لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب تدريس تاريخ المغرب وحضارته حصيلة وآفاق PDF

 كتاب تدريس تاريخ المغرب وحضارته حصيلة وآفاق أونلاين بصيغة PDF










معلومات عن الكتاب :


عنوان الكتاب : تدريس تاريخ المغرب وحضارته : حصيلة وآفاق.


المؤلف : محمد حمام.


الناشر : المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية.


الطبعة : 2009.


عدد الصفحات : 461.


حجم الكتاب : 14.27 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).






مقتطف من الكتاب :


"المنهج الجهوي في الكتابة التاريخية


إن المنهج الجهوي في الدراسات التاريخية، هو الاعتماد في دراسة المعطيات التاريخية، أي التأريخ للأحداث والوقائع وللأفكار والتصورات وللأعلام والأماكن على أساس وحدة أو نطاق المنطقة أو الجهة كما نختار تسميتها أي أن التحديد المكاني، يكون أساس التتبع الزمني للمعطيات التاريخية، وكلما كان التحديد المكاني أضيق كان أفضل منهجيا، لما يفضي إليه من وفرة المصادر من وثائق وروايات وأخبار.. وتبعا لذلك من دقة النتائج، إضافة إلى ما يشترط في الدارس أو المؤرخ المتصدي للعمل من المعرفة العميقة بالمنطقة والفهم الدقيق للبيئة والمجتمع البشري على حد سواء.


لسنا في حاجة إلى إطالة الحديث عن المنهج الجهوي في الدراسات التاريخية منذ القديم وحتى عصرنا الحاضر، خاصة عند المؤرخين المسلمين، ولكننا نشير باختصار، إلى أن المنهج الجهوي أو الإقليمي في الدراسات التاريخية من أقدم المناهج، خاصة في الحضارة الإسلامية فقد ظهرت كتابات إخبارية وتاريخية تخص مجالات ترابية على أساس القبيلة أو المدينة في فجر التأريخ الإسلامي المبني على السيرة النبوية الشريفة، وسرعان ما ازدهر هذا المنهج وبرزت كتابات كثيرة نذكر من أبرزها وأشهرها كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر في سبعين جزءا وتاريخ بغداد للخطيب البغدادي والنجوم الزاهرة في تاريخ مصر والقاهرة لابن تغري بردي وتاريخ تطوان لمحمد داوود و تاريخ مكناس لابن زيدان وغيرها مما تحفل به كتب الفهارس.


ومن أبرز أسباب انتشار هذا المنهج في الدراسات التاريخية، ما يلي:


السبب الحضاري: والمتمثل في كثرة الحواضر المزدهرة والأقاليم، التي انتشرت بها المعارف، ونتج عن ذلك كثرة المدارس ومراكز العلوم ونبوغ العلماء في مختلف التخصصات، فلم يعد الازدهار الحضاري مقتصرا على مدن بعينها، بل شمل حواضر كثيرة في مختلف أرجاء بلاد الإسلام.


السبب العلمي: اتساع المعارف وكثرة المؤلفات وبروز العلماء في المناطق المختلفة، فاستحال على مؤرخي العواصم الكبرى كبغداد ودمشق الإحاطة بهذا المتن العلمي الضخم، وأحس علماء الأقاليم بتنكب كتب المؤرخين قبلهم أو في زمنهم ذكر أقاليمهم ومدنهم، فعملوا على تخليد ذكر ما شهدته من حضارة ومعارف.


السبب السياسي: ويتجلى في تداعي وحدة الدولة الإسلامية المترامية الأطراف من السند إلى المغرب، فبرزت ممالك وإمارات، ونشطت عواصمها في احتضان دور العلوم، واهتم الأمراء والزعماء باستقطاب أهل العلم والأدب وتشجيعهم على التأليف والإبداع، في زمن كانت كثرة العلماء في بلاطات الأمراء من مظاهر القوة والسلطة والسيادة.


أما في العصر الحديث وفي المغرب خاصة، فقد صار هذا المنهج ظاهرة بارزة في الدراسات التاريخية، وبالضبط إبان مرحلة الاستعمار الأوربي. حيث اندرج هذا المشروع في إطار هم جماعي لعدد من المؤلفين المغاربة الذين اشتغلوا بكتابة التاريخ المحلّي لجهات المغرب، مثل عبد الرحمان بن زيدان والعباس بن إبراهيم المراكشي، ومحمد بن سعيد الصديقي، ومحمد بن العباس الكانوني ومحمد داوود، ومحمد بوجندار ومحمد المختار السوسي ... وغيرهم، وقد اشتركت كتاباتهم في الإلحاح على وحدة المغرب من خلال إبراز مساهمة كل جهة من جهاته في العلوم العربية الإسلامية و إثبات أن الخصوصيات الإقليمية لم تحل دون التواصل الفكري العميق بين هذه الأقاليم، كما أنها لم تكن عاملا من عوامل التنافر، بل أساس التكامل والوحدة، وكانت هذه الدراسات وسيلة لمواجهة الفكر الاستعماري التجزيئي الرامي إلى فصل الجهات على أسس عرقيّة لغوية.


ومن العجيب أن نجد الطرف المقابل من المستشرقين، قد اعتمدوا المنهج ذاته في دراساتهم المنوغرافية الاستعمارية، فمن أقطابهم ميشو بيلير، الذي دعا الطلبة الضباط في سلك دروس الشؤون الأهلية بمعهد الدراسات العليا بالرباط سنة 1923 إلى اعتماد الإقليمية بقوله:


.. يجب أن نصل عبر تعاون منهجي إلى إنجاز عمل مثل ذلك الذي أنجز في الجزائر من طرف الكومندان ران ودي بون وكوبولاني والكولونيل تومولي وآخرين.. وفي السودان من طرف القبطان المترجم مارتي، ولن يتم ذلك في بضعة أسابيع، ولكن إذا درس كل واحد منا بدقة وعناية منطقته فسيمكننا مجموع كل هذه الدراسات الخاصة من بناء عمل جماعي ذي مردودية أكبر ونفع عظيم للسياسة الأهلية.


وقد استطاع هؤلاء الدارسون تحقيق رغبة أستاذهم ميشو بيلير يظهر ذلك فيما تحفل به المحفوظات الفرنسية المتعلقة بالمرحلة الاستعمارية من وثائق ونصوص نذكر منها على سبيل المثال: أرشيف المصلحة التاريخية التابعة للجيش الفرنسي (ARCHIVES U SERVICE HISTORIQUE DE L'ARMEE) بمدينة فانسين الذي نجد به عددا هائلا من الدراسات أجراها ضباط الشؤون الأهلية على غالب القبائل المغربية، تناولت دراسة المجال الجغرافي والأصول العرقية وطرق العيش والمعتقدات والطرق الصوفية والثقافة السائدة إضافة إلى إحصاء المؤسسات العلمية والتعليمية والأسواق والحصون...


إن وفرة مصادر الأخبار ودقة النتائج هي التي دفعت أصحاب المنوغرافيات الاستعمارية، كما رواد الكتابة التاريخية، إلى اعتماد منهج الإقليمية في دراساتهم مع اختلاف الأهداف، فهدف المستعمرين هو دقة المعرفة لأجل سيطرة أفضل، أما هدف الوطنيين فالتعمق في معرفة الذات وإثباتها للصمود أمام حملات التشويه والمسخ والتأويل التي تحفل بها كتابات المستشرقين.


وقد مرّ مفهوم الإقليمية من حيث تحديده الجغرافي في دراسات رواد الحركة الوطنية بمرحلتين:


الأولى كان فيها التحديد واسعا يشمل المغرب الأقصى كله باعتباره قطرا واحدا من الأقطار العربية الإسلامية وذلك تماشيا مع الفكر الوحدوي الذي كان سائدا بشدة في المرحلة الأولى من هذا القرن، وقد تجلى هذا المفهوم بوضوح في كتاب النبوغ المغربي في الأدب العربي للعلامة عبد الله كنون، الذي ظهر عندما بدأت النهضة العربية الإسلامية تبعث من جديد وكانت الطموحات مائلة نحو توحيد هذه البلاد إضافة إلى ذلك كان هذا المفهوم ردا على الفكر الاستعماري الذي كان يرمي إلى فصل المغرب عن المشرق وجعلهما من الناحية الفكرية والتاريخية في موقع التنافر لا التلاؤم."


رابط تحميل الكتاب:


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب