لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب تاريخ ابن خلدون العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر - عبد الرحمن بن خلدون ج7 - PDF

كتاب تاريخ ابن خلدون العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر للمؤلف عبد الرحمن بن خلدون الجزء السابع أونلاين بصيغة PDF.







معلومات عن الكتاب :


عنوان الكتاب : تاريخ ابن خلدون العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر.


الجزء : السابع.


المؤلف : عبد الرحمن بن خلدون (٧٣٢ - ٨٠٨ هـ).


ضبط المتن ووضع الحواشي والفهارس : أ. خليل شحادة.


مراجعة : د. سهيل زكار.


الناشر : دار الفكر، بيروت.


الطبعة : الأولى، ١٤٠١ هـ - ١٩٨١ م.


عدد الصفحات : 762.


حجم الكتاب : 15.63 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).



مقتطف من الكتاب :



* ( الخبر عن آل زيري بن عطية ملوك فاس وأعمالها من الطبقة الأولى من مغراوة وما كان لهم بالمغرب الأقصى من الملك والدولة ومبادىء ذلك وتصاريفه ) *


كان زيري هذا أمير آل خَزَرفي وقته، ووارث ملكهم البدوي، وهو الذي مهد الدولة بفاس والمغرب الأقصى وأورثها بنيه إلى عهد لمتونة حسبما نستوفي في شرحه وإسمه زيري بن عطية بن عبد الرحمن بن خَزَر وجده عبدالله أخو محمد داعية الناصر الذي هلك بالقيروان كما ذكرناه. وكانوا أربعة إخوة محمد ومعبد الذي قتله إسمعيل وفلفول الذي خالف محمداً إلى ولاية الشيعة وعبد الله هذا وكان يعرف بأمه وإسمها تبادلت وقد قيل إن عبد الله هذا هو ابن محمد بن خزر ، وأخوه حمزة بن محمد الهالك في حربه مع ميسور عند فتح تاهَرْت. ولما هلك الخير بن محمد كما قلناه بيد بلكين سنة إحدى وستين وثلثمائة وارتحلت زناتة إلى ما وراء ملوية من المغرب الأقصى، وصار المغرب الأوسط كله لصنهاجة، واجتمع مغراوة إلى بقية آل خزر وأمراؤهم يومئذ محمد بن خير المذكور ومقاتل وزيري إبنا مقاتل بن عطية بن عبدالله وخزرون بن فلفول.


ثم كان ما ذكرناه من ولاية بلكين بن زيري على أفريقية، وزحف إلى المغرب الأقصى زحفه المشهور سنة تسع وستين وثلثمائة وأجفلت أمامه ملوك زناتة من بني خزرو بني محمد بن صالح، وانحازوا جميعاً إلى سبتة. وأجاز محمد بن الخير البحر إلى المنصور بن أبي عامر صريخاً، فخرج المنصور في عساكره إلى الجزيرة ممداً لهم بنفسه. وعقد الجعفر بن علي على حرب بلكين، وأجازه البحر وأمده بمائة حمل من المال، فاجتمعت إليه ملوك زناتة وضربوا مصافهم بساحة سبتة. وأطل عليهم بلكين من جبل تطاون فرأى ما لا قبل له به فارتحل عنهم، وأشغل نفسه بجهاد برغواطة إلى أن هلك منصرفاً من المغرب سنة إثنتين وسبعين وثلثمائة كما ذكرناه.


وعاد جعفر بن علي إلى مكانه من الحضرة، وساهمه المنصور في حمل الرياسة وبقي المغرب غفلاً من الولاية، واقتصر المنصور على ضبط سبتة ووكل إلى ملوك زناتة دفاع صنهاجة وسائر أولياء الشيعة وقام يبلو طاعنتهم إلى أن قام بالمغرب الحسن بن كنون من الأدارسة : بعثه العزيز نزار من مصر لاسترجاع ملكه بالمغرب، وأمده بلكين بعسكر من صنهاجة وهلك على تفيئة ذلك بلكين، ودعا الحسن إلى أمره بالمغرب، وانضم إليه بدوي بن يعلى بن محمد اليفرني وأخوه زيري وابن عمه أبو يداس فيمن إليهم من بني يفرن، فسرّح المنصور لحربه ابن عمه أبا الحكم عمرو بن عبدالله بن أبي عامر الملقب عسكلاجه، وبعثه بالعساكر والأموال فأجاز البحر وإنحاش إليه ملوك آل خزر محمد بن الخير، ومقاتل وزيري إبنا عطية، وخزرون بن فلفول في جميع مغراوة، وظاهروه على شأنه.


وزحف بهم أبو الحكم بن أبي عامر إلى الحسن بن كنون حتى الجؤه إلى الطاعة، وسأل الأمان على نفسه فعقد له عمرو بن أبي عامر مارضيه من ذلك، وأمكن به من قياده، وأشخصه إلى الحضرة فكان من قتله وإخفار ذمة أبي الحكم بن أبي عامر وقتله بعده ما تقدّم حسما ذكرنا ذلك من قبل.


وكان مقاتل وزيري إبنا عطية من بين ملوك زناتة أشدّ الناس انحياشاً للمنصور قياماً بطاعة المروانية. وكان بدوي بن يعلى وقومه بنو يفرن منحرفين عن طاعتهم. ولما انصرف أبو الحكم بن أبي عامر من المغرب عقد المنصور عليه للوزير حسن بن أحمد ابن عبد الودود السلمي وأطلق يده في انتقاء الرجال والأموال فأنفذه إلى عمله سنة ست وسبعين وثلثمائة وأوصاه بملوك مغراوة من زناتة، واستبلغ بمقاتل وزيري من بنيهم لحسن انحياشهم وطاعتهم وأغراه ببدوي بن يعلى المضطرب الطاعة الشديد المراوغة، فنفذ لعمله ونزل بفاس، وضبط أعمال المغرب، واجتمعت إليه ملوك زناتة.


وهلك مقاتل بن عطية سنة ثمان وسبعين وثلثمائة واستقل برئاسة الظواعن البدو من مغراوة إخوة زيري بن عطية، وحسنت مخاللته لابن عبد الودود صاحب المغرب وانحياشه بقومه إليه. واستدعاه المنصور من محله بفاس سنة إحدى وثمانين وثلثمائة إشادة بتكريمه وأغراه ببدوي بن يعلى بمنافسته في الحظ وإيثار الطاعة فبادر



إلى إجابته بعد ان استخلف على المغرب إبنه المعز، وأنزله بتلمسان ثغر المغرب وولى على عدوة القرويين من فاس علي بن محمود بن أبي علي قشوش، وعلى عدوة الأندلسيين عبد الرحمن بن عبد الكريم بن ثعلبة وقدم بين يديه هدية إلى المنصور، ووفد عليه فاستقبله بالجيوش والعدة واحتفل للقائه، وأوسع نزله وجرايته ونوه باسمه في الوزارة وأقطعه رزقها. وأثبت رجاله في الديوان ووصله بقيمة هديته وأسنى فيها : وأعظم جائزته وجائزة وفده وعجل تسريحه إلى عمله فقفل إلى إمارته من المغرب. ونمي عنه خلاف ما احتسب فيه من غمط المعروف وإنكار الصنيع، والاستنكاف من لقب الوزارة الذي نوّه به، حتى أنه قال لبعض حشمه، وقد دعاه بالوزير : وزير من بالكع فما والله إلا أمير ابن أمير، واعجبا من ابن أبي عامر ومحرقته، والله لو كان بالأندلس رجل ما تركه على حاله، وإن له منا ليوماً، والله لقد تأجرني فيما أهديت إليه حطا للقيم، ثم غالطني بما بذله تنبيتاً للكرم، إلا أن يحتسب بثمن الوزارة التي حطني بها عن رتبتي.


ونمي ذلك إلى ابن أبي عامر فصر عليها أذنه وزاد في اصطناعه، وبعث بدوي بن يعلى اليفرني قريعه في ملك زناتة يدعوه إلى الوفادة فأساء إجابته وقال : متى عهد المنصور حمر الوحش تنقاد للبياطرة. وأخذ في إفساد السابلة والاجلاب على الأحياء والعيث في العمالة، فأوعز المنصور إلى عامله بالمغرب الوزير حسن بن عبد الودود بنبذ العهد إليه، ومظاهرة عدوّه زيري بن عطية عليه، فجمعوا له سنة إحدى وثمانين وثلثمائة ولقوه فكانت الدائرة عليهم، وتحرم العسكر وأثبت الوزير ابن عبد الودود جراحة كان فيها حتفه. وبلغ الخبر إلى المنصور فشق عليه وأهمه شأن المغرب، وعقد عليه لوقته لزيري بن عطية، وكتب إليه بعهده وأمر بضبط المغرب ومكانفة جند السلطان وأصحاب حسن بن عبد الودود، فاطلع بأعبائه وأحسن الغناء في عمله.


واستفحل شأن بدوي بن يعلى وبني يفرن، واستغلظوا على زيري بن عطية وأصلوه نار الفتنة، وكانت حروبهم سجالاً، وسئمت الرعايا بفاس كثرة تعاقبهم عليها وانتزاؤهم على عملها. وبعث الله لزيري بن عطية ومغراوة مدداً من أبي البهار بن زيري بن مناد بما كان انتقض على ابن أخيه منصور بن بلكين صاحب القيروان وأفريقية، ونزع عن دعوة الشيعة إلى المروانية. واقتفى أثره في ذلك خلوف بن أبي بكر صاحب تاهرت وأخوه عطية لصهر كان بينها وبين زيري، فاقتسموا أعمال المغرب الأوسط ما بين الزاب وأنشريس ووهران، وخطبوا في سائر منابرها باسم هشام المؤيد، وخاطب أبو البهار من وراء البحر محمد بن أبي عامر، وأوفد عليه أبا بكر بن أخيه حبوس بن زيري في طائفة من أهل بيته ووجوه قومه، فاستقبلوا بالجيش ولقاه رحباً وتسهيلاً، وأعظم موصله وأسنى جوائز وفده وصلاتهم، وأنفذ معه إلى عمه أبي البهار بخمسمائة قطعة من صنوف الثياب الخز والعبيد، وما قيمته عشرة آلاف درهم من الآنية والحلي، وبخمسة وعشرين ألفاً من الدنانير، ودعاه إلى مظاهرة زيري بن عطية على بدوي بن يعلى، وقسم بينهما أعمال المغرب شق الأبْلُمة حتى لقد اقتسما مدينة فاس عدوة بعد عدوة، فلم يرع ذلك بدوي ولا وزعه عن شأنه من الفتنة والاجلاب على البدو والحاضرة، وشق عصا الجماعة وانتقض خلوف بن أبي بكر على المنصور لوقته، وراجع ولاية المنصور بن بلكين.


ومرض أبو البهار في المظاهرة عليه للوصلة التي بينهما، وقعد عما قام له زيري بن عطية من حرب خلوف بن أبي بكر، وأوقع به زيري في رمضان سنة إحدى وثمانين وثلثمائة واستلحمه وكثيراً من أوليائه، واستولى على عسكره، وانحاش إليه عامة أصحابه. وفر عطية شريداً إلى الصحراء، ثم نهض على أثرها لبدوي بن يعلى وقومه فكانت بينهم لقاآت انكشف فيها أصحاب بدوي واستلحم منهم زهاء ثلاثة آلاف، واكتسح معسكره وسبيت حرمه التي كانت منهنّ أمّه وأخته، وتحيز سائر أصحابه إلى فئة زيري وخرج شريداً إلى الصحراء إلى أن اغتاله ابن عمه أبو يداس بن دوناس كما ذكرناه، وورد خبر الفتحين متعاقبين على المنصور فعظم موقعها لديه. وقد قيل إن مقتل بدوي إنما كان عند إياب زيري من الوفادة، وذلك أنه لما استقدمه المنصور ووفد عليه كما ذكرناه، خالفه بدوي إلى فاس فملكها وقتل من مغراوة خلقاً واستمكن بها أمره. فلما رجع زيري من وفادته امتنع بها بدوي فنازله زيري وطال الحصار وهلك من الفريقين خلق. ثم اقتحمها عليه عنوة وبعث برأسه إلى سدة الخلافة بقرطبة. إلا أن راوي هذا الخبر يجعل وفادة زيري على المنصور وقتله لبدوي سنة ثلاث وثمانين وثلثمائة فالله أعلم أي ذلك كان.


( ثم إنّ زيري ) فسد ما بينه وبين أبي البهار الصنهاجي وتزاحفا فأوقع به زيري وانهزم أبو البهار إلى سبتة موريا بالعبور إلى المنصور فبادر بكاتبه عيسى بن سعيد بن القطاع في قطعة من الجند إلى تلقيه فحاد عن لقائه. وصاعد إلى قلعة جراوة، وقد قدم الرسل إلى ابن أخيه المنصور صاحب القيروان مستميلاً إلى أن التحم ذات بينهما. ثم تحيز إليه وعاد إلى مكانه من عمله، وخلع ما تمسك به من طاعة الأموية وراجع طاعة الشيعة فجمع المنصور لزيري بن عطية أعمال المغرب. واستكفى به في سد الثغر وعوّل عليه من بين ملوك المغرب في الذب عن الدعوة، وعهد إليه بمناجزة أبي البهار وزحف إليه زيري في أمم عديدة من قبائل زناتة وحشود البربر وفر أمامه، ولحق بالقيروان. واستولى زيري على تلمسان وسائر أعمال أبي البهار. وملك ما بين السوس الأقصى والزاب فاتسع ملكه وانبسط سلطانه واشتدّت شوكته، وكتب بالفتح إلى المنصور بمائتين من الخيل وخمسين جملاً من المهاري السبق، وألف درقة من جلود اللمط وأحمال من قسي الزان وقطوط الغالية والزرافة وأصناف الوحوش الصحراوية كاللمط وغيره، وألف حمل من التمر وأحمال من ثياب الصوف الرفيعة كثيرة، فجدد له عهده على المغرب سنة إحدى وثمانين وثلثمائة وأنزل أحياءه بأنحاء فاس في قياطينهم. "


تحميل الكتاب :


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب