لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب المعجب في تلخيص أخبار المغرب - عبد الواحد المراكشي pdf

 تحميل وتصفح كتاب المعجب في تلخيص أخبار المغرب للكاتب عبد الواحد المراكشي - أونلاين بصيغة إلكترونية online PDF







معلومات عن الكتاب :


عنوان الكتاب : المعجب في تلخيص أخبار المغرب.


تأليف : عبد الواحد المراكشي.


تحقيق : محمد سعيد العريان ومحمد العربي العلمي.


مطبعة : الاستقامة - القاهرة.


الطبعة الأولى : 1368هـ - 1949م.


حجم الكتاب : 15.25 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf). 


Ebook download PDF 


 



مقتطف من الكتاب :


"[أحوال الأندلس بعد سقوط دولة المرابطين ]


فأما أحوال جزيرة الأندلس، فإنه لما كان آخر دولة أمير المسلمين أبي الحسن على بن يوسف، اختلت أحوالها اختلالا مفرطا، أوجب ذلك تخاذل المرابطين وتواكلهم، وميلهم إلى الدعة، وإيثارهم الراحة، وطاعتهم النساء؛ فها وا على أهل الجزيرة، وقتلوا في أعينهم، واجترأ عليهم العدو، واستولى النصارى على كثير من الثغور المجاورة لبلادهم؛ وكان أيضاً من أسباب ما ذكرناه من اختلالها، قيام ابن تومرت بسوس، واشتغال على بن يوسف به عن مراعاة أحوال الجزيرة.


ولما رأى أعيان بلاد تلك الجزيرة ماذكرناه من ضعف أحوال المرابطين اخرجوا من كان عندهم من الولاة، واستبد كل منهم بضبط بلده؛ وكادت الأندلس تعود إلى سيرتها الأولى بعد انقطاع دولة بني أمية؛ فأما بلاد أفراغة فاستولى عليها ملك ارغن لعنه الله، وملك مع ذلك تسرقسطة - أعادها الله للمسلمين ـ وكثيراً من أعمال تلك الجهات.


واتفق أمر أهل بلنسيه ومرسية و جميع شرق الأندلس على تقديم رجل من أعيان الجند اسمه عبد الرحمن بن عياض؛ وكان عبد الرحمن هذا من صلحاء أمة محمد وخيارهم؛ بلغنى عن غير واحد من أصحابه أنه كان مجاب الدعوة؛ ومن عجائب أمره أنه كان أرق الناس قلباً وأسرعهم دمعة، فإذا ركب وأخذ سلاحه لا يقوم له أحد ولا يستطيع لقاءه بطل؛ كان النصارى يعدونه وحده بمائة فارس، إذا رأوا رايته قالوا : هذا ابن عياض ! هذه مائة فارس ! فحمى الله تلك الجهات ودفع عنها العدو ببركة هذا الرجل الصالح؛ وانتشر له من الهيبة في صدور النصارى ما ردَّهم عن البلاد. وأقام ابن عياض هذا بشرقى الأندلس يحفظ تلك البلاد ويذود عنها إلى أن توفى، رحمه الله ونضر وجهه وشكر له سعيه؛ لا أتحقق تاريخ وفاته.


وقام بأمر تلك الجهات بعده رجل اسمه محمد بن سعد، المعروف عندهم بابن مردنيش؛ كان محمد هذا خادما لابن عياض، يحمل له السلاح ويتصرف بين يديه في حوائجه؛ فلما حضرته الوفاة اجتمع إليه الجند وأعيان البلاد فقالوا له : إلى من تسند أمورنا وبمن تشير علينا ؟ وكان له ولد، فأشاروا به علیه؛ فقال : إنه لا يصلح، لأني سمعت أنه يشرب الخمر ويغفل عن  الصلاة، فإن كان ولا بد فقدموا عليكم هذا - وأشار إلى محمد بن سعد قإنه - ظاهر النجدة كثير الغناء، ولعل الله أن ينفع به المسلمين !


فاستمرت ولاية ابن سعد على البلاد إلى أن مات فى شهور سنة.


وأما أهل المترية فأخرجوا من كان عندهم أيضا من المرابطين؛ واختلفوا فيمن يقدمونه على أنفسهم؛ فندبوا إليها القائد أبا عبد الله بن ميمون، ولم يكن منهم إنما هو من أهل مدينة دانية؛ فأبى عليهم وقال : إنما أنا رجل منكم، ووظيفتى البحر وبه عرفت؛ فكل عدوّ جاءكم من جهة البحر فأنا لكم به؛ فقدموا على أنفسكم من شئتم غيرى ! فقدموا على أنفسهم رجلا منهم اسمه عبد الله بن محمد، يعرف بابن الرميمي؛ فلم يزل عليها إلى أن دخلها عليه النصارى من البر والبحر؛ فقتلوا أهلها وسبوا نساءهم وبنيهم وانتهبوا أموالهم في خبر يطول ذكره.


وملك جيان وأعمالها إلى حصن شقورة وما والى تلك الثغور، رجل اسمه عبد الله، لا أعرف اسم أبيه، هو معروف عندهم بابن همشك؛ وربما ملك عبد الله هذا قرطبة أياما يسيرة.


وأقامت على طاعة المرابطين أغرناطة وأشبيلية.


فهذه جملة أحوال الأندلس فى آخر دعوة المرابطين؛ وفي ضمن هذه الجملة جزئيات من أخبار الحصون والقلاع والمدن الصغار أضربت عن ذكرها خوفاً من الإطالة، لأنها نكرة والتعريف بها مخرج إلى الطول.


وقام بمغرب الأندلس دعاة فتن ورموس ضلالات؛ فاستفزوا عقول الجهال، واستمالوا قلوب العامة؛ من جملتهم رجل اسمه أحمد بن قسى؛ كان في أول أمره يدعى الولاية، وكان صاحب حيل ورب شعبذة، وكان مع هذا يتعاطى صنعة البيان وينتحل طريق البلاغة؛ ثم ادعى الهداية؛ بلغنى ذلك عنه من طرق صحاح؛ ثم لم يستقم له شيء مما أراد، واختلف عليه أصحابه؛ وكان قيامه بحصن مارتلة - وقد تقدم اسم هذا الحصن في أخبار الدولة العبادية ـ فأسلمه ـ كما ذكرنا ـ أصحابه، واختلفوا عليه، ودسوا إليه من أخرجه من الحصن بحيلة حتى أخذه الموحدون قبضاً باليد؛ فعبروا به إلى العدوة، فأتوا به عبد المؤمن رحمه الله، فقال له : بلغنى أنك ادعيت الهداية ! فكان من جوابه أن قال : أليس الفجر فجران : كاذب وصادق ؟ فأنا كنت الفجر الكاذب ! فضحك عبد المؤمن وعفا عنه؛ ولم يزل بحضرته إلى أن قتله بعض أصحابه الذين كانوا معه بالأندلس؛ ولا بن قسى هذا أخبار قبيحة، مضمونها الجراءة على الله سبحانه، والتهاون بأمر الولاية؛ منعنى من ذكرها صرف العناية إلى ما هو أهم منها."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب