكره مقابلة لهم، اولى من صرفه بمغربنا وبقائه عندنا عرضة للتلف، فوالله لا يصرف بعدنا الا فى المحرمات، نسأل الله أن لا يحرمنا من ثوابه كله.


وبعد ايام وجه لهم على يد طاغية الاصبنيول مائتين واثنين وسبعين الف ريال « دورو » كان وجهها لفكاك اسرى المسلمين من مالطة فلم يقبلوها وردها وندموا في بيع الاسرى فوجهها للاصطنبول وقال لهم، هذا مال كنا اخرجناه في سبيل الله بقصد فكاك اسراكم، وحيث جحد الكفار البيع لا يرجع الينا اصرفوه فى الجهاد، ثم وجه لهم نصره الله بعد هذا مائة وخمسين الف ريال وقال للسلطان اصرفها بنظرك اما للحرمين أو للجهاد.


ثم وجه لهم اربعة الآف برميل من البارود، في كل برميل قنطار مع الطاهر فنيش.


ثم وجه لهم اثنى عشر الف قنطار من ملح البارود طلبها السلطان له، فوجهها في اربعة مراكب، كل مركب فيه ثلاثة الآف، مع العوني مركب، ومع عبد العزيز والصنهاجي مركب، ومع الزوين مركب.


ثم وجه لهم اربعة مراكب من قراصينه مع العباس مرین ورؤسائهم، ثم وجه لهم معنا اربعة الاف قنطار من النحاس طلبوها من السلطان.


ثم على اثرها وجه لهم اربعة مراكب قرصانية مع الطاهر فنيش، في السفرة الثانية، ثم وجه لهم على يد طاغية الفرنسيس، الستمائة الف ريال وخمسين الف ريال سبائك من الذهب لما طلبوا السلف.


ووجه مع غير هؤلاء قبل هذا خيلا بسروج ذهب منبتة بالياقوت والزمرد واسلحة من اسلحته من الذهب منبتة بالياقوت والزمرد وكل ذلك قصد به وجه الله وثوابه ولم يرد به رياء ولا سمعة، ولو طال عمره لم يترك في بيت المال درهما واحدا، وما بقي بعد موته تبذر كما قال رحمه الله، ولم ينتفع به احد الا اجلاف البربر واهل الجبال، وما تبذر على حرب سبتة التي لا يطمع فيها عاقل ولا يحاربها الا جاهل كما قال، وخلف رحمه الله بالدار البيضاء مليونين وهي الفا قنطار بالتثنية، وكان ببيوت اموال المراسي مليونان وكان بتطوان ذهب سبائك ومقادير ثمانمائة الف مثقال، حازها اليزيد لما بويع.


وكان عند طاغية الاصبنيول من ثمن وسق الزرع واجب خمسين مركبا وسقوها ولم يدفعوا صاكتها قبضها منهم وهي ثمانمائة الف ريال دورو، وكان رحمه الله وجه على قرب موته مائة الف مثقال للاصطنبول للسلطان عبد الحميد، يوجهها للحرمين الشريفين مع امين صرة، فلما سمع بخبرها اليزيد وجه محمد الاسحاقي مع أهل فاس، وكتب للسلطان سليم يردها، فردها من الاصطنبول، وهي آخر ما اتلف عفا الله عنا وعنه، فانظر الى عقل هذا السلطان الجليل الذي يخبر عن الامور قبل وقوعها، ويعرف مآل الامور قبل ظهورها، رحمه الله ورضي عنه.


مكيدة قيصر لسابور :


ومن شاهد هذه الاصطنبول فقد شاهد العالم كله، ومن جملة ذلك ما يحكى ان سابور ذا الاكتاف، كان عظيم الملك مقداما في الحروب يجول في اقطار بلاده متنكرا، ويخاطر بنفسه منفردا، فخافه قیصر ملك الروم بالقسطنطينية، فوجه بعض فلاسفته الى بلاد ساور وأمره أن يحتال حتى يشاهد سابورا ويصور له صورته حتى كانه يراه، ولا يكتفي برويته مرة بل يتعرض له مرارا، حتى ياتيه بصورته على كل شكل وزي شاهده عليه، واعطاه زاد سفره ووجهه لبلاد سابور، فلما وصلها نزل بكنيسة وخالط شمامسة الفرس، وصار يخرج معهم للفرجة في بساتين البلاد ومنتزهاتها واسواقها، وبيوت نارها، ويترصد الفرصة الى أن شاهد سابورا في يوم عيد لهم فاثبت صورته وحققها، ثم اقام مرة الى أن رآه ثانية في يوم النير، ثم ثالثة، ثم رابعة ولم يبق عنده ريب فيها، ورجع الى القسطنطينية فدخل على قيصر ووضع بين يديه صورة سابور مثبتة في صحيفة من فضة كانه هو ، فتعجب قيصر من حسنه، واكرم الفيلسوفي، ووجهه الى حال سبيله، وامر الوزير أن يحضر الصناع الذين يصنعون ثيابه وان يثبتوها على الثياب، وعلى البسط، وعلى الستور، وعلى الموائد، وعلى أواني الشرب، واواني الاكل، وفى البيوت التي يسكنها، ويدخلها، وفى كنيسته وكنائس بلاده، حتى لا تخفى على احد، وهذا كله حذرا وخوفا من سابور ان يدخل بلاده متنكرا على عادته ؟!


وكان سابور متطلعا لاخبار قيصر، ويبعد عن احواله، وكيفية ملكه، وحضرية بلاده، فيخبرونه بما هو عليه من الحضارة وكثرة المال، ووفورة العساكر، فيتمنى الاستيلاء على مملكة الروم."


تحميل الكتاب :


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب