لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب تاريخ التأريخ، اتجاهات - مدارس - مناهج PDF تأليف وجيه كوثراني

 كتاب تاريخ التأريخ، اتجاهات مدارس مناهج - تأليف وجيه كوثراني - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF








معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : تاريخ التأريخ، اتجاهات - مدارس - مناهج.


المؤلف : وجيه كوثراني.


الناشر: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات - بيروت.


عدد الصفحات : 450.


حجم الملف : 7.65 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).






مقتطف من الكتاب :


"النزعة التكاملية بين إثنولوجيا ليفي - ستراوس والمؤرخين الجدد


واضح أن ما يرفضه ستراوس في البحث التاريخي ليس علم التاريخ بذاته كما سنرى)، بل النظرة الأحادية التطورية إلى التاريخ، أي التاريخ منظورًا إليه من زاوية واحدة وبعد .واحد غير أن ستراوس، ومن أجل الوصول إلى حقائق ثابتة وموثوق فيها في دراسة الحضارات والثقافات، كل الحضارات والثقافات، يرى أيضًا أن المنهج التاريخي الذي يقوم على استقراء الوثائق من خلال معطياتها السطحية والظاهرة، هو منهج قاصر، وغير صالح لسبر عمق هذه الحضارات والثقافات، ولتفسير السلوكيات والمعيش، وعقل ما يبدو غير معقول في الرموز والأساطير واللغة وشتى تعابير الحياة اليومية لدى الجماعات والشعوب.


وهنا بالذات تدخل الإثنولوجيا (النياسة)، كأولوية لديه، كحقل ومنهج وعلم أداتها الألسنية كعلم مساعد أو معتمد، ومنهجها «البنية»، كإطار موضوعي وزمني، متسم بالثبات والاستمرارية والديمومة ووفقا لنسق (سستام) حاكم للعلاقات القائمة. بين عناصر هذه البنية.


على أن ستراوس يتمايز عن الإثنولوجيين الوظائفيين (Fonctionnalistes) من أمثال مالينوسكي (Malinowski الذي كان يرى أنه يمكن التأريخ لحاضر من دون ماضي، اعتمادًا على تحليل تزامني (Synchronique) لـ «الأنساق الثقافية» Systèmes) (culturels . في حين يرى ليفي - ستراوس أنه من الضروري معرفة التطور التاريخي (Le Developement الذي أوصل إلى الأشكال الراهنة (الحاضرة) من الحياة الاجتماعية. فهذا التطور هو الذي يسمح بتقدير وزن عناصر الحاضر في علاقاتها المتبادلة والمتوالية في الزمن على أن ثمة فارقا يظل ليفي - ستراوس مشددًا عليه بين التاريخ والإثنولوجيا هو فارق الوزن (Dosage) بين الطرائق المتبعة في البحث في كل من الميدانين وفارق المنظور (Perspective)، فالتاريخ ينظم معطياته وفقا للعلاقة مع التعبيرات الواعية، في حين أن الإثنولوجيا تنظمها وفقا للعلاقة مع الشروط اللاواعية للحياة الاجتماعية.


يفهم من ذلك، أن التاريخ يقع في حيز القيل) (Le Dit)، وفي مستوى الظاهر البين (Manifeste)، وعلى سطح الشهادات. في حين ) الإثنولوجيا تبحث في ما هو تحت القيل»، وفي ما هو خلف الظاهر، وذلك باستخدامها طرائق الألسنية. ذلك بأن الثقافة تُنظم بصمت المسلكيات اليومية، كما هو حال اللغة التي تشكل نموذجا للخطاب (Modele) بمعزل عن وعي الفرد المتكلم. إذن بالمقدور، ونحن نتسلح بالأداة المعرفية الألسنية، أن نتوصل إلى البحث في البنية اللاواعية الكامنة خلف كل مؤسسة، أو وراء كل عرف أو تقليد (Coutume) بهدف الوصول إلى مبدأ في التفسير صالح لتفسير مؤسسات أخرى وأعراف أخرى.


إن الإثنولوجيا في رأي ليفي - ستراوس، لا يمكنها أن تغفل تعاقب الأحداث وتقلبات الزمن، ولكنها من جهة أخرى لا تتناولها ولا تعتبرها إلا من أجل غربلتهما لتصفية المعطيات البنيوية». كما أنها . حين تأخذ بالحسبان التعبيرات الواعية للظواهر الاجتماعية أي ما يسميه المؤرخون معطيات) فإنما تخضعها للدراسة لتجد من خلالها البنية المخبأة» (أو المحجوبة) La) (Structure cache. تهدف الإثنولوجيا في منظور ليفي - ستراوس إلى الوصول عبر الصورة الواعية والمتنوعة والمختلفة والتي يتمثلها البشر في صيرورتهم، إلى جردة من الممكنات اللاواعية (Possibilités inconscientes)، التي تقدم عبر دراسة علاقاتها نوعًا من الهندسة المنطقية لتطورات تاريخية، قد تبدو غير مرئية، ولكن ليست أبدا اعتباطية بالضرورة».


يتذكر ليفي - ستراوس وهو يكتب هذه الكلمات عبارة ماركس الشهيرة إن البشر يصنعون تاريخهم بأنفسهم لكنهم لا يدرون أنهم يصنعونه»، فيعلق: إنها «كناية عن تسويغ للتاريخ في قسمها الأول، وللنياسة (الإثنولوجيا) في قسمها الثاني. كما أنها تبين في الوقت نفسه أن لا انفكاك لكل من هذين الطرحين عن الآخر. يتوصل ليفي - ستراوس في مقالته التي تؤلف مدخل کتاب الانثروبولوجيا البنيوية (۱۹۵۸) التاريخ والنياسة»، إلى نظرة تكاملية وتصالحية بين التاريخ الجديد الذي دشنه مؤرخو الحوليات) والإثنولوجيا (النياسة)، كما فهمها ومارسها ستراوس، حقلًا ومنهجًا.


ولعله من المفيد اقتباس نص طويل من هذه المقالة، ينهي به ليفي - ستراوس مداخلته الهادفة إلى تحديد وترسيم حدود حقلي التاريخ والإثنولوجيا، موفقا بينهما، ولكن معطيّا للإثنولوجيا (النياسة) امتياز القدرة على معرفة الطبقات العميقة (اللاواعية)، الثابتة والدائمة والمستمرة في صيغة «بنى» أو نماذج بنيوية.


يقول في معرض تأكيد التكامل بين المؤرخ والنياس (الإثنولوجي): إذا كان النياس (يقصد الإثنولوجي) يكرس تحليله بصورة رئيسية للعناصر اللاواعية من الحياة المجتمعية، فمن السخف أن يفترض المرء أن المؤرخ يجهل هذه العناصر، لا شك في أن المؤرخ يذهب قبل كل شيء إلى إلقاء الضوء على الظاهرات المجتمعية بناءً على الأحداث التي تتجسد الظاهرات المذكورة فيها، وبناءً على الطريقة التي اتبعها الأفراد عندما تفكروا في هذه الظاهرات وعاشوها، لكن المؤرخ حين يمضي في سيرته قدمًا إلى الأمام لكي يطاول ويفسر ما بدا للناس كناية عن نتيجة لتصوراتهم وأفعالهم (أو) لتصورات بعضهم وأفعال هذا البعض)، فإنه يعلم حق العلم وبصورة متزايدة، أن عليه أن يستنجد بكل جهاز الصياغات اللاواعية. فنحن لم نعد اليوم في عصر ذلك التاريخ السياسي الذي كان يكتفي بذكر التتابع الزمني للأحداث التي شهدتها الممالك وصنعتها الحروب بأن ينسج كل ذلك من خيوط العقلنات الثانوية والاجتهادات المتجددة. فالتاريخ الاقتصادي هو إلى حد بعيد تاريخ العمليات اللاواعية. وهكذا لا بد لكل كتاب تاريخ جيد - وسنذكر أحد أبرز هذه الكتب ـ أن يكون مشبعا بالنياسة أن السيد لوسيان فيفر في كتابه مشكلة الكفر في القرن السادس عشر لا يني يستعين بالمواقف النفسانية وبالبنى المنطقية التي لا تسمح دراسة الوثائق، شأنها شأن دراسة النصوص الأهلية بوضع اليد عليها إلا بصورة غير مباشرة، إذ إنها ظلت تغيب دائما عن وعي الذين كانوا يتكلمون أو يكتبون: غياب المعايير والضوابط تصور الزمن على نحو مشوش، سمات مشتركة بين عدة تقنيات [...] إن هذه الإشارات جميعًا إشارات نياسية وتاريخية معا. إذ إنها تسمو على شهادات الشهود التي لا تقع أي منها على هذا الصعيد."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب