لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب ثلاثة نصوص، تأملات في التربية - ماهي الأنوار ؟ - ما التوجه في التفكير ؟ - PDF تأليف أمانويل كانط

كتاب ثلاثة نصوص، تأملات في التربية - ماهي الأنوار ؟ - ما التوجه في التفكير ؟ - تأليف أمانويل كانط - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF








معلومات عن الكتاب :


اسم  الكتاب : ثلاثة نصوص، تأملات في التربية - ماهي الأنوار ؟ - ما التوجه في التفكير ؟.


المؤلف : أمانويل كانط.


حجم الملف : 3.02 ميجا بايت.


عدد الصفحات : 142 صفحة.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).






مقتطف من الكتاب :


"ما هي الأنوار؟


إن بلوغ الأنوار هو خروج الإنسان من القصور الذي هـو مسؤول عنه، والذي يعني عجزه عن استعمال عقله دون إرشاد الغير. وإن المرء نفسه مسؤول عن حالة القصور هذه عندما يكون السبب في ذلك ليس نقصاً في العقل، بل نقصاً في الحزم والشجاعة في استعماله دون إرشاد الغير. تجرأ على أن تعرف ! (Sapere aude) كن جريئاً في استعمال عقلك أنت ! ذاك شعار الأنوار.


الكسل والجبن هما السببان في أنّ عدداً كبيراً جـدا مـن السهل النـاس يفضلون البقاء قُصراً طوال حياتهم، بعد أن حررتهم الطبيعة منذ أمد بعيد من أي توجيه خارجي وهما السببان أيضاً في أنّـه على آخرين أن ينصبوا أنفسهم أوصياء عليهم وما أيسر أن يكون المرء قاصراً؟ فإذا كان لدي كتاب يقوم منّي مقام العقل، ومرشد يقوم مني مقام الضمير، وطبيب يقدّر أي نظام غذائي أتبعه إلخ، عندئذ لا أحتاج حقا إلى بذل جهد، ولا أضطر إلى التفكير ما دام بوسعي أدفع ، فسيتكفل آخرون فعلاً بهذا العمل المملّ عوضاً عني. وإذا كـان السواد الأعظم من الناس بمن فيهم الجنس اللطيف كله) يعتبرون تلك الخطوة المحررة من القصور خَطِرة جدًّا، فضلاً عن أنها مضنية، فلأنّ هؤلاء الأوصياء يجدون في ذلك، متكفّلين بمراقبتهم بكل ما أوتوا من لطف. ثم بعد أن يحكموا على قطيعهم بالحمق ويحرصوا على منع تلك المخلوقات الوديعة من أن تُقدِم على القيام بخطوة مـن غـيـر «العجلة» التي حبسوها فيها، فإنّهم ينبهونها إلى الخطر الذي يهددها إن حاولت المشي بمفردها والحال أن هذا الخطر، ولا شك، ليس كبيرا جدًا، لأنها ستتعلم في النّهاية المشي بعد الوقوع مرات؛ غير أن حادثة من هذا النوع تجعل المرء خائفاً وتثنيـه عـادة عن أي محاولة أخرى في المستقبل.


من الصعب إذن على كلّ إنسان فرد أن يتخلّص من حالة القصور التي كادت أن تصبح طبيعة لديه، بل إنه تعلق بها وصار الآن عاجزا حقا عن استعمال عقله هو، لأنه لم يُترك له أبداً أن يحاول ذلك. فالمبادئ والصيغ، تلك الأدوات الآلية التي تسمح باستعمال مواهبه الطبيعية استعمالاً متعقلاً أو بالأحرى استعمالا سيئا، هي القيود التي تؤبد حالة القصور، حتّى أنّ من يتخلص منها لن يقفز على أضيق خندق إلا غير واثق لأنه لم يتعود مثل هذه الحرية في الحركة. لذا، قلة من النّاس وفقوا في التخلص من القصور بفضل النشاط الخاص لأذهانهم، وفي المشي بخطى ثابتة رغم كل شيء. 


ولكن أن يستنير جمهور بنفسه، فهذا على العكس أكثـر احتمالاً، بل لا محيد عنه تقريباً، شرط أن تُمنح له الحرية في ذلك. وعندئذ بالفعل، سيوجد دائماً ، حتى بين الأوصياء المفوضين على السواد الأعظم، عدد من الناس يفكرون بأنفسهم، فيشيعون حولهم، بعد أن يتحرروا من نير القصور الإحساس بتقدير متبصر للقيمة الخاصة بكل إنسان، ولنزوعه إلى التفكير بنفسه. لنشر هنا إلى أنّ الجمهور الذي أبقوه من قبل تحت هذا النير، يضطرهم بدورهم فيما بعد إلى البقاء فيه، بالتمرد عليهم عندما يدفعه إلى ذلك بعض أوصيائه ممن عجزوا تماماً عن بلوغ الأنوار فلشدّ ما يضر تلقين الأحكام المسبقة، إذ ستنتقم في النّهاية من أولئك الذين صنعوها أو من أسلافهم. لذا، فإنّ الجمهور لا يبلغ الأنوار إلا ببطء. ويمكن فعلاً لثورة أن تؤدي إلى الإطاحة بالاستبداد الشخصي والاضطهاد القائم على التعطش إلى المال والهيمنة، ولكنّها لن تؤدّي أبداً إلى إصلاح حقيقي لنمط التفكير؛ بل بالعكس ستقوم أحكام مسبقة جديدة، شأنها شأن الأحكام المسبقة القديمة، لتضيق الخناق على ذلك السواد الأعظم المحروم من التفكير.


والحالة هذه لا حاجة لنشر الأنوار إلا إلى الحرية، أي في الحقيقة إلى ما يعنيه هذا الاسم من أمر لا ضرر فيه إطلاقاً، أعني حرّية المرء في أن يستعمل عقله استعمالا عموميا في كل المجالات. غير أني أسمع الآن من كل صوب هذا النداء : لا تفكر ! فالضابط يقول: «لا تفكر، بل قم بالمناورات موظف المالية يقول: «لا تفكر بل ادفع !». والكاهن يقول : لا تفكر بل آمـن!» (ولا يوجد في العالم إلا سيد واحد يقول : فكر قدر ما تشاء وفي كل ما تشاء، إنما أطع». وفي كل الحالات هنالك حدّ من الحرّية ولكن أي التحديدات يحول دون الأنوار؟ وأيها لا يكون عائقاً، بل ربما ييسر السبيل أمامها؟ - وأجيب أن الاستعمال العمومي للعقل ينبغي أن يكون دائمـاً حرا، وهو وحده قادر على نشر الأنوار بين النّاس، بينما الاستعمال الخاص قد يكون في العديد من الحالات محدوداً بشكل صارم دون أن يعوق ذلك بوجه خاص تقدّم الأنوار. وأقصد بالاستعمال العمومي مـن قبـل المرء لعقله هو، أنه يستعمل عقله بوصفه عالماً أمام الجمهور بأكمله الذي هو عالم القراء. وأسمّي استعمالاً خاصا ذلك الاستعمال للعقل، المسموح به للمرء في ممارسة المسؤولية أو الوظيفة التي أسندت إليـه بوصفه مواطناً. والحال أنّه بالنّسبة إلى عدّة أنشطة تتعلق بمصلحة المجموعة، ثمّة آلية ضروريّة تفرض على بعض أفرادها أن يكونوا منقادين تماماً في سلوكهم حتى يتسنى للحكم، بناء على إجماع مصطنع، أن يوجههم نحو غايات عمومية ، أو على الأقل أن يمنعهم من نسف تلك الغايات. وعندئذ من الأكيد أنه لا يُسمح بالتفكير، وإنّما الطاعة واجبة. ولكن، على اعتبار أنّ هذا الجزء من الآلة يرى نفسه في آن واحد عضوا في مجموعة بكاملها، بل عضوا في مجتمع المعمورة قاطبة، فإنّه تبعاً لذلك وبصفته عالما يتوجـه بكتاباته إلى جمهور بالمعنى الحقيقي للكلمة، يمكن له تماماً أن يفكر دون أن تتضرر من ذلك الأعمال الموكولة إليه جزئيًّا بصفته عضواً منقادا. وهكذا يكون من الخطر الشديد أن يسعى ضابط تلقى أمراً من رئيسه إلى المماحكة ، بصوت عال أثناء الخدمة في شرعية هذا الأمر أو فائدته ؛ وإنما عليه أن يطيع . ولكن ليس من المشروع أن يُمنع ، بصفته عالماً، من إبداء ملاحظات حول الأخطاء المرتكبة في شن الحرب، ومن عرضها على جمهوره ليحكم في شأنها وليس بوسع المواطن الامتناع عن تسديد الضرائب التي هو مدين بها، بل إن نقداً لاذعاً لهذه الضرائب، إن كان عليه أن يدفعها يمكن حتى معاقبته بوصفه فضيحة (من شأنها أن تسبب حالات من العصيان المدني). ومع ذلك ، فإن الشخص نفسه لا يتصرّف ضدّ واجبه كمواطن إن عبر علناً، عالماً، بوصفه عن أفكاره المناهضة لقبح هذه الضرائب، وحتى لافتقارها إلى المشروعية."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب