لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب رحلة الأسير مويط - تأليف مويط - ترجمة محمد حجي ومحمد الأخضر pdf

 تحميل وتصفح كتاب رحلة الأسير مويط - تأليف مويط - ترجمة محمد حجي ومحمد الأخضر pdf







معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : رحلة الأسير مويط.


ترجمه إلى العربية : د.محمد حجي و د. محمد الأخضر.


الناشر : وزارة الثقافة - المملكة المغربية - مركز الدراسات والبحوث العلوية - الريصاني، 1990م.


عدد الصفحات : 151.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf). 


Ebook download PDF 


 




مقتطف من الكتاب :


"وصف مدينة مكناس


تبعد مكناس عن فاس باثني عشر فرسخا، وتقع ثلاثة من جبال زرهون الشامخة في شمالها وستة من جبال صفرو التي هي من الاطلس في جنوبها، كما تبعد بخمسة وعشرين فرسخا عن مدينة سلا الواقعة في غربها. تربة مكناس خصبة تكثر فيها جميع أنواع الحبوب والمواشي والزيتون والبساتين. هواؤها معتدل جدا وأصح بكثير من هواء فاس. لهذا فان مولاي اسماعيل الحاكم حاليا، بني فيها بلصق المدينة حصنا وقصرا ودورا للحريم على نفس طراز أبنية فاس. إنها مزدانة بعدة بروج مربعة، مغطاة بقرمد أخضر يعطيها من بعيد منظرا خلابا. ولهذا القصر ثلاثة أسوار من جهة الشمال الشرقي. عرض الأول ستة أشبار، وعلوه من الخارج أزيد من ستة باعات، وهي محصنة ببروج مربعة ومسننة. بين هذا السور والسور الثاني ساحة كبرى مربعة تدعى الروامزين، وعرض السور الثاني ثلاثون شبرا في الطابق الأرضي، وعلوه ثمانية باعات فوق الارض. وهو مشيد بشكل منحدر حتى لا يبقى في الاعلى سوى عرض عشرة أشبار. ويوجد على جانب هذا السور جداران صغيران عرضهما ثلاثة أشبار في كل واحد وعلوهما أكثر من قامة انسان يستعملان لوضع الحراس السود الذين يقيمون في البروج في مأمن من الداخل والخارج، ويمكنهم من أن يدوروا حول الحصن دون أن يراهم احد. أما السور الثالث فيصلح كسور للحريم، وهو أعلى بكثير من الأولين اذ يبلغ ارتفاعه 12 باعا على الاقل كما ان له شرفاته وكوات مدافعه، ويقوم الخصيان بحراسته ليلا، واما الجوانب الاخرى فانها غير محاطة إلا بسور واحد عرضه عشرة أشبار محصن من كل جهة بأبراج عالية مربعة وببستيونين من جهة شرق الجنوب الشرقي.


وهناك ثلاثة ابواب : الباب الرئيسي الذي ينظر الى جهة الجنوب الشرقي، ويسمى باب القلعة، أو باب الحقول، وعلى جانبيه برجان عالیان مربعان علی كل واحد منهما ثلاث زهرات زنبق وضعناها فيه عام 1677، بينما توجد المقبرة أمامه ؛ والباب الثاني الذي يطل على الروامزين يدعى باب الحجر، لانه مبني بالحجر المنحوت؛ والثالث الذي يطل على المدينة يدعى باب المدينة. يحرس هذه الابواب ،سود ما عدا الباب الرئيسي، الذي كلف الملك الاسلاميين بحراسته عندما لا يكون خارجا لحركة. هذا الحصن طوله أكثر من عرضه وجزؤه الواقع بجهة الجنوب الغربي أضيق بكثير من الجزء الواقع في الشمال الشرقي. وفي هذا المكان وضعت كنوز مولاي اسماعيل ومولاي رشيد، وهي عظيمة هائلة، وبينهما المقبرة في الجنوب الشرقي، وهناك حصن صغير اخر شيد عام 1680، يدعى الاداية، عرض أسواره ستة أشبار، وبجانبه بروج مربعة ذات شرفات.


تقع مدينة مكناس مباشرة تحت الحصن الكبير من جهة الشمال الغربي. وهي تقريبا في حجم شارتر، ومشيدة في سهل لطيف جميل، وتابعة لاقليم سايس مثل مدينة فاس تجارتها الرئيسية هي الحبوب والجلد والشموع، لبورجوازييها متاجر كبيرة، وكذلك الصوف وسكانها وديعون هادئون اكثر وفاء لامرائهم من سكان فاس وسلا. ان واد بهت الذي يبعد عن مكناس بستة فراسخ في طريق سلا، وكذلك واد بوعماير، الذي يمر شمال شرق المدينة على بعد مرمى بندقية يمزجان مياههما في نفس البحيرة الواقعة في جانب اقليم الغرب، قريبا من واد سبو. ويوجد قريبا جدا من هناك، باتجاه فاس، غابة جميلة من شجر الزيتون مع عدد من البساتين في كلا ضفتي النهر، تشغل نفس السكان في الفلاحة، وتعطي الكثير من الثمار والبقول التابعة لها.


وتنتج أشجار البرتقال، والرمان، والليمون الحلو والحامض، والسفرجل، والجوز، واللوز والزيتون والتين بدون عناء، لانها لا تحتاج الى سقي. وكذلك الاجاص، والتفاح والبرقوق والمشمش، ولا حتى الخس والكرنب والسلجم والجزر واللفت الرجلة، المعدنوس، السرفيل والبطيخ والخيار والقرعة والبصل والفول والجلبان والثوم، وعدة أنواع اخرى قد يطول وصفها. وينتج جبل زرهون الشاهق المجاور لمكناس كمية من العنب الدمشقي والزيتون، تشكل أهم تجارة البربر الذين يقطنون في ثلاث أو أربع قرى جيدة . مع سكان مكناس.


وصف مولاي إسماعيل


وما دمنا في مدينة مكناس، مقر بلاط الملك، فلن يكون من غير المناسب أن نقول كلمة عن شخص هذا الامير ، الذي طالما اتيحت لي الفرصة لمشاهدته لفائدتي، وكذلك حاشيته العادية ان مولاي اسماعيل الحسني، ملك فاس ومراكش وتافيلالت عمره سبع وثلاثون سنة. وهو طويل القامة الى حد، لكنه نحيف جدا ولو أنه يظهر غليظا بسبب ثيابه ووجهه الكستنائي اللون الفاتح طويل شيئا ما، حسن الملامح ذو لحية طويلة ومتفرعة قليلا، ونظره الذي يبدو عنبا الى حد لا يدل على انسانيته بل بالعكس أنه شديد قاس الى درجة أن رعاياه يقولون إنه لم يسبق لهم أمير يضاهيه ، إضافة الى أنه يهتم بنفسه بصفائح ومسامير الخيل وبالافاويه والعقاقير والسمن والعسل وتفاهات اخرى توجد في مخازنه، مما لا يهتم به عادة أمير كبير مثله.


ومن جهة أخرى، فانه خبير جدا بالحرب، شجاع عظيم في شخصه، يسير دائما على رأس جنوده، ويصففهم بنفسه عند المعركة. يكون دائما هو المهاجم الأول لأعدائه ولا يفر أبدا. وهو صبور في الشدائد، بالرغم على أنه مراراً كثيرة كان على وشك فقد إماراته، واذا ذكر بنكباته لم يزد على القول «اذا كان الله قد آتاه الملك وقضى له بأن يحكم دهرا طويلا فلا يستطيع أحد أن يمنعه من ذلك» له مهارة خاصة في ركوب الخيل والطعن بالرمح. ولقد رأيته مرارا يمسك أحد أبنائه في ذراع، والرمح في يده الاخرى، ويعدو مسافة طويلة دون أن يكبو فرسه ويوجد دائما في حاشيته العديد من الشرفاء والقواد ينيف عددهم على مائتين، مرتدين الزي التقليدي ،برشاقة ويرافقونه على ظهور الجياد صباح مساء، عندما يذهب للتفسح ، فضلا عن أربعة الاف من حراسه

السود العاديين، الذين يعيشون في الخيام حول مدينة مكناس.


ولكن لنتابع مسيرتنا. فلما لحق بنا الاب ميج أخيرا بتطوان، حيث كان الاب انياس بيرنيد مقيما بمال الفداء، فسلمه الى محمد الحاج تمين خليفة القائد علي بن عبد الله الحمامي عامل هذه المدينة، الذي رأيناه هذه السنة في باريس كسفير لملك المغرب. وبعد أن أقمنا فيها عدة أسابيع وافتدينا جميع الفرنسيين الذين كانوا في ملكه، فان ذلك الرجل الشرير القي علينا القبض جميعا وسجننا، ولم يقبل اطلاق سراح الآباء ولا الأسرى ما لم نؤد له مكوس الابواب وهي ستة وعشرون ريالا عن كل رأس. وعندما قبض ذلك المال نفانا الى شاطيء البحر، في مكان يدعى مارتين يبعد عن المدينة بأكثر من فرسخ. ومنع الرهبان والاسرى على حد سواء من العودة الى المدينة اطلاقا تحت طائلة استرقاقهم، فأقمنا طيلة عشرين يوما معرضين لقساوة الفصل، لا ملجأ لنا ضد المطر المتهاطل بغزارة، سوى أكواخ من العشب يخترقها المطر أحيانا، ولم نأكل طوال تلك المدة، سوى قليل من الخبز. وجاء ذلك العامل البخيل، وهو اخو القائد عمرو حدو، ذات يوم يطالب الآباء بثلاثمائة ريال عن الشهور الثلاثة التي قضوها في البلاد. ولما رأى أنهم رافضون أركبنا في البحر بعنف على ظهر سفينة رديئة لتخرج في نفس الساعة. وبما ان البحر كان قد تراجع، وهبت ريح شرقية فجأة، فاننا كنا سنهلك على الجرف الرملي لو خرجنا، واضطر الآباء الى دفع الثلاثمائة ريال المفروضة تلافيا لهلاكنا أجمعين.


ولما كان العامل حاضرا وهو يركبنا في البحر هكذا، فقد كنت أول من ركب سفينة السيور بوايي التي كانت ستقلنا الى اسبانيا وكان ذلك التاجر من أكثر العالمين استقامة، يقيم عادة بتطوان، إلا أنه بسبب نزاع وقع له مع عاملي القصر وتطوان، من أجل فداء الأسرى، طرد من البلاد وطلب إلي أن أكتب له بعض البيانات المتعلقة بالحالة الراهنة لتجارته، ليبعث بها الى مراسليه في مرسيليا، فقمت بذلك بسرور. وكان يهودي قد أوفده القائد الى السفينة فرآني اكتب، ونزل بسرعة الي الارض وأخبر العامل بأنه رأى أحد الأسرى الذين افتدوا أخيراً يستخدم كاتبا لبوايي ويضع له حسابا، الأمر الذي يفرض أنه شخص غني يحسن الاحتفاظ به ورد المبلغ الذي دفع عنه الى الآباء حتى يطالب فيما بعد بفدية كبيرة ضخمة. شكره العامل على حماسه وأرسل حراسه في طبي. ولما مثلت بين يديه، وقد ظن أنني أسير جديد سألني باللغة الاسبانية بواسطة اليهودي ذاته عن موطني وعن سيدي السابق، فأجبته باللغة العربية بأنني من باريس وانني كنت في ملك الملك طوال تسع سنوات وأنني أقمت قبل بسلا خلال سنتين عند القائد احمد بن يوكورت، أحد أقاربه الذي كان اذ ذاك عاملا بها. وقد عرفني أحد حراس القائد لانه كان مقيما بسلا ايام كنت فيها، فأكد له بأن كلامي حق، رأى القائد ان لا أمل في إبقائي، فنهض فجأة وامتطى فرسه دون أن يقول لي شيئا، وبهذه الوسيلة تخلصت بأحسن طريقة مما كنت أظن."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب