لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

بين الحصيلة والتاريخ: الفكر الفلسفي في مغرب ما بعد الاستقلال - نبيل فازيو pdf

 تحميل وقراءة مقالة "بين الحصيلة والتاريخ: الفكر الفلسفي في مغرب ما بعد الاستقلال" للمؤلف نبيل فازيو - أونلاين بصيغة إلكترونية online PDF





معلومات عن المقالة :


العنوان : بين الحصيلة والتاريخ: الفكر الفلسفي في مغرب ما بعد الاستقلال.


المؤلف : نبيل فازيو.


المصدر : مجلة النهضة.


الناشر : نور الدين العوفي.


المجلد / العدد : 3,4.


سنة النشر : 2013.


صيغة المقالة : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf). 


Ebook download PDF 


 



مقتطف من المقالة :


"الفلسفة ورهانات الوعي التاريخي في فكر العروي. 


سيكون على الباحث في فكر عبد الله العروي أن يجبه أولاً ، إعضال مشروعية تصنيف أعماله ضمن خانة الفكر الفلسفي، وهي صعوبة كثف من حدتها أن الرجل لم يتردد في مناسبات كثيرة في انتقاد الفلسفة وجرها لمحكمة التاريخ، إذ عمل على صهر أسئلتها في مجرى التاريخ الذي يعتبر في حسبانه ، وهو التاريخاني المذهب، المقام الأمثل للتفكير في القضايا التي ما فتئت تستوقف الفكر العربي الحديث. لذلك لم یکن صدفة أن يصرح العروي بأن التفلسف في بلدنا هذا ، وفي زمننا هذا أمر غير ممكن، وأن السبب في ذلك هو تعارض الفلسفة بشيء اسمه التاريخ». بل إن موقف العروي من الفلسفة سيغدو أكثر وضوحاً عقب مقارنته بموقف علم الكلام والثيولوجيا والتاريخ ، إذ بدا «الفيلسوف - بالنسبة إليه - متطفلا بطبعه . فيتكلم ( بدعوى التنظير) باسم الفنان أو السياسي أو الباحث أو رجل الدين»، مما يعني أننا أمام موقف يسائل الفلسفة من حيث الوظيفة التي يمكن أن تؤديها في لحظة تاريخية حرجة كتلك التي شرطت تفكير العروي، مادام أن «الفيلسوف فيلسوف لا بفكره وموقفه أو أسلوبه فقط، بل بالمجتمع الذي يحيط به والزمن الذي يعيش فيه». لذلك يمكن أن نتفهم تشديد العروي على ضرورة النظر إلى أسئلة الفلسفة من زاوية التاريخ، حينها سيبدو للمؤرخ المحترف «أن الفيلسوف متكلم أمته والمتكلم فيلسوف جماعته وحقبته». أما السبب في ذلك فمرده إلى أن بقاء الفلسفة على قيد الحياة رهين، بالنسبة إلى مفكرنا ، بقصور العلم التجريبي عن حل المعضلات التي ما تزال الفلسفة تتطفل عليها.


لعله من الغني عن البيان القول إننا أمام مفكر يعلن ارتيابه من التموقع في خانة الفلسفة، بل ولا يتحرج في الإعلان عن إيثاره موقع المؤرخ ، لذلك لن يجد البعض كبير صعوبة في الاعتراض على ضم العروي إلى خانة الفكر الفلسفي في المغرب، خاصة وأن الرجل ولج حقل هذا الفكر من مجال التاريخ الذي كان له فيه كبير إسهام، إن على مستوى التنظير والتأصيل، أو على مستوى الممارسة التاريخية التي توجت بكتبه المرجعية في تاريخ المغرب، ولم يسهم في تطوير القول الفلسفي إلا في مضمار التأصيل لمشروع فكري ينهل من مرجعيات التاريخ. بيد أن مثل هذا الاعتراض سرعان ما يرتفع بمجرد قراءة متن هذا المفكر في ضوء الإشكاليات الفكرية التي استبدت بفكره أولاً، ثم في ضوء الترسانة المفاهيمية التي ما فتئ يعملها في تحليل تلك الإشكاليات ثانياً. وبيانه أن المنطلق في المسار الفكري الذي شقه العروي كان إشكالية التأخر التاريخي التي ظلت حاضرة في فكر سابقيه ومجايليه من المفكرين المغاربة والعرب، فكان عليه أن يُساحل مجال الفلسفة بحكم سهمها في تحليل مسألة التأخر التاريخي، وأن يشاركها هم النظر في هذه الإشكالية. صحيح أنه قرأ إشكالية التأخر التاريخي بما تحصل عنده من عصارة السجال الإيديولوجي المستعر آنذاك، فغاب عن كتاب الإيديولوجيا العربية المعاصرة، مثلا، استدعاء مفصل لمرجعيات الفكر الفلسفي الكلاسيكية، بيد أن النفس التجريدي الذي قارب به العروي تلك الإشكالية، والقوة التركيبية الرفيعة التي انتظمت مرافعاته ضد ممثلي الإيديولوجيا العربية، وكذا المفاهيم الفلسفية التي ضخها في استشكال قضايا هذه الإيديولوجيا، وتوظيفه لبعض المرجعيات الفلسفية التي بدت له على قدر كبير من الأهمية حينها ، الخ، كل ذلك يأذن لنا بضم هذا المثقف إلى خانة الفكر الفلسفي. فالعروي أطل على إشكالية عصره من زاوية المؤرخ المقتنع بجدوى اختياره التاريخاني القائم على فرضية وحدة التاريخ الإنساني، فتبدت له في صورة تأخر تاريخي يعانيه العالم العربي، وكان عليه أن يجهد لبلورة تصور يسعفنا بتحقيق استيعاب لمكتسبات التاريخ الكوني باعتباره «المتاح للبشرية جمعاء»، في الآن ذاته الذي كان فيه ملزما ببيان ملامح القطيعة التي حدثت بين التراث العربي الإسلامي والآفاق الكبيرة التي فتحها العقل الغربي. ألقى ذلك بظلاله على تعامل العروي مع المرجعيات الفلسفية التي وظفها في مشروعه الفكري، إذ سرعان ما سيتنقل بها من مستوى الشرح والتبسيط الذي مارسه الحبابي على الفلسفة الغربية، إلى مستوى المحاورة الخلاقة التي تنظر إلى المنظومات الفكرية في ضوء مشروع فكري متكامل. 


هكذا يمكن القول إن فكر العروي عبر عن الحاجة إلى تكوين وعي تاريخي مزدوج فهو أولا وعي بمحدودية التجربة الذاتية التي يمثل لها التراث؛ إذ أن الثورة الثقافية التي دعا مفكرنا إلى إنجازها، خاصة في بداية مشروعه الفكري، كانت تعني، في حيز كبير منها، الوعي بالمسافة الزمنية السلبية التي باتت تفصلنا عن قارة التراث، وذلك من أجل ضخ وعي حديث في شرايين الثقافة العربية، الأمر الذي جعل تصور العروي لتلك الثورة يتسم برهانه على دور المثقف. وهو ثانيا وعي بالحاجة إلى استيعاب مكتسبات العقل الغربي الحديث باعتباره تجلياً للكونية التي لا يمكن للانبعاث الحضاري أن يتحقق خارجها، وخاصة ما تعلق منه بمكتسباته اللبرالية حتى وإن تم ذلك تحت غطاء ماركسي تقتضيه المرحلة التاريخية التي كان العالم العربي يعيشها في ذلك الإبان. شكلت عملية الاستيعاب تلك جوهر الاختيار التاريخاني الذي ظل العروي متمسكاً به، كما عبرت عن أصالة فلسفية عن نظيرها في الفكر العربي المعاصر؛ إذ منها نهل رؤيته التاريخية التي سرعان ما حملته على إعادة النظر في الكثير من المفاهيم والقناعات التي رسخت في الوعي العربي؛ فوجدناه يعيد التفكير في مفاهيم من قبيل مفهوم الحرية والهوية والثقافة والعقل والدولة والأمة والتاريخ، الخ، وذلك بأن ضخ في فهمنا لها نفسا تاريخياً (تاريخانياً؟) كانت الغاية منه إظهار الحاجة إلى فهمها، بما هي مفاتيح مركزية للحداثة، في ضوء المتاح للبشرية جمعاء."


رابط التحميل


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب