لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب علم الاجتماع - أنتوني غدنز PDF

كتاب علم الاجتماع للمؤلف أنتوني غدنز أونلاين بصيغة PDF.








معلومات عن الكتاب :


العنوان : علم الاجتماع.


المؤلف : أنتوني غدنز.


ترجمة : فايز الصُيّاغ.


الناشر : المنظمة العربية للترجمة ومؤسسة ترجمان.


عدد الصفحات: 805 صفحة.


حجم الكتاب: 26.8 ميجا بايت.

 ‏

صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).




مقتطف من الكتاب :


" التغير الاجتماعي: المفهوم المادي للتاريخ


ترتكز وجهات النظر التي طرحها ماركس إلى ما كان يُسمّيه المفهوم المادي للتاريخ. إن الأصول الرئيسية للتغير الاجتماعي في نظره لا تكمن في ما يحمله الناس من أفكار وقيم، بل إن حوافز التغير الاجتماعي تتمثل في المقام الأول في المؤثرات الاقتصادية والصراعات بين الطبقات هي التي تدفع إلى التطوّر التاريخي لأنها مُحَرِّك التاريخ. وبعبارة ماركس، فإن التاريخ البشري برمته حتى الآن هو تاريخ الصراعات بين الطبقات ورغم أن ماركس ركز أكثر اهتمامه على الرأسمالية والمجتمع الحديث، إلا أنه استقصى وتتبع أطوار نمو المجتمعات على مر التاريخ. فالنظم الاجتماعية في نظره تنتقل من نمط إنتاج إلى آخر ـ بصورة تدريجية أحياناً وعن طريق الثورة أحياناً أخرى - نتيجة للتناقضات الكامنة في اقتصاداتها. وحَدّد ماركس ملامح التقدّم في هذه المراحل التاريخية التي بدأت بمجتمعات الصيادين والحصادين البدائية الشيوعية، وانتقلت عبر نظم العبودية القديمة ونظم الإقطاع القائمة على تقسيم العمل بين مُلّاك الأراضي وعمال الشخرَة. وكان ظهور التجار والحرفيين مؤشّراً على بداية نمو الطبقة التجارية أو الرأسمالية التي أخذت تحل مكان مُلاك الأراضي من النبلاء.



وبموجب هذه النظرة إلى التاريخ كان ماركس يعتقد أن نظاماً جديداً سيحل بدلاً من النظام الرأسمالي بالطريقة نفسها التي اتحد بها الرأسماليون للإطاحة بالنظام الإقطاعي.


كان ماركس يعتقد أن ثورة العمّال آتية لا محالة للإطاحة بالنظام الرأسمالي وإقامة مجتمع جديد لا طبقات فيه - أي لا يتسع فيه التقسيم والفصل بين الأثرياء والفقراء. ولا يعني ذلك أن التفاوت سيتلاشى تماماً بين الأفراد. بل إن المجتمع، في رأيه لن ينقسم إلى طبقة صغيرة تحتكر السلطتين الاقتصادية والسياسية، وجماهير الشعب الواسعة التي لا تحقق إلا القليل من الثروة الناجمة عن عملها المنتج. وسوف يؤول النظام الاقتصادي الجديد إلى ملكيّة جماعية، وسينشأ مجتمع أكثر إنسانية من ذاك الذي نعرفه وفي مجتمع المستقبل، كما يرى ماركس، سيكون الإنتاج أكثر تقدماً وكفاءة مما هو في ظل النظام الرأسمالي.



لقد تركت أعمال ماركس آثاراً بعيدة المدى على عالم القرن العشرين. وكان أكثر من ثلث سكان المعمورة يعيشون إلى عهد قريب في مجتمعات مثل الاتحاد السوفياتي وبلدان أوروبا الشرقية في ظل حكومات تدّعي أنها تستلهم عقائدها وسياساتها من أفكار ماركس.


ماكس فيبر


إن ماكس فيبر (1864-1920)، شأنه شأن ماركس، هو من النوع الذي لا يمكن وصفه أنه عالم اجتماع فحسب لأن اهتماماته وهمومه شملت طائفة واسعة من الموضوعات. وُلد فيبر في ألمانيا، حيث أمضى الجانب الأكبر من حياته الأكاديمية. كان موسوعي المعرفة، وشملت كتاباته ميادين الاقتصاد والحقوق والفلسفة والتاريخ المُقارن بالإضافة إلى علم الاجتماع. وتطرق في أكثر مؤلفاته إلى تطوّر الرأسمالية الحديثة وأوجه الاختلاف بين المجتمع الحديث والأشكال المُبكرة من التنظيم الاجتماعي. وطَرَح فيبر عبر . سلسلة من البحوث الإمبيريقية عدداً من الخصائص التي تُميّز المجتمعات الصناعية الحديثة، كما حدد بعض المحاور الجوهرية التي ما زالت تدور حولها المناقشات في أوساط علماء الاجتماع حتى اليوم.


وسعى فيبر، مثلما سعى المفكرون من معاصريه إلى فهم طبيعة التغير الاجتماعي وأسبابه. وقد تأثر بماركس رغم أنه وَجَّهَ انتقاداً عنيفاً إلى بعض مفاهيمه الرئيسية. فقد رفض المفهوم المادي للتاريخ واعتبر أن للصراع الطبقي أهمية أقل مما رآه ماركس. فالعوامل الاقتصادية مهمة في نظر فيبر، غير أن الآراء والقيم لها أهمية تأثير مماثل على التغير الاجتماعي. وخلافاً لسابقيه من المفكرين الاجتماعيين، اعتقد فيبر أن على عِلم الاجتماع أن يُركّز على الفعل الاجتماعي لا على البنية الاجتماعية. إن الدوافع والأفكار البشريّة في نظره هي التي تقف وراء التغير الاجتماعي، وبمقدور الآراء والقيم والمُعتقدات أن تُساهم في التحولات الاجتماعية. وبوسع الفرد في نظره أن يتصرف بحرية ويرسم مصيره في المستقبل. ولم يكن فيبر يعتقد كما اعتقد دركهايم وماركس أن للبنى وجوداً مستقلاً عن الأفراد . بل إنه كان يرى أن البنى في المجتمع إنما تتشكل بفعل تفاعل تبادلي معقد بين الأفعال. من هنا، فإن من واجب عالم الاجتماع أن يتفهم المعاني الكامنة وراء هذه الأفعال.


إن جانباً من أهم الآثار التي تركتها كتابات فيبر يعكس اهتمامه بالفعل الاجتماعي عن طريق تحليل نواحي التميّز والتمايز في المجتمع الغربي بالمقارنة مع حضارات كبيرة أخرى. فقد درس ديانات الصين والهند والشرق الأدنى، وقدم خلال هذه البحوث مساهمات رئيسية في عِلم اجتماع الدين. وعقد فيبر مقارنة بين الأنساق الدينية الرئيسية في الصين والهند من جهة، وفي الغرب من جهة أخرى. وخلص منها بالقول إن جوانب معيّنة من تعاليم المسيحية قد تركت أثرها على نشوء الرأسمالية. ولم ينجم هذا التوجه كما افترض ماركس، عن التغيرات الاقتصادية فحسب، بل إن الأفكار والقيم الثقافية، كما يرى فيبر، قد أسهمت في تشكيل المجتمع وفي توجيه أفعالنا الفردية.


ومن العناصر المهمة في منظور فيبر السوسيولوجي مفهوم النموذج المثال. إن الأنماط المثالية هي نماذج مفهوميّة وتحليلية يمكن استخدامها لفهم العالم. وقلّما توجد هذه النماذج في العالم الواقعي. وربما لا توجد على الإطلاق. وفي أغلب الحالات تتضح جوانب أو ملامح قليلة منها في الواقع. غير أن هذه النماذج الافتراضية قد تكون مفيدة جداً عندما نحاول فهم الأوضاع الفعلية في العالم بمقارنتها بواحد من هذه الأنماط المثالية. وفي هذا السياق تكون الأنماط المثالية بمثابة نقطة مرجعية ثابتة. وتجدر الإشارة هنا إلى أن النمط المثالي لم يكن يعني بالنسبة إلى فيبر أن هذا التصوّر قد وصل حدود الكمال أو حقق الهدف المنشود. وما كان يعنيه فيبر أن النموذج يُمثل صورةً «صافية» لظاهرة ما وقد استخدم فيبر هذه النماذج المثالية في تحليله لأشكال البيروقراطية والسوق. "


رابط تحميل الكتاب:


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب