لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب الحركات الاستقلالية في المغرب العربي pdf تأليف علال الفاسي

كتاب الحركات الاستقلالية في المغرب العربي - تأليف علال الفاسي - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF








معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : الحركات الاستقلالية في المغرب العربي.


تأليف : علال الفاسي.


الناشر : مطبعة النجاح الجديدة - الدار البيضاء.


رقم الطبعة : السادسة 2003.


عدد الصفحات : 580.


حجم الملف : 37.24 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).






مقتطف من الكتاب :


"لقد كانت مراكش تعتبر دائما القطر الجزائري بمثابة الحصن الأمامي لحمايتها، ولذلك ظلت سياستها التقليدية ترمى إلى امتداد نفوذها المعنوى للجزائر أو على الأقل العمل على حمايتها من الاحتلال الأجنبي الذي من شأنه أن يحاول - متى استقر بها - التوسع يميناً ويساراً، فلما وقعت الجزائر تحت الحكم. التركي ظل المراكشيون متخوفين من أن يمتد سلطان الترك لبلادهم، وسارت حكومتهم على منهج مؤيد الجميع الحركات الوطنية المناوئة الاتراك والتي ترمى لتكوين مملكة جزائرية مستقلة. وهذا ما دفع بجلالة السلطان عبد الرحمن الذي ظل على عرش المغرب الأقصى من سنة ١٨٧٣ إلى سنة ١٨٩٤ لتأييد مقاومة التيجانيين للترك، برغم أن المقيدة التي أيدها سلفه مولاى سليمان كانت مستمدة من الوهابيين ومنافية لروح الطريقة التي انتحلها التيجانيون. 


وإذا كانت هذه هي سياسة مراكش مع دولة مستعمرة إسلامية فمن الطبيعى أن يكون موقفها مع المحتلين غير المسلمين مضاهيا أو أحروباً، ولذلك ما حاولت فرنسا احتلال الجزائر حتى تقدمت الحكومة المغربية بالاحتجاج وتنشيط المقاومة، وما رأت عجز الترك عن الدفاع حتى تقدمت ببعث مندوب لجلالة الملك الذي دشن المقاومة العربية في تلمسان، وساعد على تكوين سلطنة الأمير عبد القادر تحت رعاية ملك المغرب وتأييده، كما نشطت شخصية أبي معزى المراكشية التي نظمت مقاومة زواوة منفصلة عن عبد القادر أولا ثم بالاتفاق معه ثانياً. وقد استمر تأييد الدولة الشريفة المجاهدين الجزائر بين حتى كانت موقعة ايسل في ٤ أغسطس سنة ١٨٤٤ حيث انهزمت الجيوش المغربية انهزاماً شنيعاً، وكادت فرنسا تحتل القسم الشرقي من مراكيش بعد ما هددت بعدافعها مينائى طنجة والصويرة.


ولقد كان انهزام الجيش المراكشي في هذه الموقعة برغم حسن القيادة التي رأسها خليفة الملك وابنه محمد بن عبد الرحمن الذي أصبح من بعد محمد الرابع سلطان المغرب باعثاً للشعب المغربي ونخبته على التدبر والتفكير في أسباب الهزيمة وظروفها. وقد تنبه المغاربة منذ الساعة إلى أن الأنظمة العتيقة في الجيش وفى الدولة لم تعد مجدية إزاء التقدم الأوربي الحديث وتكون في نفوس القادة شعورهم بالحاجة للتجديد وانتحال وسائل التقدم والنهوض. وتعتبر هزيمة إيسلى الفجر الأول للنهضة المراكشية الحديثة التي لا نريد أن نفصل مراحلها، وإنما نريد الإشارة إلى بعض ماله علاقة منها بتسيير الآلة النفسية لتكوين حركات المقاومة الاستقلالية في مراكش.


سارت في البلاد فورة الألم من الهزيمة مهددة بما يتبعها من خطر احتلال مستعمر غشوم، وأنشد الشعراء من قصائد الرثاء لما جرى، والتحذير مما يمكن أن يقع ما يعتبر من أطرف الشعر وأصدقه. وألف العلامة الكردودى رسالة أسماها : كشف الغمة بأن الحزب النظامية واجبة على الأمة )، وهي دعوة صاريحة التجديد التنظيم العسكرى بمقتضى القواعد الحديثة، واهتم غيره بالدعوة إلى ضرورة القيام بنهضة اقتصادية، من شأنها أن تقلل من حاجة البلاد من الموارد الأجنبية. وما ولى سيدى محمد الرابع الملك حتى أخذ يعمل لتحقيق ما رجته هذه النخبة من استعداد اقتصادى وعسكرى، فأسس مدرسة للطبجية، وجدد غراسة قصب السكر بالجنوب المغربى، وبدأ بتأسيس معمل للسكر، وأنشأ المطبعة المحمدية التي كان لها فضل نشر كثير من الكتب.


 ثم خلفه جلالة الملك مولاي الحسن ( ١٨٧٣ – ١٨٩٤ ) الذي يعتبر بحق من أكابر مصلحى المغرب وأعاظم ملوك الإسلام، فوجه همته لتوطيد النفوذ المعنوى للدولة، واسترجاع هيبتها إزاء الدول الأجنبية، واستطاع أن يحمى الاستقلال المراكشي طول حياته بسياسته الرشيدة التي عرفت كيف تستغل تزاحم الدول على البلاد، وكان من أعظم ما قام به تنظيم الجيش المغربي على أحدث الطرق، وتوجيه البعثات للتمرن في مختلف الأقطار الأوروبية، مع استعمال الفنيين الأجانب من سائر الدول دون تفضيل إحداهن على الأخرى. وفي عهد جلالته واصلت الحكومة الشريفة التنظيم الجديد الذي وجدته الحماية قائماً فقضت عليه، ثم في عهده انتقلت الوزارة المغربية من شكلها العتيق إلى شكل دیوان حكومى بالمعنى الحديث، وتأسست وزارة الخارجية والعدل والحربية والبحرية والمالية وغيرها من المصالح التي كانت متراكمة من قبل في يد كتاب. برجمون للمصدر الأعظم الذي لم يكن هو الآخر إلا مساعدا للملك الذي يقوم هو بكل شيء في الدولة.


ولتجهيز البلاد بالرجال القادرين على تنظيمها النظام الحديث بعث جلالته. بعثات للدراسة في مختلف فروع المعرفة بفرنسا وإيطاليا وألمانيا وانجلترا.


 ولتمكينها من وسائل الدفاع جدد الأسطول المغربي، وأنشأ معملا للسلاح في مدينة فاس.


ولتحسين حالتها الاقتصادية أخذ ينشىء بعض المصانع ويشارك في عرض الإنتاج الأهلى فى مختلف المعارض الأجنبية، وينشط استعمال المال المغربي في الإنتاج الأجنبي لمزاحمة الموردين الأجانب.


وبما أن سياسة الامتيازات الأجنبية التي أكدها مؤتمر مدريد المنعقد سنة ١٨٨٠، والتى نشأت عن غرف كونه الأجانب في البلاد في غفلة من رجالها المسئولين كانت قد استفحلت وأصبحت تهدد الحكومة بفوضى اجتماعية وسياسية فإن جلالته عمل بمختلف الوسائل على التخفيف من آثارها بالاحتجاج تارة، والصرامة في المقاومة أخرى. وفى الوقت نفسه حاول أن يعمل على إزالة كل الأسباب التى تجعل الدول الأجنبية تطالب بالاحتفاظ بمحاكمها القنصلية، فعمد إلى تكوين تدريجي للقضاء المدنى. وقد كانت القضايا كلها من اختصاص المحاكم الشرعية، وبما أن الأجانب يعتبرون بحق أو ببساطل المحاكم الشرعية کمجالس الاكليريكية لا يمكنهم - وهم غير مسلمين - أن يخضعوا لها فقد رأى جلالته أن وجود محاكم تخضع للقانون المدنى من شأنه أن يسد في وجوههم هذه الوسائل التي تذرعوا بها، فبدأ يرد كثيراً من الشئوون المدنية والجنائية إلى أيدى الباشوات والقواد الذين لم تكن مهمتهم في الماضى قضائية بالمرة. كما أعلن تحرير الرقيق ومنع الاسترقاق، وقرر اعتبار اليهود المغاربة مواطنين، لهم ما المسلمين من حقوق، وعليهم ما عليهم من واجبات."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب