لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

الزاوية الشرقاوية زاوية أبي الجعد - الجزء الأول - أحمد بوكاري PDF

 كتاب الزاوية الشرقاوية زاوية أبي الجعد - إشعاعها الديني والعلمي - أحمد بوكاري أونلاين بصيغة PDF.





معلومات عن الكتاب :


عنوان الكتاب : الزاوية الشرقاوية زاوية أبي الجعد - إشعاعها الديني والعلمي.


الجزء : الأول.


المؤلف : أحمد بوكاري.


الناشر : مطبعة النجاح الجديدة.


الطبعة : 1 - سنة 1406 هـ / 1985 م.


عدد الصفحات : 311 .


حجم الكتاب : 10.10 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).




مقتطف من الكتاب :


"النشاط العلمي بالزاوية : مظاهره.


يمكن معالجة النشاط التعليمي والعلمي بزاوية أبي الجعد خلال هذه الفترة من عدة أوجه، منها :


أ ــ مستوى أشياخ الزاوية العلمي :


يستدل على ذلك من أسماء الفقهاء والعلماء الذين تتلمذ عليهم هؤلاء الأشياخ، أمثال الحسن اليوسي وأحمد بن ناصر ومحمد بن عبد القادر الفاسي.. الذين يعتبرون بحق معالم كبرى في تاريخ الثقافة والفكر خلال العصر العلوي ؛ ذلك أن شيوخ الزاوية لم يقتصروا على سمعة أسرتهم ولا على صلاحهم، إذا لم تكن زينة ذلك العلم كما عبرت عن ذلك قولة الشيخ محمد الصالح :


«فقر بلا علم فضيحة ومكر وخديعة، ولذلك أقبل محمد الصالح على أخذ العلوم المتداولة والتتلمذ على كبار علماء العصر، في كل من مراكش وفاس باعتبارهما قطبي الثقافة آنذاك، فتفقه في الفقه والنحو واللغة والتصريف والعروض والحساب والبيان والأصول والتوحيد والحديث والسير وعلوم القرآن بالاضافة إلى علوم أخرى مثل الطب والهندسة.. وقد اقر يوما لتلميذه مؤلف اليتيمة بأنه قرأ على أشياخه نحو اثني عشر علما.. وهي نفس العلوم التي حرص كل الحرص على أن يودعها ابنه ووارثه الشيخ محمد المعطي، الذي لم يتوان بدوره في توسيع دائرة مصادر علمه وثقافته. وقد ظهرت نتائج هذا التكوين العلمي في انتاج الشيخين كما حفل به کتاب «الروض الفائح»، وكذلك احزاب وأسفار محمد المعطي، وترددت أصداء هذا التكوين فيما وصف به الشيخان من لذن المؤرخين والعلماء.


فقد نعت الأفراني الشيخ محمد الصالح في إحدى مراسلاته بـ «عين الأعيان وصدر أرباب البلاغة والبيان الفقيه الذي تهتدي الفقهاء بعلمه وعمله، والأديب الذي تقتدي البلغاء ببراعة قلمه..».


في حين حلى محمد بن الطيب القادري معاصره الشيخ المعطي بقوله : الشيخ الأديب، البارع النجيب.. أبو المواهب والبركات.. كان له إقبال على استفادة العلوم، واعتناء بإقامة الرسوم.. وله باع في الترسل والانشاء، وعارضة في الأدب، وقوة على المطالعة وذوق سليم في إشارات القوم..».


كما أن محمد بن عبد الحي الكتاني، لم يتردد في أن يعتبر الشيخ المذكور، «فخر المغرب عندما تعرض لترجمته وتقريظ تآليفه.


ب - شغفهم بالعلم والتعليم :


تشير المصادر إلى أن الشيخ محمد الصالح كان شغوفا بالعلم والتعليم، مقدرا ومبجلا أهله فقد كان لا يرى إلا والكتاب بين يده وطلبة العلم دائرون به و محلقون عليه وهو جالس للتدريس والاقراء والتذكير والتحذير والوعظ والاغراء»، ناصحا أصحابه وطلبته بملازمة مجالس العلم، وخدمة العلماء والتدلل لهم، فإنه ما أفلح إلا من رافقهم ولازم مجالسهم، مرددا لرفقته من العلماء والصلحاء :


 قد جعل الله لكل ولي جنة يتستر بها في وقته، وأنا جنتي

هي العلم و مرافقة العلماء والاشتغال ببث العلم..».


وإذا كان هذا الشغف لا يعدو أن يكون ترديدا لتكوينه وصدى لبيئته العلمية التي نشأ فيها، إذ الاناء بما فيه يرشح» كما يقال ؛ إلا أن حرصه الشديد على إحياء ما اندثر، وبعث ما عفى عليه الزمن في زاوية أجداده، كان في حقيقة الأمر دافعه الرئيسي والأكيد ؛ وهو عمل لا يجب فصله عن حركة فكرية وعلمية أخذت تتألق مناراتها هنا وهناك في طول البلاد و عرضها في شبه حركة بعث فكري وثقافي يسعى جاهدا للاستفادة من ظروف الاستقرار المتاحة، بعد فترة من الدهر، عانى فيها الفكر والمفكرون من شوءم الطبيعة والانسان بتوالي الكوارث والأزمات.


جـ ـــ توفير الأطر التعليمية اللازمة للتدريس :


أشرنا فيما سبق إلى صعوبات التأطير التربوي والعلمي التي واجهت الزاوية في مرحلة التأسيس، وإذا كان محمد الشرقي قد تغلب على ذلك محليا باهتمامه بتكوين أبنائه وتعليمهم، ليصبحوا بعدها أطرا دائمة ومضمونة. لكن هذه الصعوبات طرحت من جديد في مرحلة التجديد، بسبب موقع الزاوية البعيد عن المدن والعواصم الكبرى. إلا أن هذه العراقيل تبقى شكلية أمام إيمان وعزيمة أشياخ الزاوية، الذين شكلوا في شخصهم نماذج الأطر الكفأة المتفانية والمعتكفة علما وعملا.. غير أن متطلبات الأعداد المتزايدة من طلاب العلم والتربية الصوفية وتشعب مشاغل واهتمامات أشياخ الزاوية، دفعهم إلى العمل على توفير أكبر قدر ممكن من الأطر المساعدة سواء من أبناء الزاوية أو من تلامذتها ومريديها المتخرجين منها، وإن أمكن استجلاب بعض الفقهاء والعلماء من المدن

الكبرى، للعمل بالزاوية ولو لمدة محدودة.


1 ـ أطر الزاوية من أبنائها :


سبقت الاشارة إلى عدد من أطر الزاوية من أبنائها اشتهروا في أواخر حياة أبي عبد الله الشرقي، أو بعد وفاته، سواء من الأبناء أو الأحفاد. أما فيما يخص الفترة التي نحن بصدد التعرف عليها، والتي اصطلحنا على تسميتها بمرحلة التجديد أو الاشعاع ؛ فتحتفظ لنا المصادر المعاصرة لها بمجموعة من الأسماء يصعب حصرها والوقوف عندها، مع العلم أن نشاط هؤلاء اقتصر في معظمه على الزاوية، مما جعل شهرتهم محلية لا غير، ونذكر من هؤلاء :


- محمد بن أحمد العروسي : وهو من سلالة الشيخ الشرقي ووالد مؤلف المرقي، كان فقيها وعالما مشاركا. أخذ العلم ببلده إلى أن حصل منه على حظ وافر ثم انتقل بعد ذلك إلى فاس ليأخذ على كبار علمائها أمثال محمد بن عبد القادر الفاسي الذي أجازه في البخاري وغيره، وأبي عبد الله محمد القسطنطيني، والشيخ العالم الفقيه سيدي الحسن بن رحال المعداني. وكان محمد العروسي آية في الحفظ، شهد له بذلك شيخه المعداني يحفظ كتبا عديدة عن ظهر قلب.


كتب شيخه القسطنطيني مرة إلى والده يهون عليه مشقة فراق إبنه ويهدئ من روعه، فبعد أن بين له شرف طلب العلم وعلو مرتبة أهله، أردف قائلا :


«وقد قدم علينا ولدكم النحرير والدراكة الأثير، الامعي اللبيب.. أبو عبد الله محمد قصد تعلم العلم والعكوف على تحصيله بجد واتقان.. ليكون من أهل الرسوخ والعرفان ولم يرض لرفع همته برتبة التقليد بل أراد أن يرقى لرتبة المعرفة الناتجة عن الدليل والبرهان فيكون إماما يقتدي به الجاهل في ظلمة ليل الشك الداج والهيمان، وذلك والله الشرف الدنيوي والأخروي الذي ليس له ثان.


ضمن العروسي كتابه المرقي بعضا من أخبار والده (محمد)، كما نقل عنه بعض معلوماته خاصة تراجمه لبعض أبناء الزاوية، وكذا رأيه في نسب شيخ الزاوية العمري، دون أن نعثر على ما يفيد تاريخ ولادته أو وفاته، إلا إننا نرجح معاصرته لفترة تجديد الزاوية أواخر القرن 11 هـ وبداية القرن 12 منه.


- عبد الخالق بن محمد العروسي : هو عبد الخالق بن محمد بن أحمد العروسي بن الشرقي بن عبد القادر بن الشيخ الشرقي. فهو نجل الشخصية السالفة الذكر، ومؤلف كتاب المرقي. بدأ حياته العلمية بزاوية أبي الجعد، فتتلمذ على فقهائها وعلمائها من بينهم والده، ثم رحل إلى كل من فاس والرباط ليأخذ على كبار أشياخ العصر، دون أن تنقطع اتصالاته بمسقط رأسه؛ إذ ظل يراسل شيخ الزاوية محمد الصالح، إلى أن رجع ليستقر بها بصفة نهائية، فحظي من طرف شيخها بكل الرعاية والاهتمام، ولزم حلقات الدراسة والتدريس بها، كما سلك طريق القوم على يد شيخها، الذي قال عنه :


«شيخي وأستاذي ومربيني بالعلوم في صغري وكبري.. رجوت.. الانخراط في سلكهم، وتبديل درهمي المغشوش بخالصهم..»."


رابط تحميل الكتاب:


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب