لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب تاريخ المغرب أو التأويلات الممكنة - علي صدقي أزايكو PDF

 كتاب تاريخ المغرب أو التأويلات الممكنة للمؤلف علي صدقي أزايكو أونلاين بصيغة PDF





معلومات عن الكتاب:


عنوان الكتاب : تاريخ المغرب أو التأويلات الممكنة.


المؤلف : علي صدقي أزايكو.


الناشر : مركز طارق بن زياد.


عدد الصفحات : 194.


حجم الكتاب : 23.21 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).




مقتطف من الكتاب:


"البدايات الأولى لدخول بلاد الأمازيغ في المجال الإسلامي


لقد أحدث دخول الإسلام إلى بلاد شمال إفريقية الأمازيغية تحولا كبيرا في حياة الأمازيغ، سواء على مستوى الأفراد أو على مستوى الجماعات، وهذا شيء طبيعي لأن الإسلام منهاج متكامل للحياة، ونظرة شاملة لما ينبغي أن يكون عليه سلوك الأفراد والجماعات، وعلاقاتهم فيما ا بينهم كمسلمين، وفيما بينهم وبين الآخرين من غير المسلمين وفيما بينهم وبين الغيب بصفة عامة.


وبقطع النظر عن ملابسات العمليات الأولى للفتح التي سنعود إليها فيما بعد، سنحاول أن نلقي نظرة سريعة عن أهم نتائج دخول الإسلام إلى شمال إفريقية الأمازيغية.


1) بداية الفتوحات الإسلامية 


بعد أن استقر أمر الإسلام في شبه الجزيرة العربية، بدأ الخلفاء الراشدون يتوقون إلى نشر الدعوة في فلسطين والشام والعراق ومعلوم أن هذه المناطق كانت خاضعة لنفوذ كل من الإمبراطورية البيزانطية من جهة والإمبراطورية الساسانية الفارسية من جهة أخرى، هاتان الإمبراطوريتان كونتا ممالك عربية تابعة لهما على الحدود تحول دون تسرب القبائل العربية البدوية إلى الأراضي الخاضعة لهما وأشهر هذه الممالك مملكة المناذرة اللخميين في الحيرة ومملكة الغسانيين في بادية الشام.


إن أهم ما يميز الفتوحات الإسلامية في منطقة الشرق الأوسط. على ما يبدو، السهولة المدهشة التي تمت بها والسرعة النسبية التي أنجزت بها وبالفعل، ففي أقل من ربع قرن، خلال خلافة أبي بكر وعمر وعثمان (632-656م، تمكنت الجيوش الإسلامية من إخضاع كل بلاد الشام ومابين النهرين ومعظم بلاد فارس ومصر وبرقة، كما قامت بغزوات في طرابلس الغرب وافريقية انطلاقا من مصر على يد عبد الله بن سعد عام 27 هـ / 647م.


وقد فسر المؤرخون هذه السرعة وتلك السهولة بملاءمة الظروف العامة، التي تتلخص على وجه الخصوص في ضعف الإمبراطوريتين الساسانية والبيزانطية لأسباب داخلية وخارجية، وفي تذمر سكان المناطق الخاضعة لهما من الظلم والتعسف والنهب الجبائي والقمع المذهبي... من قبل إدارتيهما.


إن أهمية ما لاحظناه بالنسبة إلى الفتوحات الإسلامية في الشرق الأوسط، تبرز أكثر إذا قورنت بالفتوحات الإسلامية في شمال إفريقيا، التي اتسمت بعنف المواجهة بين الأطراف المتصارعة، وطول المدة الزمنية التي استغرقتها (حوالي 68 سنة)، رغم أن أهم وقائعها تمت في عهد الدولة الأموية وهي في أعلى درجات قوتها وسنعود فيما بعد إلى ذكر الأسباب الممكنة التي كانت وراء خلق هذه الوضعية.


أما ما يهمنا الآن بخصوص فتح شمال إفريقيا الأمازيغية، فهو النتائج المختلفة التي تمخضت عن الفتوحات، وعن انتشار الديانة الإسلامية في البقاع الأمازيغية فيما بعد.


2) آثار حرب الفتوح


إن التدخل العسكري الإسلامي في شمال إفريقيا مر بمرحلتين أساسيتين هما :


أ - مرحلة الغزوات المحدودة، والتي بدأت مباشرة بعد فتح البلاد المصرية، ووصلت فيها الجيوش الإسلامية إلى منطقة طرابلس، وامتدت على فترة زمنية تناهز الثلاثين سنة ( 21-50هـ / 670-641).


وأهمية هذه المرحلة ترجع إلى كونها أعطت الفرصة الكافية للقيادة الإسلامية للتعرف على أحوال المنطقة السياسية والعسكرية، كما ترجع كذلك إلى كونها أعطت الوقت الكافي لسكان برقة وطرابلس للتعرف على الإسلام والانخراط فيه، الشيء الذي جعلهم يشاركون مشاركة فعالة في عمليات الفتح التي تمت فيما بعد.


ب - مرحلة الفتوحات المنظمة، وتبتديء بعد تولية عقبة بن نافع على إفريقية وبناء مدينة القيروان ( 50هـ / 670م) لتنتهي بعد فتح الأندلس وانتهاء ولاية موسى بن نصير عام 96 هـ / 715م. وهذه المرحلة تتميز أكثر من سابقتها بكونها شهدت معارك عنيفة بين الطرفين مما جعلها تؤثر تأثيرا كبيرا على الأوضاع العامة في المنطقة كلها.


وكيفما كان الأمر فان التدخل العسكري في المنطقة أحدث اضطرابا في التوازن الجغرافي للسكان، حيث أدى إلى وقوع انتقالات بشرية جماعية، سواء مع الجيش الإسلامي أوضده أو هروبا منه، فوقع تدافع السكان بعضهم لبعض في اتجاه الغرب أونحو الجنوب.


كما أحدث اضطرابا في التوازن السوسيولوجي أو الاجتماعي حيث أدى إلى انهيار بعض التحالفات القديمة، وظهور تحالفات جديدة بين مختلف المجموعات السكانية، كما أدى إلى بروز العنصر الزناتي على مستوى الأحداث، سواء مع الفاتحين أو ضدهم.


وقد أحدث كذلك اضطرابات إقتصادية ناتجة عن حالة الحرب الطويلة، حيث انسدت الطرق التجارية النشيطة قبل ذلك، نظرا لانعدام الأمن وقلة الاستقرار، كما انهارت المزارع الكبرى التي أنشئت في العهد الروماني أو بالأحرى انهار ما تبقى منها، بعد قرون من الاضطرابات المستمرة، خصوصا في العهد الوندالي والبيزانطي، ومعلوم أن العمل الزراعي لا يمكنه أن يزدهر إلا في ظروف مثلى من الاستقرار والأمن، ومن عوامل الاضطرابات الاقتصادية كذلك مبالغة الولاة والعمال في جمع الغنائم والسبايا وإرسالها إلى الشرق إرضاء لولاة الأمر في العاصمة. وقد أوردت جل المصادر المعروفة أرقاما خيالية تظهر إلى حد ما مدى ما بلغه الاستنزاف المادي والبشري خلال الفترة التي نتحدث عنها.


ومن أهم نتائج التدخل العسكري كذلك فتح الأندلس ودخول الإسلام إليها، مما جعل شبه جزيرة ايبيريا ترتبط بالمغرب عدة قرون من الزمن غير أن أهم نتيجة مباشرة لهذا الفتح هو خلق متنفس عسكري لأعداد كبيرة من الجنود الأمازيغ المسلمين خارج حدود بلادهم، وربما كان هذا من الأسباب التي جعلت المغرب يشهد فترة هدوء نسبي على المستوى الحربي دامت إلى ما بعد وفاة الخليفة عمر بن عبد العزيز ( 101هـ / 720م).


وليس من المستبعد كذلك أن يكون فتح الأندلس على أيديهم بإشراف قيادة منهم قد جعلهم يشعرون بقوتهم وبقدرتهم على التحرك المستقل داخل الإطار الجديد الذي أدخلهم فيه الإسلام. وإذا كان فتح الأندلس أول عمل إيجابي قام به الأمازيغيون المسلمون خارج حدود بلادهم لصالح الإسلام والدولة الإسلامية، فقد تبين فيما بعد أنه كان كذلك حدا فاصلا بين فترتين متباينتين من تاريخ الإسلام في شمال إفريقيا الأمازيغية : الأولى منهما تتميز بتغلب الجانب العربي - الإسلامي رغم المقاومة المنظمة من قبل الأمازيغ، أما الثانية فقد عرفت انتفاضات كبيرة ضد ممثلي السلطة المركزية، وفي إطار الإسلام، وكان الخوارج هم أبطال الحركة السياسية - الدينية المشوبة بنوع من الشعور القومي لا يبرز إلا في أدب الخوارج المغاربة.


إن آثار وملابسات الفتوحات الإسلامية في شمال إفريقيا الأمازيغية، وكذا ماجرياتها، لا يمكن تفهم حقيقتها إلا بربطها بالظروف العامة التي كانت سائدة إبان وقوعها، سواء على المستوى المحلي ( إفريقيا الشمالية أو على المستوى المركزي (المدينة أو دمشق).


أما على المستوى المحلي، فيظهر أنها جاءت في فترة تميزت بانهيار الوجود البيزانطي في إفريقية، فهي إذن فترة مناسبة من هذا الجانب، وكأن الإستعلامات العربية الإسلامية لم تكن تهتم إلا بالتعرف على الأوضاع السياسية والعسكرية للمستعمرة البيزانطية، ولكنها غير مناسبة من جانب آخر، لأنها جاءت في وقت تكونت فيه تجمعات أمازيغية قوية كالتي تكونت في أواخر القرن السادس الميلادي وحاصرت المستعمرة البيزانطية من الجنوب والجنوب الشرقي بصفة خاصة، وكان من أهم هذه التجمعات تلك التي تزعمها گوسیلا آمير أوربة البرانس، والتي قادتها أميرة الأوراس داهيا (داميا أودهيا ؟). من جراءة الزناتيين.


غير أنه يبدو أن ماجعل اللقاء بين المسلمين والأمازيغ لقاء متأزما وعنيفا، هو سلوك أمراء الجيش وعمال بني أمية في شمال إفريقيا، وبالفعل فإن أهم ماتم من فتوحات في شمال إفريقيا كان في عهد الدولة الأموية المعروفة بتعصبها العرقي وقلة اهتمامها بتطبيق المبادئ الاسلامية سواء في الحرب أو في السلم.


فإذا كان بعض الأخباريين يرددون الكلام عن ارتداد الأمازيغ، فإن هذا الارتداد لم يثبت أنه كان ارتدادا دينيا بالمعنى الصحيح، لأن الظروف التي أسلم فيها من أسلم منهم آنذاك لم تكن تسمح لهم باعتناق الإسلام عن طواعية واقتناع، إذ كان قبولهم للإسلام نتيجة لتحالف سياسي أو قبلي أكثر من أي شيء آخر. يمكن القول إذن بأن الردة المقصودة هي الردة السياسية، وهذه كانت واقعا ثابتا، وكان المسؤول عنها في الدرجة الأولى هو تعسف ولاة بني أمية."


رابط تحميل الكتاب:


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب