لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب الإتحاف الوجيز - تاريخ العدوتين - محمد بن علي الدكالي PDF

 كتاب الإتحاف الوجيز - تاريخ العدوتين للمؤلف محمد بن علي الدكالي أونلاين بصيغة PDF







معلومات عن الكتاب :


العنوان : الإتحاف الوجيز - تاريخ العدوتين.


المؤلف : محمد بن علي الدكالي.


تحقيق : مصطفى بوشعراء.


الناشر : الخزانة العلمية الصبيحية بسلا.


الطبعة : الثانية - سنة 1996م.


عدد الصفحات : 400.


حجم الكتاب : 6.33 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).





مقتطف من الكتاب :


"ذكر عمران العدوتين في القديم


لا يخفى أن سلا بلغت درجة عالية في العمران والتمدن والحضارة في الدولة الموحدية والمرينية بعدها زمنا طويلا، حتى ساغ لابن الخطيب السلماني أن يقول إنها «الجامعة بين الحضارة والبداوة»، إذ قلما تجمع مدينة مصالح الحضارة وأسباب البداوة. وقد جمعت ذالك مدينة سلا. والمدينة الجامعة لذالك مصر من الأمصار الكبيرة.


وبيان ذالك أن البداوة كناية عن الضروري الأهم من المعاش كالغراسة والزراعة وانتحال القيام على الحيوان من البقر والغنم والمعز والنحل والذود لنتاجها واستخراج فضلاتها. والقائم على ما ذكر يسمى «بدوي»، لكونه يسكن غالبا البادية لاتساعها عن الحاضرة لما ذكر ./41/. والحضارة كناية عن الخروج عن طور البداوة إلى طور اخر، وهو الحصول على الغنى والرفّه والدعة والتعاون في الزائد على الضروري من استكثار الأقوات والملابس والتأنق فيها وتوسعة الديار والبيوت والتأنق في استجادة المطابخ وانتقاء الملابس الفاخرة في أنواعها والحرير والديباج والانتهاء في الصنائع والحرف والعلوم والمعارف وجمع هذه المدينة للمعنيين من أدل الدلائل على استفحال عمرانها.


قال الوزير ابن الخطيب السلماني رحمه الله في مقامات البلدان في حق سلا ما نصه :


«العقيلة المفضلة، والبطيحة المحصلة والقاعدة المؤصلة، والسُّورة المفصلة، ذات الوسامة والنضارة والجامعة بين البداوة والحضارة معدن القطن والكتان والمدرسة والمارستان، والزاوية كأنها البستان والوادي المتعدد الأجفان، والقطر الأمين عند الرجفان، والعصير العظيم الشان، والأسواق السارة حتى برقيق الحبشان، اكتنفها المسرح، والخصب الذي لا يبرح، والبحر الذي يأسو ويجرح، وشقها الوادي الذي يتمم محاسنها ويشرح وهي على الجملة من غيرها أوفق، ومغارمها - لاحترام الملوك الكرام - أرفق» هـ. الغرض.


فانظر إلى ما وصفها به ابن الخطيب في عصره لتعلم كيف كان حال عمرانها القديم، وقد كانت تضاف لها قرى ومداشر ويعمرها من الخلق ما يغص بازدحامهم السبل والأسواق.


ولعمري إن مدينة ـ يكون رباط الفتح على اتساعه وعظم مبانيه وارتفاع هياكله وحسن مساكنه وكثرة مساجده وزواياه ،وقصبته ودار ملكه، والمدفن /42/ الملوكي بشالته كان يحسب بالنسبة إليها قلعة وقصبة كما في نفح الطيب وغيره - الجديرة بعلو الدرجة في التمدن واستفحال العمران.


ولقد كانت مساكن صبرة قبلي المدينة من أعظم الدلائل، حتى عشق السلطان أبو عنان رحمه الله قريتهم خارج سلا وبنى بها زاويته العجيبة التي قال ابن الخطيب فيها إنها شبيهة بالبستان واثار بنائها العجيب باقيـة إلى الآن.


ويذكر عامة سلا إلى عصرنا هذا ـ تَحَدُّثاً بما كان عليه عمران سلا في القديم - كلاما لا يعلمون له حقيقة وهو أنهم يقولون : إن أهل صبرة وتامسنا كانوا ينزلون من طالعة سلا إلى زاوية النساك - ويسمونها بجامع أبي العباس ـ بست مائة فنار لصلاة العشاء بها، إغراقا في الكثرة وزيادة في التنويه ويقولون : إن المدينة كانت متصلة العمران إلى هناك. وهذا العدد ممكن غير أن نزولهم من الطالعة إلى زاوية النساك مستبعد جدا لكثرة مساجد المدينة وانفصالها عن قرية الصبريين التي بوسطها الزاوية بالسور الدائر بمدينة سلا ولعدم سكنى الصبريين بداخل سلا إذ ذاك، وإنما استوطنوها بعد خلاء قريتهم وتهدم زاوية النساك واندراس معالم القرية وانقراض أهلها. والحقيقة في هذا القول الذي تقوله العامة هو أن أهل صبرة كانوا كثيري عدد لنزولهم بقصد حراسة المدينة، ومنازلهم متفرقة فمنهم ذوو الخيام، ومنهم ذوو الأخصاص، كما هو شأن البوادي المجاورين للمدن والأمصار. فانتشروا بذالك الفسيح المتسع يحرسون المدينة وما حواليها ممن يسومها بسوء /43/ حتى كان يسوغ لأهل سلا أن يُصيّفوا بأجنة ،مطانة لأمن البلاد بأولئك النزل. وكانت قصور أهل سلا ومنتزهاتهم بأجنة مطانة ممتدة إلى ماء إسمير الذي كانت تدور به أرح كثيرة. و اثار بنائها باقية إلى الآن.


ولما كان أهل صبرة بهذه الكثرة التي علمت ولم يك خارج سور سلا من المساجد إلا تلك الزاوية، وهم من التمسك بالدين في الطبقة العليا، كان لا يهمهم السعي من منازلهم وإن ،بعدت لتحصيل فضل الجماعة بالزاوية المذكورة. فكانوا مستعدين لذالك بثالة الضوء كما هو شأن الناس اليوم.


الناس كالناس، والأيـام واحـــدة    [والدهر كالدهر، والدنيا لمن غلبا]

فلا يبعد أن يكون العدد صحيحا لكثرتهم جدا، ويحمل نزولهم على النزول من مساكنهم المجاورة لزاوية النساك. والبقاء لله وحده.


ذكر ما بسلا من الأبنية الضخمة العظيمة الحادثة والقديمة


قد قدمنا أن مدينتي سلا وشالة سبق وجودهما على الفتح الإسلامي. وما من دولة إلا ولها أثر وعمل في الغالب بعدوتي سلا والرباط.


فأما المساجد فلا يعرف حدوثها بسلا في صدر الاسلام والغالب أنه حدث بناؤها بسلا في دولة ساداتنا الأدارسة. إذ ضرورة إقامة الجماعات والجمعات داعية لوجودها قطعا. لاكن لم نر في كتب التاريخ التي وقفنا عليها من تعرض لذكر ذالك. وأقدم مسجد بسلا المسجد المسمى بجامع الشهباء القريب من ضريح سيدي علي بن أيوب. والغالب على الظن أن الذي بناه هو يوسف بن تاشفين الىمتوني، فإنه أمر ببناء المساجد بفاس وغيرها من مدن مملكته في كل حومة. وكان هذا الجامع هو المسجد العتيق /44/، وبه كانت تقام الخطبة قديما قبل يبنى الجامع الأعظم بطالعة سلا، ثم نقلت إليه كما يأتي بيانه. وقد بسطنا الكلام على جامع الشهباء ووصفنا حاله القديم في كتابنا الحدائق.


وفي دولة عبد المومن الموحدي بنيت المساجد أيضا بسلا، وجلب ماء عين غبولة لشالتها سنة أربع وأربعين وخمس مائة.


وأما الجامع الأعظم الذي بطالعة سلا فالذي بناه السلطان الأعظم والملك الأكرم، ذو المزايا الكثيرة، والغزوات الشهيرة يعقوب المنصور الموحدي : بناه سنة ثلاث وتسعين وخمس مائة، وهو من أعظم مساجد الإسلام، وأحسنها شكلا، وأفسحها مجالا، وأنزهها منظرا.


قال المؤرخ عبد المنعم الحميري: كان يعمل في بنائه ونقل حجارته وترابه سبع مائة أسير من أسارى الإفرنج في قيودها.


وبنى يعقوب رحمه الله لهذا المسجد مدرسة تجاوره من جهة الجوف، وميضئة تسامتها، وأجرى الماء الجاري الذي جاء به من عيون البركة التي بغابة المعمورة على مسافات من مدينة سلا حتى أوصله إليها وأجراه إلى مساجد سلا وسقاياتها وميضئاتها. وكان جلبه في قنوات من طين مطبوخ لا زالت ظاهرة للعيان تحت سور الأقواس وحناياه التي يُدْخَل منها إلى سلا. ثم اعترى هذه المادة خلل، فجددها السلطان أبو الحسن المريني لما بنى المدرسة المجاورة للجامع الأعظم، وجلب الماء على سور عظيم بناه بقياس هندسي، وهو من المباني العادية والكلام على هذا الجامع الأعظم طويل جدا /45/، وهذه خلاصته.


ولما فرغ من بناء المدرسة والجامع الأعظم بسلا وبعض أبنية الرباط استدعى السلطان المنصور رحمه الله الفقيه الأديب المشارك المتفنن الورع الدين الحافظ الثبت الفاضل أبا محمد عبد الله ابن سليمان بن داوود بن حوط الله الأنصاري، وولاه قضاء سلا والرباط، وجعله خطيبا بالجامع الأعظم، ونقل خطبة جامع الشهباء إليه، وأقامه مدرسا بمدرسة الجامع المذكور. وكان يدرس كتاب سيبويه ومستصفى أبي حامد الغزالي، ويميل إلى الاجتهاد في نظره، ويغلب جانب الظاهرية. وبقي قاضيا بسلا ثلاث سنين حتى توفي المنصور.


وجاء من بعده ابنه الناصر فنقله إلى ميورقة قاضيا وجعل مكانه بسلا الفقيه القاضي أبا الحسن الصديني الفاسي. وكان من أهل المعرفة بالفقه والنحو.


وقد صارت هذه المدرسة اليوم خرابا وانمحت رسومها، واندرست معالمها. وسبب ذالك استيلاء الأفرنج على سلا في 658، كما سبق بيانه.


وكانت للمسجد الأعظم منارة رفيعة من بناء يعقوب، لاكنها تصدعت بصاعقة أولى وثانية، فنقضت سنة 1244 عن إذن أمير المومنين مولانا عبد الرحمن رحمه الله، وأعيد بناؤها فجاءت في غاية الإحكام والحسن والإتقان، وفرغ من بنائها عام 1256 وجل المصروف عليها من بيت المال، وبعضه من الأحباس. ومقدار ما صرف عليها ثلاثة الاف ريال كذا أخبرني من أثق به. ووقع بالميضئة خراب، فأعيد بناؤها من مال الأحباس."


رابط تحميل الكتاب :


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب